«كل شيء يتغير على الدوام.. آفاق الترجمة الأدبية»

Picture1.jpg

تأليف: مجموعة باحثين

عرض: عبد الرحمن السليمان | أستاذ الترجمة في جامعة لوفان في بلجيكا

 

هذا الكتاب مرجع لا غنى عنه في الترجمة الأدبية التي كانت وما زالت أهم نوع من أنواع الترجمة لأنها الجسر الذي يربط بين الثقافات المختلفة عبر العصور.إنه مرجع مهم لطالب الترجمة وللمترجم المحترف على السواء، ذلك لأنه يعالج أهم مظاهر الترجمة الأدبية في دراسات حررها خبراء في الترجمة الأدبية يجمعون بين التكوين الأكاديمي الرصين والخبرات المهنية الواسعة. انتدب هؤلاء الأكاديميين والخبراء لتحرير هذا الكتاب المرجعي في الترجمة الأدبية "مركزُ الخبرة للترجمة الأدبية"، وهو شراكة بين مجمع اللغة الهولندية، وجامعة لوفان في بلجيكا، وجامعة أوتريخت في هولندا، والصندوق الفلمنكي للآداب في بلجيكا، والصندوق الهولندي للآداب. فجاء الكتاب بمثابة الدليل العلمي والعملي والمهني للترجمة الأدبية، ومرجعًا يصلح للتدريس في الجامعات والمعاهد وللدراسة الذاتية أيضًا.

 

يتألف الكتاب من مقدمة وأربعة أجزاء تحتوي على ثلاثة وعشرين فصلاً حرر كل فصل منها خبير في الترجمة. عُنون الجزء الأول من الكتاب بـ "المهارات المطلوبة"، والجزء الثاني بـ "المفاهيم الأساسية"، والجزء الثالث بـ "التركيز على الأنواع الأدبية" والجزء الرابع بـ "ما بعد الترجمة". استهل الكتابَ محرراه وهما ليفين دي هولست، الأستاذ البارز في جامعة لوفان في بلجيكا، وكريس فان دي بُول، المترجمة الأدبية القديرة والأستاذة المساعدة في الجامعة نفسها، بمقدمة أضاء فيها مشروع الكتاب ومضمونه. وصرَّحا بأنَّ "علم الترجمة النظري، وعلم الترجمة التطبيقي، والعلم التجريبي المكتسب من ممارسة الترجمة" ثلاثة مظاهر من مظاهر الترجمة "تتداخل مع بعضها وتكمّل بعضها بحيث لا يدعي أحد أنه يملك وحده علم الترجمة بمجمله".  لذلك تشكل هذه المظاهر الثلاثة "الخط الرفيع الذي يربط أول الكتاب بآخره". بكلام آخر: يربط هذا الكتاب العلم النظري بالعلم التطبيقي بصناعة الترجمة بخط عريض إن صح التعبير، ويتوقف عند القواعد النظرية والمهارات اللغوية والمعرفة التطبيقية ويتأمل في التجارب العملية المكتسبة من ممارسة الترجمة. وهذه الأخيرة، أي التجارب المكتسبة من ممارسة الترجمة، ذات أهمية كبيرة، لأنَّ الجامعات البحثية في العالم المتقدم معرفيًا تعير المقاربة البحثية "من أسفل لأعلى" (bottom-up approach) ذات الأهمية التي تعيرها للمقاربة البحثية "من أعلى لأسفل" (Top-down approach). فإذا كان الباحث ينطلق، في المقاربة الأخيرة، من أنموذج نظري يسقطه على مسألة ما بهدف تحليلها وحل إشكالياتها، فإنَّ مقاربة "من أسفل لأعلى" تنطلق من المسألة ذاتها ثم تسقط عليها تجربة الباحث وتبحث لها – في العلم النظري – على ما يفسرها علميًا، وإلا فيضع لها الباحث إطارًا نظريًا جديدًا يكون بمثابة الإضافة إلى العلم النظري الموجود. وهذا ما يجعل أهمية "علم الترجمة التطبيقي" وكذلك "العلم التجريبي المكتسب من ممارسة الترجمة"في غاية الأهمية، لأنهما "رديفان مهمان لعلم الترجمة النظري".

 

إن الترجمة علم تراكمت فيه خبرة خمسة آلاف من العمل على الأقل. فقد بدأت حركة الترجمة في العراق القديم بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد. وأول من مارس مهنة الترجمة في التاريخ هم الأكاديون الذين اضطروا إلى ترجمة بعض المصطلحات السومرية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالكتابة المسمارية التي اخترعها السومريون، فترجموها إلى لغتهم الأكادية.فالتواصل الأكادي السومري هو أقدم تواصل لغوي في تاريخ التدوين الانساني، ذلك أن السومرية أقدم لغة بشرية دُوِّنت(حوالي 3200 قبل الميلاد)، وأن الأكاديين أزاحوا السومريين عن سدة الحكم في بلاد الرافدين (حوالي 2900 قبل الميلاد) وحلوا محلهم في حكم بلاد الرافدين وبنوا فيها دولتهم الأكادية البابلية. وبما أن السومريين هم الذين اخترعوا الكتابة المسمارية، أقدم كتابة في التاريخ المعروف، وأول من وضع أساسيات علوم الإدارة والسياسية، فقد أخذ عنهم الأكاديون ذلك عندما أزاحوهم عن سدة الحكم وحلوا محلهم، مما اضطرهم إلى ترجمة علومهم ومعارفهم ومصطلحات حضارتهم. وقد حفظ الدهر لنا من أوابد الأكاديين ألواحًا تحتوي على مسارد لغوية باللغتين السومرية والآكادية هي أقدم ما ألف في هذا المجال. وهكذا نرى أن علم الترجمة ولد مع أقدم حضارتين نشأتا في الشرق، وأن علم صناعة المعجم ولد مع علم الترجمة وظلَّ يلازمه حتى اليوم.لقد سمى البابليون الشخص الذي يقوم بالترجمة: (تَرجُمان)، والآراميون (תרגמנא: تُرْجِمانا، والألف في نهاية الكلمة للتعريف)، والسريان (ܬܪܓܡܢܐ: تَرْجْمونُا والألف في نهاية الكلمة للتعريف)، واليهود (תרגמן: تُرْجُمانْ)، والعرب (ترجمان). وعن العرب أخذ اليونان هذه الكلمة لتصبح في لغتهم: (Δραγουμάνος: Dragoymanos). ثم انتقلت الكلمة من اليونانية إلى جميع اللغات الحديثة الأوروبية ومنها الإنكليزية (Dragoman) والفرنسية (Drogman). وبما أن المعنى الأصلي لـ (ترجمان) في اللغات الجزيرية (= السامية) هو التفسير، تفسير الكلام المبهم، أي أن (الترجمان) هو الشخص الذي يفسّر الكلام غير الواضح ويشرحه بلغة واضحة لأهلها، فقد ترجم الغربيون هذا المعنى إلى لغاتهم فحصلوا علىinterpreter/interpretation في الإنكليزية وinterprète/interprétation في الفرنسية، مع الإشارة إلى أن المقصود بهذه الأخيرة المترجم الشفوي ولكنها تنطبق دلاليًا على المترجم التحريري أيضًا.

 

وعلى الرغم من أن الترجمة بين السومرية والبابلية في مراحلها الأولى كانت ترجمة وظائفية، إلا أنها سرعان ما توسعت لتشمل الأدب (الملاحم والشعر). ثم أصبحت الترجمة أداة التواصل في زمن العولمة الأولى، عندما بدأ الاتصال والتواصل بين حضارات الرافدين وسورية ومصر وحوض البحر الأبيض المتوسط، وتطورت من الوظائفية البحتة (ترجمة الرسائل والعقود والتعليمات إلخ) إلى ترجمة الأدب، شعرًا ونثرًا وملاحم. ونقتصر في حديثنا هنا على ترجمة النص الديني بعد صيرورة الآرامية لغة التواصل في الشرق القديم في القرن الخامس قبل الميلاد. فقد ترجم مجهولون أسفار العهد القديم من العبرية والآرامية إلى اليونانية (الترجمة السبعينية) في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم ترجم القديس جيروم العهدين القديم والجديد من العبرية والآرامية واليونانية إلى اللاتينية (ترجمة الفولغاتا) في القرن الرابع الميلادي. يجعل الكثيرون من المنظرين بداية الترجمة عند القديس جيروم، وهذا غير دقيق لأنه يختزل كل التقاليد الرافيدينية والمصرية القديمة وحتى اليونانية واللاتينية في إشارات عابرة لا لشيء إلا لطغيان النص الديني اليهودي المسيحي وأهمية ترجمته إلى اللاتينية أولا (الفولغاتا)، ثم إلى اللغات المحلية التي أصبحت مهمة ابتداءً من القرن الخامس عشر (ترجمة ماتن لوثر الألمانية، ترجمة الملك جيمس الإنكليزية، الترجمة الهولندية الفيدرالية وغيرها). ومن نافلة القول التذكير بأن هذه الترجمات إلى اللغات المحلية هي التي وحدت هذه اللغات المحلية وأوجدت فيها سجلاً خطابيًا أدبيًا قلده الكتاب والشعراء فنشأت تلك اللغات وتطورت إلى ما نعرفها اليوم. فالترجمة الأدبية هنا – وإن كانت مقتصرة على النص الديني – كانت عاملاً حاسمًا في تكوين لغات وهويات وطنية ثم حدود رسمية ودول عصرية تأسس العنصر الموحد لها على اللغة أكثر مما تأسس على الدين (كالقومية الإيرلندية) أو العرق (كالقومة الألمانية في العهد النازي).

 

يركز الكتاب في عدة دراسات على الخبرات التراكمية في الترجمة، وينطلق من التنصيص على "المهارات المطلوبة" ابتداء من "المعرفة الأساسية المتمثلة بإتقان لغتين اثنتين على الأقل للترجمة منهما وإليهما"، ثم "إنشاء مقاولة تمكن المترجم من ممارسة عمله بطريقة قانونية" بعد اكتسابه صفة اعتبارية "تمكنه من التعاقد مع دور النشر والتعامل مع حقوق المؤلف والملكية الفكرية بطريقة مسؤولة". يتوقف الكُتّاب هنا عند البحث عن "فرص اقتصادية" للمترجم الأدبي "المتمثلة في البحث عن الدعم المالي من صناديق الدعم الوطنية التي تخصصها الدول لنشر الآداب"، آدابها بترجمتها إلى اللغات الأخرى، وآداب الأمم الأخرى بترجمتها إلى لغتها. ثم تتوقف محررة الكتاب كريس فان دي بُول في دراسة بعنوان "المعرفة والمهرات الأساسية" عند المعيار الأوربي (Petra-E Framework) الذي ينظم عمل المترجمين الأدبيين في الاتحاد الأوربي "والذي يقدم حزمة من المعارف والمهارات والسلوكيات التي ينبغي على المترجم الأدبي أن يتسلح بها لكي يصبح مترجمًا أدبيًا مؤهلاً". تتكون هذه الحزمة من ثماني كفاءاتفرعية تحدد تأهيل المترجم الأدبي هي: "الكفاءة اللغوية وكفاءة النقلوالكفاءة النصية والكفاءة التفسيرية والكفاءة الأدبية والثقافية والكفاءة المهنية والكفاءة التقييمية والكفاءة البحثية". ويحتوي المعيار الأوروبي المرجعي المذكور على توصيفات دقيقة لهذه الكفاءات الفرعية. كما تحتوي حزمة الكفاءات الأوروبية المعيارية هذه على "خط تعليمي عمودي يتدرج من مبتدئ إلى متطور إلى محترف مبتدئ فمحترف وأخيرًا خبير". وتنص تلك التوصيفات على "المهارات التي ينبغي أن يتمتع بها كل واحد من هذه الأصناف الخمسة، من المبتدئ حتى الخبير، بدقة، كما تذكر ما يجب أن يتقن الواحد منهم بالتفصيل". كما يتوقف كُتّاب هذا الفصل عند مهارات أخرى لا بد للمترجم من التحلي بها مثل "مهارة استعمال المصادر وكيفية قراءة النص المراد ترجمته إلى لغة أخرى والعلاقة بين الكاتب والمترجم والترجمة ضمن فريق ثنائي" أي شراكة مع مترجم آخر. تتطلب كل مهارة من هذه المهارات كفاءة مخصوصة بها.

 

ثم يطرح الكتاب في الفصل الثاني المفاهيم الأساسية في عملية الترجمة، حيث يتوقف الأستاذ هنري بلومين في دراسة مفصلةعند مفهوم "التكافؤ" في الترجمة، وهو مفهوم يشغل بال المترجمين منذ عهد الرافدينيين حتى اليوم، لأن عملية الترجمة – في جميع مراحلها – مؤسسة عليه. يستهل الكاتب مقالته بالتقرير بأن "مفهوم التكافؤ هو المفهوم الأكثر مركزية وفي الوقت نفسه المفهوم الأكثر عرضة للجدل عند التأمل العلميوالحديثعن الترجمة". ولفهم هذا التناقض لا بد من التمييز بين "التكافؤ من حيث هو معيار في عملية الترجمة التطبيقية، وبين التكافؤ من حيث هو مفهوم في دراسات الترجمة النظرية". ولهذا المفهوم في كل من الحالتين: حالة ممارسة الترجمة وحالة البحث العلمي فيها، مسار مختلف يؤدي إلى نتائج مختلفة. ففي مسار ممارسة الترجمة "يعتبر مفهوم التكافؤ المعيار الذي يسيّر عملية الترجمة" ويتحكم فيها. وقد بدأ هذا التقليد في الغرب عند ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغات الغربية الحديثة، "فكان يُتَوقّع أن تكون الترجمة"، ترجمة الكتاب المقدس من العبرية والآرامية واليونانية إلى اللاتينية واللغات الغربية، "مكافئة كليًا للأصل" المقدس بحيث تكتسب الترجمة القداسة ذاتها التي للأصل، فيتعبد بها في الكنائس. وهذا مفهوم مختلف كليًا عن مفهوم المسلمين لترجمة القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة، ذلكأن ترجمات القرآن الكريمإلى اللغات المختلفة تهدف – على سبيل المقارنة –إلى فهم معاني القرآن الكريم فقط، ولا يمكن – في المنظور الإسلامي – أن تكون مكافئة للأصل وأن يُتعبّد بها بدلاً من الأصل العربي. أما في المسار النظري، خصوصًا في مجال دراسات الترجمة اللغوية، "فإن مفهوم التكافؤ يعتبر مُشكلاً بل مستحيلاً عندما يتعلق الأمر بالشعر أو بالنثر الفني ذي المسحة الشاعرية" كما يرى منظر الترجمة رومان جاكوبسون. لذلك لم يذكر المعيار الأوربي (Petra-E Framework) في تنظيمه لعمل المترجمين الأدبيين مفهوم التكافؤ بل استعاض عنه بمفهوم جديد هو "نقل مناسب" للنص الأصلي. ويرى الكاتب أن هذا المصطلح الجديد "مجرد مرادف لمفهوم التكافؤ". ثم يلخص الكاتب أنواع التكافؤ في محاولة لتفكيك النظرة المزدوجة إلى مفهوم التكافؤ ويميز بين "التكافؤ اللفظي" الناتج عن الترجمة كلمة بكلمة، وهذه أشد أنواع الترجمة حرفية، سواء أفهم النص أم لا. وكذلك "التكافؤ المعجمي"ويقصد به ترجمة الكلمة في اللغة (أ) بما يقابلها معجميًا في اللغة (ب)، أي ترجمتها ترجمة حرفية طالما كان ذلك ممكنًا. وكذلك بين "التكافؤ الوظيفي"بأن يترجم المترجم مصطلحًا قانونيًا أو إداريًا أو رسميًا في لغة قانونية أو إدارية أو رسمية ما بما يكافئه وظيفيًا من مصطلح قانوني أو إداري أو رسمي في لغة قانونية أو إدارية أو رسمية أخرى. وكذلك "التكافؤ الديناميكي"،ويرادُ منه أن تترجم معاني عبارات النص المراد ترجمته بما يقابلها من معانٍ في اللغة المنقول إليها، سواء أتكافأت الألفاظ معجميًا أم لم تتكافأ، مع التركيز على القيمة التواصلية للنص، وليس القيمة اللغوية أو التركيبية فقط.  وتنسب مقاربة التكافؤ الديناميكي هذه إلى منظر الترجمة أوجين نايدا. ولكننا نجد هذا التنظير عند الجاحظ (توفي سنة 869 ميلادية) وعند الصلاح الصفدي (القرن الثالث عشر الميلادي)، حيث يرى هذا الأخير أن طريقة حنين بن إسحاق في الترجمة  تتمثل في أن "يأتي الجملة ويحصل معناها في ذهنه ويعبر عنها من اللغة الأخرى بجملة تطابقها، سواء ساوت ألفاظها أم خالفتها". وهذا هو جوهر التكافؤ الديناميكي الذي يقتضي أن تمر عملية ترجمة النص الأدبي عبر ثلاث مراحل: (أ) مرحلة نقل العناصر اللغوية للنص؛ و(ب) مرحلة نقل العناصر الثقافية الظاهرة والضامرة للنص؛ و(ج) مرحلة نقل الوَقع، وهو الأثر الجمالي الذي يحدثه النص الأدبي الأصلي على متلقيه في لغته، في الترجمة بحيث يحدث هذا الأثر الجمالي الوقع ذاته على متلقي الترجمة. وهذه الأخيرة أصعب مرحلة في الترجمة الأدبية.

يوصَّف الجزء الثالث من الكتاب المعنون بـ "التركيز على الأنواع الأدبية" الأنواع الأدبية المختلفة كالنثر والشعر والمسرحيات والنصوص الفلسفية والروايات التاريخية وأدب الطفل. ولعل التحدي الأكبر في الترجمة الأدبية هو ترجمة الشعر. يقدم الكاتب أونوك وستر في مقالة

بعنوان يبدو غريبًا: "تجاوز القواعد: ترجمة الشعر" بين يدي مقالته بمقولة شهيرة للشاعر الأمريكي روبريت فروست (1874-1963) هي: "إن الشعر هو ما يضيع عند ترجمة الشعر"! يريد: من الصعب أو من شبه المستحيل أن ينقل المترجم الشعر بإيقاعه ووقعه وتماهي لفظه بمعناه وتداخل ذلك كله كما هو إلى لغة أخرى. لذلك يضيع الشعر عند ترجمته، ويصعب بل يستحيل نقل وقعه الذي يحدثه عند متلقيه بلغته، إلى متلقي الترجمة. لذلك "يعتبر معظم المترجمين ترجماتهم الشعرية مجرد عرض ذاتي للنص الأصلي باللغة الهدف"، وليس ترجمة له ترقى إلى مستوى التكافؤ الذي ينشده المترجم عند محاولته ترجمة أي نص أدبي جيد.

ثم يعرض الجزء الرابع الموسوم بـ "ما بعد الترجمة" للأنشطة التي لا ينبغي على المترجم الأدبي المحترف والناجح أن يهملها وهي: "المراجعة الذاتية" أو التقييم الشخصي للترجمة قبل عرضها على مراجع خارجي؛ و"الحكم على الترجمة" بعد مراجعتها، و"التعاطي بإيجابية مع الترويج للعمل المترجم بما في ذلك عرضه على النقاد  لكتابة مراجعة له تنشر في مجلات رائجة، وكذلك ترشيحه لنيل الجوائز المخصصة للترجمات الجيدة".  

الكتاب مادة غنية للمترجم الأدبي، وقمين بالترجمة إلى اللغة العربية لشح الموارد العربية التي تعالج هذا الموضوع.

....

عنوان الكتاب:  كل شيء يتغير على الدوام. آفاق الترجمة الأدبية

الكاتب:  مجموعة كتاب

المحرران: ليفين دي هولست (Lieven D’hulst) وكريس فان دي بُول (Chris Van de Poel)

الناشر: دار نشر جامعة لوفان – بلجيكا

اللغة: الهولندية

عدد الصفحات: 276 صفحة

سنة النشر: 2019

 

أخبار ذات صلة