الإسلام – تشريح الخوف

Picture1.png

يوسف شحادة

أدريان شادكوفسكي

 

يقدم بروفيسور العلوم السياسية والأمنية، البولندي أدريان شادكوفسكي، كتابه الجديد "الإسلام – تشريح الخوف" استكمالا لما بدأه من مؤلفات عن الثقافة العربية الإسلامية، وقضايا الأمن والإرهاب. يعالج الكتاب مسألة الصراع الثقافي والحضاري بين الغرب والمسلمين من خلال تحليل أسس الإسلام ومقومات الثقافة العربية الإسلامية. ويتناول أزمة الهجرة في أوروبا، والصدام الثقافي الذي يزعم أنه يتجلى في أمور عديدة، منها وضع المرأة، ومشكلات انصهار المهاجرين المسلمين في المجتمعات الأوروبية، واشتداد حدة التطرف في جالياتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية بالأوروبيين، والبولنديين منهم على الأخص. ومع أن ما كُتب حول الإسلام، والقضايا المتعلقة به، كثير ومتنوع، فما زال المفكرون البولنديون ينجذبون إلى هذا النوع من الكتابات لأسباب مختلفة، وكل له من وراء ذلك غايات محددة وأهداف معلنة، وغير معلنة. بيد أن خبرة شادكوفسكي في هذا المجال تجعل كتابه يبدو مهما ومفيدا للقارئ البولندي لما فيه من تحليل يلتزم الموضوعية في أغلب الأحيان، فيسعى إلى إخراج صورة أكثر واقعية للثقافة، التي يحرص على تسميتها بالثقافة العربية الإسلامية. وتتأتى خبرة المؤلف من وظيفته الحالية مستشارا للقائد العام لحرس الحدود البولندي، يُضاف إليها خبراته العلمية في مجال الأمن العالمي، وفي مقدمها الأمن وحماية الطيران المدني. ولعل كتبه الثمانية كانت ثمرة الخبرات المكتسبة التي دعمها بزياراته البحثية إلى بلدان الشرق الأوسط، ومنها اليمن وعُمان والإمارات العربية المتحدة وسوريا ولبنان والأردن وتركيا.

 

يتحدث شادكوفسكي في مقدمة كتابه عن الصدام الحضاري بين الثقافتين العربية الإسلامية والليبرالية الغربية، معرجا على آراء صاموئيل هنتنغتون – صاحب كتاب "صدام الحضارات" الشهير – حيث يرى أنّ صدام الحضارات في أزمة الهجرة ليس صدام الإسلام والمسيحية وفق منظور هنتنغتون الكلاسيكي، بل هو شكل أكثر تقدما من أشكال الاستيلاء على الفضاء الليبرالي للديمقراطية والحريات والتسامح والتحرر. ويؤكد المؤلف أنّ كتابه يشكل محاولة للإجابة عن المسألة البحثية الأساسية المتضمنة في السؤال التالي: هل المخاوف الأمنية المرتبطة بموجة هجرة المسلمين هي مخاوف مسوَّغة؟ ويتساءل: "هل ثمة شيء يُخاف منه؟" قاصدا بذلك الخوف على أمن المجتمعات الأوروبية وثقافتها. وإن كان المؤلف لا يجيب بشكل مباشر على هذا التساؤل، فهو يشير إلى القوة العظيمة للدين في نفوس المؤمنين به، حيث يشكل ذلك الدين هويتهم، فيغدو الصراع الديني صراع هوية. وهذا ما يستدعي المخاوف المتعاظمة لدى أبناء المجتمعات المستقبلة للمهاجرين المنتمين إلى ثقافة مغايرة مرتكزة بالأساس على هوية دينية. ويشير المؤلف إلى أنّ هيمنة الأفكار المسبقة، والميل إلى التعميم بشكل خاطئ، يشكلان الصورة السيئة للآخر الغريب. وينطلق شادكوفسكي من فرضية صحيحة أساسها أن جهل الإنسان بالشيء تجعله يخافه، فيصوغ استناجا مقنعا يقول بأن معرفة أي دين آخر، وأية ثقافة أخرى، تتطلب جهدا بالغا، وقبول الاختلاف يمثل بحد ذاته تحديا يتطلب أولا الانعتاق من الخوف. ولا يخفي المؤلف مدى خطورة هذا التحدي وشدته.

ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، نجد في أولها لمحة شاملة عن تاريخ الإسلام، حيث يتطرق المؤلف إلى حياة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) منذ ولادته في عام الفيل، مستذكرا قصة هجوم إبرهة الأشرم على مكة. ثم يسرد رحلة النبي إلى الشام ولقاءه الراهب بحيرة، ونزول الوحي وبدايات الإسلام، والظروف التي سادت حياة المكيين وأهل يثرب، والعلاقات الرابطة بين المهاجرين والأنصار ويهود المدينة. يحتوي الفصل على مباحث مهمة تشرح أركان الإسلام الخمسة، وكذلك أركان الإيمان في المفهوم الإسلامي. يقدم الكاتب شرحا شاملا عن القرآن بادئا بالتعريف بمعناه اللغوي، وظروف نزوله على محمد (صلى الله عليه وسلم) في أثناء تعبده في غار حراء. وقد سعى لتبيين أهميته العظمى، كونه الكتاب المسير للمجتمعات الإسلامية، مؤكدا قوة تأثيره في كل تفاصيل حياة المسلمين، لا بل في حياة الأمم قاطبة. ونجده يعتمد على ما قدمه أحد أهم المستشرقين البولنديين، مترجم معاني القرآن إلى البولندية – يوسف بيلافسكي مشيرا إلى أهمية الفرقان: "نظرة سريعة في التاريخ تكفي لتثبت أن أي كتاب آخر لم يمتلك عمليا مثل هذا التأثير الذي امتلكه القرآن في المجتمعات الإنسانية وفي حياة الإنسان". ويصل إلى استنتاج صائب هو أن دراسة التاريخ العالمي، وعلى الأخص تاريخ المجتمعات المسلمة على مدى القرون الأربعة عشر السالفة غير ممكنة من دون معرفة القرآن. هذه المعرفة لا تكون بتلاوته وحسب، لأنّ القرآن يختص ببُعد داخلي لا يمكن لأي تحليل أدبي أو فقهي أن يظهره إلا بالغوص عميقا في رموزه وتدبره. يولي المؤلف أمور المسلمين الأوائل وأيامهم اهتماما كبيرا، فلا يغفل في سرده عن تفاصيل كثيرة، منها على سبيل المثال كيف تم الاتفاق على إيجاد تأريخ إسلامي سُمي لاحقا بالتقويم الهجري. ويمكن القول إن شادكوفسكي يقدم صورة شاملة وافية عن النبوة المحمدية، وبدايات تشكل الإسلام، وظهوره كقوة كبيرة مؤثرة في بلاد العرب. وقد اعتمد على مصادر قيمة من كتب المستشرقين البولنديين والأوروبيين اتسمت بنقل الوقائع بشكل لا يحيد كثيرا عن الروايات الإسلامية الرسمية. وتشغل صورة الرسول وشخصيته مكانا مهما في هذا الفصل، بما في ذلك الحديث عن ملامحه وأوصافه كما وردت في كتب السيرة. ويناول حياة النبي وسنته، وزهده، ومكارم أخلاقه، ويستطرد متحدثا عن حب المسلمين لرسولهم، وإجلاله، واستعدادهم للموت في سبيل نصرته، فهو يمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى لهم. بيد أنّه يقحم مشكلة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول التي نشرت في الدانمارك وفرنسا، محاولا إثبات أن ردة فعل المسلمين على التشهير برسولهم قد تدفعهم إلى أعمال غير محسوبة مثل الهجوم الدموي على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية. لا بد من الإشارة هنا أن إقحام هذا الموضوع لا يستقيم من ناحية منهجية، فالقفز المفاجئ من الحديث عن حياة الرسول، وقيمه، وإجلال المسلمين له، إلى وقائع حديثة نعيشها الآن يجعل المبحث غير منسجم زمنيا، فكان الأجدر بالمؤلف أن يطرق هذا الموضوع في فصل آخر.

يحوي الفصل الثاني مباحث شديدة الأهمية، تتناول الأسرة العربية المسلمة التي تشكل نواة المجتمع، والأساس الذي ترتكز عليه العلاقات الاجتماعية. فهي تقوم بوظائف متعددة يأتي على رأسها استمرارية الحياة، وتربية الأطفال والناشئة على الحفاظ على قيم المجتمع ووتقاليده وأعرافه وميراثه الثقافي. يشرح الكاتب الأسس التي تقوم عليها الأسرة المسلمة مؤكدا قيمها التي تتميز بها عن غيرها من ناحية الترابط العائلي الكبير الذي يتعدى حدود الأسرة إلى منظومة الأقارب، حيث يتقاسم أفرادها الحزن والفرح، ويتعاضدون في الشدائد والمحن. ونجد نظرة إيجابية إلى سمات حسنة تتمتع بها العائلة المسلمة، منها احترام الصغير للكبير، حيث تلقى كلمتهم أذنا صاغية وتُحترم قراراتهم. ويلتفت المؤلف إلى نظام الزواج الشرعي وموضوع المحارم، حسب ما هو مفصل في القرآن الكريم، لكنه يستطرد ليطرق باب حقوق المرأة ووضعها في المجتمع المسلم. عادة ما تكون هذه القضية موضوع جدل ونقاشات موسعة في الأدبيات الأوروبية التي غالبا ما ترى أن حقوق المسلمات ناقصة. ويُضرب المثل على ذلك في مسألة عدم مساواة المرأة بالرجل في الميراث، وقضية عدم الاعتداد بشهادتها، بشكل مساو للرجل، في المحاكم. وهذا ما يشير إليه الكاتب بشكل محايد ناقلا بعض الاقتباسات من المفكرين الأوروبيين، بيد أنه يبرز في المقابل موقف الرسول الكريم من المرأة في حضه على احترام حقوقها، وصونها، ومعاملتها أفضل معاملة، ما جعل وضعها الاجتماعي متفوقا بحسناته مما كان عليه قبل الإسلام. يتناول المؤلف بالشرح مسألة أخرى مهمة ملخصها أن الحديث عن وضع الذكر والأنثى في الثقافة العربية الإسلامية يجب أن يأخذ بالحسبان الفروق بين الرجل والمرأة على أساس الواجبات. فللمرأة وظائف ينبغي لها أن تقوم بها، وهي تقليديا تخص رعاية الأطفال والقيام بأعمال المنزل، بينما يكون الرجل مسؤولا عن توفير المال ولقمة العيش لأسرته. وفي مبحث آخر يطرح الكاتب مسألة عملية تربية الأطفال، وتدريبهم على الإسلام، وهو بذلك يقدم وصفا حقيقيا على تنشئة الأطفال على حب دينهم والسير على هداه. ويصل إلى استنتاج مهم يبين الفرق بين المسلمين والأوروبيين في التربية، موضحا أن أغلب الآباء في الغرب يبدؤون، منذ السنوات الأولى من عمر أبنائهم، بتعليمهم الاعتماد على أنفسهم والاستقلالية، ويوصونهم بالقيام بأعمال منزلية، ويرغبونهم في اتخاذ القرارات. والغاية من وراء ذلك تدريبهم على عدم الاعتماد على الأهل بشكل كامل، وعدم التبعية لهم بعد سن البلوغ. لكن الآباء العرب، وخاصة الأمهات، يفضلن – كما يقول المؤلف – أن يخضع الأطفال لهن، في محاولة لربطهم بهن عاطفيا.

       يضع المؤلف عنوانا للفصل الثالث يشمل عنوان الكتاب الرئيس على النحو التالي: "الإسلام السياسي المُحارِب – تشريح الخوف". لا شك أن هذا العنوان يوحي بالكثير، فالمشكلة إذن ليست بالإسلام كدين رباني، ولكن بمن يجعل منه حزبا سياسيا، ويستغل نصوصه، و"يُسيّسها" لمصالح دنيوية أو أطاريح متطرفة تثير الخوف وتجنح إلى الحرب. ومن الواضح أن شادكوفسكي يدرك تماما فحوى رسالة الإسلام القائمة على العدل والاعتدال، لذلك نجده يضع تحت ذلك العنوان ترجمة لمعاني جزء من الآية 190 من سورة البقرة ليدلل على أن الإسلام ينهى عن الاعتداء والعدوان: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا... ". يفرد المؤلف مبحـثا قيما يحلل فيه ما سُمي بـ "اللامعيارية الاجتماعية" ومصادرها الدينية، وحسب عالم الاجتماع إميل دوركايم، واضع هذا المصطلح، تقوم "اللامعيارية" في حال ضعف المجتمع، وانخفاض قدرته على التوجيه الأخلاقي لأفراده، فيغدو التزامهم بالمعايير المجتمعية محدودا، وتتشكل الفوضى. ولعل ما يرمي إليه شادكوفسكي من خلال مفهوم "اللامعيارية" يتلخص في إضاءة جوانب من الصدام الاجتماعي الثقافي في البلدان التي اجتاحتها موجات التطرف الإسلامي، والوقوف على الأوضاع الراهنة في سوريا والعراق. على سبيل المثال يؤكد أنه في حالة "اللامعيارية" الحاصلة في خضم الصراع المستمر في سوريا يصبح تحقيق الحاجات الأدنى رتبة أولية قصوى، وتتراجع القيم العليا إلى الحضيض. يزعم الكاتب أن المواقف المبطنة القوية المتأتية من التشدد الديني يمكنها أن تفضي إلى صراعات مجتمعية شديدة الخطورة، وتصبح مصدرا للامعيارية الاجتماعية. وتتجلى هذه المواقف على هيئة سلوك قائم في علاقات ممثلي الحضارة العربية الإسلامية والعالم الغربي بما يتعلق بالرموز الدينية. يصرح المؤلف أن تفسير القرآن تفسيرا صحيحا مهم جدا في درء كثير من التآويل التي قد تبتعد عن المعنى المقصود. ويؤكد أن ترجمة القرآن إلى لغة أخرى يمكن معاملتها على أنها نص مساعد يتيح فهم آيات الكتاب الحكيم ومعانيها، لكنها لا تغني عن تدبر القرآن بلغة الضاد. ويضرب مثلا يؤيد به كلامه ذاكرا النسخة الإنجليزية لمعاني القرآن في جامع السلطان قابوس الأكبر بمسقط، حيث يظهر العنوان متضمنا كلمتي "معاني القرآن كما يلي: The Meaning of the Glorios Qur’an. يبتعد عن البحث والتحليل النظري أحيانا، ليدخل في تفاصيل مختلفة عن تطبيقات حدود الشريعة في بعض المجتمعات المسلمة، لينتقل بعدها إلى نشاط الجهاديين وأعمالهم المتطرفة، والإرهاب والعمليات الانتحارية، ومحاولاتهم تسويغها من منطلقات دينية. ويفرد مبحثا خاصا لما سمي بـ "الدولة الإسلامية"، فيصفها بالخلافة الإرهابية شارحا المخاطر الكبيرة التي تمثلها، إذ أنها لم تقف عند حدود سوريا والعراق، بل جاوزتها إلى أوروبا، وبولندا التي انضم بعض من مواطنيها ليقاتل في صفوف داعش.

يخصص الكتاب الفصل الأخير لتحليل الأزمة التي سببها المهاجرون في أوروبا على أساس مفهوم "التسييس الأمني"، وهذا المصطلح نشأ عما سُمي بـ "مدرسة كوبنهاغن". وقد ظهرت في العلاقات الدولية سياسات متطرفة تسمح باتخاذ تدابير طارئة، واستخدام وسائل استثنائية، باسم الأمن، للتغلب على الأزمات. ويبين الكاتب أن النقاشات الفكرية في بولندا وأوروبا حول المهاجرين المنتمين إلى الثقافة العربية الإسلامية أخذت منحى سلبيا عُبّر عنه برفض هؤلاء المهاجرين بسبب التخوف من ثقافتهم التي تشكل خطرا كبيرا على الثقافة المسيحية البولندية، وعلى ثقافة أوروبا الليبرالية. يؤكد شادكوفسكي أن الدراسات البحثية أظهرت بشكل واضح أن معظم البولنديين يقفون مع حكومتهم الحالية التي ترفض استقبال اللاجئين على أراضيها حسب الحصة التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، ووافقت عليها الحكومة السابقة. ويشرح المؤلف أنّ استطلاع رأي البولنديين (في عام 2015) بخصوص نظرتهم إلى الإسلام والمسلمين، أثبت أنهم منقسمون إلى مجموعتين؛ الأولى ترى أن الإسلام يرتبط بالعنف والإرهاب وعدم تقبل الآخر، بينما المجموعة الثانية لا ترى أن الإسلام مرتبط بشكل مباشر بالعنف، ونصف هذه المجموعة يعتقد أن غالبية المسلمين ينددون بالإرهاب، ويختلف النصف الآخر في الرأي لكن أكثره يرى أن الإسلام يشكل تربة صالحة للإرهاب أو التطرف.

يجمل المؤلف ما توصل إليه من استنتاجات مؤكدا أن الثقافة العربية الإسلامية لا يمكن عدها وحدة متراصة، ولا يمكن النظر إليها على هذا الأساس، فثمة جماعات إسلامية مختلفة في ما بينها، بل متناحرة أحيانا، تتصارع حول شكل الهوية الإسلامية الحقيقية. بيد أن الأوروبيين ينظرون إلى المهاجرين المسلمين الوافدين إليهم على أنهم كتلة واحدة متماثلة، فيعاملوهم كممثلين للإسلام بشكل عام. ويعتقد المؤلف أن قسما كبيرا من الأوروبيين يرون أن انصهار المسلمين غير ممكن، لذلك ترفض مجموعة من دول أوروربا الوسطى، مثل: بولندا وهنغاريا والتشيك وسلوفاكيا، قبول اللاجئين مدعية حماية ثقافتها الوطنية من الثقافة المغايرة الوافدة. وما يؤخذ على المؤلف أنه يستخدم دائما في حدثيه كلمة المهاجرين بدلا عن اللاجئين – كما يفعل رافضو اللاجئين تحايلا على المصطلح الحقيقي – وهو بذلك يتغافل عن الفرق القانوني الكبير بين المصطلحين. لقد كان على الدول المشار إليها سابقا القبول باستقبال اللاجئين، وحمايتهم حسب القوانين الدولية، علما أن حصص تلك الدول منهم ضئيلة. وثمة إصرار من الكاتب على استخدام كلمة "انصهار" بدل كلمة "اندماج" التي عادة ما تُستخدم في قوانين اللجوء، وغني عن القول إن المعاهدات الدولية لا تطلب من اللاجئين الانصهار، بل تكفل لهم الحفاظ على ميراثهم الثقافي. لكن رغم هذه الهنات، يمكن القول إن مؤلف "الإسلام – تشريح الخوف" سعى إلى أن يقدم في أطاريحه صورة للإسلام أشد موضوعية وأكثر واقعية، مشددا على المخاوف التي شغلت بال الأوروبيين من جراء اشتداد حدة اللغط الكبير الذي رافق مسألة الصدام الحضاري بين الشرق والغرب.  

---------------------------------------------

عنوان الكتاب: الإسلامتشريح الخوف

المؤلف: أدريان شادكوفسكي

الناشر: ديفين DIFIN

مكان النشر: وارسو – بولندا 

سنة النشر: 2018

لغة الكتاب: البولندية

عدد الصفحات:  176

 

  

 

 

      

 

 

 

 

أخبار ذات صلة