"نحو عالم وطني جديد؟".. لبرنار بادي وميشيل فوشير
محمد الشيخ
حين يلتقي مفكر سياسي كبير -له أعمال رائدة في التحليل السياسي والإستراتيجي، بعضها نُقِل إلى اللسان العربي؛ شأن كتاب: "الدولتان: السلطة والمجتمع في الغرب وفي بلاد الإسلام" (1986م)، و"الدولة المستوردَة: تغريب النظام السياسي" (1992م)، وكثيرٌ منها لا يزال ينتظر، شأن: "عالم بلا سيادة: الدول بين الدهاء والمسؤولية" (1999م)، و"عندما بدأ التاريخ" (2013م)، و"زمن الإهانات: علم أمراض العلاقات الدولية" (2014م)، و"لسنا الوحيدين في العالم" (2016م)- هو برنار بادي من جهة، ومفكر جغرافي كبير صاحب كتابات تنتظر نقلها إلى اللسان العربي -شأن: "جبهات وحدود: جولة حول العالم الجيوسياسي" (1988/1991م)، وكتاب: "الحدود: صور بين السطور" (2006م)، وكتاب: "معركة الخرائط" (2010م)، وكتاب: "هوس الحدود" (2012م)، وكتاب: "عودة الحدود": (2016م)- هو ميشيل فوشير، من جهة أخرى.. حين يلتقي هذا المفكر بذلك، فإن الأمر مؤذن، لا محالة، بنقاش ممتع وعميق.
لا بُد، في البداية، أن نذكر أن ثمة "الوقائع السياسية" التي يستعرضها الكتاب، والتي لا تخلو من تفاصيل، وثمة "التحليلات السياسية" التي يحتوي عليها الكتاب، والتي تنتهي إلى طراز عال من التنظير السياسي. يعرض الكتاب، تقريبا، كل الوقائع السياسية في زمننا هذا، وفي نفس الوقت يحللها تحليلا بديعا. وبطبيعة الحال، يصعب حصر "الوقائع" التي يأتي الكتاب على ذكرها؛ ومن ثم اخترنا -مخافة أن نضيع في تفانين وقائع سوف تبدو مضللة للقارئ مشتتة لأنباهه؛ بحيث نتيه ويتيه معنا في التفاصيل، والتي ما أكثرها وما أغناها!- اخترنا التركيز على المبادئ العامة وعلى التحاليل الكلية.
يقدم صحفي "لوموند" -الذي تكفل بإدارة النقاش بين المفكرَين- الكتاب على النحو التالي: "لقد تغيرت الأزمنة": والشاهد على ذلك أحداث جسيمة اجتاحت العالم بدءا من العام 2016: من البريكست إلى انتخاب ترامب، من هجوم روسيا على أوكرانيا إلى انفتاح شهية الصين على بحر الصين، ومن الثورة الشعبوية بأوروبا إلى سقوط حلب... ثمة لوحات تكتونية في الجيوبوليتيكا تململت. تضاف إلى ذلك مسألة المهاجرين وإخفاق الدبلوماسية بالشرق الأوسط وحروب العالم الجديدة وعجز المجتمع الدولي أمام أزمات شمولية، حتى إن "كأس نزع السحر عن العالم قد امتلأت عن آخرها".
وهكذا.. يبدو أنَّ القوس الذي فتح ما بين عامي 1989-1991، إثر سقوط الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة وصعود العولمة بما لا مثيل له في التاريخ، قد أغلق عامي 2016-2017، غامرا مجمل البشرية، إن لم يكن في ظلمة حالكة، فعلى الأقل مترنحا بها نحو المجهول. بِمَ يُمكن أن نسمي هذه الفترة؟ أم ما الذي ننعت به هذا النبش في درج الانزواء والهوية للبحث عن مفاتيح الخلاص والأمنة والحفاظ على تراب تم إجلاله حد التقديس؟ بعضهم سمى هذه الحقبة "حقبة القومية الجديدة"، والكتاب تعميق لهذه الفكرة، لكن مع الخروج من ضيق وعجلة الزمان الصحفي إلى رحابة التفكير السياسي والجيو-سياسي. لهذا؛ يجد هذا الكتاب انطلاقته من منعطف 2016-2017 لكي يُسجِّل هذا المنعطف في التاريخ. وقد اختار أن يتم ذلك عبر إجراء مناقشة بين مفكرين متبايني المشارب والتوجهات.
وقد دار النقاش على قضايا خمس أساسية؛ هي:
1- حول عبارة "العالم القومي الجديد": دلالتها، والتعارض الذي حدث بين المفكرين حولها؛ الأول -وهو برنار بادي- يدين بروز "عالم قومي جديد"، والثاني يؤكد على حقيقة بزوغ "عالم وطني جديد". وبدءا من هذا المفهوم المحوري -المختلف عليه- تمت مناقشة بقية القضايا.
2- دار المحور الثاني حول مسألة "الحدود"، وذلك من خلال السؤال: أين وصلت فكرة "الحدود" وفكرة "الإقليمية"، بينما ثمة "ريح فاسدة" تهب على العالم؟
3- دار المحور الثالث حول مسألة "السياسة" أو السياسات "الخارجية". فمع الولايات المتحدة والصين وروسيا، وقد وقعت في يد قادة شعبويين، كيف صار بالإمكان إقامة السياسة الخارجية وبناؤها؟
4- بينما العنف لا يتوقف عن الانتشار، وصراعات جديدة تنهال على الدول والمجتمعات، طرح التساؤل: هل هذا العالم الجديد -أكان "عالما قوميا" [وطنيا] أو "عالما قومانيا" ـ يحمل في طياته حروبا جديدة؟
5- هل عودة القوى العظمى من جديد من شأنها أن تدق نعشَ حكم العولمة؟
الفصل الأول: أعالم وطني قومي جديد أم عالم قوماني جديد؟
يُلَاحظ برنار بادي أننا عشنا، عالميًّا، ثلاثة عقود من الزمن نزعت إلى ترويج فكرة "العولمة"، مشجعة بذلك الأمم على التواصل والتبادل والتفاعل، مُحْيية الكثير من اليوتوبيات التبادلية العالمية، مقتنعة بحتمية تحقيقها. لكن، منذ بعض من الوقت، أمسينا شاهدين على ما يسميه "تحولا في التاريخ"، يشهد عليه ميلاد التشنجات الهوياتية. ومع ذلك يبقى متفائلا؛ لأنه يعتقد أن هذا المنطق السياسي لن يدوم طويلا، وإنما هو لحظة احتجاج سحابة وتقشع. وهذه القومية الجديدة هي التي تدفع عالم اليوم، لكن حسب آليات مباينة، بل لربما مناقضة للقومية القديمة السمجة: قومية المستعمرين، وقومية المتحررين من الاستعمار. وها هي تنشأ الآن قومية خوف وانكفاء في قلب القوى الاستعمارية القديمة. القومية الأولى تشكلت على نمط حكم، والقومية الثانية نشأت كحركة احتجاج سعت إلى السلطة (ترامب، أوربان ...). ويتساءل بادي: هل يمكن لهذه القوى القائمة على الأفكار التالية: سيادة للدفاع عنها، أمة للحفاظ عليها، هوية لإعلانها -أن تتولى الحكم بالفعل مع احترام برنامج معاد للعولمة إلى هذا الحد؟ وجوابه: لا يمكن لهذه الصيغة من القومية، التي تنهض على الخوف من الغير، أن تتحول، اللهم إلا بصعوبة، إلى برنامج حكم. من العسير الحديث عن "عالم وطني جديد"، ومن اليسير الحديث عن "تيارات قومية جديدة" متمايزة هي التي تصنع دينامية عالمنا الحاضر.
أمَّا ميشيل فوشير، فيرى أنه لا يُمكن الجمع بين "الأحداث" و"الأفكار" على النحو الذي فعله محاوره. إذ من شأن ذلك أن يشوش على الأذهان. والذي يراه أنه لا ينبغي الخلط بين "عالم وطني جديد" و"القومية الجديدة". للقومية دلالة قدحية، لكن الوطنية تأكيد لمصلحة الوطن. وهي إحساس ناتج عن تحول في مراكمة القدرات المالية والتكنولوجية لدول، مثل الصين التي كانت أول المستفيدين من العولمة ذات التوجه الأمريكي-البريطاني، واستغلت ذلك لتأكيد الروح الوطنية. ولا غرابة أن يحدث ذلك، لأن غائية كل جيو-سياسة إنما هي تأكيد سيادة الأمم على أساس بنية اقتصادية ومالية ومروية تاريخية مؤيدة... وهنا ينبغي تمييز هذه "الروح الوطنية" المصلحية عن "القومية" الأيديولوجية التي هي ورقة مخبأة بأيدي شيوعيي الصين لحفز النزعة المعادية لليابان حين يتم رفع شعار حقوق الإنسان ضد الصين. إنما الوطنية إستراتيجية، والقومية تكتيك. ومن شأن هذه النزعات الوطنية الجديدة أن تؤسس لعالم متعدد الأقطاب سائر إلى التكون أمام ناظرينا، لكن مشكلتها أنها غير تعاونية، بل تستحيل أكثر فأكثر إلى الانبناء على القوة. ومن مظاهرها تراجع الغرب عن دعم قيمه، مقابل دعم اقتصادياته.
ورد برنار بادي على ذلك بأن "القومية الجديدة" -كما يصر على تسميتها- قد نزع منها، على عكس "القوميات الكلاسيكية"، أمران: أمرها الطبيعي الذي قامت عليه قديما، والمتمثل في مواجهة السلطة الغاشمة بالداخل، وبرنامجها الذي لا يختلف في شيء عن الليبرالية اللهم إلا في تلوينه بلغة متشددة. على أنه مهما تصرفت الأحوال، فإن نهايتها وشيكة. أما ميشيل فوشي فيظل متحفظا على مفهوم "القومية الجديدة"، مستشهدا ببعض تجارب الدول [إيران مثلا] السائرة إلى تعزيز وطنيتها وليس قوميتها.
الفصل الثاني: الحيز الإقليمي والحدود
يَرَى المفكِّر السياسي أن عالم العولمة قد خلق كيانا متعالقا شكك في مبدأ "الحدود"، كيانا متحركا لا يأبه إلى الحدود، كيان جولان المتخيلات التي تعارض أنحاء الوعي القومي القديمة؛ لكن مع صعود التشنجات القومية وضع كل ذلك العالم في مهب الريح. وهذه القوميات تنشد إعادة بناء الإقليميات على أساس من إحياء فكرة "الإقليم" أو "البلد" أو "الأرض". لكنَّ ثمة تناقضا ينخرها: تتم الإقامة في انزواء هوياتي، في عودة إلى ما ينبغي أن يشكل كنه "الأمة"، لكن في الوقت عينه يتم التمدد إلى خارج حدود الدولة القومية التقليدية باسم ضرب من "التضامن" الإثني و"الحنين" إلى توحيد الأوطان المنقسمة! وتلك خلطة لا تستقيم: إرادة التوسع نحو فضاءات مخترعة، موسعة، لكن أشد ضبابية وأقل وضوحا، وتشكل "ما بعد الإقليمية" ضدا على "الإقليمية التقليدية" التي كانت ثابتة راسخة ممأسسة؛ وهذا يفقد مفهوم "الحدود" إقليميتها ومعناها وإطلاقيتها، ويخلق عدة متاعب؛ منها التناقض بين العالمية والهوياتية، وبين الأمن العالمي والأمن القومي، وما يترتب عن ذلك من خطر على الأمن البيئي والصحي والغذائي والاقتصادي المبني على فكرة "العالمية"... وبالجملة، تجد القومية الجديدة صعوبة في الانفتاح على المجال الجديد للحيزات الجماعية التي تفترض تجاوز السيادة.
أما جواب المفكر الجغرافي فمباين؛ ذلك أن عنده واهم من اعتقد أنَّ العولمة فتحت كل الأقاليم على مصراعيها؛ لأن من شأن الولوج إلى السوق العالمية أن يفترض بالضرورة الولوج إلى الموارد التي هي من خيرات الأقاليم؛ مما يؤدي إلى التنافس بين الدول -بدلًا من التعاون والتضامن- لا بالحرب، وإنما بالأسعار. فإذن، ثمة ركائز للفكرة الإقليمية ضد نزعة العولمة العابرة للأقاليم.
وبناءً على هذه المبادئ، يناقش المتحاوران القضايا ذات الصلة؛ مثل مسألة الجدار بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، وقضية الهجرة... وغيرهما من القضايا التي لا يسمح الحيز ببسط القول فيها.
الفصل الثالث: السياسة أو السياسات الخارجية
مَدَار هذا الفصل على ضبابية المعايير المستخدمة في السياسة الخارجية، حتى إنَّ برنار بادي يرى أنه: "ما عاد من السهل أن نحدد اليوم معنى للسياسة الخارجية". فالمفهوم، مع أن كل الألسنة تلهج به، شديد التعقيد. ومهما يكن من أمر، فإن معنى "السياسة الخارجية" هو مجمل الاختيارات التي تتخذ في اتجاه المحيط الدولي. إذا صح هذا المفهوم، تبين أن ثمة أربع صعوبات تواجه هذا الأمر: التناقض الكامل في الممارسات السياسية للدول، والتأثيرات الطارئة عليها، والتطورات الحاصلة فيها، ومسألة السيادة وصلتها بالعولمة.
هذا.. بينما يرى ميشيل فوشي أن "العالم الوطني الجديد"، وقد أمسى أقل تعددية وتعاونية، وأكثر حرصا على "المصلحة الوطنية"، صار يتطلب تكييف السياسة الخارجية؛ وكأننا أمام عودة للدبلوماسية الكلاسيكية الثنائية القطبية؛ وها نحن اليوم بالفعل أمام النزعة الحمائية من جديد التي أضحت تنتصر على فكرة تصدير القيم الغربية.
أما برنار بادي، فيذهب إلى حد التشكيك في مفهوم "المصلحة الوطنية" بمعناها الموضوعي. إنما هو اصطلاح اخترع من لدن الفاعلين، أولا: بغاية تسويغ اختياراتهم في مجال السياسة الخارجية، ثم تبناه المحللون السياسيون لتسويغ فعل الدولة الجماعي. ومن ثم، كان مفهوما هشا، وإلا فإننا لا نجد اتفاقا بين أبناء البلد الواحد على معنى "مصلحة البلاد"، اللهم إلا إخفاء أنانيات ومصالح وتفاعلات. ومن هناك، كانت المصلحة الوطنية أسطورة، إنما الأفضل الحديث عن اختيار المسؤولية المبني على المشاورة. وهو الأمر الذي لا يوافق عليه فوشير ويعتبره إنكارا للواقع. فالمصلحة الوطنية أمر واقع عنده، وهي تكمن في حفظ السيادة.
الفصل الرابع: الحكامة العالمية
مُنطلق هذا الفصل سؤال: هل العالم الوطني الجديد -أو العالم القومي المحدث- استجابة عدوانية للحكامة الدولية؟ والذي يراه فوشير أن مفهوم "الحكامة" بعامة، لا سيما العالمية منها، مفهوم يطرح إشكالا ما أن يرام تطبيقه على شؤون العالم. وهو مفهوم يتوافق مع الأيديولوجية الليبرالية الجديدة الداعية لانسحاب الدولة، والفكرة الملازمة لها التي تقول: إذا كانت الدولة مسيَّرة كما تسير المقاولات، فإن وضعها يكون أفضل. وهو ما يسير ضد التوجه الوطني. لكن ها قد صار العالم اليوم تحت جاذبية التحرر من القواعد الدولية التي بنيت منذ زمان لاحتواء منطق القوة.
أما بادي، فلا يشاطر محاوره تشاؤميته، ويرى أن الحكامة العالمية وظيفة تستند إلى الحاجة إلى تكييف إدارة المشهد الدولي مع المعطيات الناجمة عن العولمة.
ويتطوَّر الحديث بين المتحاورين إلى النقاش حول دور الدين في النزعة القومية الجديدة؛ فيرى فوشير أن الخطاب القومي الجديد خطاب انغلاق؛ حيث يتمُّ استعراض البعد الديني، ويتخذ معيار هوية متخيلة (شأن الحديث عن "فرنسا النواقيس" مثلا)؛ وبالتالي، فإن حشر العوامل الدينية يشكل جزءا من إستراتيجيات الانغلاق القومية الجديدة، وهي إستراتيجيات حماية خارجية لمناطق النفوذ (المثال الإيراني).
ويوافق بادي فوشير الرأي في مسألة ضرورة تفكيك مصطلح "القومية الجديدة". إذ خلف هذا المفهوم ما كان "القوم" هم الذين يختفون -فالقوم (الأمة) تأسسوا، على أية حال، عبر التاريخ، وصاحبتهم فكرة "هوية وطنية"، وما كان الأمر كما صار الآن يتعلق ببناء الأمة على أساس هوية ماضية في أغلبها متخيلة.
خاتمة الكتاب
أعطيتْ الكلمة، في مُختتم الكتاب، إلى المتحاورين: عرى بادي أوهام القومية الجديدة، ولم ير فيها علاجا لأمراض العالم، بقدر ما رأى فيها عامل استفحال للوضع بصب الزيت على النار. وقد أمل في فشلها. أما فوشير، فتساءَل حول الحركات القومية الجديدة التي انتشرت في أغلب بلدان العالم، ونبه على مخاطرها. ورأى أنَّ التعددية القطبية مهددة بالتراجع، لما تعلن الولايات المتحدة الأمريكية نيتها في تقليص مساهماتها في المؤسسات الدولية. ورأى أن السياق الجيوسياسي متحرك، وهو في انتقال، وأن "السلام الأمريكي" ما عاد كما كان، وأن الصين تستغل الوضع لكي تستفيد من العولمة الاقتصادية والتجارية، وأن روسيا تدعو إلى نظام عالمي "ما بعد غربي" و"متعدد القطبية". وبالجملة، العالم في تفاعل بين حقل السياسة الداخلي، الذي تجتاحه الصفارات القومية الجديدة، والعالم الواسع الذي يهدده التشتت الوطني الجديد.. وقد طرح سؤال: ما العمل؟ وأجاب: ينبغي منع العالم من أن ينمحي تحت تأثير أشكال من السلط السيئة.
قديمًا كان قد قال نيتشه: بقدر ما نُمعن النظر في الهوة السحيقة، تنتهي الهوة إلى أن تنظر من خلال أعيننا. لست أدري كيف انتهى فوشير، والحديث ينتسج، إلى القبول بمفهوم "النزعة القومية الجديدة"، وهو الذي لطالما تحفظ عليه، مفضلا إعمال مفهوم "العالم الوطني الجديد" -أو لنقل "العالم القومي الجديد" مقابل "العالم القوماني الجديد". لكن أليس ذاك هو الحوار الحق- ذاك الحوار الذي ننتهي فيه إلى تبني وجهة نظر محاورنا حتى دون أن ندرك ذلك؟ وبهذا انتهى "الحوار" إلى "تحاور".
وفي الختام، يُقدِّم الكتاب درسا في التحليل السياسي العميق. وهو يحتوي على أطروحات سياسية في غاية الأهمية، وقد قدمت تقديما سلسا، مُظهرا بذلك كيف يمكن الجمع في دفتي كتاب واحد بين السلاسة والعمق، وما ذاك بغريب عن مفكرين خَبِرا المحاضرة والمحاورة والتأليف.
-------------------------
- الكتاب: "نحو عالم وطني جديد؟".
- المؤلف: برنار بادي وميشيل فوشير.
- أدار الحوار: غايدز ميناسيان.
- الناشر: منشورات المعهد الوطني للبحث العلمي، باريس، 2017م.
- عدد الصفحات: 200 صفحة.
