تأليف: كريستين بوساورغروس
عرض: رضوان ضاوي باحث في الدراسات الثقافية المقارنة - الرباط/المغرب
يندرجُ هذا الكتاب "التواصل بين الثقافات واللقاء بين الشرق والغرب من خلال المؤلفات الفكرية-الأدبية لنوسيمباوم نوسيمباوم"، للباحثة الألمانية كريستين بوساور غروس، ضمن سلسلة من الدراسات التي تهدف لإعادة اكتشاف هذا المستشرق ليف نوسيمباوم (Lev Nussimbaum) الذي حمل أيضًا الاسمين المستعارين أسعد بيك وقربان سعيد، ونشر بهما مجموعة من المؤلفات. وجاء الكتاب في 127 صفحة، موزعة على مقدمة وتعريف بمفهوم التواصل بين الثقافات، ثم فصل خاص عن الكاتب نوسيمباوم نوسيمباوم. أما الفصل الرابع، فتناول بالتحليل نصوص نوسيمباوم، من حيث مضمونها وبنائها والحبكة السردية للنصوص التالية: علي ونينو، وفتاة من القرن الذهبي، والحب والغاز الأرضي. أما في الفصل الخامس، فتتحدث الكاتبة عن علاقة الشرق والغرب؛ انطلاقا من تمثلات الشرق عند نوسيمباوم، وعرضه للأزمات الثقافية. كما نقرأ في الفصل السادس عن العلاقة بين الذات والآخر، وبين الوطن والغربة، ولقاء الثقافات وتوحيدها في الفردانية. ثم تختم الباحثة الكتاب بخلاصة واستشراف للحاضر، مع خاتمة ولائحة بالمصادر المستعملة في هذا الكتاب.
وكانت الباحثة كريستين بوساور غروس قد استعانت في إنجاز هذا البحث بمجموعة من المصادر ضمت نصوص نوسيمباوم باسم سعيد قربان، ونصوصه التي نشرها باسم أسد باي. كما اعتمدت على نصوص الأديب العالمي جوته والشاعر الألماني ريكرت، أما المراجع التي استعانت بها فأهمها رسالة الدكتوره لياقوت عبدلا بعنوان "أوروبا المتقدمة، أو آسيا المتخلفة؟ شرق وغرب في أعمال محمد أسد باي"، جامعة فيينا 2016، وكتاب توم رايس: "المستشرق. تتبع آثار أسد باي"، برلين، 2005. ومن أجل فهم مصطلح التواصل بين الثقافات، اعتمدت فيه على نصوص فولفغانغ فيلش، من بينها مقاله: "ما هو التواصل بين الثقافات؟"، كما أنها استعانت بأرشيف دور النشر الألمانية، ومخطوطات أسد باي، ومقابلات مع مهتمين بالإيمايل أو عبر السكايب. وضم الكتاب ملحقا فيه صورا لمجموعة من الوثائق.
وكان أسعد بيك قد كتب مقالات ودراسات في المجلات الألمانية، كما نشر سيرة ذاتية بعنوان "النفط والدم في الشرق" في عام 1930، ثم كتب فيما بعد روايتين باسمه المستعار قربان سعيد. وتعتبر كتابة أسعد بيك للسيرة النبوية للنبي "محمد" من تقاليد العلماء اليهود المتحمسين للشرق، تلك التقاليد التي نشأت في مطلع القرن التاسع عشر. كما أن روايته "علي ونينو" التي تروي قصة حب بين فتى مسلم وفتاة مسيحية في القوقاز عرفت شهرتها عالميا في مطلع سبعينيات القرن الماضي. وقد واصلت دور النشر المهتمة بهذا المستشرق استكشاف أعماله من جديد، ففي عام 2000 أعادت دار أولشتاين للنشر إصدار رواية "علي ونينو"، وأعادت دار ماتيس وسايتس طبع كتاب "الله أكبر" الذي يحمل العنوان الفرعي "انهيار وصعود العالم الإسلامي من عبد الحميد حتى بن سعود" من جديد. كما أصدرت دار النشر هانس يورغن ماورر في عام 2008 طبعتين جديدتين للكتاب "النفط والدم في الشرق" ولكتاب "اثنا عشر سرًا في القوقاز"، كما ذكرت سونيا حجازي في مقال لها. واهتم هذا المستشرق بكتابة نوع السيرة، مثل سيرته في كتاب ˝الدم والنفط والشرق˝، ثم كتب سِيَر ستالين، ولينين، ورضا شاه، وعبد العزيز آل سعود، وسيرة النبي محمد. وهي مواضيع جديدة في الحقل الثقافي الأوروبي؛ مما ساعد على تقوية شهرة نوسيمباوم في الحقل الثقافي الغربي، الذي تعرف على فضاءات ثقافية جديدة ممتدة على مساحات واسعة من القوقاز. وقد صدرت الرواية الاستشراقية (علي ونينو) باللغة الألمانية في فيينا سنة 1937، باسم مستعار هو قربان سعيد، ورغم أن الجانب الرومانسي هو البادي للعيان في بداية الأمر، إلا أن الرواية تعمقت كثيرا في التمثلات الإستشراقية الفكرية ما بين الشرق والغرب، فتناولت، كأي مؤلف استشراقي عن الجغرافيا السياسية، الأنثروبولوجيا، فوصف المؤلف ثقافات إيران والقوقاز المتنوعة، وعادات أهلها وأساطيرهم، ولأصول والديانات، والعيش المشترك بينها في تلك المناطق، ودور المرأة في هذه البيئة الغريبة عن المجال الأوروبي. وتؤكد الكاتبة أن الرواية تحيل على اهتمام نوسيمباوم نفسه بالإسلام، وبأنه رغم ثقافته الغربية/الألمانية، كان مقتنعا بالإسلام، ومحبا للأدب العربي، وعاشقا للشرق. ولهذا ركز على إظهار نفسه خليطا من الشرق والغرب، من الإسلام ومن المسيحية.
وكان الباحث الأمريكي توم ريس من أوائل من رصد حياة نوسيمباوم وأعماله، وأصدر في سنة 2005 كتابه المعنون بـ"المستشرق: فضّ غموض حياة غريبة وخطيرة" في ستمئة صفحة، الذي حقق نجاحا غير متوقع، وتمت ترجمته إلى أكثر من عشرين لغة كانت آخرها اللغة العربية في سنة 2017. وقد تكون الترجمة العربية لهذا الكتاب بداية لاهتمام المكتبة العربية والدراسات الاستشراقية بهذا المستشرق، والذي كان ليو تروتسكي قد سأل عنه: "من هو هذا الأسد؟" في إشارة إلى بداية شهرة هذا المستشرق السريعة في العالم، وقد أجابت الكاتبة الآن على هذا السؤال باستفاضة بعد سنوات من البحث في حياة نوسيمباوم، الذي لا يزال مجهولًا تمامًا اليوم، وقد كتبت هذه الدراسة التي توضح الصور المذهلة للإسلام وللعالم وللأماكن المهمشة والمنسية. فقد تعامل هذا المستشرق في أعماله مع الموضوعين الأكثر خطورة في عصرنا: الصراع على إمدادات الطاقة، والصراعات الدينية في الشرق الأوسط. فقد وجدت جميع الديانات الإنسانية ملجأ في هذا العالم الشرقي متعدد الثقافات: مسائل الإسلام، وثقافة الشرق، باعتباره مسلما من أصول يهودية، مما جعل بعض النقاد الألمان بدوافع سياسية يضعون نفسهم في مهمة لتحذير قراء الكاتب. رغم ذلك، فإنَّ الكثير ممن سبق ليف من الصحافيين والعلماء اليهود قد كتبوا عن الشرق غالبًا بكفاءة عالية وبتعاطف كبير مع العالم الإسلامي. فقد ولد ليف نسيمباوم سنة 1905 في باكو عاصمة أذربيجان في كنف أسرةٍ يهودية، إلا أنه اضطر للفرار من الثورة الروسية، فانتهت به رحلة الهروب ليستقر في برلين؛ حيث أعلن في العام 1922 إسلامه في سفارة الإمبراطورية العثمانية وهو في السابعة عشرة من العمر، ثم درس في معهد اللغات الشرقية في "جامعة فريدريش ويليام" التي كانت تدعى منذ عام 1946 "جامعة هومبولدت" في برلين.
إنَّ هدف هذه الدراسة التي بين أيدينا: إعادة اكتشاف فكره بعد مماته، والمساهمة في تشكيل وعي بـ"راهنية التاريخ" من خلال نشر مسار حياة الأفراد. فدراسة أعمال نوسيمباوم تستحق الاهتمام من وجهة نظر معاصرة، على ضوء التواصل الثقافي وموتيف الشرق والغرب. ففي هذا العمل تم دراسة ثلاثة أعمال لنوسيمباوم، وتوسيع البحث على ضوء أعماله الكاملة، في علاقة مع دراساته التي استعانت بها الكاتبة، مما يتيح إمكانيات مهمة للنبش في تمثلات الشرق عند نوسيمباوم، الذي مازال البحث في أعماله قليل ونادرا. وإضافة إلى موتيف الشرق والغرب، فإن الكتاب قد بحث في التفاعل بين الأدب الألماني والروسي، والموتيفات الدينية، والعلاقات التاريخية والسياسية على ضوء الترجمات العالمية العديدة لمؤلفات نوسيمباوم إلى لغات أخرى. كما أن نوسيمباوم تناول دراسات الجندر في هذه المؤلفات من خلال تطرقه إلى صورة المرأة والرجل في الشرق والغرب. كل هذه العناصر جعلت الباحثة تعتبر نوسيمباوم كاتبا يتواصل مع الثقافات، فسيرة حياته مقدمة مهمة وضرورية من أجل تفسير أعماله، سواء العناصر التاريخية أو المتخيلة. كما أن ندرة الدراسات النقدية التي تناولت أعمال نوسيمباوم، تتيح إمكانية البحث الواسع والتحليل، رغم التحدي الكبير الذي يتجلى في انعدام المراجع، وأيضا في صعوبة الحصول على النسخ الأصلية لهذه الأعمال. فمنذ البداية، يؤكد مسار حياة نوسيمباوم على الانتماء إلى ثقافات متعددة، لا تفصل بينها الحدود، فقد قضى حياته في مدينة باكو، وهي عالم يعيش فيه الكثير من الإثنيات والديانات بعضها إلى جانب بعض؛ مما لعب دورا مهما أثناء تناول ليف للتفاهم الثقافي بين الذات والآخر، من أجل تحقيق إدراك العالم الواسع، وهو ما تتيحه نصوص الكاتب الفكرية الاستشراقية والأدبية، أي إمكانية توحيد الثقافات فيما بينها ومع بعضهاالبعض؛ من خلال استعداد الآخر الاعتراف بتقاليده وعاداته. وبالتالي، فإنَّ اعتماد الباحثة على حياة المستشرق ساعدها كثيرا في تحليل خلفيات مؤلفاته الاستشراقية، فصورته باعتباره مسلما من أصول يهودية كانت أساسا لتحليل موتيفات شرق/غرب، مع مراعاة الجوانب الثقافية العابرة للحدود. وبغاية تحليل موتيف شرق/غرب في مؤلفات نوسيمباوم، استعانت الباحثة بالكثير من المراجع الألمانية عن الشرق، من أجل الكشف عن تشييد نوسيمباوم لتمثلاته الشرقية، وكان تركيز الباحثة منصبا على الشخصيات الرئيسية لرواياته، وهي شخصيات مثلت ثقافة الشرق والغرب أو ثقافة البين بين، وفهم الثقافة، وهي حاملة للمشترك الثقافي وللفروقات الثقافية والمشكلات المنبثقة منها. واهتمت الباحثة أيضا بموتيفات مثل الوطن والغرابة، في علاقتها بالفرد.
وعلى عكس التفاعل الثقافي والتنوع/ التعدد الثقافي، يفترض مفهوم التواصل الثقافي أن الثقافات ليست وحدات متجانسة، ويمكن تمييزها بشكل واضح، ولكنها تتشابك بشكل متزايد ومختلط، خاصة نتيجة للعولمة. ويصف التواصل الثقافي هذا الجانب بالتحديد من التطور من ثقافات فردية محددة بوضوح إلى ثقافة عالمية. ووفقا لفولفغانغ ويلش (1997)، يعد مفهوم التواصل بين الثقافات مؤسسا للهويات الثقافية عن طريق مزج عناصر من ثقافات مختلفة. ويتم رفع الحدود الثقافية وفكرة الثقافات الوطنية المتجانسة عن طريق دمج الثقافات الفردية داخل المجتمع. بهذه الطريقة، يمكن اعتبار المجتمعات الحديثة غير متجانسة من الناحية الهيكلية والهجينة. ويحيل المفهوم على فكرة معينة عن "الثقافة": فلا توجد ثقافات كوحدات متميزة، ولكنها تتشابك وتتكامل بين الأجنبي والخاص. فهي هياكل ديناميكية في تدفق مستمر بسبب التغيرات التاريخية أو بين الثقافات. وإضافة لذلك، لا تتشكل الثقافة داخل الدول الفردية فحسب، بل تتشكل أيضًا في مجموعات ثقافية مختلفة مثل الجماعات الدينية أو السياسية أو الاجتماعية. والهوية الفردية تتكون حتما من الانتماءات الثقافية المختلفة.
وتقول الباحثة إنَّ أعمال نوسيمباوم مليئة بالأحداث، ومشيدة لشخصيات تجعل التواصل بين الثقافات سهلا، انطلاقا من اللقاء الثقافي الذي يظهر الحدود ويتجاوزها، والتآلف والاختلاف بين الفروقات الثقافية. وهي تعتبر نوسيمباوم كاتبا يتواصل مع الثقافات الأجنبية، وهو ما يوضحه على نحو جلي مسار حياته القصيرة، لكنها غنية بالإنتاج الفكري والأدبي؛ حيث ألَّف أربعة عشر عملا وروايتين باسم مستعار وهو أسد باي، وروايتين باسم قربان سعيد. وتعتبر مفاهيم الوطن ومشاعر الغرابة وشعور الارتباط، جانبا مهما أيضا في التواصل الثقافي، كما لها تأثير على المستشرق نوسيمباوم نفسه، وتساعد على تشريح مسألة التواصل الثقافي والروابط الثقافية. ويسعى نوسيمباوم في مؤلفاته الاستشراقية إلى توحيد ثقافات عديدة على المستوى الفردي دون إجبار، بل يحدث هذا مع مرور الوقت، بتأثير من المجال الثقافي والجغرافي، والذي يسهل هذا الارتباط، مثل مدينة باكو في حالة شخصيات روايته علي ونينو. ولأن هذه الشخصيات الثلاث، تحمل بعض سمات المؤلف، الذي وحد عدة ثقافات ونقلها إلى شخصياته، استطاعت الشخصيات الرئيسية الواعية بذاتها فقط، الاقتراب من الآخر بجدية، دون مواقف رافضة للآخر. مما يجعل هذه العلاقة بين الذات والآخر، بين الثقافة الخاصة والثقافة الأخرى، مستمرة وطويلة الأمد. فيما يخص ربط علاقة مع الثقافة الأخرى، أو الثقافات الأخرى، وفهمها، فإن مجموعة من الشروط السياسية والاجتماعية المحددة ضرورية، أو على الأقل تؤثر. على سبيل المثال فإن العلاقة بين علي ونينو، ورغم الحب الكبير والتفاهم الموجود بينهما، ولبعضهما، فإنهما يحتاجان لمدينة باكو لكي تكون مجالا عابرا للثقافات، ولكي يبقيا سعيدين على المدى الطويل. كما أن السياق التاريخي يُسهم على نحو قوي في التفاهم بين الثقافات، بواسطة التركيز على ما هو إيجابي، وأيضا على القيم الذاتية الخاصة، مما يجنب صفة الاصطدام، من خلال الاستعداد لملاحظة الآخر بدقة والاعتراف به والبحث عن المشترك بدل المختلف. كما أن الاستعداد للتسوية لمختلف الممثلين في النصوص الإستشراقية يمكن أن يزيل التناقض بين الثقافات أو على الأقل يقلصها، أيضا تلك التناقضات الموجودة بين الشرق والغرب، والتي يقدمها نوسيمباوم على أنها قطبان متضادان وأن تقابلهما وتوحيدهما هو تحدٍّ كبير.
وبخصوص خلفية موتيف الشرق في الأدب الألماني يمكن القول إن نوسيمباوم يستعمل تصورات نمطية عن الشرق، ولكن في الوقت ذاته يشيد صورة إيجابية للشرق، تماما مثل ريكرت وجوته، دون الهروب من نظرة الأوروبيين السلبية للشرق. ومقارنة أخرى لصورة الشرق عند كتاب ألمان آخرين سيؤسس لرؤية جديدة للبحث في هذا المجال. ومع ذلك، كان ينبغي أن يكون واضحا أن صورة نوسيمباوم للشرق هي، من ناحية، صورة متباينة، ومن ناحية أخرى، بناء على تجاربه الخاصة، بالإضافة إلى التوسعات الخيالية، مما يعني أنه ليس في نظرته رؤية خارجية فحسب، بل أيضًا وجهة نظر داخلية للشرق المشرق. وصورته المتنوعة عن الشرق يعطيها نوسيمباوم من وجهة نظر الطبع، حيث يناسبه عرض التوازي الثقافي على نحو متجانس، وحيث شخصياته تجعل إمكانية تجاوز الحدود بين الثقافات ممكنا، بسبب تعدد الأصوات والرؤية الداخلية للشخصيات، التي تشيد صورا متباينة، تمنع تبليغ إديولوجية معينة. ولهذا يجد القارىء مدخلا إلى رؤى متعددة، فرغم مركزية الشخصيات علي ونينو وإسيادي، سمعنا أيضا صوت الشخصيات الأخرى.
هكذا يدرك القارئ أن إضفاء صفة "متوحش" ذاتي جدا، ويعتمد على تأثير ثقافة معينة، بأن اللقاء مع الثقافة الأجنبية يمكن أن ينجح، لكن يمكن أيضا أن ينهار ويفشل، بسبب الارتباط الوثيق والعميق بالثقافة الذاتية وبالفروقات القوية مع الآخر، أو بأن الشرق لم يعد شرقا والغرب لم يعد غربا، وأن العيش المشترك بين مختلف الثقافات وممثليها يرتكز على الاستعداد بإظهار التسامح وأخذه جديا، دون أن يكون هناك فرض وإجبار على إخفاء قيمه وعاداته على نحو كامل وتام. ويمكن أن يكون كل هذا، اليوم، راهنيا في عصر العولمة، حيث التنوع الثقافي وصراع الثقافات ولقاء الأجنبي، أصبح متاحا دون رحلة إلى الخارج. وقد كسبت أعمال نوسيمباوم مع التصورات عن اللقاءات الثقافية، وثيمة الشرق والغرب راهنيتها من جديد، رغم أن مجالات البحث هذه ليست أيضا جديدة. ولكن أيضا في زمن حياة نوسيمباوم كان اللقاء بين الشرق والغرب وتجاوز الحدود بين الثقافات، التي وجدت في انفصال تام عن بعضها البعض، راهنيا، واكتسب التعامل مع هذه الثيمة أهمية كبيرة. وكانت صورة الشرق عند نوسيمباوم متأثرة بقوة بأصله وبنقاط تماسه مع الثقافة الشرقية، فقد لعب عامل تحوله إلى الدين الإسلامي دورا كبيرا في توجهاته الاستشراقية التي لم تحظ بعد بالبحث الشامل والدقيق في عالمنا العربي.
--------------------
- الكتاب: "التواصل بين الثقافات واللقاء بين الشرق والغرب من خلال المؤلفات الفكرية-الأدبية لنوسيمباوم نوسيمباوم".
- المؤلفة: كريستين بوساور-غروس.
- الناشر: H.J. Maurer، فرانكفورت، 2018، بالألمانية.
- عدد الصفحات: 126 صفحة.
