الإسلام: التاريخ والدين والثقافة

Picture1.png

تأليف: مجموعة باحثين

بإشراف مائير بار آشر ومائير خاطينا

يمكن القول إنّ الاهتمام اليهودي بالإسلام قد ظهر قبل قيام إسرائيل ونشأة جامعاتها الحديثة فقد نشأ متساوقًا مع نشوء ما يعرف بحركة "الهاسكالاه" أو"الأنوار اليهوديّة" التي رافقت بدورها حركة التنوير الألمانية وبفعل هذا التأثر نشأ داخل الأوساط اليهوديّة المنفتحة ما عرف لاحقا باسم "علم اليهوديّة" Wissenschaft des Judentums أو الدراسة العلمية لليهوديّة وهو ما عرف بالعبرية آنذاك باسم "حوخمات يسرائيل" أو حكمة إسرائيل חכמתישראל وأفسح يهود أوروبا للدراسات العربية الإسلامية حيزا لافتا بحكم نبشهم في الماضي اليهودي المتصل تاريخه بالإسلام والنصرانية، ولعل أشهر من اختط مجال البحث في هذه الدراسات الإسلامية هو ذلك الجيل الذي يمكن وصفه بأنّه جيل الترسيخ والتنظيم منذ سنة 1896. ويحسب لهذا الجيل أنه قدّم مساهمات أساسية في مجال الدراسات الإسلامية بحسب ما توفر له من موارد ونصوص في ذلك الوقت.

ومن أعلام هذه المرحلة نذكر كلاً من ابراهام جايجرGeiger الذي عرفته الدّراسات المقارنة الإسلامية اليهوديّة من خلال مؤلفه الشهير عن الصلات بين الإسلام واليهودية، وشلومو مونك الذي عُرف بدراسته حول الترجمات العربيّة للتوراة والفلسفتين العربيّة واليهودية وتأثير النحو العربيّ في النحو العبريّ، وموريتز شتاينشنايدر وما خلّفه في باب الجدل اليهوديّ الإسلاميّ من أعمال ببليوغرافية لا تزال عمدة الباحثين إلى اليوم.

ثم ظهرما يعرف بالجيل التالي وهو جيل الجمع والتهذيب الممتد من 1896 إلى سنة 1925 تقريبا وهو تاريخ افتتاح معهد الدراسات اليهوديّة في الجامعة العبريّة في القدس بفلسطين المحتلةّ، ومن أعلام هذه المرحلة في مجال الدراسات العربيّة الإسلامية واليهودية جورج فايدا وكلود كاهن ومائير قسطر وغيرهم كثير، والحقيقة التي لا يجب أن تغيب عن الأذهان هي إدراك البعض من حكماء الحركة الصهيونية وكبارها منذ البداية أهمية العلم والمعرفة للتمكين للمشروع الصهيوني؛ فكان إنشاء الجامعة العبريّة في القدس أسبق من قيام دولة إسرائيل نفسها رسميا في أبريل 1948 وفي ذلك أكثر من دلالة على ما كانت توليه الحركة الصهيونية للمؤسسة الأكاديمية. ثم تلاهم ما يمكن وصفه بجيل التجديد والنموّ: من سنة 1925 إلى أيامنا هذه وهو جيل الانتقال من علم اليهوديّة إلى مرحلة الدراسات اليهوديّة كما يطلق عليها اليوم ومن أعلام هذه المرحلة في ما يتعلق بالدراسات العربيّة والإسلامية ذات الصلة باليهودية نذكر كلاًّ من ساسون سوميخ ودافيد أيالون و يوسف سادان ويهو شواع بلاو وموشيه جيل وسارة شترومسة وأوري روبين ومايكل ليكر والبار أرازي وغيرهم ممن تعجّ بهم الجامعات الإسرائيلية ومراكز الدراسات اليهوديّة العربيّة في الجامعات الأوروبية والأمريكية.

وهذا الكتاب الذي نقدمه هو من منشورات هذه الجامعة العبريّة في القدس وهي من أقدم المؤسسات اليهوديّة ثم الإسرائيلية التي اهتمت بإنشاء مدرسة للدراسات الشرقية منذ سنة 1926 بفضل جماعات من المستشرقين اليهود الألمان الذين استوطنوا فلسطين وقد اشتهرت هذه الجامعة خصوصا بأعمال مائير قسطر ودافيد أيالون وسلسلة ماكس شلوسنجر لنشر المخطوطات العربيّة.

وللحقيقة فإنّ تاريخ هذه الجامعة مرتبط بما يمكن تسميته بالمرحلة الثالثة من تاريخ الاستشراق اليهودي ثم الإسرائيلي وهي فترة تتميز بوضع الأسس الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية حتى قبل قيام دولة إسرائيل قانونيا بمقتضى قرار التقسيم وإعلان "استقلال" إسرائيل سنة 1948، فلقد بدأ التفكير في تأسيس الجامعة العبريّة في القدس منذ بداية تبلور المشروع الصهيوني وكان أوّل عميد لهذه الجامعة الأكاديميّ يهودا ماغنس الربّي ذي المنزع الإصلاحي والأمريكي المنشأ ومن سمّيت باسمه دار النشر الإسرائيلية الشهيرة التي تولت طبع هذا الكتاب.

ويمكن اعتبار هذا الكتاب الضخم آخر ما أنتجته المطابع الجامعية الإسرائيلية في مجال الدراسات الإسلامية وهو يمثل حدثا كبيرا جدا بالنظر إلى حجمه ونوعية المساهمين فيه وثراء المجالات التي يشملها من تاريخ ودين وثقافة ويمكن اعتباره دون مبالغة عملا يضاهي الموسوعية ويقدم لعموم القراء الإسرائيليين وللأوساط الأكاديمية ولقراء اللغة العبرية عموما آخر ما يعتمل في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية في مجال الحضارة الإسلامية ويرجع الإشراف فيه إلى المستشرق الإسرائيلي مائير بار آشر الذي ساهم بكتابة عدد من أبواب الكتاب والمستشرق مائير خاطينا. والأول هو أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية في الجامعة العبرية في القدس وشغل منصب رئيس معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية ومنصب رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية في القدس، ويتولّى حاليًّا كرسيّ الدراسات الإسلامية المعروف باسم ماكس شليزنجر في نفس الجامعة. وتخصص في الأبحاث حول بدايات الإسلام والتشيع والطائفة النصيرية والعلويين عموما والتفسير والعلاقات الإسلامية اليهودية، وله مؤلفات في هذه الميادين صدر أغلبها بالاشتراك بين دار بريل للنشر والجامعة العبرية وقد أشرف على تكوينه كل من المستشرقين شلومو بيناس وايتان كولبيرغ الذي كتب بعض مادة هذا الكتاب أما الثاني فهو مائير خاطينا أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط بنفس الجامعة متخصص في تاريخ العرب الحديث في القرنين 19 و20 والصلات بين الغرب واليهودية والإسلام وكتب في مسائل الجهاد والحركات الأصولية والتصوف ومصر الحديثة إضافة إلى القضايا المتصلة بالفلسطينيين.

والكتاب الذي أشرفا عليه حاول أن يقدم وصفا شاملا ومتنوعا يعكس تاريخ الإسلام ماضيا وحاضرا ولذلك جاء التنوع واضحا في المواضيع أولا فقد تم الاهتمام فيه بالفقه والحديث والتفسير والفلسفة والتصوف والعلوم والثقافة والمجتمع كما جاء التنوع ثانيا في الجغرافيا؛ فقد اهتم الكتاب بكل العالم الإسلامي من المغرب إلى طشقند وشبه القارة الهندية شاملا العالم السني والشيعي بتفرعاتهما المختلفة محاولا رصد مظاهر الثبات والتطور في كل هذه المجالات عبر العصور وصولا إلي القضايا المعاصرة التي تهز العالم العربي الإسلامي من مثل قضايا التحديث والدولة المدنية والعلاقة بين الدين والدولة والحركات الأصولية الاحتجاجية والجهاد العنيف..إلخ.

والحقيقة أن هذا الكتاب جاء بالأساس لتلبية حاجات متصلة بالأوساط الأكاديمية الإسرائيلية أولا وعموم المثقفين الإسرائيليين وعموم القراء ثالثا؛ ذلك أنّ هذه الأوساط لم تكن تتوفر في الحقيقة برغم ثراء مخزونها المعرفي وجودة مكتباتها على كتاب جامع يكون أفضل مدخل لتكوين المتخصصين الإسرائيليين في الدراسات العربية الإسلامية فالجميع تقريبا يخضع لنفس التكوين من خلال نفس الكتب والمصادر، وهذه الكتب ترجع كما يقول مقدم الكتاب إلى حقبة تقادمت بعض الشيء ولا تعكس في أحيان كثيرة تقدم الأبحاث في مجالات محددة بعضها عرف ثورة حقيقية مع إعلان الموت السريري للاستشراق الكلاسيكي في السبعينيات من القرن الماضي؛ فقد كان مسار التكوين في الجامعات الإسرائيلية يقوم أولا على التشبع من كتاب المستشرق اليهودي المجري ايجناس جولد تسيهؤ، واسمه الأصلي هو يتسحاق يهودا وهو سليل مدرسة علم اليهودية التي أشرنا إليها سابقا في فرعها المجري المعروف باسم السيمينار الرباني في بودابست Das Rabbinerseminar Von Budapest وهو كتاب العقيدة والشريعة في الإسلام ويعرفه المسلمون جيدا وقد نشره في ترجمة عبرية يوئيل ريفلين سنة 1951 في مطابع نحمان بياليك ثم تلاه كتاب الأب البلجيكي اليسوعي هنري لامانس المتخصص في التاريخ الإسلامي وصاحب الآراء المثيرة للجدل والجدال وخصوصا كتابه الصادر سنة 1926 بالفرنسية عن العقائد والمؤسسات في الإسلام في ترجمة عبرية علي يد يوئيل ريفلين وافرايم هارفز האסלאם. אמונותיוומוסדותיו.ثم تلى ذلك كتاب المستشرقة الإسرائيلية الشهيرة حواء لازاروسيا فيه الصادر سنة 1967صاحبة التآليف الكثيرة حول الإسلام وخصوصا وهي في نظري من أفضل المختصين الإسرائييليين المعاصرين من جهة التمكن والحياد في غالب أعمالها ثم تلتها أعمال كل من ميري شيفر سنة 2006 في كتابها المختصر الإسلام مقدمة قصيرة אסלאם. מבואקצר .وفيه تمّ التعرض إلى أهم قضايا الإسلام، ونحمان لفتسيون ودفنة افرات ودانيال تلمون في مؤلفه مدخل إلى تاريخ الإسلام في أربعة مجلدات האסלאם: מבואלהיסטוריהשלהדת الصادر بين سنوات 1998/ 2008 وهو أوسع هذه المصادر وأدقها مما توفرت عليه أجيال من الباحثين الإسرائيليين وأدى خدمات جليلة لعموم الطلبة في الجامعات والمعاهد الثانوية.

وهذا الكتاب الذي نُقدّمه يسد في الحقيقة هذا الفراغ الذي عرفته النخبة الأكاديمية الإسرائيلية في مجال الكتابة بالعبرية وإذا كان ما أشار إليه الباحث الإسرائيلي بلسنر في قوله بصدد الحديث عن كتاب العقيدة والشريعة لجولدتسيهر وكان أحد مترجميه من أنّ تأخر الترجمة العبرية حوالي 40 سنة لم يكن أمرا ذا بال بالنظر إلى أنه لم يتغير شيء كبير في هذه الفترة الفاصلة في مجال الدراسات الإسلامية فإنّ الأمر لا يصح البتة اليوم حيث إنّ أشياء كثيرة حدثت منذ حوالي 70 سنة تقريبا وتكفي الإشارة إلى ما أحدثته المدرسة المراجعيّة منذ سبعينيات القرن الماضي في مجال الدراسات القرآنية ونقد المصادر وما تلا هذه المدرسة بعد ذلك مما يعرفه المختصون في مجال الدراسات الإسلامية ولهذا السبب بالذات جاء هذه الكتاب ليضع الأمور في نصابها ويوفر للباحثين الإسرائيليين ما هم بحاجة إليه في مختلف فروع الثقافة الإسلامية دينا ولغة وفقها وتصوفا وأدبا وتفسيرا.. الخ.

وقد انقسم الكتاب إلى أربعة أقسام اشتمل القسم الأول على المباحث التاريخية؛ أربعة من الأكاديميين الإسرائيليين وهم الباحثة ايلا لاندا وطسرون אלהלנדאו־טסרון عن العرب والشرق الأوسط قبل ظهور الإسلام والباحثة عليزة شنيتزر من جامعة تل أبيب عن النبي محمد وملامح شخصيته من خلال السيرة ورؤفين أميتاي ראובןעמיתי من الجامعة العبرية الأمريكي المولد ومن مستوطني فلسطين: عن بلاد الإسلام في نهاية القرون الوسطى، ثم اهتم درور زئيفي أستاذ الدراسات الإسلامية (والمتخصص في قضايا الجندرية والنسوية والتاريخ العثماني) في جامعة ابن غوريون في النقب في مقالين منفصلين بنفس القسم بدراسة تاريخ الإسلام المبكر وتاريخ الإسلام منذ القرن السادس عشر  وحتى أيامنا هذه.

وفي القسم الثاني المخصص لمسائل العقيدة والشعائر وقع تخصيص ثمانية فصول انقسم الأخير منها وهو المتعلق بالفرق إلى سبعة مباحث فخصص يوسف ويتستومال أستاذ بقسم اللغة العربية بالجامعة العبرية والمتخصص في القرآن وصلاته بالتقليدين المسيحي واليهودي وأدب التفسير والحديث والآداب السريانية ذات الصلة بالإسلام دراسة عن القرآن ودراسته ومباحثه وخصص مائير بار آشر الفصل الثاني لأدب التفسيرفي حين خصصت ايلا لانداو تيسرون الفصل الثالث للحديث النبوي والأستاذة نوريتتسفرير נוריתצפריר من قسم اللغة العربية بجامعة تل أبيب الفصل الخامس للفقه أوالهلاخا الإسلامية كما تسميها وخصص كل من يوحنا نفريدمانال تشيكوسلوفاكي المولد والمتخصص في إسلام شبه القارة الهندية فصلا عن أركان الإسلام الخمس חמשמצוות-היסודوالباحث دانيال ليف דניאללב الأستاذ بالجامعة العبرية في القدس والمتخصص في ابن تيمية والحركات السلفية والجهادية فصلا عن الجهاد قبل أن يتولى مائير بار آشر الكتابة في الفصل الأخير عن الفرق في الإسلام وعن الصوفية والدروز في مباحث منفصلة. أما ايتان كولبرغ محقق جوامع آداب الصوفية وعضو الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والمتخصص في التّاريخ الفكري والعقائديّ للفرق الإسلامية فكتب المباحث المتصلة بالشيعة الإثنى عشرية والخوارج والزيدية والنصيرية العلوية הנוציירית־עלווית وخصص רועיוילוז'ני روعي فيلوزني الأستاذ بجامعة بار ايلانوحيفا سابقا مبحث الإمامية وخصص الباحث مايكل ابشتاينמיכאלאבשטיי مبحثا عن الإسماعيلية وهو المتخصص في الصلات بين التشيع والتصوف السني وكذلك الصلات بين التصوف والقبالاه اليهودية.

أما القسم الثالث فخصص للعلاقات بين الدين والدولة وكتب مقدمته نمرود هورروفيتس الأستاذ بجامعة بن غوريون وتوزع هذا القسم إلى مباحث في علم الكلام بقلم الأستاذة ليفنة هولتزمانליבנתהולצמן والفلسفة بقلم ايلة ايلياهو אילהאליהו والتصوف بقلم سارة صبيري שרהסבירי وإخوان الصفا بقلم عرين سلامة قدسي עריןסלאמה־קודסי والفن في البلاد الإسلامية بقلم راحيل ميلشطاين وتوفيق دعادلة רחלמילשטיין. أماالقسم الرابع والأخيرفيبحث فيما يسميه بعناصر التواصل والتغير أو الثابت والمتحول في العصر الحديث רציפותותמורה وفيه تسعة مباحث  أولها: عن التجديد في الفقه الإسلامي بقلم رون شاحام רוןשחם الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية  والشرق أوسطية بالجامعة العبرية والمتخصص في قضايا الفقه القديم وتجديده في العصر الحديث وخصوصا فقه الأحوال الشخصية، وثانيهما "الاحتجاج والثورة في العالم السني"بقلم مائير خاطينا وثالثهما عن العلماء والمؤسسات الدينية بقلم الأستاذ محمد العطاونة صاحب مؤلف الإسلام الوهابي في مواجهة تحديات الحداثة والأستاذ بجامعة بن غوريون في النقب، ورابعهما عن الجماعات الصوفية في العصر الحديث ليتسحاق وايزمان وهو المتخصص في الحركات السياسية الإسلامية الحديثة، ثم خصصسيفان ليرر مبحثا عن البهائيّة والأحمدية ضمن فصل الفرق الحديثة، وختم هذا القسم مائيرخاطينا بمقالة عن الاعتدال والانفتاح في الإسلام الحديث ليذيّل الكتاب في الأخير بمجموعة من الفهارس والصور والخرائط وقائمة بالمشاركين.

إنّهذا الكتاب الموسوعي والضخم في حجمه والذي توسعنا قصدا في بيان أقسامه وفصوله ومباحثه وعرفنا ببعض كتابه المجهولين اسما واختصاصا ومؤلفاته لدى عموم القراء العرب إنما يدفعنا إلىملاحظات أساسية أولها أنّ الدراسات العربية الإسلامية تتقدم بسرعة في الجامعات الإسرائيلية وكلها تقريبا تحتوي على أقسام للدراسات العربية والإسلامية أو الشرق أوسطية أو المتصلة بالتاريخ واللغة، وثانيهما وهذا هو الأخطر من جهة الأهمية هو أنّ الكثير من الأستاذة يعملون بشكل مشترك بحثا وتدريسا مع أهم الجامعات البريطانية والأمريكية وبدرجات أقل الفرنسية والألمانية مما يعنى صحة الملاحظة التي كتبنا عنها من قبل وهو أنّ أفضل الدراساتوأهمها إنّما هي بصدد الإنتاج داخل المثلث الأمريكي البريطاني الإسرائيليأي بين جامعاتبرنستون والجامعة العبرية واكسفوردفي الأغلب وإنّه إذا كان الإنتاجفي ما يتعلق بالمقالات إنّما يصدر عن مجلتين أساسيتين هما المجلة الأورشليمية للدراسات العربية والإسلامية المعروفة اختصارا ب JSAIوالأخرى المسماة بمجلة معهد الدراسات الشرقية والآسيوية والمعروفة اختصارا بـBSOAS فإن أغلب المؤلفات بالإنجليزية للجامعيين الإسرائيليين في مجال الدراسات الإسلامية إنما يصدر أغلبها عن منشورات بريل الشهيرة أمّا بالعبرية اللغة الأصل للبحث والتدريس في مجال الدراساتالإسلامية في إسرائيل فتصدر عن المنشورات الجامعية المختلفة والتي تعمل بانتظام.

إنّ هذه المقالة تكشف الوجه الأكاديمي للمؤسسة الإسرائيلية وبصرف النظر عن الجوانب السياسية والأيديولوجية التي لا يمكن أن ينكرها عاقل إلا أنّ التوقف عندها لوحدها من شأنه أن يُغيّب عنّا المجهود الكبير والحقيقي الذي تقوم به المؤسسة الجامعية الإسرائيلية في الاهتمام بالعالم العربي بحثا وتدريسا ونشرا والكثير من هذه المقالات هو فعلا يعرض آخر ما توصلت إليه مراكز الأبحاث الجدية المهتمة بالتراث العربي الإسلامي وهي دعوة للجامعات العربية والأكاديميين العرب لمزيد من الاعتناء باللغات الأجنبية عند النشر والعمل البحثي المشترك مع مراكز البحث الأمريكية والأوروبية، وهو أيضا دعوة للقائمين على شؤون الجامعات من السياسيين حتى لا يجعلوا أصابعهم في آذانهم ويعملوا على توفير ما تحتاجه الجامعات العربية من إمكانيات للاهتمام بتراثنا وحاضرنا أولا وفق شروط البحث المعاصر ووفق مبدأ الرعاية لحقوق المعرفة أولا من خلال الدفاع وحماية الحريات الأكاديمية وإشاعة روح من الحرية تحميها الدولة مع مزيد من الاهتمام بتكوين الشبان والباحثين العربفي المجتمع الإسرائيلي لغة وثقافة ودينا وتاريخيا خصوصا وقد ارتبط تاريخنا المعاصربتاريخهم ارتباطا لا فكاك منه فلا يعقل ألا يوجد في هذا العالم العربي بثرواته سوى ثلاثة معاهد خاصةمتخصصة في الشأن الإسرائيلي واليهوديوتعمل بإمكانيات متواضعة بعدما أقدم أريالشارون على نهب وتدمير محتويات مركز الأبحاث الفلسطيني أيام اجتياح بيروت.

"هذا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ" كما جاء في القرآن حتى لا تتكررمأساة ابن حزم في رسالته الشهيرة في الرد على ابن النغريلةاليهودي.

-----------------------------------------------------

التفاصيل :

الكتاب: الإسلام :التاريخ والدين والثقافة

 المؤلف: جماعي بإشراف مائير بار آشر ومائير خاطينا

الناشر دار ماغنس للطباعة

مكان النشر وتاريخه: أسرائيلديسمبر /كانون الأول 2017

 عدد الصفحات902

 اللغة: العبرية

 

أخبار ذات صلة