تأليف: روتجر بريجمان
عرض: علي الرواحي
العودة لليوتوبيا من جديد
يناقش هذا العملعلى مدى عشرة فصول مسألة بالغة الأهمية في عصرنا الحالي، والعصور الماضية على حد سواء، وهي مسألة خلق عالم واقعي جديد، مثالي، فاضل، يوتوبيا بلغة أخرى، من الممكن عن طريقه إسعاد، وإطعام الكثير من الأفواهوالأشخاص في جميع بقاع العالم، ذلك أنّ العصر الحالي مقارنة بالعصور السابقة يعتبر الأفضل والأحسن في الكثير من النواحي والمسائل المختلفة إن لم يكن جميعها، فبحسب الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات المختلفة الحكومية والخاصة، نجد أنّ الكثير من الأمراض قد اختفت، وأنّ الفقر في تراجع، كما أنّ عدد السكان في ازدياد، والعمل أصبح منتشرا أكثر من أي وقت مضى، كما أنّ الغذاء قد توفر في الكثير من بقاع العالم، حتى أننا نجد أنّ السمنة قد انتشرت لدى الكثير من الأفراد مقارنة مع الفترات الزمنية السابقة وهذا يدل على وفرة في الغذاء، أو ربما من الجهة الأخرى خللا في الاستخدام.
ونتيجة لذلك نشأت ما يمكن تسميتها "بالأجيال المدللة"(ص17)، والتي تم شحنها بأنّها الأجيال الذهبية أو المميزة، تلك التي من الممكن أن تقوم بأشياء وإنجازات خارقة أو غير مسبوقة من جميع النواحي، كما أنّه بإمكانها تغيير العالم في لمح البصر، غير أنّ هذه الطموحات قد تغيرت اعتباراً من 1950م، حيث نجد التشابه قد طغى على المشهد العالمي ككل، فالجميع يشاهد الأفلام نفسها، والكتب المقروءة أصبحت متقاربة، والأحذية الرياضية أصبحت متشابهة أكثر من أي وقتٍ مضى.
لا يعني بأي حال من الأحوال بأنّ العصر الحالي أفضل من العصور السابقة من النواحي المذكورة سابقا أو غير المذكورة، بأنّه لا يحتاج إلى يوتوبيا أو لعالم أفضل من الحالي، ذلك أنّالإنسان يطمح بشكل مستمر ومتواصل للكمال بحسب مقاييسه البشرية المتعارف عليها، وللتقدم حسب إمكانياته المتوفرة،الأمر الذي يعني وضع خطط عمل من الممكن تحقيقها وتنفيذها، وعدم الاكتفاء كما كان يحدث سابقا بالتهويمات الشعرية،والتأملات التي لا يمكن تطبيقها.اليوتوبيا تعتبر في الكثير من الأحيانبمثابة "شريان الحياة للديمقراطية"(ص21)، فهي تبدأ بطموحات صغيرة، وأحلام متواضعة، فبدون هذه الطموحات سيبقى العالم في وضعه السابق من الفقر، والمرض، والجهل، والقُبح وغيرها، فالمرحلة الأولى من اليوتوبيا هي زرع الأمل في إمكانية خلق عالم جديد مليء بالسعادة، والصحة، والجمال والمساواة من الممكن أن يتجسد بطرق مختلفة.
في الفصل الثاني يتناول المؤلف فكرة تخصيص دخل مجاني للجميع والتي تبدو يوتوبية أكثر من اللازم(ص25)، وبشكل خاص لأولئك الذين لا يعملون كالمشردين، والعاطلين عن العمل، والفقراء، والكثير من فئات المجتمع التي لا تملك مصدر دخل خاص بهم فهي لا تنتمي للراهن، لأنّ الفكرة المتداولة والسائدة أنّ الدخل يأتي نتيجة للعمل وللجهد الشخصي الفردي، كما أنّ هناك انطباعات مسبقة ملازمة لهذه الفكرة، وهي أنّ الدخل المجاني الذي يعتبر كحد أدنى للمعيشة يساهم في إنتاجأشخاص كسولين، لا يعملون، حيث يقومون بتبذير الأموال، واستخدامها بشكل غير جيد، وربما توظيفها بشكل سيء، وضار، فهي من الممكن أن تذهب في المخدرات، وغيرها من الجوانب الضارة. وهناك الكثير من الأصوات التي ذهبت في هذا الاتجاه، فهي من الممكن أن تكون بدون فائدة، وخطيرة، وشكلا من أشكال الفساد العلني، كما أنها تؤسس لأشخاص يعتمدون على الآخرين بشكل كامل وكبير، فمن ضمن الأقوال الشائعة في هذا السياق أنّ الفقراء لم يكونوا كذلك إلا لأنّهم لا يعرفون كيفية التعامل مع الأموال بشكل جيد، وهذه الأقوال لم تنحصر فقط على اليوتوبيا بل وصلت أيضا إلى فكرة الديمقراطية كما جاء على لسان العديد من المفكرين(ص42)، في حين أنّ العالم أصبح يتوق لهذا النظام السياسي أكثر من أي وقت مضى.
في المقابل، نجد هناك بعض الدراسات والبحوث،والتجارب التاريخية، والإحصائيات المنشورة التي يوردها المؤلف الشاب تذهب في اتجاه آخر، ذلك أنه قد تم تطبيقها في عدد من البلدان المختلفة، وفي سياقات متفاوتة، وهي تأتي بشكل مستمر بنتائج إيجابية للأفراد والمجتمعات على حد سواء، حيث يورد المؤلف رسالة لكبار علماء الاقتصاد نشرت في عام 1968م في الكثير من الصحف العالمية، إبّان المظاهرات التي سادت الشوارع فيتلك الفترة مفادها بارتباط المسؤولية في البلاد بين الجميع وعلى الحكومة توفير الحد الأدنى للدخل للكثير من الفئات التي تقع في مستويات مالية ضعيفة، كما نجد منها ما حدث في أمريكا في عهد الرئيس نيكسون، أوغندا، كندا، وكينيا على سبيل المثال.فعن طريق الحد الأدنى للدخل المجاني ظهرت الكثير من النتائج الايجابية غير المتوقعة على الأفراد والأسر، وبشكل خاص تلك التي تقع تحت خط الفقر، حيث انخفض الزواج المبكر الذي يؤدي بدوره لتكوين أسر فقيرة، كما نجد أيضا انخفاض أعداد المواليد بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المجموعات قد تحسن مستوى ونوعية التعليم الذي يحصلون عليه، فهم عن طريق هذا الدخل أصبحت لديهم طموحات مختلفة، ومشاريع مستقبلية، تهدف لتطوير الذات، والخروج من مستوى المعيشة الحالي لمستوى أفضل.
يتطرّق المؤلف في الفصل الرابع(ص77)، إلى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وقصته حول تكاليف الحد الأدنى للدخل، وذلك من منطلق الاستفادة من الماضيالنظري والتجارب التاريخية على حدٍ سواء؛ فالماضي يتم النظر إليه في هذا السياق على أنّه "دولة غريبة" كما قال أحد الروائيين حسب الكاتب، حيث يتم التصرف والعمل في الحاضر بشكل مغاير لما كان عليه الوضع في الفترات الماضية، فالماضي لا يقوم على تطبيق بعض الرؤى بل أيضا يقوم على الدفع بالخيال لحدوده القصوى.
في هذا السياق، نجد أنّ ما قام به نيكسون في عام 1969م وعن طريق مستشاره الاقتصادي مارتن اندرسون، عندما قام بسن قانون للدخل غير مشروط للأسر الفقيرة،وذلك في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي كان يعيشها المجتمع الأمريكي والتي سبقت فضيحة ووترجيت التي أدت لاستقالة الرئيس نيكسون من منصبه عام 1974م. استند تقرير اندرسون والمكون من 6 صفحات، على ما حدث في إنجلترا قبل 150 عاما والذي تمّت عنونته "تاريخ مختصر لنظام الأمن العائلي" وذلك بناء على كتاب عالم الاجتماع الهنغاري كارل بولاينيفي كتابه "التحولات العظيمة" الصادر عام 1944م، حيث يصف بولايني أول نظام اجتماع في دولة الرفاه عندما تم استحداثه في انجلترا في القرن التاسع عشر، والذي يهدف إلى وضع التوازن في الدخل الأساسي بين المواطنين، لأنّ النظام السابق كان مدمرا، ولا يحرض الفقراء على الخمول والكسل بل ويزرع المخاوف من النظام الرأسمالي، ففي هذه الحالة فإن الوضع بشكل عام يبدأ بعدم وجود إنجازات واختراعات اجتماعية سوى "الحق في الحياة" والذي يُلغي أو يقلل من التنافسية في السوق الحرة.في مقدمة هذا التقرير تم وضع عبارة مهمة جدا للكاتب الأمريكي الإسباني جورج سانتيانا، والتي تقول: أولئك الذين لا يستطيعون تذكر الماضي سيغضبون عندما يتكرر، لأن هذه الجملة التي أدهشت نيكسون جعلته يتخذ قرارا مهما بهذا الصدد.
في الفصل الخامس (ص101) يتطرق المؤلف في فصل بعنوان "أرقام جديدة لعصر جديد" إلى أنّالأرقاموالإحصائيات الجديدة المتوفرة، تنبئ عن مولد عصر جديد، حيث تشمل هذه الإحصائيات آثار الكوارث الطبيعية، وأرقام الضحايا، وتأثير ذلك على الناتج المحلي لكل دولة على حدة، كما يشمل أيضاأرقام الانكماش الاقتصادي، والانتعاش أيضا. غير أنّه وبالرغم من كل ذلك فإنّ هناك أجزاء كثيرة من الصورة لا تُرى في هذا الإطار، وهذه الأجزاء مهمة، ولها تأثيرها على الوضع الاجتماعي العام بعيدا عن الإحصائياتالإجمالية التي تذكر الناتج المحلي أو القومي لكل دولة، فهناك الكثير من التفاصيل التي لا يتم ذكرها كما هو الحال في السوق السوداء وتأثير ذلك على الوضع العام للمجتمع، حيث نجد أنّ الخدمات المجتمعية، وأعمال النساء المنزلية، والتهربالضريبي، والعُمال غير القانونيين، لا تدخل ضمن هذه الإحصائيات ولكنّها تؤثر على الاقتصاد. على بسيل المثال نجد أنّ السوق السوداء أثرث بشكل كبير في الاقتصاد اليوناني، كما نجد أنّإيطاليا ومنذ العام 1987م قد أدخلت السوق السوداء في الدخل القومي وذلك بعد النشوة والتعديلات الاقتصادية المهمة التي أخذت بالاعتبار الاقتصاد الضخم غير المرئي، والمحسوب، بما يعنيه ذلك من تهرب ضريبي، وعمالة غير شرعية. بالإضافة لذلك نجد أنّ هناك الكثير من الأشياء تخرج من حسابات الدخل القومي(ص106) كما هو الحال في الأمراض العقلية، والسمنة، والتلوث، ونسبة الجريمة، وهو ما يجعل التساؤل مطروحا: لماذا تعتبر أمريكا والتي تُعد صاحبة أكبر دخل قومي في العالم تقود العالم في المشاكل الاجتماعية في نفس الوقت؟ ذلك أنّه وحسب هذه المعايير فإنّ الجوانب الاجتماعية لا تدخل في هذا الجانب، بل يتم التركيز على العمل، والإنتاج، والدخل، والأرقام والحسابات.
في المقابل، يضيف الكاتب وبما أنّ لكل عصر أرقامه وإحصائياته الخاصة به، فهناك الكثير من البطون الجائعة التي ينبغي أن تُملأ، والمنازل التي في حاجة للبناء، فهناك طبقة تفكر كثيرا بالمال غير الأغنياء، وهي طبقة الفقراء، الأمر الذي جعل النمو يوضع في المقدمة، وصدارة اهتمام الحكومات والأنظمة السياسية، لأنّه تمّ ربط الدخل القومي وجعله المقياس الدقيق للرفاه الاجتماعي، وهي الأسطورة التي انتشرت في الفترة الأخيرة. وهذا الرأي يشمل الكثير من السياسيين، الذين ركّزوا فقط على مقاييس النمو والدخل القومي، فهي جيدة للعاطلين عن العمل، وللقوة الشرائية، وللحكومات التي بدورها تنفق المزيد من الأموال على المشاريع العامة.
في الفصل العاشر (ص233) يتحدث المؤلف عن فكرة بالغة الأهمية بعنوان "كيف تُغير أفكار العالم؟" حيث يقوم بسرد الكثير من الأفكار التي كانت صالحة ومقبولة في فترة زمنية معينة ثمّ أصبحت مرفوضة من قبل الكثير من فئات المجتمع المختلفة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ومن ذلك – على سبيل المثال – فكرة نهاية العالم والتي انتشرت في نهاية ديسمبر 1945م لدى فئات كثيرة من المجتمع الأمريكي، وذلك بعد رؤية الصحون الطائرة تُحلق في السماء، حيث إنّ الفكرة الأساسية تقوم على أنّه في منتصف ليل 31 ديسمبر سوف ينتهي العالم، مما جعل الكثير من الأشخاص يتأهبون لهذا اليوم، كل حسب ظروفه الخاصة، وسياقاته، وأفكاره، غير أنّ الأمر لم يحدث ومنتصف الليل قد انتهى، والصحون الطائرة لم تأت أيضاً، وساعة منتصف الليل قد تعطلت، والمؤمنون بهذه الفكرة قد أحرقوا كل جسور العودة التي تربطهم ببقية الحياة، وبالرغم من ذلك فإن الحياة استمرت وتواصلت.
وهذا يعني أنّ الكثير من القناعات والتنبؤات لا يمكنها الصمود، والاستمرار إلى ما لا نهاية، بل تستمر لفترة زمنية معينة، حيث نجد أنّ هناك ظروفا معينة قد تساهم في نموها وتخصيبها، في حين أنّ هناك سياقات مختلفة، ومغايرة تساهم بالعكس من ذلك. غير أنّ العناد وصلابة بعض الأشخاص ورفضهم لكل جديد بالرغم من وجود الكثير من الإحصائيات والبيانات التي تشير إلى صحة هذه الفكرة، يساهم في استمرار الأفكار القديمة، وتواصلها. وهذا يحدث بشكل واضح عندما يأتي شخص ما بحجة مقنعة، وشواهد قوية، تدلل على صحة فكرته، حيث يقابلها الشخص المختلف بعناد وصلابة من جهة، أو يقوم بمراجعة أفكاره ومعتقداته والحفر العميق في قناعاته الشخصية من الجهة الأخرى، وهذا لا يحدث للكثير من الأشخاص، لأنّ معظمهم يشعرون بالراحة والطمأنينة مع أفكارهم القديمة، لذلك يستمرون عليها ويقدمون الكثير من الحجج والبراهين التي أصبحت غير مقنعة بسبب تغير الظروف وأنماط التفكير عن السابق. غير أنّ السؤال هنا، ليس هل من الممكن حدوث ذلك، بل كيف من المكن حدوث ذلك؟ فالأفكار الغريبة وغير المألوفة في الماضي(239) أصبحت اليوم عادية، بل ودخلت في الحس الاجتماعي المُشترك الذي يفكر به الجميع بمختلف طبقاتهم، ومستوياتهم الدراسية وغيرها من الظروف.
في خاتمة هذه العمل (ص253) يفتتح المؤلف الفصل الأخير بعبارة ملخصة للكاتبالأوروغوياني الشهير إدواردوغاليانو صاحب كتاب أبناء الأيام (1940م- 2015م) بهذه الجملة" اليوتوبيا في الأفق، أتحرك خطوتين للأمام، تتحرك خطوتين للأمام. أمشي عشر خطوات أخرى، والأفق يركض عشر خطوات للأمام. مهما مشيت لا أصل إليه. إذن: ما هي اليوتوبيا؟ إنّها الاستمرار في المشي والحركة". وهو يبدأ هذا الفصل أيضا بتساؤل يطرحه للمرة الأخيرة: كيف نجعل اليوتوبيا حسب المعاني السابقة واقعا وحقيقة وممكنة التحقق؟ فالطريق من الأفكار والأحلام للواقع – حسب المؤلف – فاتن وساحر ومغري باللحاق. فإذا كانت السياسة كما قال بسمارك هي فن الممكن، فإنها هنا تعني جعل المستحيل ممكنا وحتمي الحدوث.
يواصل المؤلف هنا فتح نافذة افرتون وهو محام أمريكي صرح سؤالا بسيطا ًفي العام 1990م حول: لماذا لا تؤخذ الكثير من الأفكار بشكل جدي من قبل الكثير من السياسيين؟ حيث يذهب أفرتون إلى أنّ السبب يكمن في رغبتهم بإعادة انتخابهم من جديد، لذلك لا يأخذون الكثير من الأفكار المتطرفة والمثالية محمل الجد ولا يدافعون عنها، بل ولا يطرحونها للرأي العام.حيث تقوم هذه النافذة على العديد من النقاط، من بينها: القبول، الانتشار والمجال السياسي. ذلك أن كل من سار أو واصل المسير خارج هذه النافذة سيواجه طريقا صعبا، وسوف يتم وصمه بشكل سريع بأنّه "غير واقعي" أو "غير معقول"، وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة بما فيها التلفزيون والتي تمنح وقتا ضئيلا ً، أو بسيطا لأصحاب الأفكار المختلفة بشكل أساسي.
في المقابل، فإننا نشهد على تحولات ضخمة وهائلة، كما هو الحال في ثورة 1968م الباريسية والتي رفعت شعار "كن واقعيا، واطلب المستحيل"، حيث نجد أنّ هناك الكثير من الإنجازات قد تحققت ومن أهمها: نهاية العبودية، وحرية المرأة وحقوقها، ودولة الرفاه، وغيرها، فكل هذه الأفكار قد تصاعدت، ففي البداية كانت تعتبر "مجنونة" وغير معقولة، لكنها الآن أصبحت عادية جدا، بل ومشتركة بين الجميع، وتلقى الكثير من القبول في المجتمعات والسياقات الأخرى.وهو ما يعني بأننا يجب أن نكافح من أجل الأفكار التي تبدو الآن غير معقولة كما هو الحال في فكرة اليوتوبيا وكل تفاصيلها هنا، بما فيها الدخل المجاني للجميع، أسوة بالكثير من الأفكار التي كانت تبدو مستحيلة، وتُعد ضربا من الجنون.
--------------------------
الكتاب :
الكتاب: اليوتوبيا الواقعية:أو كيف الوصول إليها.
المؤلف: روتجربريجمان
الناشر:BLOOMSBURY, 2017
عدد الصفحات: 316
لغة الكتاب: الإنجليزية
