عصر التضخم

Picture1.png

تأليف: مجموعة باحثين

عرض: محمود عبد الغفار - مدرس الأدب الحديث والمقارن - كلية الآداب- جامعة القاهرة

كعادة مصممي أغلفة الكتب في كوريا، هناك ربط واضح بين صورة الغلاف ومحتواه. إلى جانب عرض لأهم أفكاره عبر الجمل التي تم وضعها عليه. لقد اختير وضع عنوان بالإنجليزية يشير إلى "التضخم" فحسب، بينما العنوان باللغة الكورية هو "عصر التضخم"، والفارق بينهما كبير بكل تأكيد. فالتضخم مصطلح يمكن للقارئ تخيل قيام الكتاب بشرحه وتناوله من زوايا عديدة، بينما "عصر التضخم" يشير إلى مرحلة تاريخية معينة بلغ فيها التضخم مبلغًا واضحًا إلى الحد الذي جعله سمة لهذا العصر، الأمر الذي يفتح الطريق أمام العديد من التساؤلات حول طبيعة هذا التضخم ومدى تأثيره على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكلها أسئلة مشروعة دون شك، لأنها حول ظاهرة وصفت بها حقبة زمنية كاملة. أسفل هذا العنوان تأتي عبارة " لقد تم الانتباه إلى النقود المحررة". ثم أسفل صورة اليد الممسكة بخيوط تتعلق بأسفلها أيقونة العملة الأمريكية العالمية "الدولار" فيما يذكرنا بيد فنان مسرح العرائس الممسك بعروس الماريونيت يحركها كيفما شاء. ثم أسفل هذا الرسم وضعت ثلاث دوائر ذات صلة وثيقة بمحتويات الكتاب كما أشرنا من قبل: - مقترحات "لي جين أو" بشأن فرص الاستثمار المتاحة لـ إم بي سي. - النموذج الذي أوصى به المحرر الصحفي "كيم وون جانغ"لــ كي بي إس. - إدارة الأعمال تأتي في صدارة الأكثر مبيعًا. ثم أسفل هذه الدوائر يأتيتساؤل كبير فحواه "أين ذهبت كل تلك النقود التي لا قيود عليها في السنوات الثماني الماضية؟

أما مقدمة الكتاب فتنبني على عبارة أساسية فحواها الرغبة في الكشف عن خطة النضال لأجل تحقيق الثراء ثم استثماره على نطاق واسع، وذلك من منظور ثلاثة من صفوة الاقتصاديين في كوريا الجنوبية وهم كيم دونغ هوان وكيم إل جو وكيم هان جين. فالاقتصاد العالمي والاقتصاد الكوري يواجهان- على حد تعبير المؤلفين- "التواءً أو انثناءً" غير مسبوق. هذا المنظور الثلاثي ينطلق من الأصول المالية ليقيم الموقف الراهن متسائلاً عن الأصول المالية للسوق هذه الأيام في بورصات الأوراق المالية وسوق العقارات وعلاقة كل ذلك بل وتأثيره وتأثره بمعدلات أسعار الفائدة وكذلك أسعار صرف العملات. حيث يقوم المؤلفون بدراسة الوضع الاقتصادي لكوريا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكذلك دراسة سياسات "ترامب" المالية التي يرون أنه من الصعب التعرف على عناصرها وظروفها المواتية. يهدف المؤلفون من وراء كل ذلك إلى أن يكون القارئ على دراية بما يجري في العالم من تغيرات اقتصادية في ظل الموجة الرابعة من الثورة الصناعية؛ تلك الموجة التي تحدث عنها كتاب كوريون كثيرون، والتي عرضنا لها في سياق سابق بهذا الملحق. أما الهدف الأهم الذي يسعى إليه المؤلفون فهو النهوض بالاقتصاد الوطني من خلال عرض أفكار حكيمة صادرة عن خبرات خاصة في مجال الاستثمار البنّاء مستندين في ذلك إلى توجهات سيكولوجية لها تأثيرها الفعال على العقلية الكورية من قبيل إن المرء في هذا العالم ليس عليه أن يتلقى التغيرات المتسارعة حوله باستجابة القانع بأنه مجرد نقطة في محيط لا حيلة لها، وإنما عليه أن يثق في قدراته على إحداث تغيير وأن لا يستهين بهذه القدرات مهما كانت العقبات.

مؤلفو الكتاب وهم: "كيم دونغ هوان" الاختصاصي في مجال الاستثمار وإدارة الأعمال في جامعة برمنجهام في انجلترا، كما ترأس مجموعة "هانا" الاستثمارية بجانب خبراته على مدار ما يزيد عن عشرين عامًا بشأن كل ما يتعلق بالأسواق المالية في كوريا الجنوبية. تلك الخبرات التي ظهرت بوضوح في برنامجهالشهير في محطة "إم بي سي" الإذاعية "نحن وعالم كيم دونغ هوان" والذي يتناول فيه المسائل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بكل سلاسة وتبسيط ممكنين بحيث يستطيع المستمع العادي أن يفهم كل ما يقال حول إدارة الأموال والأعمال بوضوح. هذا إلى جانب ما يكتبه للتليفزيون تحت عنوان " وجهة نظر كيم دونغ هوان". أما
كيم إل جو" فقد تخرج في قسم الاقتصاد بأرفع جامعة كورية وهي جامعة سيول الوطنية، وهو الآن خبير اقتصادي يترأس مركز "هان هوا" للدراسات والبحوث الإدارية والاستثمارية. المؤلف الثالث وهو "كيم هان جين" يترأس الفريق البحثي بمركز "كي تي بي" للاستثمار كما يترأس عددًا من مراكز البحوث الأخرى. ومن قيمة هؤلاء المؤلفين وخبراتهم الواسعة يكتسب الكتاب أهميته وقيمته لدى المشتغلين بالاقتصاد والقراء العاديين كذلك.

يتألف الباب الأول من الكتاب من أربعة فصول. في الفصل الأول المعنون بــ"الريح الشديدة لسوق الأوراق المالية يرى المؤلفون أنّ سوق الأوراق المالية هي مرآة الاقتصاد الكوري. كما يتناول هذا الفصل أيضًا سوق الأوراق المالية العالمي واستراتيجيات الإنتاج والصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك سياسيات الاستثمار الأمريكية وتأثيرها على الهيكل البنائي للاقتصاد الصيني وعلى الشركات الكورية والاقتصاد الكوري بشكل عام. في الفصل الثاني بعنوان "سوق الاستثمار العقاري" يتناول العديد من النقاط المتعلقة بواحدة من أهم وأكثر الأسواق الاستثمارية رواجًا في العالم وهي السوق العقارية. هذه السوق وثيقة الصلة بطريقة الأسرة أو العائلة في إدارة مواردها المالية وأيضًا تأثير شركات المقاولات والتسويق العقاري على الاستثمار الفردي والجماعي في هذا القطاع الحيوي جدًّا ضمن قطاعات الاقتصاد المحلي والعالمي.يتناول الفصل الثالث معدلات سعر الفائدة على المستوى المحلي في كوريا وعلى المستوى العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوربية. ثم يتناول الفصل الرابع معدلات سعر صرف العملات مركزًا على العملة الأمريكية "الدولار"، وتأثير السياسات المالية الأمريكية على الأسواق العالمية وعلاقة ذلك كله بالتضخم في عصر الرأسمالية العولمية.

 يتكون الباب الثاني من أربعة فصول كذلك ويأتي تحت عنوان "كيف نرى اقتصادنا الوطني؟". في الفصل الأول بعنوان "الوجه الحقيقي للمخطط الاقتصادي" يتناول المؤلفون تخطيطًا أو تشخيصًا لخريطة الاقتصاد الكوري وكذلك النمو المحتمل للأسواق الاستثمارية والاقتصادية الكورية. الفصل الثاني بعنوان "ما تأثير التصدير على اقتصادنا الوطني الآن؟". أمّا الفصل الثالث فعنوانه "الدروس التي نتعلمها من العشرين سنة الضائعة من اليابان". يتوقف الفصل الرابع بعنوان "التكتلات والقيادة السياسية ومشكلة ارتفاع الضرائب" عند إعادة هيكلة التكتلات الاقتصادية والسياسية في كوريا في الحقبة الأخيرة، وتحرير الأسواق المالية في ظل الديمقراطية الاجتماعية والسياسية غير المسبوقة.

يتألف الباب الثالث بعنوان "ماذا عن الاقتصاد العالمي؟" من ثلاثة فصول. يتساءل المؤلفون في الفصل الأول عن انتهاء الأزمة الاقتصادية الأمريكية من عدمها، وكذلك عن البنك الفيدرالي الأمريكي للأوراق المالية وانخفاض معدلات الفائدة وعلاقتها بالتضخم. ينتقل الفصل الثاني من تشخيص الاقتصاد الأمريكي إلى تشخيص الاقتصاد الصيني. ثم الاقتصاد الأوروبي في الفصل الثالث. في هذه الفصول هناك مقارنات مستمرة بين سياسيات زعماء الدول في أوروبا وآسيا وسياسات الرئيس الأمريكي ترامب المتعلقة بالاقتصاد بشكل خاص. أما الباب الرابع فيتألف من ثلاثة فصول كذلك ويأتي تحت عنوان منحوت من اسم الرئيس ترامب فيما يمكن حرفيا ترجمته إلى "الاقتصاد الترامبي أو ترامبنوميكس" ليتأمل المؤلفون الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة وكذلك المخاطر المحتملة جراء سياسات هذا الرئيس، ومدى تأثير تلك السياسات على الاقتصاديات العالمية. تشير تسمية "ترامبنوميكس" إلى العلاقة الوطيدة بين سياسات الرئيس الأمريكي المالية وعلاقتها بالتضخم العالمي. في الباب الخامس الذي يحتوي على فصلين يتناول المؤلفون التوقعات المحتملة للاقتصاديات المستقبلية، وأشكال تلك الاقتصاديات بدءًا من 2018م على وجه التحديد. ثم يركز الباب السادس والأخير من الكتاب، وعبر ثلاثة فصول، على التوقيت المناسب والمجالات المناسبة للاستثمار المستقبلي للأفراد والمؤسسات والاقتصاديات الوطنية بشكل عام في ظل التوصيات والنصائح المقدمة لتجاوز مرحلة أو عصر التضخم من أجل عودة الاستقرار المالي لسابق عهده بما ينعكس على السياسات المالية للدول والمؤسسات والشركات الخاصة بل والأفراد كعناصر استثمار مهمة في الموجة الاقتصادية أو الحقبة الاقتصادية الرابعة على نحو ما يطلق عليها الآن.

-----------------------------------------------------------

التفاصيل :

عنوان الكتاب: عصر التضخم

المؤلفون: كيم دونغ هوان، كيم إل جو، كيم هان جين

دار النشر: داسان

سنة النشر: أغسطس 2017م

عدد الصفحات: 448

اللغة: الكورية

 

 

 

أخبار ذات صلة