تأليف: مارثا نوسباوم
عرض: محمد الشيخ
على مدى أمد طويل، ظلت أمريكا -ذات التقاليد الأنجلوسكسونية المحافظة الراسخة- تتشكك في أنموذج "المثقف"، لا سيما بمعناه الفرنسي؛ أي: تتوجس من ذاك المفكر أو الكاتب أو الفنان الذي يهتم بالشأن العام، ويدلي بدلوه في الساحة العمومية. لكن، يبدو اليوم أنَّ هذا التقليد قد بدأ في التحول. ذلك أن العديد من المفكرين والكتاب والفنانين الأمريكيين تخلوا عن صمتهم الإصراري، وأمسوا يدلون بدلوهم في ما يحدث من شأن في السياسة الأمريكية على الساحة العمومية. وفي ما يخص فلاسفة أمريكا، كان أول الغيث بعض الكتب الذي أنشأها أصحابها في نقد سياسة ترامب. نذكر من بينها الكتاب الجماعي الموسوم "ترامب والفلسفة السياسية" (2018). وثانية قطرات الغيث كانت كتاب الفيلسوفة الأمريكية مارثا نوسباوم "مملكة الخوف" (2018 أيضًا).
وفي رصيد هذه الفيلسوفة -التي لا أكاد أعرف لها في العربية إلا كتابا واحدا مترجما ("ليس للربح: لماذا تحتاج الديمقراطية إلى الإنسانيات [العلوم الإنسانية]"، ترجمة: فاطمة الشملان)، وحوارات- أزيد من عشرين مؤلفا مهمًّا. ولمن لا يعرف الفيلسوفة الأمريكية، فقد دار عملها الفلسفي على أمرين اثنين؛ أولا: دار على المؤسسات والقوانين السياسية؛ إذ سعت للدفاع عن الديمقراطية وعن حقوق المواطن وواجباته الأساسية. وقدمت نموذجا توضيحيا لذلك بدعوتها إلى تقوية "إقدارات" المواطن على الولوج إلى عدة خدمات: الحق في الشغل وفي التطبيب وفي الرعاية... بغية تفادي التحاسد والتضاغن، وبناء الأمل والرجاء بين أبناء الوطن الواحد. ثانيا: دار عملها على الانفعالات والمشاعر -من رغبة ورهبة وخوف وبغض وغضب وقرف وأمل ومحبة... وغيرها- وضرورتها في السيطرة على السلبي منها، وتشجيع الإيجابي بُغية تحقيق الحياة الطيبة. وقد اتبعت في ذلك تقليدا فلسفيا راسخا امتد من أفلاطون إلى المفكرين المحدثين والمعاصرين من أنظار آدم شميث وجون راول.
وقد استندت المؤلفة إلى علم النفس وإلى التحليل النفسي، كما إلى الفلسفة بطبيعة الحال، في الاستدلال على أن المشاعر والأهواء لها دور مهم تلعبه في المجتمع السياسي حتى يمسي مجتمعا يكرم أهله ولا يهينهم. ذلك أن المشاعر تقتدر على أن تهز كيان الجماعة وتشتته، كما أنها تقتدر بالقدر نفسه على أن تنتج بداخل الجماعة التضامن وأن تخلق اللحمة بين أعضائها.
ومدار كتاب الفيلسوفة -الذي بين أيدينا- عن اليأس والرجاء في هذه الأزمنة العصيبة. ويتكون كتاب مارثا نوسباوم من ستة فصول، فضلا عن تقديم ومدخل، تدور على مشاعر وأهواء سلبية؛ شأن الخوف والحسد والكراهية، وإيجابية شأن الأمل والمحبة.
وفي مقدمة البحث، تعود المؤلفة بذاكرتها إلى ليلة الاقتراع الرئاسيعام 2016، حيث كانت توجد بكيوتو (اليابان) لكي تحضر حفل تسليم جائزة عرفان إليها. لكن لم يعكر صفو هذا الجو الاحتفالي سوى الشعور بالقلق الذي انتباها والخوف من الانقسام الذي اعتراها من مآل الناخبين الأمريكيين، وتأثير ذلك كله على البلاد والعباد والمؤسسات. وسرعان ما كان أن تساءلت المؤلفة: كيف لها وهي التي ألّفت كتابا في المشاعر والأهواء السياسية أن تترك نفسها فريسة لشعور الخوف هذا الذي استبد بها فجأة؟ وقد كانت هذه الحال والتساؤل بمثابة الشرارة التي انقدح عنها هذا الكتاب. إذ راحت مارثا نوسباوم تبحث عن منشأ هذا الشعور، وكيف أنه بدوره يسمح بتوالد مشاعر أخرى من شأنها أن تسمم انفعالات أخرى؛ شأن الغضب والقرف والحسد.
ثم تفضي المؤلفة إلينا بمقتطفات من مسيرة حياتها: عقيدة والدها الاجتماعية المحافظة، تجربتها في العيش إلى جانب الفقراء والمحرومين أيام التحصيل الدراسي، اقتناعها بأن المساواة الحقة تقتضي الحق في التغذية والرعاية الصحية، اهتمامها بالمسرح ورغبتها غير المحققة في أن تمسي ممثلة، مكافحتها للعودة بالفلسفة إلى سالف عهدها الإغريقي الروماني من حيث الاهتمام بقضايا المشاعر والكفاح من أجل حياة مزدهرة مُفعمة بالمحبة والصداقة في أزمنة شقوة واضطراب، اهتمامها بالشيخوخة وبفلسفتها، مع الأمل في تحقيق مجتمع منصف... وهذه الإسرارات كلها تنبئ بمعالم "فلسفة إنسانية" شاركت فيها الفيلسوفة الأمريكية العديد من الفلاسفة الأنجلوسكسون من أمثال ستانلي كافل وهيلاري بوتنام وبرنار وليامس.
وفي مدخل كتابها، تؤكِّد الفيلسوفة أن ثمة كثيرا من الخوف يحوم طيفه حول الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، وهو خوف ممزوج بالغضب وباللوم وبالحسد. والذي عندها أن من شأن الخوف أن يعيق دوما المشاورة العقلية، وأن يسمم أبدا الأمل، وأن يفسد السعي إلى التعاون البناء من أجل بناء مشترك للمستقبل. وتتساءل المؤلفة: مِمَّ يحدث الخوف اليوم؟ والجواب: كثير من الأمريكيين أمسوا يشعرون أن لا حول لهم ولا قوة، وأن لا سلطان لهم أضحى على حياتهم، بل صاروا يخشون على مستقبلهم وعلى مستقبل أبنائهم. فقد صاروا يحسبون أن الحلم الأمريكي -وهو أمل الإنسان في مستقبل أفضل لأبنائه من الحياة التي عاشها هو- قد قضى ومات، وأن كل شيء قد انفلت منهم. ولهذه المخاوف أساس يتمثل في مشاكل واقعية؛ من بينها: جمود المدخول لدى الطبقة المتوسطة الدنيا، تردي الخدمات الصحية ومتوسط العمر لا سيما لدى الرجال، ارتفاع أسعار التعليم العالي في الوقت الذي أمست فيه الشهادات العليا مطلوبة من أجل التشغيل... ومن شأن هذا الوضع أن تنشأ عنه المخاوف. أكثر من هذا، من أمر الناس أن يبحثوا عن مشجب وكبش فداء: الغرباء/الأجانب، المرأة... وذلك حسب ما اعتاد عليه الناس من إلقاء المسؤولية على "الآخرين".
على أنَّ هذه المخاوف ما استبدت بأهل اليمين الأمريكي وحدهم، وإنما شملت أهل اليسار الأمريكي بدورهم، الذي أمسوا يتحدثون عن سقوط الحريات الديمقراطية، من حرية الخطاب والسفر والتجمع والصحافة، بل وعن نهاية العالم بعد صعود حكم يدعو للعنصرية وكراهية المرأة والمثليين. وتشير الباحثة إلى أن بعض طلابها الشباب أمسوا يعتقدون أن أمريكا التي عهدوها ما عادت كما كانت، وأن شعور المحبة آيل للتلاشي، بل ذهبوا إلى حد شيطنة نصف الأمريكيين، واصفين إياهم بوصف "الوحوش"، جاعلين منهم أعداء كل ما هو خير.
وتذكِّرنا المؤلفة بأن أمريكا الحلم ما كانت دوما بأمريكا الجميلة. وتقف الوقفة على تواريخ المآسي التي عاشها الأمريكيون. لهذا؛ تعتبر أن شأن أمريكا أن تكون دائما عملا في طور التحقق، وأن ما يحدث في أمريكا، وإن كان ينمُّ عن بعض التراجع في المسار نحو المساواة الإنسانية، ما كان شاهدا على يوم قيامة آتية لا ريب فيها، وأنَّ الأمل في الخير غير مفقود ألبتة. فمن أمر الذعر، أكان في اليمين أم في اليسار، ألا يعمل إلا على المغالاة في أمر المخاطر المحدقة، كما من أمره أن يجعل اللحظة تبدو أشد خطورة مما هي عليه في الحقيقة. وإن الأمر لأشبه بزواج فاسد: حيث من شأن الخوف والتوجس واللوم أن يشوش الخاطر على التفكير الصائب في المشكلات الحقيقية التي ينبغي معالجتها. وحين يمسي الناس يتوجسون من بعضهم البعض، ومن مستقبلهم خيفة، تتمخَّض عن ذاك فكرة كبش الفداء، وتصير السلامة في تبني قول فرانكلين روزفلت: "لا شيء علينا أن نخافه سوى الخوف نفسه". ذلك أن الخوف يسير، وإنما التفكير فيه عسير. وهنا تكمن أهمية الفلسفة. ولا تعني الفلسفة أن نحتمي بأقوال ذات سلطان، وإنما أن يفحص المرء حياته -على طريقة سقراط- وأن يتدبر شأنها بتواضع، يتذكر دوما كم هو فهمنا ضئيل، ويذكرنا بالتزام الحجة وبتبادلها، وبإرادة الاستماع إلى الأغيار بحسبانهم شركاء لنا، وبالتفاعل مع ما يقولونه لنا. والشأن في الفلسفة أنها لا تملي علينا خيارات سياسية بعينها، لأن هذه الخيارات ينبغي أن تكون تابعة للسياقات، وأن تنتج عن ثمرة شراكة بين الفلسفة والتاريخ وعلم السياسة والاقتصاد والقانون والاجتماع.. من شأن الفلسفة أن تقدم لنا معنى حول من نكون، وما هي المشكلات التي تكمن في طريقنا، وما الذي ينبغي لنا أن نقدمه. إنما الفلسفة مبحث ظريف يباشر الناس بأدب واحترام لكامل إنسانيتهم. وهي بهذا المعنى ضرب من المحبة، لا المحبة الرومانسية، وإنما الملاءمة بين احترام الإنسانية والإرادة الخيرة والأمل.. وهذا بالذات ما تعلن الفيلسوفة أنها تعمل عليه في هذا الكتاب.
يبدأ الفصل الأول من الكتاب بالحديث عن الخوف. وتبرز المؤلفة أن الخوف يتأصل في النفوس منذ الطفولة، ويرافقنا في جميع أطوار عمرنا، مُلونا نظرتنا إلى الحياة بهذا القدر أو ذاك. وتقترح في هذا الفصل بعض الإستراتيجيات لاحتواء الخوف وجعله أقل تسميما لحياتنا، على الرغم من إقرارها بأنه لا يمكن التخلص من مخاطر الخوف التخلص النهائي. وهي تفترض أن نشأة الخوف فينا تؤول إلى أننا نأتي إلى عالم لم نتهيأ له. وتعرف معنى "الخوف" لدى الفلاسفة وعلماء النفس، وتستعرض مختلف النتائج التي انتهت إليها المباحث المشتركة بين الخوف والانفعالات عامَّة -نشأة وأشكالا- فتجد أن هذا المشترك يتمثل في أمور ثلاثة: ثمة نزوعات فطرية إلى الخوف لدى الإنسان، وثمة حالات نفسية ناشئة مكتسبة، وثمة استجابة الناس إلى الخطابات السياسية التخويفية. ثم تتحدث عن الخوف السياسي وعن سياسة التخويف. وتقف عند التخويف من المسلمين. وترى أن أساس الخوف قد يكون مبرَّرا -الخوف من الإرهاب- لكنه يتحول لمخاوف غير مسوَّغة وغير معقولة، تخلق جوا من التوجس يهدد القيم الديمقراطية المشتركة. وهو خوف توجهه الخطابة ويستعمله الزعماء السياسيون (ترامب)، مذكرة بالخلط بين العرب والمسلمين، وأن أكبر تجمعات المسلمين لا توجد في بلاد العرب (إندونيسيا والهند)، مؤكدة أن من قرأ القرآن أولا وجد فيه -شأنه في ذلك شأن الإنجيل- ديانة احترام ومساواة. ولهذا اعتنقه الهندوس ضد نظام الطوائف. وتنحو باللائمة على الكثير من الأمريكيين الذي يجهلون كيف يعيش غالبية المسلمين، وكيف يختلفون، وكيف تتباين تأويلاتهم للقرآن، وكيف يتم اختزال الإسلام في التأويل الوهابي.
وبالجملة، تحدثنا مارثا نوسباوم عن مرويات الخوف الدائرة على هوى أن ثمة شيئا خطيرا يحدق بنا، فيصير وقتها المواطنون غير مُكترثين لتبين الحقيقة، ويقعون فريسة خطاب الزعماء السياسيين، ويتحولون إلى عدوانيين تجاه الأغيار، يلومونهم على معاناة الخوف، ولسان حالهم يقول: أنتم المسؤولون عن خوفنا!
وفي الفصل الثاني -المعنون: الغضب ابن الخوف- تبدأ المؤلفة بالقول: أمريكا بلد غاضب. ذاك أمر معلوم منذ دهر. لكن الغضب اليوم أكبر. الكل غاضب، والكل يلوم الكل: الرجال يلومون النساء، والنساء تلمن الرجال من الطبقة العاملة. وفي اليمين ثمة لوم هستيري للمسلمين، وفي اليسار ثمة لوم غاضب لأولئك الذين يلومون المسلمين... والمهاجرون يلومون النظام السياسي الجديد الذي جعل حياتهم غير مستقرة.. وفي أجواء هذا شأنها تغيب المشاورة الهادئة.
وتخصِّص الباحثة فصلًا كاملًا للحديث عن المشاعر السياسية السلبية الموجَّهة صوب النساء، والتي احتلت مكانة الصدارة في الخطاب السياسي الأخير (خطاب ترامب). وتحلل الصلة بين التمييز الجنسي -الذي هو جملة أنظار ترى أن النساء أقل شأنا من الرجال- وبين كراهية المرأة -التي هي إستراتيجية تعزيز تسعى لإبقاء النساء "في مكانهن" لا يتعدينه- وتدافع المؤلفة عن فكرة أن كراهية النساء، التي تنبني أساسا على قناعات تمييزية جنسية، إنما هي خمرة مسممة وغضب عقابي وقرف من جسد النساء (وهذا لا يتعارض مع الرغبة فيهن وفي أجسادهن)، وحسد من النجاح المتنامي للنساء على مختلف الصعد التي صارت تنافس فيه الرجال.
يُمكن أن نقدم هذا الكتاب سلبا وإيجابا: سلبا؛ ليس هذا الكتاب كتابا في السياسة العمومية، لا ولا في التحليل الاقتصادي، مهما كان هذان المبحثان مهمين في حل مشاكل أمريكا.إيجابًا؛ هذا كتاب أعم وأكثر استبطانا يسعى لفهم بعض القوى التي أمست تحرك الأمريكيين. ومن هذه الجهة، يقدم الكتاب توجيهات عامة للفعل ويحض على العمل. الفهم قصده في المحل الأول. ومن شأن الفهم أن يكون دائما حاضا على الفعل، لأن الفهم -كما تقول المؤلفة- أساس الفعل. وقد تضمن كل فصل من الكتاب اقتراحات لاحتواء وتجاوز الآثار المدمرة لكل انفعال سلبي -نحو الأمل والمحبة والعمل. وأعلنت المؤلفة أنها ما كانت بالمتشائمة إزاء المستقبل، ولا ينبغي لها أن تكون، وإنما هي بالعكس متفائلة، وأن التحليل الفلسفي للأمل من شأنه أن يقترح إستراتيجيات لتغذية الأمل والإيمان ومحبة البشرية حيثما تم الاعتقاد بأن الانفعالات الطيبة والمشاعر الحسنة هي التي يجب أن توجهنا وأن تنير طريقنا. وللدفاع عن موقفها، لا تكتفي المؤلفة باستحضار أمثلة من الحاضر السياسي، بل تمتح من معين القدماء -لا سيما منهم الفلاسفة الإغريق والرومان- ذلك أن حفظ المسافة مع الحاضر، عن طريق إلقاء نظرة على الماضي، من شأنه أن يجعل نظرتنا -في رأي المؤلفة- أكثر سكينة، وأن يصيِّر خوفنا أقل حدة. فلقد كانت الفلسفات اليونانية القديمة -الرواقية والأبيقورية- فلسفات أمل، ولا يزال لها الكثير مما يمكنها أن تقوله لنا.
وترى الفيلسوفة أنه رغم أن "الأمل" انفعال -شعور- ملغِز يستدعي النظر، ورغم أهميته البالغة، فإن الفلاسفة ما أخرجوا فيه القول، اللهم إلا في ما ندر. والذي عندها أن الأمل أعظم بلسم ضد الخوف. وهو خيار، كما أنه عادة عملية. ففي كل شيء مزيج من الحسن والقبيح، والطيب والفاسد، والأمل إظهار للحسن الطيب، والرجاء إضمار للقبيح الفاسد. وعن السؤال: كيف نتعامل مع ما يحدث -وهو أمر جلل؟ تجيب الفيلسوفة: هذا يتعلق بالانفعال الذي ننخرط فيه، ولا أفضل من مشاعر الأمل باعتبارها البلسم الشافي. ذلك أنه يمكن أن نواجه المستقبل بالقول: "ما أسوأ ما تخفيه الأيام لي!" كما يمكن أن نواجهه بالقول: "ومن أدراكَ يا هذا! لعل الأمر سيكون بديعا رائعا!"، من شأن الأمل، إذن، أن يقع على النقيض من الخوف. الخوف يجذبك إلى الخلف، والأمل يقذف بك إلى الأمام. وثمة العديد من الفرص لإبداء الأمل وانبعاث الرجاء: ثمة، أولا: دين الأمل، لا دين الأمل في الآخرة، وإنما دين الأمل في الدنيا. وثمة احتجاج الأمل، الذي يدفعك إلى الدعوة إلى العدالة، وتتضامن من أجل قضية عادلة، لا احتجاج العدمية واليأس.
وتختم الفيلسوفة كتابها بتذكيرنا بنظرية "الإقدارات" -وهي نظرية ضرورة مساعدة الدولة مواطنيها على أن يصيروا قادرين مقتدرين- التي تحارب المخاوف: إقدار الناس على حفظ حياتهم، وعلى صون صحتهم، وعلى سلامة أجسادهم، وعلى حفظ حواسهم وخيالهم وفكرهم، وعلى إبداء عواطفهم ومشاعرهم، وعلى إعمال عقولهم التطبيقية العملية بروية، وعلى العيش مع الآخرين والرعاية لهم، وعلى الحياة مع أنواع أخرى من الكائنات الحية، وعلى الفرح واللعب والمتعة، وعلى حفظ البيئة.
--------------------------
تفاصيل الكتاب :
- الكتاب: "مملكة الخوف: نظرات فلسفية في أزمتنا السياسية".
- المؤلفة: مارثا نوسباوم.
- الناشر: Simon & Schuster، 2018م.
- عدد الصفحات: 272 صفحة.
