خارج مدار الغرب: من أجل فلسفة كوسموبوليتية

91qvsWvyaBL.jpg

تأليف: شتيفان فايدنر

عرض: رضوان ضاوي

 كان شتيفان فايدنر الباحث في الدراسات الإسلامية قد أصدر كتاباً يتطرق فيه إلى سفره إلى المغرب بعنوان "فاس- دوائر الطواف السبع" ​​وهذا الكتاب له دور إعلامي عن اهتمام العالم الغربي بالثقافات العربية والإسلامية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، في إطار عمليّة تكوين استعجالي جعلت فايدنر من المتخصصين الكبار في الفكر الكوسموبوليتي. كما أصدر فايدنر كتابه "إغراءات محمدية" و"موجز لصراع الحضارات". وقد وصلت تجربة شتيفان فايدنر في الحوار الشرقي-الغربي قمة النضج من خلال إشرافه على تحرير مجلة "فكر وفن" باعتبارها جسر تواصل مُهم في مسار التبادل الثقافي بين الفضائين العربي والألماني، وباعتباره ناقلاً للثقافة والفكر العربي-الإسلامي إلى العالم الغربي مكتوباً باللغة العربية وبلغات أخرى. من هنا يمكننا أن نستنتج أن فايدنر يملك مشروعاً كوسموبوليتيا يدعو فيه إلى إعادة النظر ومراجعة مناهج ومسالك التعامل الغربي مع العالم العربي والإسلامي والعالم الموجود خارج مدار المركزية الغربية، وهذا ما يمكن استخلاصه من كتابه الجديد "خارج مدار الغرب: من أجل فلسفة كوسموبوليتية".

انطلاقاً من السؤال الفلسفي-الكوسموبوليتي كيف يُمكن للغرب أن ينفتح على الآخر والغريب؟ افترض الكاتب أن ما يسمى بـ "إيديولوجية الغرب" تتميز بالعجز، لأنها تفهم الحرية المتعلقة برأس المال، والدليل على ذلك نظريتا لفرانسيس فوكوياما عن نهاية التاريخ وصموئيل هنتنغتون عن صراع الحضارات. فهاتان النظريتان بمثابة تصور اختزالي يمهد الطريق لحركات يمينية جديدة تقوم على الهوية العرقية. ويقدم فايدنر زوايا نظر مختلفة لمستويات متباينة من العلوم الإنسانية والفلسفة من أجل تقديم هذه الأطروحة الجديدة، حيث تتجلى صعوبة مثل هذا العمل في استعمال مفاهيم مختلفة وقوية من حيث تأثيرها على العمل، إضافة إلى نماذج مختلفة من الماضي والوقت الراهن. فقد تضمن كتاب فايدنر مجموعة من المفاهيم المفاتيح مثل "الغرب"، و"الآخرون" و"الأجانب" و"الشرق" و"الحضارة" و"الكوسموبوليتية" خدمة لهدفه العلمي مثل تطوير البدائل الثقافية والاجتماعية للقوى الفكرية خارج مدار الغرب. ويبدأ تحليل فايدنر الثقافي التنظيمي بالأفكار الأساسية الفلسفية للعالم الغربي المزعوم والمتميز بغطرسة معينة تجاه بقية العالم وفهمه للعالم الثقافي الكوسموبوليتي. بالتالي يدعونا فايدنر في كتابه إلى مرافقته في رحلته عبر وجهات النظر العالمية في الغرب والشرق، للاقتراب من أماكن التفكير المختلفة في هذا العالم واستمرارها، خاصة في الأماكن التي ربما ستستمر بالتأكيد على هامشية التصور الغربي في المستقبل.

         يتألف الكتاب من خمسة فصول طويلة تحمل عناوين دالة على مضمون الكتاب المكثف. وهذه الأجزاء تنقسم بدورها إلى عناوين كثيرة. ففي الفصل الأول بعنوان "خطوات أولى" يتحدث المؤلف عن الرحلات الأولى وعن الغريب الذي يأتي إلى الذات ويتفاعل معها، وعن أنواع السرود التي ركز عليها المؤلف كثيراً وقارن بين السرود القديمة المبنية على الصور النمطية للغرب عن الثقافات العالمية وعن السرود الجديدة من خلال نظريات ما بعد الاستعمار.

     أما في الفصل الثاني بعنوان "إديولوجية الغرب" فقد تناول الكاتب نظرية نهاية التاريخ وصراع الحضارات ومدى مُعارضة الكاتب للتأملات الفلسفية والفكرية التي وردت في هاتين النظريتين، مع التطرق للمقارنة بينها وبين الإسلام. وتابع الباحث تأملاته الفكرية والفلسفية في الفصل الثالث عن نهاية السرديات الكبرى، وعن العالم الثالث.

وفي الفصل الرابع بعنوان "محاولات علمية" بحث الكاتب مواضيع مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببرنامجه ومشروعه العلمي عن الكوسموبوليتية التي يعوض بها اتجاه الكونية والأدب العالمي. هكذا اعتبر فايدنر شعراء المشرق وكردستان حقولا خصبة لتطوير الفكر الكوسموبوليتي ومدى قابلية الغرب ترجمته من خلال نظريات الما-بعد حداثية/ الما-بعد استعمارية، ما يفرض على الغرب تسامحاً مع الأجنبي الغريب. أما في الفصل الأخير بعنوان "القادمون من خارج الغرب" فقد تناول الباحث بالفحص والنقد تاريخ تلقي النموذج المحبوب لديه في الغرب، وهو نص "الباغاهديا الغيتا"، من خلال استدعاء نظريات وتأملات جوته وهردر ولوثر وغاندي وبنيامين فالتر ضدّاً في كل من هيجل والرأسمالية والمركزية الغربية.

يمكننا أن نتوصل إلى الطابع الواقعي-العملي والتنويري التعليمي لهذا الكتاب من خلال رصد ومُتابعة التلقي الألماني لهذا الكتاب، هذا الاستقبال الألماني على شكل مجموعة من القراءات والمراجعات التي ظهرت في الصحف الألمانية، واللقاءات الإذاعية والمحاضرات المباشرة مع الكاتب شتيفان فايدنر في فترة قصيرة جدا بعد صدور الكتاب باللّغة الألمانية. فهذا الكتاب يتراوح بين التنوير الغربي، والفهم الإسلامي للعالم، ومتاهات الفكر في الشرق الأقصى في شمولية تامّة بما هو انتقاد مفصل ودقيق لموضوعات الليبرالية الجديدة وعقلها الفلسفي فرانسيس فوكوياما. وانطلاقاً من وعي المؤلف فايدنر بأن معرفة العالم الغربي بتلك العوالم الخارجة عن مداره غير كافية وينقصها الطابع التمييزي، تمحور موضوع الكتاب الرئيسي حول هذه العلاقة وحول ماهية وكيفية تعاطي الثقافة الغربية مع بقية العالم على شكل تأملات نقدية وفكرية وفلسفية. في هذا الإطار يقدم فايدنر أطروحة هنتنغتون حول تصادم الحضارات بصورة جدلية ونقدية، ويطور في الوقت نفسه مُقارنة بين تلقي الفكر من الثقافات خارج أوروبا في الغرب غير القابل للتغيير والتكيف معها، مع متطلبات العالم المعاصر الحديث باعتبار مستقبل التعايش السلمي بين الثقافات مرهون بالرؤية الدينية التي تنجح في فرض نفسها على أرض الواقع، ما يدل على تميز معارف الكاتب فايدنر بالتنوع وسعة الاطلاع لوقائع العالم الشرقي والإسلامي وللقضايا الأساسية التي يحتدم الجدل حولها في العالم خارج الغرب في الوقت الراهن.

     بالتالي يغدو كتاب فايدنر دافعاً لنقاشات مثمرة ومساهمة من أجل تفاهم أفضل بين الثقافات على مفاهيم الواقع المتناقضة بين العالم الغربي والعالم المختلف عنه. فالصورة الغربية للإنسان والتاريخ تُطبق على بقية العالم كقاعدة تسعى إلى تحقيقها وتصبح صالحة عالميا قصد التغلب على خصوصيات الشعوب أو المجموعات أو الثقافات الفردية، مما يعده الكاتب سلوكاً عدوانياً تجاه بقية العالم الذي استثنته المركزية الغربية التي تدعي أن قطار التقدم يتجاوز كل من لا يتكيف مع هذه الفلسفة الشمولية ويهدده بالفناء، فبدلاً من التنوع والتعدد، لا يوجد سوى تكرار الذات ونظام الأحادية الذي يعرف عنا ومن أجلنا أكثر مما نعرفه عن أنفسنا، فللغرب حقيقة واحدة، موسومة بروح فلسفة هيجل الإقصائية للآخر: الحقيقة يملكها الغرب وحده.

        لماذا يجب أن تنطبق الأفكار والمفاهيم مثل التقدم والعلمانية والليبرالية في مناطق معينة من العالم على البشرية جمعاء؟ وكيف يبدو العالم حين لا تنظر إليه انطلاقا من الغرب؟ هذه هي الأسئلة منطلق فايدنر للتفكير في فكر عالمي جديد، فهو ينظر إلى الآخرين بعين فاحصة ودقيقة، وله وجهة نظر إلى العالم غير الغربي انطلاقا من الغرب ذاته مما جعله يشكك بشكل متزايد في وجهات نظر الغرب حول العالم، وعلى الغرب أن لا يعتقد أن بقية العالم سيتسلم لأفكاره سريعا دون مراجعة أو تغيير. وتنويراً للرأي الغربي ينادي فايدنر بأخذ الحضارة العالمية، كما نشأت في الجزيرة العربية أو إفريقيا أو الصين، على محمل الجد: إذ في هذه المناطق ازدهرت أيضا مفاهيم عن كرامة الإنسان يمكن أن تتطور، جنبا إلى جنب مع مفاهيم كوسموبوليتية أخرى في الغرب.

        إن حجج الإيديولوجيين والمحرّضين في العالم الغربي والشرقي ضعيفة وهشة، الأمر الذي يبيِّنه المؤلِّف شتيفان فايدنر بصورة جذَّابة وممتعة في حالات كثيرة. ولا شكّ في أنَّ الإسلام يشكِّل تحديا لأتباع نظرية "صراع الحضارات" حيث تعيش الحضارات مع بعضها البعض كما هو الحال في أوروبا. ومن الطبيعي أن يوجد مجانين على الجانبين يحاولون تنغيص تعايش الناس مع بعضهم البعض أو بجانب بعضهم البعض.

     سادت لدى هيجل نظرة ازدراء للثقافة الهندية وباقي الثقافات العالمية المنتجة خارج مدار الغرب المركزي، باعتبارها ثقافة غريبة ومتخلفة وبدائية وغير قابلة للتطور والاكتمال. بينما يرى فايدنر أن الأدب الهندي مؤثر جداً ويفتح حرية داخلية تتجاوز الرجل الغربي. يقدم ستيفان فايدنر المهاتما غاندي باعتباره نموذجًا يحتذى به في سلوك الزهد الروحي مع الالتزام السياسي. وفي كفاحه ضد الحكم الاستعماري البريطاني، حافظ على حرية داخلية من خلال نبذ العنف وممارسة الزهد. ومع ذلك، فإن هذا الاستقلال الداخلي غير قابل للوصول إلى الغربيين لأنهم لا يستطيعون إلا أن يفكروا بالحرية إلا سياسياً، وليس من الناحية الفلسفية. يهدف تقديم فايدنر للفكر والفلسفة الهندية إلى الدعوة إلى انفتاح الغرب على هذا البعد الوجودي والتشكيك في الخطاب المهيمن عند الغرب. إن الفهم الجديد للحرية بمعنى غاندي والثقافة الشعبية والدينية الهندية يمكّن من محاربة "نبذ الهوية"، مما قد يؤدي بالغرب إلى تصحيح ذاته في تواضع. فالروايات الرئيسية التبريرية للغرب، أي ما أطلق عليه الباحث في الدراسات الإسلامية "السرد الجديد"، في مقابل سرد شرقي تجاوز حدود الأدب الوطني كما عند الشاعر حافظ، يريد بها تعويض خساراته بالإحساس بالتفوق. بينما يتوجب على التفكير الكوسموبوليتي أن يقبل الأجنبي عن طريق ترجمة الأدب الكردي مثلاً، والذي هو غير معروف إلى حد كبير في الغرب، في حين تصبح فكرة الترجمة التي لا تقضي على الاختلافات المفهوم الهادف للفكر الكوسموبوليتي.

     أراد فايدنر مقاربة إشكالية "العلاقة الغربية مع الشرق" من منظور جديد ومتعدد الثقافات؛ منظور جديد على ألمانيا، خاصّة في ظل الحديث عن "ثقافة الترحيب" من خلال تحليل عميق مع وضع المسائل في سياقاتها المختلفة رغم أن التأويلات الأوروبية تلقي بظلالها على ثقافة الحوار والترحيب في الغرب. غير أن شتيفان فايدنر يصر على إبقاء الشرق بعيدًا عن الصور النمطية تأييدا لسؤال إدوارد سعيد فيما إذا كان الكلام عن الشرق ممكنا بعيدًا عن الصور النمطية الاستشراقية. بالتالي هذا الكتاب يوفر الفرصة لمراجعة وفحص مقولات العمل على خلفية التطوُّرات التاريخية التي جرت في العقود الثلاثة الأخيرة.

في الجزء الأخير من الكتاب، يوضح المؤلف أفكاره حول نوع جديد من الكوسموبوليتية. ويذكر على وجه الخصوص الأفكار والفهم الهندوسي للثورة السلمية عند غاندي (1869-1948). يعتبر التحول في مفهوم الحرية، نحو فكرة الحرية الهندية، أمرًا مركزيًا. في السياق الهندوسي، تمثل الحرية عظمة مطلقة وجوديّة، وبالتالي، فإنَّ الحرية مُنفصلة عن عالم الظواهر وبالتالي عن السياسة.  

    وقد أصبح الاهتمام الغربي بالثقافات الأخرى حوالي نهاية القرن التاسع عشر يدور مرة واحدة حول عنصر مهم جداً وهو "حول جواب هذا الآخر نفسه". وقد ساق الكاتب نموذج رينان والأفغاني، حيث من خلال هذا الحوار يكتمل في إطار "نظام معرفي أوروبي"، في إطار سياق أوروبي معطى من خلال اللغة والجمهور. والنقاشات الأوروبية-اللاأوروبية لا تحدث بالعربية والهندية والتركية والكردية والأمازيغية والصينية واليابانية، بل بالفرنسية والإنجليزية وفي بعض الأحيان النادرة بلغات غربية أخرى.

     من هنا جاء سؤال المؤلف فايدنر "ما ذا لو احتلت الصين أوروبا؟- لكي يصل صوت الأوروبيين، عليهم تقديم مبرراتهم بالصينية، وعليهم فهم تقاليد وفلسفة البوذية، وعلى أصوات المثقفين الغربيين حينها الانقسام على أعتاب العلاقات الصينية. في خطوة أخرى، يجب عليهم اتباع قواعد اللغة الصينية، والتفكير بالصينية، حتى لو كان الأوروبيون يكتبون بالألمانية أو الإنجليزية، مع تقبل القيّم الصينية وتبني نموذج الاستهلاك للمجتمع الصيني. بينما يطلب الصينيون منهم أن يصبحوا في مستواهم وأن "يحضّروا أنفسهم ويثقفوها" وأن يعملوا من أجل الأفضل، مع تسامحهم مع الجملة التي سيرددها الصينيون: "أنتم لستم صينيين بعد، ولا متحضرين، ولا علمانيين ولا حداثيين بما فيه الكفاية. أنتم متخلفون وأوروبيون". وحتى إذا تعلم الصينيون بعض وجباتهم من مطبخ الأوروبيين أو حاولوا ترجمة واحد من شعراء الغرب بقي تقديرهم للثقافة الغربية غير واقعي، فلا أحد من الصينيين يبذل مجهودا في تعلم اللغات الغربية، بينما الغربيون يتعلمون الصينية.

   على هذا النحو هو واقع الوضعية التي يوجد عليها العالم اللاغربي منذ ما يربو على قرنين في علاقته مع الغرب، وهكذا تنظر الكوسموبوليتية الغربية إلى نفسها على أنها قناع استعماري رأسمالي.

    في الفصل الأخير من هذا الكتاب الذي عالج المؤلف فيه موضوع التيارات التحتية للحداثة الأوروبية تحدث فيه الكاتب عن كون هذه التيارات المعاكسة والفرعية للحداثة الأوروبية: أي الرومانسية المبكرة والتنوير المعاكس والنظريات اللسانية الكوسموبوليتية العالمية عند هيردر وبنيامين لها دور في هذا كله. إن المعرفة المتزايدة بالثقافات خارج أوروبا، بسبب الفضول الفيلولوجي ومن جهة أخرى بسبب متطلبات الإمبريالية، واجهت ظاهرة كون الكثير من المثقفين غير الأوروبيين تعرفوا بما فيه الكفاية على الثقافة الأوروبية من أجل إيصال صوتهم. بالتالي يوجد نص نموذج لهذا النوع الجديد من التبادل والنظر إلى العالم، وله تأثير سياسي عالمي، ويتعلق الأمر بجزء من الأنشودة "البهاغافاد غيتا"، عبارة عن حوار تعليمي فلسفي-فكري في الكتاب المقدس للهندوس، ويشكل هذا النص جوهر الديانة الهندوسية. وقد ظلت ترجمات هذا النص المشهور مثار جدل كبير في أوروبا وفي الهند أيضًا، فهي ترجمات مؤثرة جداً أكثر من ترجمات ألف ليلة وليلة وديوان حافظ أو ديوان عمر الخيام ودواوين شرقية أخرى. وقد وصف النبيل كيزرلينغ Graf Keyserling في "يوميات هندية لفيسلفوف" (1919) الغيتا بأنها "ربما العمل الأجمل للأدب العالمي"، رغم أن هذا النص، كما أضاف هو بنفسه "مجموعة لا قيمة لها فلسفيا".

     وقد رفض المفكر والفيلسوف الأوروبي الكبير هيجل هذا التلقي والاستقبال الألماني الأوروبي الغربي عند كيزرلينغ وهامبولدت لهذا النص العالمي خاصة وللنصوص الشرقية عامة، فقد كان مسكوناً بإعلاء المركزية الأوروبية والأنا الغربية المستعلية، فهيجل يستعمل أسلوب الإقصاء للمناطق (بشعوبها) التاريخية التي ينعتها "بالرجل الطبيعي"، أي البدائي الملتزم بتقوقعه على نفسه. وبخصوص الشرق، يعتبره غير قابل للتطور إلا بأوروبا وفي أوروبا، ومحدودا لا يتحرك، مثله مثل إفريقيا. فهيجل يعتبر العالم الجرماني أصل الروح والعقل المطلق ومنتهى مسار الفكر، ومن هنا تنبع فلسفة "نهاية التاريخ" عند هيجل: الشرق يشمله الاستبداد والخوف والعدم، ومتخلف منذ آلاف السنين، وهو يبقى على حاله لا يتغير. بينما هذا الكتاب هو أطروحة مضادة للنظام العالمي الحالي والحضارة الغربية الواقعة تحت تأثير الصور النمطية المعادية لكل منتوج آت من خارج مدار أوروبا.

--------------------------------------------

تفاصيل الكتاب :

الكتاب: خارج مدار الغرب: من أجل فلسفة كوسموبوليتية.

المؤلف: شتيفان فايدنر

اللغة: الألمانية

دار النشر والسنة: دار كارل هانسر، ميونيخ، ألمانيا، 2018

(عدد الصفحات 366 صفحة)

 

أخبار ذات صلة