المجلد الثاني: كتاب عمان وما وراء البحار
فاطمة بنت ناصر
يضم هذا المجلد الضخم أوراق عمل المؤتمر الثاني للدراسات الإباضية والذي عقد عام ٢٠١١ بألمانيا. وقد تناول المؤتمر الدور الذي لعبته الجغرافيا في السياسة العمانية الخارجية أو ما يسمى اختصاراً بالتأثير (الجيوسياسي). ويحتوي على ٢٩ بحثا.
وينقسم المجلد إلى ٤ أبواب وهي:
١- عمان والعالم الخارجي حتى بدايات القرن السابع عشر. (ويحتوي هذا الباب على خمسة أبحاث) تناقش مواضيع متعددة أهمها هوية عُمان البحرية في تلك الحقبة والتنوع الإثني واللساني بالإضافة إلى أنواع المراكب والسفن العمانية في ذلك العهد وما عثر عليه من مخطوطات صينية ورد فيها ذكر الموانئ العمانية.
عُمان قبل الإسلام فالآثار المكتوبة أهمها كتب التراث الإباضيةكتحفة الأعيان الذي يذكر هجرة الأزد إلى عُمان في وقت احتلالها من قبل الفرس، وذكرت كتب كثيرة القصة نفسها كذلك ككتاب كشف الغمة وأنساب العرب للعوتبي. غير أنَّ هذه القصص التي كتبها من لم يشهدوا تلك الحقبة لا يُمكن عدها مصدراً أساسيا موثوقاً دون وجود الآثار المادية التي تؤيدها. أماالآثار المادية فقد بدأ البحث عنها منذ بدايات السبعينيات وقد عثر على عدد منها في مناطق أهمها سمد من داخل عمان تعود للعصر الحديدي المتأخر. كل المكتشفات الأثرية تؤكد وجود علاقة وثيقة بين أهل المناطق العمانية والفرس الذين استورد منهم العمانيون نظام الأفلاج في الري. كما هناكالتبادل التجاري؛حيث كان العمانيون يستوردون النحاس في مقابل التمر واللؤلؤ والإبل. وتعود تربية الجمال وإنتاج سلالات قوية لذلك العهد البعيد حيث تكرر مصطلح (البُخت) في منطقة ظفار واليمن وهي كما وردت في المعاجمالإبل التي تنتج من عربية وفالج دخيل أعجمي (معجم تاج العروس). أما الأصول العرقية المكونة للهوية العمانية فالقبائل شكلت دوماًالعصب الأساسي. فالدولة مكونة من مجموعة قبائل تتعايش حين تتحقق الدولة وفي الضعف قد ينتهز بعضها الفرصة ليسود. غير أنَّ تعاليم الدين والمذهب الإباضي ساهما بشكل كبير في ائتلاف المكونات العرقية المختلفة في عُمان سواء القادمة من الخارج أو صاحبة الأصول المتجذرة. أما التنوع اللساني فقد تأثر بشكل كبير بمكانة عمان البحرية. ويمكن حصر التنوع الذي ساد في بدايات ١٦٠٠م بوجوده في ساحل عمان كاستخدام الفارسية حيث أشار ابن بطوطة إلى استخدامها في قلهات ووجود مخطوطات بحرية باللغة الفارسية والهندية يؤكد تأثر رواد البحر باللغات السائدة حينها. أما داخل عُمان فتكثر اللهجات المتعددة للغة العربية.وعن المخطوطات البحرية، من المهم أن نذكر أنَّ أقدم الخرائط البحرية التي تشير إلى موقع عمان وتحديداً قلهات الذي ورد في خريطة صينية تعود إلى عام ١٤٠٢م. وقد تعرض أحد البحوث لصناعة السفن وهي حرفة مُهددة بالزوال،وقد اختفت بعض المراكب اليوم كـ (الجلبوت) الذي كان يستخدم لصيد اللؤلؤ.
٢- عمان وشرق أفريقيا: يحتوي هذا الباب على أربعة بحوث تناقش الآثار التاريخية للعمانيين والمذهب الإباضي في الشرق الأفريقي واللغات الرئيسيّة في تلك المنطقة وأهم أدبياتها. كما يتطرق البحث الأخير إلى السيطرة العمانية على شرق أفريقيا بعد زوال السيطرة البرتغالية منها. وأهم ما ورد في هذا الباب هو التأكيد على التنوع العرقي والثقافي خاصة على الساحل الأفريقي بسبب قدوم التجار الفرس الشيعة ومن بعدهم العرب الإباضية العمانيين والشافعية الحضرميين. وهذا التنوع المذهبي ساهم في تشكيل المجتمع الأفريقي. كما أنَّ الكثير من هؤلاء التجار تزوجوا هناك وتأثرت ألسنتهم باللغة السواحلية كما أنَّ اللغة العربية أثرت في اللغة السواحلية حيث عثر على نظم من الشعر الأفريقي يتبع منهج القوافي العربية ويسمى ( بالإنكشافي). إن التأثير العربي الكبير على اللغة والمجتمع في شرق أفريقيا الذي يتكون من أكثر من ١٥٠ مليون نسمة ووجود أكثر من ٢٠٠ لغةليس بالأمر الهين الذي يتحقق بسهولة أو بمرور عابر للعمانيين وغيرهم ولكنه يؤكد على اندماج الطرفين ببعضهما البعض.
٣- الإمبراطورية البحرية العمانية: ويحتوي هذا الباب على ثلاثة بحوث تتناول اطراد العلاقات بين عمان والعالم بفضل النظام البحري القوي الذي مثل حجر زاوية في النظام البحري العالمي الذي ربط الشرق بالغرب. وقد تطرق أحد الأبحاث إلى فترة مهمة من التاريخ البحري العماني وهي القرون ١٠ - ١١ - ١٢ الميلادية. حيث زادت المطامع من القوى المحيطة بعُمان وخاصة بعد انتهاء حكم إمامة بني وجيه لصحار المستقرة حيث كان الداخل العماني ساحة حرب تقتتل فيها القبائل. لعبت المياه العمانية دوراً هاماً فكان المثلث البحري يتكون من عمان ومكران وكرمان، وزادت أهمية عمان البحرية بتقهقر الدولة السلجوقية،وبرز مثلث مهم آخر يربط بين عمان- وقلهات- وهرمز.
ونختم تلخيص هذا الباب بذكر تحول السياسية البحرية العمانية بعد أن كانت في عهد اليعاربة؛إذ لم تسع لخلق علاقات طويلة الأمد مع القوى المحيطة بها وكانت سفنها مسخرة للحرب وليس للدبلوماسية. على عكس دولة البوسعيد التي فَعّلت الدبلوماسية عبر أسطولها وأرسلت سفراءها إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
٤- نظرة من الخارج على عُمان ومذهبها الإباضي. ويحتوي هذا الباب على ثلاثة عشر بحثا، تعرض في مجملها الوثائق الأجنبية التي ورد فيها ذكر عمان والتي تدل على قدم العلاقات الخارجية لعمان. وفي ذكر دول شرق آسيا نلاحظ أن العلاقات ترسخت بفضل التجار العمانيين الذين سكنوا وتزوجوا في تلك البلاد وأقنعوا الكثيرين باعتناق الإسلام، كما فعل التاجر عبدالعزيز العماني في القرن ١٥ ميلادي حين أقنع ملك ملاكا (ماليزيا) بدخول الإسلام. كما يستعرض هذا الباب وثائق ورسائل وكتبا نادرة بين عمان ودول أوروبية (كهولندا وروسياوألمانيا وغيرها). ويوجد بحث مهم حول ذكر عمان في الوثائق اليهودية ووصف بعض الرحالة منهم لعُمان. وأبرز ما تميز به يهود مسقط هو تواضع حالهم مقارنة بغيرهم من اليهود في المنطقة فلم تبرز عليهم مظاهر الثراء بل كان حالهم كحال بقية سكان مسقط وكان أهل مسقط وصحار يطلقون عليهم اسم (أولاد سارة) كما ذكر الرحالة اليهودي ديفيد بيث هليل David d Beth Hillel. وأكثر البحوث تشويقاً هوذلكالبحث الذي تناول أوجه التشابه والتماس بين الموروثات العمانية والبرازيلية والأثر الأفريقي على الإرث الموسيقي مثلاً وكذلك على ممارسات الشعوذة واستحضار الجن حيث توجد ممارسات تكاد تتطابق بين البلدين.
-----------------------------------------------
بيانات الكتاب:
اسم السلسلة: دراسات حول الإباضية وعمان
اسم الكتاب: عمان وما وراء البحار ( المجلد ٢)
Michaela Hoffmann Rufوتحرير: عبد الرحمن السالمي
سنة النشر: 2013
اللغة : الإنجليزية
عدد الصفحات: 506
جهة النشر: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
دار النشر: Georg Olm Verlag
