تأليف: عنات كورتس وشلومو بروم
عرض: أميرة سامي
في نهاية عام 2017 ظهر عدد من التطورات المهمة في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأمن القومي. ففي سوريا أصبح المنافسون الرئيسون في الحرب الأهلية روسيا وإيران وتركيا، واشتد الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية وحلفائهما، كما تم طرد البؤر الاستيطانية الإقليمية للدولة الإسلامية في العراق وسوريا، في حين أن فكرة داعش لا تزال تشكل تحديًا أمنيًا واجتماعيًا في الشرق الأوسط وخارجه.
إنّ الجمود في الساحة الإسرائيلية- الفلسطينية مستمر، وبالتالي فإن إمكانية تحقيق تطوير علاقات إسرائيل مع الدول العربية السنية أمر مرفوض. وفي إسرائيل هناك نزاعات سياسية - أيديولوجية تنبع من تفسيرات مختلفة لمفهوم "الدولة اليهودية والديمقراطية" وأهميتها للأمن القومي.
كما أن هناك توازن بين القوى العظمى والديناميكيات في الشرق الأوسط وفي الساحة العالمية، ومع اقتراب نهاية العام الأول من إدارة ترامب، يصبح تأثير التبادل في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر وضوحًا بين إدارتين مختلفتين جدًا عن بعضهما البعض حول الشرق الأوسط وعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذا ينعكس في الديناميكية بينهما في الشرق الأوسط وفى الساحة العالمية ونتيجة لذلك، يواجه جدول أعمال الأمن السياسي لإسرائيل حالياً تحديات خطيرة، قصيرة وطويلة الأجل.
يعرض الكتاب في الفصول العشرة مراجعة وتحليلا لهذه الموضوعات وغيرها من جوانبها المختلفة ومعانيها المتنوعة.
العناوين الواردة في كتاب "التقييم الاستراتيجي لإسرائيل 2017 – 2018" هي قضايا إضافية في سلسلة تقييم إسرائيل الاستراتيجي التي ينشرها معهد دراسات الأمن القومي كل عام، وتعكس القضايا الرئيسة التي تواجهها إسرائيل حاليًا والمعضلات التي ستشغلها في العام المقبل. وتشير هذه العناوين الرئيسة إلى العلاقة بين مختلف القضايا والساحات، والاستجابة التي سيتم صياغتها لأي تحد، سواء كانت سياسية أو دبلوماسية، أو عسكرية، سيكون لها تأثير وتداعيات على ساحات أخرى.
تكرس المقالات الأولى محتواها لمناقشة الساحة الإقليمية والعالمية من منظور إسرائيل والتحدي الأمني الرئيسي الذي يواجهها هو الساحة الشمالية، والتي يتم فيها تشكيل توازن جديد للسلطة، لا سيما تعزيز النفوذ الروسي في سوريا، وقبضة إيران على أراضي هذه الدولة المتضررة، والقوة النسبية لحزب الله. كما يتم تحليل الآثار المحددة لهذه التطورات في الفصل الخاص بتوازن إيران الاستراتيجي، وتطورها في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. وفي فصل آخر، يتم عرض أهمية الهزيمة العسكرية للدولة الإسلامية، ويدرس الفصل التالي التغيير الذي يتشكل في علاقات القوى الدولية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، خاصة في ميزان القوى العظمى والنفوذ بين روسيا والولايات المتحدة، ومناقشة الموقف الدولي للولايات المتحدة الأمريكية، والتركيز على التعامل مع الأزمة النووية الكورية الشمالية وآثارها على التعامل مع القضية النووية الإيرانية.
المواد التالية مكرسة لمناقشة القضايا التي تتعلق بعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية، مع التركيز على القرب الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في ضوء التحديات التي تواجهها على الساحة الإقليمية والدولية، ويحلل الفصل التالي إمكانية تجديد الحوار الإسرائيلي الفلسطيني والآثار الإيجابية التي قد تنجم عن علاقات إسرائيل بالدول السنية البراغماتية في الشرق الأوسط. كما يركز الفصل الآخر على معنى مفهوم "الدولة اليهودية والديمقراطية"، ويحلل الأصول الأيديولوجية والسياسية لنزاعات الأمن القومي في إسرائيل.
كذلك يعرض الكتاب مناقشة من قبل رئيس المعهد، اللواء عاموس يادلين للتحديات السياسية والأمنية الذي يراها بعد سبع سنوات من بدء الاضطرابات في الشرق الأوسط وبعد عامين من توقيع الاتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران، وتتضح معالم الواقع الناشئ في المنطقة، بعد ما يقرب من عام من رئاسة الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية، وخصائص الإدارة وتأثيرها في الساحة الداخلية، وفي جميع أنحاء العالم وفي الشرق الأوسط تبدو واضحة. كل هذه العوامل تشكل البيئة الاستراتيجية الحالية لإسرائيل ومجموعة من بدائلها لسياسة تهدف إلى تعزيز مصالحها.
تناول اللواء عاموس يادلين في حديثه عناصر البيئة الإستراتيجية النقاش حول موضوعات متنوعة منها: استقرار إسرائيل والحدود الآمنة لها والولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب ويرى أن حكومة ترامب صديقة وتتعاطف مع إسرائيل، وتتفق مع إسرائيل في معظم مكونات تقييم الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط. ومع ذلك تعتبر الجهود الأمريكية لتعزيز العلاقات مع حلفائها الرئيسيين في المنطقة - السعودية ومصر وإسرائيل - إيجابية، وينظر إلى إيران على أنّها عدو كبير يهدد استقرار المنطقة.
وتحدث عاموس يادلين عن روسيا ويرى أنها الرابح الأكبر في الشرق الأوسط في العامين الماضيين وبالنظر إلى ضعف روسيا النسبي في المجال الاقتصادي، وعزلتها السياسية عن ضم شبه جزيرة القرم والحرب في أوكرانيا - فقد نجحت في ترسيخ مكانتها في الشرق الأوسط بفضل تحركاتها وتغير تدخلها العسكري في الحرب في سوريا منذ عامين، واستطاعت أن تحقق جميع أهدافها من خلال مشاركتها في سوريا، وأثبتت أن هناك أحيانًا حلًا عسكريًا - إذا عرف المرء كيف يستخدمه بشكل صحيح-، وإعادة نظام الأسد للسيطرة على معظم الأراضي السورية، وبالتالي اكتسبت روسيا قيادتها كمنافس سياسي رائد في تشكيل واستقرار الساحة السورية، في الوقت الذي دفعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية المراسلين العسكريين والبحريين والجويين في الأراضي السورية لاستمرار سيطرتها الاستراتيجية عليها لأجيال قادمة. وجدير بالذكر أن الرئيس أوباما قد توقع من قبل بأن روسيا على دراية جيدة في الحفاظ على العلاقات مع جميع المنافسين في الشرق الأوسط، حتى لو كان هناك تنافس مرير بينهم.
وعن الصين كقوة اقتصادية وبنية تحتية ذكر أنها دولة رائدة في النظام الاقتصادي العالمي والمؤسسات الدولية، ويوجد منافسة اقتصادية واضحة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية. وأن مصلحة الصين الرئيسة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط قد ركزت بالدرجة الأولى على الاقتصاد والدبلوماسية، وتكتفي بالحد الأدنى من الوجود العسكري في البعثات الدولية من قوات حفظ السلام والعمليات ضد القراصنة، على غرار سياسة روسيا في الشرق الأوسط، وتقوم الصين على علاقات متوازية مع جميع عناصر السلطة ذات الصلة في المنطقة، بما في ذلك السعودية وإيران. كما تحافظ الصين على علاقاتها مع إسرائيل. وهناك عدد من العمليات التي تبشر بتغييرات في السياسة في منطقة الشرق الأوسط، فمصالح الصين في الاستثمارات والمشاريع ونطاق العمال الصينيين آخذة في التوسع.
كما تمت مناقشة إيران والقضية النووية والتحدي الإيراني في سوريا وهزيمة داعش وتشكيل شكل آخر للجهاد العالمي في العام الماضي، ودار النقاش حول إضعاف المعسكر السني المعتدل، والتحول الكبير في المملكة العربية السعودية.
أما عن الساحة الفلسطينية والتوقع لبرنامج "الصفقة النهائية" للرئيس ترامب الذي تميز العام الماضي بمواصلة الجمود السياسي في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه حدثت تطورات في الساحة الفلسطينية الداخلية، من شأنها أن تؤدي إلى تحركات كبيرة في اتجاه استمرار فك الارتباط بين الجانبين والتصعيد، أو نحو عملية سياسية متجددة من خلال التطور لاتجاهين، التطور الأول هو رغبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في نهاية ولايته، أن يترك بصمة تاريخية وتأثير على مستقبل الفلسطينيين قبل رحيله. التطور الثاني هو تغيير القيادة في حماس ونهوض القيادة المحلية، التي فشلت في إنقاذ الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في قطاع غزة. على هذه الخلفية، تحاول الاقتراب من مصر مع الحفاظ على علاقاتها مع إيران، وهي ضرورية للجناح العسكري. والحفاظ على وقف إطلاق النار من قبل حماس في غزة واتفاق المصالحة بين فتح وحماس، والذي تم الاتفاق عليه في القاهرة في أكتوبر 2017. لهذا يصعب تصور أن يتمكن الطرفان من التوصل إلى مصالحة كاملة تحقق "الاتفاق النهائي" بين إسرائيل والفلسطينيين وقيام إدارة ترامب بمبادرة سياسية برئاسة صهر الرئيس جاريد كوشنير والوسيط الرئيس جايسون غرينبلات لم تحقق أي شيء حتى نهاية عام 2017. بالإضافة إلى أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أدى إلى إعلان الفلسطينيين عن وقف العملية السياسية والفشل في قبول الولايات المتحدة كوسيط عادل.
كما ذكر الكاتب التحديات والمعضلات والتوصيات خلال العقد الماضي، حيث تمكنت إسرائيل من التكيف مع واقع الشرق الأوسط المتغير، وتعزيزها عسكريًا وسياسيًا، والمناورة بطريقة منعت الصراعات والحروب الصعبة. وفي نهاية عام 2018، يبدو أن فتح فصل جديد في التغيير الإقليمي يقلل من الفرص السياسية والعسكرية التي نشأت لإسرائيل بسبب الأزمات في الساحة الإقليمية والاتفاق النووي مع إيران، ويتعين على إسرائيل معالجة العديد من القضايا الرئيسة المتعلقة بالتهديدات المتوسطة الأجل والطويلة الأجل والتي منها:
* التحدي المتمثل في الحرب ضد إيران
إن تراجع الحرب الأهلية في سوريا وبداية مرحلة جديدة يمثل التحدي الرئيس لإسرائيل في السنوات القادمة في التعامل مع بناء القوة التشغيلية والتكنولوجية لإيران ووكلائها في سوريا ولبنان.
* التحدي المتمثل في إصلاح الاتفاق النووي الإيراني واحتواء الطموحات الإيرانية للهيمنة في الشرق الأوسط
يجب أن تسعى إسرائيل إلى تفاهمات رسمية مع الولايات المتحدة، وترتكز على "اتفاقية ثنائية موازية" حول استراتيجية مشتركة ضد مجموعة التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط ويجب أن يكون لهذه الاستراتيجية المشتركة أهداف منها: منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، والحد من النشاط الإيراني في المنطقة ودعمها للإرهاب.
*التحدي المتمثل في تجديد العملية السياسية و "الصفقة النهائية" بعد عام من الاستعدادات، تنوي إدارة ترامب تقديم خطتها لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ولا تزال المبادئ والمعايير وعملية صياغة الاتفاق غير واضحة، كما أن إعلان الرئيس حول القدس يعقد القضية. وقد تكون هناك رغبة أمريكية في تعويض الفلسطينيين والعرب عن "إعلان القدس". وفي الوقت نفسه، يشكل الوضع الحالي في الساحة الفلسطينية تحديًا من حيث المصالحة الفلسطينية الداخلية ولإعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، فإن المشاكل الرئيسية في نظر إسرائيل - الجناح العسكري للمنظمة. وتشير التقديرات إلى أن الاتفاق لن يتم رفعه بسبب الخلافات الفلسطينية الداخلية، وبالتالي فإنه من الصحيح السماح لها بمتابعة جميع الاتفاقات السابقة بين السلطة الفلسطينية وحماس من دون اتهام إسرائيل بالفشل.
*التحدي المتمثل في تعزيز التحالف مع العالم العربي السني - تحافظ إسرائيل على تعاون غير مسبوق مع الدول العربية المجاورة من المعسكر السني البراغماتي، أدى لتداخل المصالح والتهديدات المشتركة التي تفرضها إيران والإسلام الراديكالي وتعميق التعاون مع الدول التي أبرمت إسرائيل معها معاهدة سلام، وكذلك مع دول الخليج التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية مفتوحة. وأن التعاون المستمر مع الدول العربية ودول الخليج والمملكة العربية السعودية يقود إلى سياسة استباقية في الوقت الذي فيه يرغب في تحمل المخاطر ويقدم لإسرائيل مجالاً آخر مثيراً للاهتمام والتحركات الاستراتيجية والتحالفات والمزيد من التحسن في وضعها الجيو استراتيجي.
* تحدي داعش ككيان إقليمي هزم في سوريا والعراق، ولكن. لم تهزم البنى التحتية للمشهد الإسلامي والدعائم في ليبيا وشبه جزيرة سيناء وأفغانستان ومرتفعات الجولان، وقد تكون هذه المناطق بمثابة هدف للمقاتلين الذين سيأتون من المناطق التي تم تطهيرها. ولا تزال الخلايا الإرهابية في العالم نشطة، وسيحاول داعش إثبات قوته من خلال الهجمات في الشرق الأوسط، ضد إسرائيل وحول العالم. وسيكون من الصواب العمل على إنهاء وجود داعش في مرتفعات الجولان الجنوبية كجزء من ترتيبات الاستقرار في سوريا، ومواصلة دعم مصر في معركتها لتدمير داعش في سيناء. بالإضافة إلى ذلك، من المهم ألا نفترض، من وجهة نظر الاستخبارات والعملية أن المنظمة لم تعد تشكل تهديدًا.
*ميزانية الدفاع ومفهوم الأمن- إن فرص المواجهة في الساحة الشمالية في عام 2018 أعلى من أي وقت مضى وأن استعداد إسرائيل للعمل ضد البناء الكمي والنوعي لإيران وحزب الله في سوريا ولبنان، يمكن أن يتسبب في مواجهة إسرائيل مع حزب الله والقوات الإيرانية في سوريا. ويتطلب هذا الاحتمال تسريع الاستعداد لمواجهة محتملة قريبة، وفحص وتشجيع المشاريع الرئيسية التي ستكون مطلوبة في مواجهة مقبلة مع حزب الله وإيران والآثار المترتبة على زيادة الميزانية استعدادا لتصاعد التوتر الأمني.
*الحفاظ على شرعية إسرائيل في العالم وتعزيزها بالرغم من موقفها القوي نسبياً بين الحكومات، تواجه إسرائيل تحديًا كبيرًا في الشرعية في المجتمعات الكبيرة في الشرق الأوسط وأوروبا، وحتى أمريكا وهو تحد متشابك مع اتجاه مثير للقلق من تزايد اللا سامية ضد اليهود في كل مكان. إن جوهر الحملة ضد إسرائيل هو مزيج فريد من ثلاثة قوى مختلفة: الإسلام الراديكالي واليسار الليبرالي المتطرف واليمين القومي ويشتركون في هدف استراتيجي واحد يقوض حق إسرائيل في الوجود تحت ذرائع مختلفة.
* تحدي التفاهمات المحدثة مع يهود أمريكا إن استقطاب السلطة السياسية في كلا البلدين، مع ميل معظم اليهود الأمريكيين نحو أجندة ليبرالية، وتصور سياسات الحكومة الإسرائيلية على أنها قومية متطرفة، وكلها ترسم واقع مثير للقلق، يشعر فيه اليهود بصعوبة متزايدة في الدفاع عن إسرائيل ضد منتقديها، وفي فشلهم في حل التوتر بين إدراكهم لهويتهم الأخلاقية بوصفهم يهودًا ولجعل أكبر تجمعين يهوديين أقرب لبعضهما البعض ولصب محتوى جديد في العلاقة الحيوية بينهما. يجب أن يؤدي الحوار المفتوح من جهة، والقرارات القيادية من جهة أخرى، إلى تحديث اتفاقية بين دافيد بن غوريون ويعقوب بلوستاين، رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية، التي نظمت العلاقات الوثيقة بين دولة إسرائيل ويهود الولايات المتحدة، وإقامة علاقات على أساس الشراكة القوية بينهما.
* التحدي المتمثل في تجديد التضامن والمصالحة الداخلية، واتخاذ الخطوات لتخفيف حدة التوترات الداخلية داخل إسرائيل يجب إجراء مناقشة موضوعية بشأن التوازن بين القيم اليهودية والقيم الديمقراطية، مع الاستمرار في تنفيذ الخطة لتعزيز وإدماج العرب، بهدف إرساء أساس مشترك على الساحة السياسية-الاجتماعية لاستمرار الحياة معاً في إسرائيل.
------------------------------------------------------------------------
التفاصيل :
اسم الكتاب: التقييم الاستراتيجي لإسرائيل 2017 - 2018
المؤلف: عنات كورتس، شلومو بروم
الناشر: معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب
سنة النشر: يناير 2018
اللغة: العبرية
عدد الصفحات: 135 صفحة
* أكاديمية مصرية
