نحن ومكيافيلي والديمقراطية

61FkJfU4AbL.jpg

تأليف: سبستيان رومان

عرض: محمد الشيخ

أول ما يُقصد بمفهوم "الديمقراطية"، اشتقاقا، مقدرة الشعب وانتصاره. وهذا تعريف ظاهره أنيق وباطنه عميق. كلا؛ ما كانت الديمقراطية "مثالا" متعاليا فوق التاريخ، ولا كانت هي "مقولة" أبدية يمكن أن تُتَصَوَّر على أنّها تدوم هي هي عبر مختلف العصور والحقب. وإنّما شأن الديمقراطية أنّها مورست ممارسات متباينة، في عصور مختلفة؛ مما جعلها تتحدد في كل مرة تحددا متفردا وتتجدد التجدد؛ إذ ثمة تعبيرات تاريخية متنوعة عن الديمقراطية جعلتها تكتسي تمثلات متباينة في حقول سياقية مختلفة.

واليوم، يحيا الغرب ومنذ أمد على الفكرة الديمقراطية، بحيث أمست الديمقراطية عنده بديهة ليس من شأنها أن تُساءَل. هي إذن عنده أفضل الأنظمةبعد سقوط الشيوعية وبعد تجربة الشمولية. ولَئِنْ حق أنّ الحياة السياسية لا زالت تشهد على خصومات مبادئ وصراعات أفكار، فإنّ الديمقراطية صارت موضع إجماع، وما عادت هي اليوم في الغرب محل خلاف. لكن مؤلف هذا الكتاب يرى أن من شأن غياب التساؤل حول الديمقراطية وعنها أن يترافق مع فقد المعنى الذي يجعل الديمقراطية اليوم تقع في موضع خطر. فلا يكون شعب ما سيد مصيره إِنْ هو لم يتساءل حول شروط إمكان مقدرته [=ديمقراطيته]، وإِنْهو لم يعد يتساءل حول المعنى والمضمون المعياري لفكرة "الديمقراطية". وتكمن المشكلة اليوم، في نظر المؤلف، في إعادة إعطاء معنى للحياة الجماعية: كيف يمكن تصور الديمقراطية لجعلها تمرينا حقا وأصيلا؟

يزعم صاحب هذا الكتاب أن الجواب عند هذا السؤال يقتضي منا الأخذ بعين النظر أمرين أساسيين في المجتمعات الحديثة: "واقعة التعدد" و"ظاهرة التنازع". فمن شأن المجتمع الحديث أنه "مجتمع متعدد"، ومن أمره أنه "مجتمع متنازع" متصارع. ويدعي المؤلف أنه لفهم هاتين السمتين تلزم العودة إلى تراث المفكر السياسي الإيطالي ميكافيلي (1469-1527) والنهل منه. فمن جهة، ميكافيلي هو منظر النزاع المدني والصراع الاجتماعي بين "الكبار" ـمن"كبار القوم" ـ وبين "الشعب" ـ من "صغار القوم" ـ أي بين الراغبين في السيطرة (الكبار) والمصارعين للحفاظ على حريتهم (الصغار). وهو الأمر الذي يرى المؤلف أنه لا يزال يحكم المجتمعات إلى اليوم. ومن جهة أخرى، يرى ميكافيلي أن الصراع المدني بين الكبار والصغار لا يمكن فصله عن المتخيل الاجتماعي؛ أي عن تمثلات وتصورات المتنازعين لهذا الواقع. فالواقع في ذاته لا وجود له، وإنما وجوده يكمن في تمثلات أهله؛ أي في مخيالهم الاجتماعي. ذلك أن البشر ميالون بالطبع إلى الخيال وإلى تمثل الواقع عن "موضوعيته" بمعزل. وما كان المتخيل الاجتماعي سوى البعد الرمزي للتمثل الذي يقيم به مجتمع ما هويته. ولا انفصال في السياسة بين المجتمع وصورته أو تخيله.

إشكال الكتاب

 

يدور الكتاب على التفكير في مسألة الصراع داخل الحياة الديمقراطية، وذلك بغاية معرفة ما إذا كانتالديمقراطية الأصيلة لا تفترض - ويا للمفارقة-جعل الصراع والنزاع والخصام مبدأ الحياة السياسية نفسها، بدل التواؤم والوفاق والانسجام. والإشكال الاستنكاري الذي ينطلق منه المؤلف هو: ألم يعد الصراع هو الأمر الذي لا تفكر فيه الديمقراطية اليوم ـ بمعنى"اللامفكر فيه"؟ وأليس الخطر اليوم يكمن في النظر إلى كل خلاف داخلي نظرة ارتياب، بل نظرة تحريم؛وذلك باسم خطر الانزلاق نحوالانشقاق في المجتمع وبث الفرقة؟

لهذا يستعيد المؤلف ميراث ميكافيلي ـ من خلال فكرتي "الصراع المدني" و"المتخيل الاجتماعي" ـ في إطار تفكير عام حول مكانة كل من "التوافق" و"التخالف" في الديمقراطية المعاصرة. وهو يقصر بحثه على ما يقع في جوى المجتمعات المعاصرة (السياسة الداخلية)، وليس في ما يقع بينها البين (السياسة الخارجية). وغرضه من هذا الأمر إنما هو مساءلة مبلغ درجة التصارعية في الحياة الاجتماعية وترجمتها في السياسة، وذلك من أجل تدقيق شروط إمكان قيام ما يسميه "ديمقراطية أصيلة".

أطروحة الكتاب

يدافع صاحب الكتاب عن أطروحة أساسية: يشكل مفهوما "الصراع المدني" و"المتخيل الاجتماعي" زوجا من المفاهيم أساسيا في الفلسفة السياسية يسمح، من جهة، بفهم الصراع بين "الكبار" و"الشعب" فهما منيرا في فكر مكيافيلي؛كما يقترح، من جهة أخرى، تحيينا خصبا للنظر في شروط إمكان قيام ديمقراطية يعدها "أصيلة" و"حقة".

وعلى مدار ما يناهز أربعمائة صفحة يحاول المؤلف أن يدافع عن أطروحته، مبوبا بحثه في ثلاثة أبواب، ومفصلا قضايا كل باب في فصول عدة:

ورد الباب الأول من البحث تحت عنوان: الصراع المدني والمتخيل الاجتماعي. وقد فصل المؤلف القول في هذا الباب في أربعة فصول، هي على التوالي: الفصل الأول: السياسة ونكران الصراع. الفصل الثاني: ميكافيلي والتفاهم ضمن الصراع. الفصل الثالث: المتخيل الاجتماعي الميكافيلي. الفصل الرابع: هل ميكافيلي شخص لا تحسن رفقته؟ ومن الملاحظ أن هذه الفصول دارت على أمرين أساسيين: بسط مفاهيم ميكافيلي الجوهرية: "الصراع المدني" و"المتخيل الاجتماعي". والدفاع عن ميكافيلي ضد سوء السمعة الذي ظل يرافق فكره.

وورد الباب الثاني من البحث تحت عنوان: الفضاء العمومي والمتخيل الاجتماعي الحديث. وقد تفصل إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول:التوافق والانسجام والمتخيل الاجتماعي لدى هابرماس. الفصل الثاني: الصراع في التفاهم وفي الخلاف المتفاقم (أكسل هونيث ويورغن هابرماس). الفصل الثالث: المتخيل الاجتماعي والرأسمالية الجديدة والإيديولوجيا. ومن الملاحظ أن المؤلف خصص هذا الباب لمناقشة التوجه الفلسفي المستند إلى فكرة "التوافق"، لا سيما عند أصحاب النظرية النقدية (هابرماس، هونيث)، واقفا عند خلافاتهما، مبرزا اعتراضاته على ما ذهبا إليه.

واتخذ الباب الثالث من العناوين العنوان: الفضاء العمومي الخلافي. وقد تكون بدوره من ثلاثة فصول. الفصل الأول: الفضاء العمومي الخلافي: دسترته. الفصل الثاني: اليوطوبيا: مفهوم جوهري. الفصل الثالث: من أجل أخلاقيات ديمقراطية خلافية. وقد دار هذا الفصل برمته على مبدأ الخلاف الاجتماعي: دستوريته وأخلاقياته أو عوائده في الحياة الاجتماعية والسياسية، وذلك ضدا على الفكرة الفلسفية السائدة عن الفضاء العمومي باعتباره، بالأولى، فضاء توافقيا وليس فضاء خلافيا.

 

حيثيات الأطروحة وتفاصيلها

وهكذا، سعى الباب الأول من الكتاب إلى البرهنة على خصوبة الزوج المفاهيمي: الصراع المدني/المتخيل الاجتماعي، بالاستناد إلى بحوث الباحثة الفرنسية نيكول لورو (1943-2003) صاحبة المباحث الرصينة عن "الحرب الأهلية" الإغريقية [المدينة المنشرخة: 1997 و2005]، ولا سيما بدءا من أعمال ميكافيلي، حيث اقترح المؤلف "تحيينا" لفكرة أن المجتمع المدني والسياسي قائم على التنازع لا على التوافق، وناهض على الخلاف لا على الوئام. وقد استأنس المؤلف بأفكار الفيلسوف الفرنسي بول ريكور (1913-2005) الذي كان قد أقام بدوره صلة بين الصراع المدني والمتخيل الاجتماعي ترجم عنه في صورة نزاع بين الإيديولوجيا واليوطوبيا. وقد استلهم المؤلف اجتهاداته الحديثةبغاية تسويغ مقاربة جديدة لميكافيلي وتصوره للصراع المدني في الديمقراطية المعاصرة، محينا فكرته القديمة تلك ومحييا لها. على أن حدود ريكور، في رأي المؤلف، تكمن في اقتراحه توافقا تصارعيا لا يستلهم الفكر الميكافيلي بل يخالفه من حيث أنه أكثر توافقية مما كان قد بلغه نظر ميكافيلي الذي لا يقبل التصارع عنده أن يختزل إلى توافق، وحتى إن حدث التوافق، فإنه يبقى توافقا خلافيا؛ أي اتفاقا شكليا على التخالف. لكن أعمال ريكور تحدد، في نظر المؤلف، إطار المتخيل الاجتماعي الحديث الذي يمكن لفكر ميكافيلي أن يستأنف بدأ منه. ذلك أن ميكافيلي يمكن أن يُنظر إليه بحسبانه فكرفي يوطوبيا اجتماعية يمكن أن تتحقق على خلاف اليوطوبيات الأخرى التي لا توجد في أي مكان. وإن طابع ميكافيلي المعاصر لكامن، فضلا عن اعترافه بالتعدد الاجتماعي الذي يقوم ويتقوم في وجود طبقات اجتماعية متصارعة، في ارتيابه من الإيديولوجيا التوافقية التي قال بها التراث السياسي الكلاسيكي؛ مما يعطي لفكر ميكافيلي بعدا يوطوبيا من غير أن يفصله عن الواقع الاجتماعي.

وقد دار الباب الثاني من الكتاب على إجراء مقارنة بين أنموذج الفضاء العمومي الخلافي الذي يقترحه المؤلف والتصورات المعاصرة للفضاء العمومي الوفاقي التي يقترحها بعض فلاسفة اليوم. وهنا يستحضر المؤلف النزعة التوافقية التي قال بها الفيلسوف الألماني هابرماس (1929-). ذلك أن عند هذا الفيلسوف نجد امتدادا لفكرة "المتخيل الاجتماعي" عند المدرسة النقدية، وهو يطرح مسائل كبرى شأن التوافق وعوائد وإتيقا النقاش والانسجام في المجتمع. كما يقارن المؤلف بين تصوره وتصور فيلسوف الاعتراف الألماني النقدي أكسيل هونيث (1949- ) والفيلسوف الألتوسيري الفرنسي جاك رانسيير (1940- ).

ويدور الباب الثالث بدوره على مفهوم "الفضاء العمومي الخلافي". وفيه يتساءل المؤلف عن كيف يمكن اليوم استرجاع واستئناف السمتين الأساسيتين في النموذج الميكافيلي: مسألة التفاهم في إطار الصراع ـ أي البعد المؤسسي وخارج المؤسسي للصراع المدني ـ ومسألة العوائد الاجتماعية أو الأخلاق الاجتماعية الموضوعية أو ما كان قد ذكره العرب القدامى عن الفارسية: "الآيين"؛ أي أخلاق الجماعة وليس أخلاق الفرد. إذ يرى المؤلف أن جعل الصراع مبدأ الحياة السياسية ـ على نحو ما رامه ميكافيلي في مشروعه الأصيل ـ إنما يقتضي اليوم التفكير في الشروط المعاصرة لمأسسته والتفكير في تعابيره غير الممأسسة. ولذلك يدور هذا الباب على مسألة دسترة الصراع والتنازع والخلاف، كما يدور بالقدر نفسه على المخيال الاجتماعي وعلى اليوطوبيا التي تكمن أهميتها في المجادلة في أمر وشرعية النظام القائم واقتراح بديل له. ومن هنا كانت أهمية الأخلاق الاجتماعية ـ الأخلاق الجماعية الديمقراطية ـ التي ينبغي أن تأخذ بعين النظر أن الأصل في المجتمع الديمقراطي إنما هو الخلاف وليس التوافق، وأن المطلوب هو التفاهم في إطار التنازع؛ إذ لا تفاهم إذا كنا قد افترضنا التوافق أصلا.

وفي الجملة، غاية الكتاب ـ وهو ما يفتأ المؤلف يذكر به طيلة صفحات كتابه ـ اقتراح تحيين وعصرنة لفكر ميكافيلي بدءا من مفهومين أساسيين: مفهوم "الصراع المدني" ومفهوم "المتخيل الاجتماعي". وما يتغياه صاحب الكتاب إنما هو بناء نموذج فلسفي جديد يطلق عليه اسم "الفضاء العمومي الخلافي". وهو مشروع يوجهه مفكران: الفيلسوف التأويلي الفرنسي بول ريكور وتصوره للمتخيل الاجتماعي الحديث، والفيلسوف السياسي الفرنسي كلود لوفور (1924- 2010) في تصوره لوقف التشابك بين السلطة والحق والمعرفة. ولئن كان رفيق المؤلف في عمله هذا هو، بلا مرية، ميكافيلي، فإن خصمه الذي رافقه طيلة الكتاب هو، بلا شك، هابرماس؛ ولا سيما أخلاقيات هابرماس النزاعة إلى التوافق. ذلك أن شأن النقاش الناجح ألا ينتهي، كما يتمناه هابرماس، بالضرورة إلى التوافق، وإنما أمره أن ينتهي إلى التخالف، وبهذا لا ينبغي تصور الفضاء العمومي دوما بوسمه فضاء توافقيا، بل يمكن تصوره بوصفه فضاء تخالفيا ... والبغية من هذا كله إحداث توليفة أمكن لميكافيلي أن يعثر عليها: التفاهم في نطاق التصارع.

ذلك أن مشكلة المجتمعات الغربية الحديثة ما كانت، على التحقيق، هي التعدد، وإنما هي، على التدقيق، التوافق الجماهيري الذي أصبح يشكل، في نظر المؤلف، مرض الديمقراطية الذي من شأنه أن يصيبها بفقر الدم. لقد أمست الديمقراطية ضحية بداهتها. والغربيون أضحوا من فرط بداهتها لا يستشكلوها بل يعدوها أفضل ما هو ممكن، وأنه يكفي التوصل إلى التوافق حول مبادئ ديمقراطية جميلة حتى تنطبق من تلقاء نفسها. حتى أن البعض ظن أن الديمقراطية يمكن أن توجد من غير ما حاجة إلى تجديدها التجديد. والحال أن الديمقراطية صارت اليوم، في المخيال الاجتماعي المعاصر، تتماهى مع الرأسمالية ومع مجتمع الاستهلاك، وها نحن أولاء نموذج الزبناء-المواطنين الذي أمسوا يحسبون أنفسهم ملوكا وما هم بملوك بل شبه لهم.وها قد أُفرغت حقوق الإنسان، وقد تفردنت، من حمولتها السياسية النضالية وصارت خمولا ووهبا لا كسبا. والحال أن الديمقراطية لا تتعلق بنموذج جاهز، وإنما من شأنها أن تجدد كل التجديد. وهنا يقترح المؤلف، ضد حال الاسترخاء والتواني الذي أصاب الديمقراطية بمقتل، نموذج فضاء عمومي خلافي استقاه من مكيافيلي ويتلخص في مبدأين: 1- يجب أن يعطى للخيال الاجتماعي مقام متعال، وذلك بالانطلاق من فكرة أن ما من واقع نحيا فيه إلا وشأننا ألا نصفه الوصف الموضوعي وإنما أن نتمثله بقدر من التخيل، وذلك بغاية إدراج السياسية في متخيل اجتماعي يحددها وتتحدد به. 2- ضرورة الأخذ بعين النظر أن مبدأ الحياة السياسية هو الصراع المدني، وذلك بدل تجاوز هذا الأمر التأسيسي نحو أفق توافقي رخو. فالفضاء السياسي فضاء كان وسوف يظل دوما مجال نزاع بين الكبار والصغار؛ أي بين الشخصيات التي بسبب من وضعها الاجتماعي ترغب في السيطرة أو في توسيل القانون لصالحها بغاية تحقيق منافع شخصية، والشعب الصغير أو مجمل الأفراد الذين يصارعون ضد سيطرة الكبار للحفاظ على حريتهم، وذلك ما داموا غير قادرين بدورهم على فرض سيطرتهم.

هناك بعدان للصراع الاجتماعي: ثمة، عند المؤلف، اعتماد على نزعة دستورية كلاسيكية على المستوى المبدئي (قادرة على ضمان إمبراطورية الحقوق، وعلى توزيع السلط ...)، وعلى إقامة غرفتين برلمانيتين، وعلى تصور دينامي للدستور إذا ما نحن أردنا أن تتغذى السياسة من المواجهة بين تمثلات متعارضة للخير المشترك. هو ذا ما من شأنه أن يجعل الديمقراطية خلاقة، مع إعطاء أولوية لليوطوبيا حتى تنازع في الطابع الإيديولوجي للنظام القائم. والبعد الثاني يتعلق بالعوائد الأخلاقية الجماعية الديمقراطية. إذ في إطار الصراع لا يمكن إخفاء الانقسامات الاجتماعية، وإنما ينبغي الحفاظ على أخلاق جماعية ديمقراطية تتمثل ـ ويا للمفارقة ـ في تعزيز التفاهم بالتخالف. ذلك أن للصراع الاجتماعي قيمة إيجابية لدى ميكافيلي: ليس يهتم الناس بالحياة السياسية إلا شريطة إعطائهم فرصة لتجربة عوائدية خلافية وليست توافقية (ضد هابرماس)، وتفيد أخلاقيات التخالف تفاهما شكليا بين الأفراد حول شروط إمكان تخالفهم.

منذ فجر الفلسفة السياسية الحديثة يتصارع، بصمت أحيانا وبضجيج أحيانا أخرى، تياران فكريان ينظران إلى المجتمع وإلى السياسة نظرة متعارضة: ثمة من لا يرى في المجتمع والسياسة إلا التصارع والنزاع والقوة (من مكيافيلي إلى صاحب الكتاب مرورا بهوبز وهيجل وكارل شميت وغيرهم كثير)، ومنهم من لا يرى في المجتمع إلا الوئام والوفاق (من روسو إلى حنة أرندت)، وبين التيارين تداول وتهادن.

 

عنوان الكتاب : نحن وميكافيلي والديمقراطية

المؤلف : سبستيان رومان 

اللغة : الفرنسية 

دار النشر : المركز الوطني للبحث العلمي

بلد النشر : باريس

سنة النشر : 2017

عدد الصفحات : 400

 

 

 

أخبار ذات صلة