هل يستطيع الفن إنقاذنا؟

Picture1.png

تأليف: سنتياغوزبالا

عرض: علي الرواحي

في كتابه الأخير "هل يستطيع الفن إنقاذنا؟" وعلى مدى ثلاثة فصول متداخلة، يقوم الفيلسوف الإسباني سنتياغوزبالابطرح أسئلة مختلفة حول الفن وذلك من منطلق العلوم الإنسانية وعلاقتها بالظاهريات والفكر النقدي، مستخدمًا  في ذلك مقولة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر" الله فقط يستطيع إنقاذنا" والتي قالها في نهاية مشواره الفلسفي حيث نُشرت في صحيفة دير شبيغيل الألمانية بعد وفاته، غير أنَّ الله هنا حسب قاموس الفيلسوف هايدغر ليس ذلك المعنى التقليدي والحرفي الذي تم تأويله على هذا الأساس لدى الكثير من المشتغلين بالحقل الفلسفي، بل يعني بذلك كما تناوله هايدغر في عمله المهم "أصل العمل الفني" مفهوما  مختلفا .

استخدم مفهوم الخلاص أو الإنقاذ بصيغ ٍ مختلفة في الكثير من الأعمال الفلسفية والأدبية التي سبقت عمل زبالا هذا، حيث نجد أن الهرمنيوطيقيا الفوضوية من الممكن أن تنقذنا أو تخُلصنا كما هو عنوان الفيلسوف الإيطالي جاني فاتيمو بالاشتراك مع زبالا في عام 2011م. منذ فترة طويلة وزبالا بالاشتراك مع فاتيمو يراهنان على الطارئ والمهمش والضعيف ودروه في خلاص العالم وإنقاذه، لذلك يأتي هذا العمل كتأكيد على هذا المسار وتأصيل له، بالعودة للكثير من المصادر الفلسفية المختلفة والتي تحضر بعضها كما هو حال هايدغر بشكل مركزي ومكثف ومحوري، وربما توجيهي إلى درجة كبيرة، ليس بدءًا بالعنوان فقط، بل كذلك بطريقة المعالجة وجعل الفن المحور الرئيسي، كما نجد أن هناك الكثير من الأسماء الفلسفية الراهنة تحضر بقوة في هذا العمل كما هو الحال لدى آرثر دناتو، جاك رانسيير، ومايكل كيلي، وغيرهم.

ثمة فرق مفاهيمي أساسي يسعى زبالا للتفريق بينهما في بداية هذا العمل، وهو تفريق مركزي، يؤثر في الفهم، وبالتالي في عدة التأويل الممكنة، وهما: غياب الطارئ، والدولة الطارئة، حيث أن المفهوم الأول يحيل إلى مسار فلسفي هايدغري بامتياز وهو مغاير للآخر، في حين أن المفهوم الثاني يندرج في مسار فالتر بنيامين، كارل شميدت، وجورجيو اجامبن. ففي الجانب الأول لا يحيل المفهوم الهايدغري إلى "السيادة المعلقة في الحالات الاستثنائية"،بل يحيل إلى"تعليق الوجود" الذي يتضمن أيضا  تعليق القرار من قبل المُشرع.

في الفصل الأول والمعنون بالجماليات الطارئة أو الجمال الطارئ (ص13)، يتساءل زبالا مكُملا ً بذلك تساؤل هايدغر حول "هل ما يزال الفن جوهريا ً وضروريا  لمعرفة كيف حدثت الحقيقة في تاريخنا الوجودي أو غير ممكنة التحقق عن طريق الفن؟" وهو في ذلك يواصل طرح ذلك السؤال الذي طرحه سابقا الفيلسوف الألماني هيجل، والذي عن طريقه من الممكن أن يصبح الفن منفصلا  عن الجماليات والثقافة بالمعنى الكبير للمفردة. ولكن، ألا يُفترض بالثقافة أن تدعم الفن لتطوير الكثير من الفرص في هذا المجال؟ كما يتساءل زبالا مواصلا ً بذلك طريق هايدغر، الذي يذهب إلى أنه من الضروري أن يتسم الفن بـ"ثقافة سياسية"، وأن ينفصل الفن من تعبيراته الجمالية فقط، إلى اتخاذه موقفا ً انطولوجيا ً من العالم، بكل ما فيه من قضايا وتساؤلات مختلفة.

في هذا السياق يطرح المؤلف سؤالا ً حول إمكانية قياس التأمل أو التفكير، ذلك أنه وانطلاقا ً من هايدغر، وبسبب تداخل الفلسفات فإن الفن والمنطق والمعرفة وغيرها، تنُتج الحقيقة بطرق مختلفة، وتطرح تساؤلات حول الخير والجمال والأخلاق وغيرها، وذلك يعود بسبب التداخل بين الذات والموضوع، حيث تم اختزال العالم في الصورة الإعلامية أو تلك التي يتم عن طريقها تخليد الكثير من الأحداث والمواقف البشرية. فالفن بالمعنى الواسع للكلمة، بما فيها الصورة، والأغنية، التي لا تختلف من حيث الطبيعة في العالم، غير أنها تختلف من ناحية الاستخدام التجاري للسلعة، أو البناء التاريخي، فهذا الاختلاف ليس من ناحية العمق، أو الاهتمام، أو الدرجة، فهي من الممكن ان تُعبر عن الحقيقة، لكنها لا تمتلك القوة كما هو الوضع في صورة العمل الفني، وهو ما نجده واضحا ً في صورة "مشروع رواندا" أو صورة " قصص الجنود من العراق وأفغانستان"، فالفن الجيد أو المتميز من الممكن أن يكشف لنا عن الوضع الطارئ الذي نعيشه، أو يساعدنا على التعامل معه من الناحية الواقعية أو النظرية.

ينقسم الجزء الثاني من هذا العمل، لأربعة أقسام من ضمنها: التناقض الاجتماعي المعاصر، كالمدينة أوالحضر، ونداء البيئة، حيث أدت لظهور اثني عشر عملا ً فنيا ً، فهذه الأعمال المختلفة، والتي تفاوتت طبيعتها، حسب كل عمل على حدة للاهتمام بقضايا مختلفة، ومتفاوتة، كالذوبان الجليدي، وتلوث المحيطات، والأشجار، والتي كانت دافعا ً للاهتمام بالبيئة، والاحتباس الحراري، والتصحر وغيرها من القضايا المختلفة، ذلك أن هذه المسائل قد حدثت بسبب "التناقض الاجتماعي" والذي تولد عن طريق السياسة، والتمويل المالي، والاطار التكنولوجي الذي يحتوي الإنسان ويسيطر عليه، حيث تجسد في مساكن الصفيح، والمشردين، وتأثير البلاستيك، وغيرها من المنتجات.إذا كانت مهمة الفن الأساسية تتعدى الجانب الجمالي لتصل إلى اتخاذ موقف سياسي، أو وجودي من الحياة، فإن الفنان المبدع هو الذي يقوم بهذه المهمة، لأن المقاومة بكل معانيها السلمية، والوجودية المختلفة تقع على عاتقه، بالرغم من المواقف المتراجعة التي اتخذها بعض المبدعين والمثقفين تجاه الكثير من القضايا العامة وغيرها، إلا أن هذا التراجع – حسب هايدغر – لا يعني فشل الموسيقيين، والكٌتّاب، والرسامين، بل يعني بالعكس من ذلك أن أعمالهم قد نجحت بشكل غير مسبوق.

غير أن السؤال هنا: من هؤلاء المبدعون؟ وكيف نجحوا في الكشف عن الوجود بهذه الطريقة الجديدة والمبتكرة، كما هو الحال في الأعمال الفنية؟

والإجابة هي أنهم أولئك الذين تراجعوا من الموقف اللامبالي أو غير المكترث تجاه الثقافة السياسية، باتجاه الكشف عن المتبقي من الوجود كل حسب طريقته، وأسلوبه، وتحديدا  من خلال الفن أو الأسلوب الفني، وهذا ما جعل هايدغر يقوم بتفريق مفاهيمي جذري بين "اللذين ينقذوننا من الطارئ" أو "يضعوننا في الطارئ" (ص26)، لذلك فإن هذه الأعمال الفنية لا تندرج في خانة الأعمال الحرفية، أو المشغولات، أو المنتجات، بل في تلك الأعمال الوجودية التي تهدف للقبض على المتبقي من الوجود، وكشفه بطريقة أخرى، مختلفة، بطريقة فنية، مبتكرة، مكتنزة بالرؤى الإبداعية، والمواقف السياسية، وهو ما يجعل هذه الأعمال في صراع ضد التضحية ليس بالواقع الثقافي، بل التوجهات الوجودية، الباحثة عن الحقيقة الوجودية المخفية. حيث أنها لا تخضع، أو لا تبحث عن رضى المنظمات أو الشركات التكنولوجية، بل ترمينا أو تدفعنا أو توجهنا إلى هذه الحقائق من خلال التعبير عن التناقضات الاجتماعية التي نعيشها بشكل مستمر، والتي تتجسد في الموقف من البيئة، والمدينة،وهو ما يتطلب "موقفا ً وجوديا ً مختلفا ً" كما قال هايدغر، من هؤلاء المبدعين والفنانين، وذلك ليس من خلال التجربة المتولدة عن الخبرة لهم، بل من خلال المفاهيم، والتأويل المغايرالذي يتم اتباعه من قبلهم. حيث إن هذه البدائل من الممكن أن تتولد أو يتم الكشف عنها عن طريق الأدب، أو المسرح أو الفن.

في هذا السياق، تكشف الكثير من الأعمال الفنية عن مقاومتها للعولمة، ورغبة مبدعيها في ألا تشمل الجانب الجمالي فقط، بل أيضا ً كما قال آرثر داناتو، تشمل عولمة الأعمال الأدبية تعني بأن يعبّر الفن عن إنسانيتنا، حيث من الممكن أن تتحول هذه الأعمال لكشف عن الحقيقة وبشكل خاص لأولئك الرجال والنساء الذين يبحثون عن معنى في هذه الأعمال.(ص28)، غير أن هذا القول ليس صحيحا ً بإطلاق، فنحن نعيش في عصر " مالية الأعمال الفنية" أي تلك القائمة على التمويل المالي، الممولة من الشركات التكنولوجية، الأمر الذي يفقدها وظيفتها النقدية، وينهي تعزيزها للأنظمة والبنى التي يجب مساءلتها، أو نقدها.

في العمل الأول المختار في هذا الكتاب (ص29)، يتحدث زبالا عن التناقض الاجتماعي، أو "التناقض الأقصى" حسب سلافوي جيجك، لأن هذا التناقض يعتبر اليوم كارثة كبيرة، حيث تدافع الكثير من الآليات عن الخطر الحقيقي إذا لم يتم أخذه بعين الاعتبار، وذلك من خلال الأعمال التي يقوم بها بعض الفنانين أمثال: جوتا كاسترو، فيليبو مينيلي، وغيرهم، والتي تُلقي بنا في التناقضات السياسية، المالية، والتقنية، تلك التي تؤطر عالمنا المعاصر؛إذأنها لا تهدف إلىكشف تناقضات معينة اعتدنا على تجاهلها، بل لتكشف لنا عن موقف وجودي بديل،يختلف عن السائد والمفروض من قبل الكثير من القوى في العالم الرأسمالي المعاصر، فهناك الكثير من الأعمال الفنية التي اعترضت على غزو العراق، ولم يتم إنتاجها للمتاحف، والمعارض الخاصة، بل أنتجت لفن الشوارع، والإنترنت، والصحف، أي لتلك الوسائل المنتشرة في كل مكان.صورة سلفي مركبة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وخلفه آبار نفط تحترق، استخدمت هذه الصورة من قبل نشطاء المجتمع المدني على المستوى العالمي في عام 2003م وذلك في تظاهرات مناهضة لغزو العراق، والتدخل العسكري في تلك الفترة، ولنقد الادعاءات الرسمية المختلفة لهذا الغزو بسبب النقص الكبير في الأدلة التي كانت هي السبب الرئيسي في هذا الغزو حسب الرواية الرسمية. حيث يتعرض زبالا بنقد عميق لليبرالية وتناقضاتها المختلفة، فهي ليست وجهة نظر سياسية عابرة، بل هي رؤية شاملة للوجود، تقوم على دمج الاقتصاد، السياسة، وحتى العلم، لتشجيع وفرض بعض القيم والمفاهيم بصفتها مبادئ كونية، وعالمية، لا يمكن الاستغناء عنها، حيث عن طريقها تم فرض الديمقراطية، والرأسمالية، ليس بسبب امتيازاتهما ومنافعهما الكثيرة، بل بسبب أن هذا النظام يمتلك المقدرة على تطوير هذه الرؤى، وترسيخها بشكل مستمر، ويبدو أنه أبدي.

ولشرح هذه الإشكالية يستعين زبالا بصمويل هنتنغتون في كتابه الشهير"صدام الحضارات" والمنشور في عام 1996م، حيث يقول" إذا كانت المجتمعات غير الغربية ترغب في التشكل بالثقافة الغربية، فإن ذلك سيحدث كنتيجة للتوسع، والتنمية. فالإمبريالية تعتبر كنتيجة منطقية لتبعات العالمية، لأن هذه الأخيرة خطيرة على العالم غير الغربي فمن الممكن أن تؤدي إلى حرب بين الحضارات، كما أنها في المقابل خطيرة على الغرب حيث من الممكن أن تتسبب بهزيمته". بالإضافة لذلك يستعين زبالا لتأكيد وجهة النظر هذه بفيلسوف القانون الإيطالي دانيلو زولو، حيث يؤكد زولو بأن الغرب قد بدأ بجعل هذه القيم محايدة، وذلك من خلال جعل الدفاع عن النفس بوصفه عملا ً إرهابيا ً كما هي المادة 51 في ميثاق الأمم المتحدة. ففي المحصلة، نجد أن هذه القيم امبريالية في العمق، لأنها ولدت من قوى عشوائية، وغير منظمة، فهي بهذا المعنى لا تحترم القيم، والحريات، والثقافات المحلية للمجتمعات.

في العمل الثاني في هذا الكتاب(ص37)، يطرح نمطا ً فنيا ً-كما هو حال كل هذا الكتاب – للمقاومة، وعدم القبول بالأنظمة المفروضة على الإنسان، بما فيها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وغيرها، حيث تظهر هذه اللوحة للفنان جوتا كاسترو بعنوان الرهن العقاري، والتي هي عبارة عن مشنقة مزخرفة بالدولار، في إشارة واضحة إلى الأزمة التي خلقها الرهن العقاري إبان الأزمة الاقتصادية في عام 2008م. فهذه الأزمة أصبحت بمثابة مشنقة تهلك المواطنين المتأثرين بها. هناك الكثير من الأشياء التي لا تظهر في هذه اللوحة – حسب زبالا-أو غير مرئية، كسقف المشنقة، ومالك المنزل، حيث من الممكن توقع أن هذا السقف يشير إلى مُلاّك هذه المنازل، وهنا لا تقتصر فقط على الأشخاص، بل يتم إحالتها في الكثير من الأحيان للمؤسسات الرسمية والحكومية وتشريعاتها وقوانينها المجحفة في حقهم. فهذه الأزمة لا تعتبر مفاجئة بهذا المعنى، بل هي متوقعة، فهي تعتبر امتدادا ً للرغبة العميقة بحفظ النظام المالي الحالي مهما كان هذا الثمن الذي يدفعه المواطنون.

في هذا السياق، يعود زبالا لتحليلات الاقتصادي الفرنسي الشهير توماس بيكيتي (ص38)، وذلك في كتابه "رأسمال في القرن الحادي والعشرين"، من حيث أن هذه الأزمة لم تطح بالوضع الاقتصادي المتأجج والمستشري كالنار في الهشيم، إلى تلك الحماية التي قدمها البنك المركزي والحكومة لإنقاذ البنوك، مخافة سقوط النظام الاقتصادي وتداعيه، لأنها حسب بيكيتي ليست الأخيرة في هذه السلسلة مع بقاء واستمرار "الرأسمالية المتوارثة المعولمة" التي يتم حمايتها من قبل الكثير من الأنظمة السياسية. فهذه الازمة المالية التي حدثت في 2008م، لم تحدث فقط حسب الكثير من التحليلات، بسبب "الظلال البنكية" أو "فقاعة الانترنت" في 2001م، أو بسبب التكلفة الباهظة للغزو الأمريكي للعراق، بل بسبب ارتفاع الفائدة التنافسية والتراكمية، التي وبشكل ٍ شبه حتمي أو لا مفر منه، وضعت قيمة المال قبل استخدامه ومنفعته، والربح قبل الإنسان.

في العمل الثالث(ص43) يسلط الكاتب الضوء على جانب آخر من هذه الأزمة التي يعيشها الفرد في القرية العالمية، وذلك عن طريق لوحة فنية للفنان الإيطالي الشاب فيليبو منيلي، المعنونة ب"تناقض"، والتي تظهر عددا كبيرا من دجاج التركي محصورا في مكان مغلق وفي الخلف مكتوب بالخط العريض وباللغة الإنجليزية "تويتر". ففي هذه المرة يرمينا منيلي في التناقض التكنولوجي في عصرنا الحالي كما يقول زبالا، وذلك في إشارة واضحة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيسبوك، وانستغرام، وفليكر وغيرها من البرامج المختلفة، تمسح الهويات الفردية، والاختلافات الطبيعية بين البشر، كما أنها تدعي الحياد والشفافية تجاه الجميع في حين أنها ليست كذلك. ولفهم ذلك بصورة أكبر، وأوضح، يقول زبالا، بأنه ينبغي العودة لتأسيس هذه الشبكات والتي ابتدأت بنسخ وميزات مختلفة، لأنها لم تبدأ من أجل البشر، أو الديمقراطية، كما تبدو الآن، بل من أجل ربط الحواسيب ببعضها البعض، لتناقل وتداول المعلومات والبيانات، وهو ما جعل تيم برنارد لي مخترع الشبكةالعالمية يتحدث عن أن الشبكة عبارة عن "مساحة من الرطانة" أو الحديث، لأن هذه الوظيفة التفاعلية بين البشر وفيما بينهمتعتبر المهمة الأساسية للشبكة.

في الختام، نستطيع القول إن ما يطرحه هذا العمل، بمعان ٍ كثيرة، وبصيغ مختلفة، هو أن المقاومة ليست عسكرية فقط، أو نضالية بالمعنى القديم، بل من الممكن أن تتخذ الكثير من الصيغ المتفاوتة، والتي يأتي الفن بأشكاله المختلفة كالنحت والرسم الفني على رأسهالأنها بإمكانها أن تصل لأعداد ٍ كبيرة من المشاهدين، والمتفرجين، عن طريق عرضها في الساحات العامة، والمعارض، والشوارع وغيرها من الطرق المختلفة. بالإضافة لذلك، نجد أن هذا العمل ينخرط وبشكل ٍ كبير في الصراع السياسي، والأنواع الكبيرة للمقاومة التي من الممكن أن يقوم بها الفنان، فهذه الاعمال ذات مواقف وجودية جذرية، تجاه السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، بل ولكل المواقف الحياتية المختلفة.

أخيرا ً، فإن الفن وتحديدا ً مع مارتين هايدغر في كتابه "أصل العمل الفني" قد حرر الفن من الصيغة الجمالية التقليدية، والملصقة به لفترات زمنية طويلة، ليصبح الجمال بذلك تعبيرا ً وجوديا ً بشريا ً، كما أنه قد تحول إلى مُنتج للعالم، وللمواقف الملتزمة بقضاياه المصيرية، والوجودية المختلفة.

-----------------------------------------------

التفاصيل :

الكتاب : هل يستطيع الفن إنقاذنا؟

المؤلف : سنتياغو زبالا

الناشر:Columbia University Press – New York 2017

عدد الصفحات : 198

لغة الكتاب: الإنجليزية

 

أخبار ذات صلة