تأليف: آماند اتيريزسنلينجر
عرض: علي الرواحي
لفترة طويلة، ظلت التحولات التي تحدث في دول جنوب آسيا - كما هي الحال في بوتان والمالديف والنيبال تحديداً، موضوع هذا الكتاب - بعيدة عن الاهتمام ومناطق الضوء وخارج نشرات الأخبار، وبعيدة عن عناوين الصحف ومقصيَّة عن التحليلات السياسية اليومية، غير أنَّ الوضع الداخلي لهذه الدول والأنظمة يتسم بالحركة والحيوية واستيعاب التغيرات الكثيرة كما يوضح لنا هذا العمل المكوَّن من ستة فصول مع مقدمة، يتمُّ من خلالها التعرف على حِراك طلابي تطور وامتد ليتحول إلى تيارات سياسية مؤثرة وفاعلة، وذلك عن طريق شخصيات أصبحت لاحقاً معروفة، ولها وزنها الاجتماعي الداخلي، والسياسي الخارجي. فعن طريق هذه الشخصيات التي تزعمت الحراك الطلابي من الممكن تتبع هذا الحراك، وفهم الكثير من تفاصيله؛ وذلك بعيداً عن دراسة وإحصاء عدد الأحزاب السياسية في النيبال، والتي تصل إلى 61 حزباً، والتي أنشأت الكثير منها أذرع طلابية تنتشر في الجامعات والكليات ومناحي الحياة المختلفة بهدف دعم وجهة نظرها وتوجهها السياسي.
وتجسدت هذه التحولات من خلال خمس شخصيات؛ هي: آكاش، وريشا، وساليني، ولاجان، وجيانو، التي برزت بشكلٍ كبير في الحرب الأهلية النيبالية والممتدة من 1996م إلى 2006م؛ حيث يسلط هذا العمل الضوء -وبشكلٍ كبير- على هذه الشخصيات بشكلٍ خاص، ودورها الفاعل في هذه التحركات التي امتدت إلى عام 2008م، والتركيز على الشباب بشكلٍ عام، حيث تتسم هذه الشخصيات بأنها تلقت تعليماً جامعياً جيداً؛ مما جعلها تتفاعل بشكلٍ كبير مع النخبة السياسية في البلاد، كما أنها تمتلك الكثير من المهارات الخطابيةوالبلاغية؛ الأمر الذي جعلها تستقطب الكثير من الجماهير، وتؤثر في نفس الوقت على المشاعر والأفكار، بل وتقود التحركات الجماهيرية. تؤثر الخلفيات الاجتماعية والطبقية على الكثير من السمات الشخصية للأفراد فثلاثة منها تنتمي إلى الطبقية الزراعية المتوسطة، في حين أن اثنين ينتميان لعائلة تشغل مهنا محترفة وموسرة.
غير أنَّ الإطار النظري وليس الحركي فقط هو الذي يستحوذ على النصيب الأكبر لفهم الدوافع والمحركات التي تقف خلف هذا الحراك وهذه الأنشطة؛ ذلك أن مفهوم التجديد السياسي يعتبر العمود الفقري من الناحية المفاهيمية والفكرية لهذه التحركات، فهو يشير إلى تفاعل الأجيال والأفراد مع الأحداث السياسية العالمية وذلك بناءً على الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية المتاحة لهم، أو التي وجدوا أنفسهم فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار إلى حدٍّكبير التطورات التكنولوجية على مستوى الاتصال تحديدا، والتي أسهمت في بلورتها وتشكيلها. وفي المقابل، فإن ذلك لا يعني بأي حالٍ من الأحول انعدام المصاعب والتحديات الاجتماعية التي كانت عقبة أمام هذه التحركات، بل نجد أن الجانب الاجتماعي قد لعب دوراحاسما، بما يعنيه ذلك من تراتبية طبقية، واجتماعية معقدة، وذلك من خلال استخدام وانتشار مفردة "لم يحن بعد" في إشارة واضحة إلى عدم النغمة المتكررة دائما، والتي تشير إلى عدم نضج وجاهزية أفراد المجتمع لهذه التحولات، غير أنه في المقابل نجد أن هناك شعارا مقابلا لها وهو " لنرَ ما سيحدث" وهو الذي غرس الأمل، وأعاد الحياة لها بمواجهة ومقاومة المعايير المسيطرة على جميع الأصعدة المختلفة، بما فيها من محسوبية، وشبكة هائلة من الالتزامات، وغيرها. كما لا يمكن إغفال العوامل الداخلية التي استمدت منها هذه الإصلاحات والتحركات الديمقراطية، كما هي الحال في معاهد سيغولي والواقعة بين شركة الهند الشرقية وملك النيبال في عام 1816م، والتي اعتبرت بداية عهد جديد آنذاك في سياق المملكة سابقاً.
ولفهم هذه الحراك في النيبال، من الضرورة العودة لتاريخ الحراك الطلابي الذي بدأ من العام 1950م، إبان الثورة على ملك النيبال السابق تريبهافان؛ وذلك للمساهمة في سقوط نظام رانا الحاكم؛ إذ يعتبر خطوة مهمة في طريق التجربة الديمقراطية في النيبال. غير أنَّهوقبل ذلك بسنوات كانت هناك تحركات طلابية تعتبر بذورا لهذه الأنشطة كما هو الحال في عام 1947م، حيث اتخذت الحركات الطلابية وجهاآخر، كما دخلت إلى النظام المؤسساتي مع بداية عصر بانشايات الحاكم والذي استمر من العام 1960م-1990م، وذلك بعد حظرها من قبل الملك ماهيندرا قبل ذلك، غير أننا أمام مد وجزر، ومراحل كر وفر بين الطرف الحاكم من جهة، والأحزاب السياسية والأذرع الطلابية من الجهة الأخرى. وهو ما يمكن رؤيته ما بعد العام 1990م، الذي يوصف بأنه عهد إعادة الديمقراطية لطريقها من جديد؛ وذلك من خلال مظاهر مختلفة كالمقاطعة، وحق التظاهر، ومسيرات الشعلة، وحملات التوقيع المختلفة، وغيرها من المظاهر المتعددة في هذا السياق.
وفي المقابل، فإن هذه الأنشطة الطلابية قُوبِلت بضبط ومراقبة من جهة، وتضحيات من جهة أخرى؛ وذلك في مسار اللعبة السياسية القذرة (ص:50)، حيث يصف رئيس الحزب الثوري الطلابي في النيبال، السياسة بأن لها أربعة أوجه، ومنها وأولها القوة، وذلك عن طريق توسيع التأثير لجعل حدوث بعض الأفعال ممكناومحتملا. في حين أن السمة الثانية لها هي المؤامرة وهذا يعني بأن كل شيء ضبابي، وغير واضح، فهناك شعور ضمني متداول يذهب إلى أن الشفافية من الممكن أن تكون سببافي الخسارة والهزيمة. كما أن الأيديولوجيا هي السمة الثالثة للسياسة، في حين أن الرابعة تعتمد على الثقة أو السمعة، وهي في السياق النيبالي تذهب إلى وجود المحسوبية والفساد.
إضافة إلى ذلك، فإنَّ الانشغال بالسياسة في النيبال يعتبر في نظر الكثير من النشطاء بمثابة خدمة اجتماعية؛ فالعلاقة بين السياسة والخدمة في اللغة المحلية تعود بجذورها إلى تعريفات الأمة، المواطنة، والقومية. فالدولة القومية تم بناؤها على المبادئ الأخلاقية والقيمية، وهذا ينطبق إلى حدكبير على امبرطورية جوركا القديمة وغيرها من الامبراطوريات وأنظمة الحكم التي جاءت بعدها.
وفي المقابل، فإن الخدمة الاجتماعية أو "سيفا" - كما يتم تداولها في اللغة المحكية - لا تقتصر على الأجندة الحكومية التي تُسهم في إنشاء العلامات والإشارات الوطنية التي تتحول فيما بعد إلى هوية وطنية، بل هي في الأساس تساهم بشكلكبير في إنتاج السلطة، وتنعكس في التأثير المحلي في دول جنوب آسيا. ففي معظم الأوقات يتم اختيار أعضاء المجالس المحلية بناءعلى العمل الاجتماعي الذي قاموا به، فالقادة المحليون من المتوقع منهم أن يختاروا بسبب مجموعة من الأشخاص، أو بسبب دورهم في رفع الرواتب، أو حل الإشكاليات الاجتماعية المختلفة. وهو ما يجعل هذه القيادات تمتلك الإمكانيات لأن تصبح مستقلة، دبلوماسية، وأن تبني تحالفات مختلفة. الأمر الذي يجعل العمل الاجتماعي هو البوابة الكبيرة أو المدخل المباشر للعمل السياسي، فبمجرد اختيار أو انتخاب الشخص كقائد أو وسيط في العمل الاجتماعي فإنه يعزز هذه المكانة بشكل متبادل. فالخدمة التي يقوم بها القائد المنتخب تحدث نيابة عن المجتمع، كما تعتبر آلية ديناميكية متواصلة تجمع بين العمل السياسي وخدمة المجتمع.
فمن خلال توسيع زوايا الرؤية في هذا الجانب، من الممكن تكوين فهم أفضل لمعرفة لماذا يؤطر الممثلون أو اللاعبون السياسيون السياسة كخدمة، ويركزون في الوقت نفسه على التناقضات السياسية. وهذا يحتم العودة إلى عام 1990م، الذي تم فيه إعادة فتح وتنشيط المؤسسات الديمقراطية، حيث رأت الأحزاب السياسية بأنه يجب انتزاع التأثير في مختلف مستويات السلطة الحكومية، ومختلف الفضاءات الشعبية عن طريق التأثير فيما تم استبعاده على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
ففي النظرية السياسية، نجد في السياسية وجهيْن رئيسييْن: التأكيد على حياة جيدة للجميع، وإيجاد فرصة مثالية أو متميزة لتطبيقها على مستحقيها وكيفية الاستفادة من هذه الحياة الجيدة، فهي (السياسة) في المجال العملي أو التطبيقي تتصل بالقوة من جهة، وإمكانية الوصول إلى الموارد من الجهة الأخرى.
وبهذه الطريقة الجدلية تتموضع العلاقة بين السياسة والخدمة العامة، أو بمعنى أصح تجد لها موضعافي الحياة العامة، وهو الأمر الذي أسهم في انتقالها من الازدواجية العميقة التي كانت تعاني منها السياسة كتركيزعلى العمل الاجتماعي، إلىفرص احترافية من الممكن العمل عليها. فأعضاء وكوادر الأحزاب يضعون أنفسهم وغيرهم ضمن خطاب تصنيفي يتسم بالالتزام، والتضحية، والمعاناة، والتفاؤل، والسخرية.
غير أن السؤال الذي يحاول الفصل الثالث (ص:74) البحث فيه؛ هو: التصنيفات السياسية للشباب، وهل يندرج تصنيف الشباب ضمن مرحلة عمرية معينة؟ أم ضمن شغف وكفاح مستمرين لتحقيق الأهداف السياسية والعامة؟ ذلك أن شاندرا وهو يعتبر من أبرز الطلبة الذين شاركوا في حراك عام 1979م، وقاد التحركات الطلابية في عام 1981م، وشارك في الاستفتاء الوطني في عام 1990م، كما له بصمات واضحة ضد القمع في عام 2003م، و2006م، وما زال يعتبر نفسه كما يعتبره الكثير من قادة الحركات الاجتماعية والطلبة بأنه ينتمي لفئة الشباب في هذه الأنشطة الطلابية، غير أن تعريف شاندرا في هذا السياق من الممكن أن يساعد في الفهم، فهو يرى بأن الشباب هو حالة من التأجيل لأشياء قادمة، كما يرى بأنه عبارة عن أمل في الغد من الممكن أن يتحقق أو يساهم في تحقيقه.
وبالعودة للسياسات الشبابية المحلية والعالمية، والتي تجد مرجعيتها في برامج الأمم المتحدة؛ وذلك في قراراها الصادر عام 1965م، والذي تمَّ الإعلان فيه عن ضرورة نشر وترويج قيم السلام، والاحترام المتبادل، والفهم المشترك بين الجميع، وما تلى ذلك من إعلانات أممية في هذا السياق كما هي الحال في عام 1985م كعام عالمي للشباب، وتخصيص 12 من أغسطس من كل عام كيوم للشباب، كل ذلك أسهم في وضع الاهتمام بالشباب في النيبال في مركز الحياة السياسية والمشاركة الاجتماعية على حدسواء، وتنفيذ برامج تمكنهم من الاندماج مع أطياف مختلفة مع المجتمع وأنشطة متعددة يتم من خلالها معرفة احتياجات الأفراد وفهم كيفية مساعدة المجتمع خارج المدن من خلال التعليم، والزراعة، والطب والإدارة المجتمعيةوإعداد تقارير حكومية مختلفة. كما تم تتويج هذه المبادرات والبرامج التي كانت تبدو فردية، ومبعثرة بإنشاء وزارة الشباب، والثقافة، والرياضة في عام 1995م، والتي بقيت حتى عام 1999م، مواجهة إشكالية مالية حادة أدت لتراجع الأنشطة الرسمية.
إضافة لذلك، وبالرغم من كل العوائق والموانع المختلفة، نجد لدى الشباب إصراراكبيراعلى التموضع في الخطوط الأمامية لكل الأحداث والتجمعات السياسية وذلك منذ نظام رانا الحاكم السابق، الأمر الذي منح أجيال القرن الحادي والعشرين امتيازات حركية كثيرة، جعلت السنوات من عام 1996م إلى 2006م، حافلة بالأنشطة والتحركات المطالبة بالديمقراطية والتغيير، كما أن هذا التموضع لم يكن حركياً فقط، بل تطور إلى حدود الأنشطة الكتابية ووضع النيبال الجديدة في مركز الاهتمام الشبابي وذلك من خلال قوانين جديدة، وسياسات مختلفة، تنبع من القادة الجدد للمجتمع والأحزاب. وهذه الدعوات ليست جديدة أو تنحصر فقط في هذا الجيل، بل إن الأجيال السابقة كانت ترى نفس الأمر في السنوات السابقة. ذلك أن كل جيل له مطالبه السياسية الخاصة به، وله أيضارغبته الإصلاحية التي تتلاءم مع ظروفه المعرفية، والمعيشية والتعليمية.
المؤسسات السياسية في النيبال تأخذ نفس الهيكلية العالمية أو هيكلية قريبة منها، غير أن الأيديولوجيا التي يؤمن بها الناس، وتحركهم إلى حدكبير، بل وتضمن تفاعلهم مع الأحداث المختلفة هي التي تحدد إلى حد كبير المؤسسات التي تُنتج بعد كل حِراك سياسي. فالأيديولوجيا يتم تعريفها في هذا السياق بأنها الخارطة السياسية التي عن طريقها تتموضع العلاقات مع الآخرين. فهذا التعريف يوضح كيف تعمل أو تشتغل الأيديولوجيا في الأحزاب السياسية، فهي تتحدد عن طريق المؤسسات، والعكس أيضا.
كما أن صورة المؤسسات تعتمد على وضوحها الأيديولوجي أو الفكري، أو ممارساتها المتسقة معها. فالوضوح والاتساق يعتبران العمود الفقري لجماهيرية الأحزاب وعاملامهماللجذب الشعبي لها. وهذا لا يقتصر فقط على المنضوين في هذه الأحزاب، بل يشمل وبدرجةكبيرة أيضاالمراقبين من الخارج، فهذه المؤسسات تسعى لاستقطاب الكثير من الأشخاص خارج الحزب، وجذبهم إلى معترك العملية السياسية من جهة، وتكوين هوية لها تختلف عن بقية الأحزاب والحركات السياسية من الجهة الأخرى. غير أن هذه الصور الداخلية لهذه الأحزاب تتأثر وتنعكس بالثقافة العامة للقادة والكادر الوظيفي للحزب. من جانب آخر، نجد أن قيم الحرية والانضباط تعتبر حاسمة في مسار الأحزاب السياسية في النيبال والمفاضلة بينها، وبشكلٍ خاص تلك الأحزاب اليسارية التي كانت لسنوات طويلة ماضية تُعّرف نفسها كأحزاب سياسية مقاومة، لها جانب ميداني وتنظيمي متشعب ومحكم.
في الجدلية بين النظرية والتطبيق، والتي تُطرح بشكلٍ مستمر على الأحزاب والتجمعات السياسية، نجد أنَّ هناك قانونًا غير رسمي ينظم هذه العلاقة، ويحتفظ بطريق الرجعة أو إمكانية المراجعة؛ فالأحزاب السياسية واليسارية تحديدا انتقلت في طبيعة عملها من الجانب الثوري والميداني في الأعوام 2007م، إلى العمل السياسي في العام 2009م، وهذا حدث بسبب دخول أعضاء جدد يتسمون بالاحترافية، لكنهم ملتزمون برؤية الحزب السياسية في الوقت نفسه. لذلك؛ نجد إمكانية كبيرة أن تتحول الأحزاب إلى مؤسسات فهي (المؤسسات) تعني في هذا السياق توحيد الأفراد لخدمة هدف واحد يتطلب التضحية، والإخلاص لتقديم حلول تواجه مشاكل البشر المنضوين في الحزب أو خارجه.
وبالعودة للشخصيات المذكورة في بداية هذا العمل، وذلك بعد عشر سنوات تقريبامن العمل السياسي والنضالي المستمر في النيبال، نجد أنها قد مرت بتحولات سياسية، فكرية، وشخصية كثيرة، لكنها بقيت ثابتة في موقفها من ضرورة مواصلة إحداث وترسيخ التحولات في النيبال، فهذا الطريق مغلف بالتجديد السياسي وذلك من خلال الجدلية المستمرة بين أيديولوجيا الأحزاب السياسية من جهة، وتاريخ المطالبات المستمرة بالإصلاح والتحديث من الجهة الأخرى. غير أن الجانب الآخر، هو أن هذه المطالبات الإصلاحية قد تغيرت أيضا ً، وذلك مع بروز جيل جديد من الشباب، ومطامح سياسية جديدة أيضا.
كما لا يمكن إغفال أو نسيان الدور المؤثر الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة في إحداث التغييرات المعاصرة من جهة، وتغيير مسارها من الجهة الأخرى، فهي بقيت أداة مهمة في يد الأجيال الجديدة الراغبة بالإصلاح.
------------------------
التفاصيل :
- الكتاب:"صناعة النيبال الجديدة".
- المؤلف: آماندا تيريز سنلينجر.
- الناشر:University of Washington Press، 2018.
- عدد الصفحات:264 صفحة.
