خايمي شوشوكا سيرانو
كلثوم بوطالب (باحثة في الدراسات الإسبانية والمقارنة، جامعة محمد الخامس-الرباط.)
من مزايا هذا الكتاب الأسئلة البحثية المحفزة للتفكير التي يطرحها وتفتح آفاقاً جديدة في موضوع الوباء وعلاقته بالرأسمالية، فقد كانت سنة 2019 سنة تعبئة بامتياز في القرن الحادي والعشرين، أبطأت الجائحة الحياة، ونبَّه البنك العالمي وصندوق النقد الدولي الحكومات إلى عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي سيجتاح العالم؛ فقد ظهر فيروس كورونا بوصفه حليفا استراتيجيا لمعظم الحكومات، وشُلّت حركة السكان وتمت تصفية برامجهم النيوليبيرالية، وشلت الاحتجاجات بواسطة الحجر القسري، وتم زرع الذعر في نفوسهم من فيروس كورونا بالخوف من الآخر في الداخل أولا، وضده في الخارج، فنشأ الخطر كنوع من النفور من الآخر.
بالتالي فإنَّ هذا الكتاب "الرأسمالية الوبائية: كسر الأيض العالمي" مثير على عدة مستويات، وعلى الرغم من أنه منظم بطريقة منهجية، إلا أنه يبدو وكأنه سلسلة مكونة من مقاطع مثل معرض للصور يمكن قراءته في كليته في كل لوحة من لوحاته التي رسمت بفرشاة مماثلة ولكن بسيمات مختلفة.
يتناول الكاتب في الفصل الأول المفاهيم النظرية والفلسفية والاجتماعية التي تشير إلى العلاقات بين الإنسان والطبيعة، والأزمات الناجمة عن الرأسمالية والتي نشأ عنها الاستقلاب العالمي، ويُعد هذا الفصل تأسيسيا تبنى عليه الفصول اللاحقة. وقد عنون الكاتب الفصل الأول من الكتاب "الرأسمالية وكسر الأيض العالمي. قراءة في نظريات ماركس". انبثقت خطوط هذا الفصل من التأملات حول الكفاح من أجل الدفاع عن الطبيعة والمياه في الإكوادور وأمريكا اللاتينية والكاريبي والعالم، حيث تزايد الاهتمام بهذه القضايا بسبب أزمة مرض الوريد الفيروسي. وقد حاول الكاتب الغوص في نظريات ماركس باستعانته بمخطوطات اقتصادية فلسفية تعود لسنة 1844، وأفكار الأيديولوجية الألمانية، بالإضافة إلى نظرية فويرباخ، وخلص من خلالها إلى تحديد طبيعة العلاقات بين الإنسان والطبيعة بما هو نظام معقد للمفاهيم، حيث أوجزها الكاتب في الأسئلة الآتية: إلى أيِّ حد وصلت الطبيعة والإنسان إلى الرأسمالية؟ وكيف السبيل للتغلب على أزمة الرأسمالية ثورياً مع مجتمع جديد يفرض حلولاً ملموسة لإنقاذ كسر الأيض العالمي) الطبيعة والإنسان (وحياة كوكب الأرض؟
قام الكاتب في الجزء الأول من هذا الفصل بتحليل العلاقة الفلسفية الواضحة بين الطبيعة والإنسان منتقدا بذلك نشاط الإنسان على نحو موضوعي –ذاتي –ذاتي-موضوعي في علاقته مع الطبيعة. وعبَّرت جل الإجابات الممكنة عن النشاط البشري الجماعي والكفاح التضامني بغية جعل المجتمعات الرأسمالية منسجمة مع الطبيعة. أما الفقرة الثانية فقد أثث الكاتب فيها لمفهوم الأيض العالمي والاجتماعي كظاهرة للعلاقة بين الإنسان والطبيعة فتضمنت تحليلاً لمفاهيم الجسد والوعي والروح، بينما في الفقرة الثالثة يفضح المؤلف أطروحة الكسر الأيضي الاجتماعية والعالمية التي نحتتها الحداثة الرأسمالية، فيما تناول في الفقرة الأخيرة من هذا الفصل موضوع الثورة باعتبارها الحل الممكن لكسر أزمة الأيض الاجتماعي في جوهرها بالنسبة للرأسمالية.
صحيح أنَّ الثورات التي حدثت في الإنتاج بداية من العصر الحجري الحديث وإلى بداية الحداثة الرأسمالية غيرت بوحشية البيئة التي تطور من أجلها الإنسان، فتكوين جسم الإنسان عبر ملايين السنين هو تكوين أنتج لعالم لم يعد موجودًا بعد، ولكن في المُقابل هناك احتمالات لتحقيق التوازن والحيلولة دون تدمير الأيض العالمي والاجتماعي الذي ينتج عنه تمزق غير صحي بضغط من شروط الرأسمالية، فتحكم الحداثة الرأسمالية في عملية الأيض العالمي وتأثيرها عليها ومعها طبيعة وجسم الإنسان الذي هو عبارة عن تكوين تاريخي وبيولوجي واجتماعي، باعتبار أنَّ الصحة تتوافق مع شروط البقاء على قيد الحياة، فالجسد هو مصدر القوة والسلطة.
يوضح الكاتب أن كسر الأيض العالمي بحاجة إلى ثورة نظامية وثقافية حيث شكلت جائحة كوفيد الحد الأدنى للتعبير عن الكوارث العالمية التي تحدث بسبب تغير المناخ وشح المياه. ويشير العنف الوبائي والسلطة في محاولة للسيطرة على لقاحات الفيروسات إلى قيمة التغيير الذي تعرفه الدورة الاقتصادية والنزعة إلى إبراز "الجمال" على حساب القوة والصحة، ويكشف هذا عن التناقض بين قيمة التغيير وقيمة الاستخدام، فالرابط المُتناغم بين الطبيعة وجسد الإنسان يُعاني من كسور بسبب الثقافة.
يعالج الكاتب في الفصل الثاني أزمة مركزية الإنسان وإمكانية حلول عصر النتروبوسين حيث يعتبرهما ظاهرتين مُشتركتين، ويؤكد على أن هيمنة الرجل الأبيض فرضت قواعد في الفلسفة والعلوم المؤسسة لعدة قرون، وقد دخلت مركزية الإنسان في أزمة منذ أن اتضح للمجتمعات حجم الكوارث الناجمة عن تغير المناخ. ويُقدم الكاتب في هذا الفصل بعض الأمثلة على أزمة مركزية الإنسان من خلال كسر الأيض العالمي الاجتماعي والطبيعي.
عرفت لحظات الإنتاج الوبائي أحداثا متوالية ومُتزامنة مثل الحرائق وتدمير الطبيعة والانفجار الرأسمالي والديكتاتورية الرقمية العالمية وزعزعة الاستقرار والأحداث الناشئة عن تغيير المناخ والبناء السياسي والاجتماعي لفيروس سارس كوفيد 19. كما يناقش الكاتب أيضاً في هذا الفصل الخصائص المميزة للوفيات الوبائية وجذور الحرب الباردة الحالية وأول لقاح يظهر في روسيا وخلق الجوع في نظام الدولة –السوق وانهيار قيمة برميل النفط.
وقد لاحظ المؤلف أنَّ مجموعة من المناطق حول العالم عرفت حرائق الغابات ونفوق العديد من الحيوانات: في أستراليا مثلا نفق 500 مليون حيوان بسبب الحرائق منذ شتنبر 2019 إلى بداية يناير 2020. ويرى الكاتب أن المشكلة ترجع أساسا إلى الأسلوب الرأسمالي الاستغلالي، والاستغلال العدواني للموارد الطبيعية والانقراض الجماعي لنظم التنوع البيولوجي، وهذه هي الأسباب الرئيسة لحرائق الغابات، وقد توقعت ذلك المنظمات ونبهت بالفعل إلى الأخطار التي تواجه الكوكب بزيادة موجات الحرارة والاحتراق الأحفوري.
أما بالنسبة للأزمة الرأسمالية الحالية فلها أبعاد غير مسبوقة إضافة إلى الحرب العالمية الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي أظهرت أنَّ الاقتصاد والأسلحة يشكلان جزءا من عقدة جورديان، ومن ثم استخلصت الاستراتيجيات التي تسببت في إفلاس الشركات وتضررها اقتصاديا وأثرت على رئة الرأسمالية: الأسواق. كما أن السلطات أعلنت حضر التجوال تحت ذريعة جائحة كوفيد، وعلى إثره أغلقت الشركات ولم تعد قادرة على دفع الأجور، بينما أفلست شركات ومؤسسات أخرى، وكان لهذا انعكاس على المجتمع، فيما انتشرت الأزمة عبر بقاع العالم.
قدم الكاتب مثالا آخر عن هذه الأزمة يتمثل في ندرة المياه في مناطق مختلفة والذي يسبب مآسي يومية، ويرى الكاتب أنَّ الإبادة البيئية الممنهجة مرتبطة بالأنشطة البشرية التي تنضوي على تراكم أسرع للرأسمالية، في حين يمثل التدمير البيولوجي والجيولوجي لمئات ملايين السنين من التحول الطبيعي. لهذا نجد أنفسنا بفعل هذا الوباء ندخل في عهد جديد وعالم من حالة الطوارئ، وتقدم الحكومات ووسائط الإعلام نفسها بوصفها صانعة الخيال الاجتماعي للإنتاج والتحكم والتقييم.
بعد الحرب العالمية الثانية شرع الاتحاد السوفياتي في إعادة البناء للاقتصاد المخطط تحت شعارات قومية، كما فعلت أوروبا الشيء نفسه وذلك لأسباب مختلفة وضخت خطة مارشال الأمريكية الرأسمال ووجهت نموها الاقتصادي سياسيا. وتعتبر الولايات المتحدة المحور المركزي للرأسمالية للعالم وللحروب، فقد شغلت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية العالم الثالث، في حين واصلت الإمبريالية سياستها بدعم نظام المستعمرات، وبالموازاة من ذلك، استمرت ثورات التحرر الداخلي، وخير مثال تاريخي على ذلك الثورة الصينية سنة 1945 والثورة الكورية سنة 1959.
يؤكد الكاتب أنَّه في عصر الرأسمالية الذي نعيشه، ليس فيروس كورونا هو العدو في حد ذاته، بل العدو يتمثل في الرأسمالية ونموذجها " النيوليبرالي"، وهي عبارة عن مجموعة من البنيات الراسخة لإلحاق الضرر بالنسيج الاجتماعي مقابل استفادة الطبقة البورجوازية.
عالج الكاتب مسألة مهمة في هذا الفصل وهي قضية توليد الجوع انطلاقاً من السؤال الآتي، لماذا تخلق الأسواق والدول الجوع في مرحلة الإنتاج العالمي الكبير؟، ويقول الكاتب إن قوة الخضوع للعمل تولد الثورات والعنف، بينما يعد الجوع من وسائل الضغط السلمية والصامتة والمستمرة، ويحقق الانضباط التام أكثر من الذي يحققه القضاء، ويعتبر الجوع هو الدافع الطبيعي للاستمرارية والامتنان، وهو أساس لنظرية المعرفة للعلوم السياسية والاقتصادية في الرأسمالية، ويشرح الكاتب الطريقة التي تولد بها حكومات أمريكا اللاتينية الجوع مع السياسات النيوليبيرالية، وما الوباء إلا طريقة متقنة لتوليد الجوع، وبالتالي الانضباط، وتراكم الممتلكات الخاصة.
لقد ساهم الوباء في تسريع انحدار الرأسمالية وشهد العالم أعلى معدل بطالة في هذا القرن وأعلى درجة عمالة غير مدفوعة الأجر. في نفس السياق ذكر الكاتب حرب التلاعب بأسعار النفط خدمة لصراعات اقتصادية وسياسية كبرى تذهب ضحيتها شعوب العالم الثالث. بالتالي يعيش الإنسان في عصر الأزمات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية والطبيعية والأزمات المصطنعة والجفاف، والفيضانات، وتغيير درجة الحرارة، والجوع، ويعد النظام الرأسمالي والمراكز الإمبريالية سببين مباشرين في تفشي كل هذه الأزمات.
يحلل الكاتب في الفصل الثالث ما أسماه بالإغلاق أو الاقفال الأكبر، ويسلط الضوء على مشاهد مختلفة من مسرح الأزمة الحالية. استخدم فيروس كورونا لبناء جهاز سياسي اقتصادي عسكري تواصلي تربوي لإعادة التسلح بشكل دائم، إنها تجربة الصدمة حيث أصبح المجتمع في ظل الوباء يعاني من الذهان الواسع الانتشار وكثرة الأقنعة التي تقوم بتصفية الهواء الذي يتنفسه المرء والكلمات التي يتفوه بها، ويرى الكاتب أن القناع منتج للصمت، ويلعب الإغلاق الكبير الذي تعرفه المجتمعات خلال الجائحة دورا مهما للسيطرة على السياسة الحيوية وبث الخوف والإقصاء الاجتماعي والتعليم الافتراضي وغيرها. وقد سهلت التعديلات التكنولوجيا والتحولات الرقمية البحث في سلوكه والسيطرة على القرارات الاقتصادية والسياسية والعاطفية لتحقيق مستقبل مبرمج. ومع تطور التكنولوجيا الإحيائية، فإن فيروس كورونا الذي يشكل جزءا من عائلة تكنولوجيات القوة التي ظهرت في المختبرات منذ القرن العشرين، ليس هو الفيروس الأول الذي استعمل ليتطابق مع السياسة البيولوجية وخطاب الذعر العالمي. شكل فيروس كورونا أكبر وسيلة للردع وأكثر قوة ضد التحركات مثلا في هونغ كونغ في الصين، والشيء نفسه في أوروبا وأمريكا اللاتينية حيث استخدم الفيروس كاستراتيجية لردع الشعوب وإثارة الذعر والعودة إلى حالة الطوارئ. ويؤكد الكاتب على أن العلاقة الوثيقة بين خلق الأمراض العالمية والأدوية واللقاحات وتسليع الصحة، تهدف إلى تحقيق أهداف إمبراطورية، والتشخيص الوبائي والافتراض العشوائي للكارثة واسعة الانتشار، ويكمن خطر فيروس كورونا في السياسة التشريحية، وسياسة المراقبة المضمنة في الجسم، وليس من المستبعد ظهور أمراض جديدة وإنعاش أمراض قديمة واستخدام آليات مختلفة لتهدئة الغليان الاجتماعي.
وخلف الوباء آثاراً عديدة على جميع الأصعدة، منها توليد صدمات نفسية واجتماعية دائمة، يجب أن تكون تجارب الوباء ذكية بغية التغلب عليها. ومن الناحية العسكرية، ساهمت الجائحة في إطلاق حملات الحماية باستراتيجيات عسكرية من طرف الأجهزة السياسية. كما أنتج الوباء العديد من التأثيرات التي تذهب مباشرة إلى الذاكرة اللاإرادية والتي لا تنتج من الوعي. وتعد الرأسمالية منتجاً دائماً للصدمات، ودعمت الجائحة هذه النظرية بإنتاجها لصدمات طويلة الأمد، وفي المقابل تسعى الأحلام المضطربة لغالبية السكان للتغلب على هذه الأحداث الصادمة.
سلط الكاتب الضوء على بيداغوجية الرعاية للتغلب على سياسة الخوف المفبرك التي انتهجتها الحكومات، والتي تُركز على الآخر، فبحمايته لنفسه يحمي الآخر، ويرى الكاتب أن بيداغوجية الرعاية هي جزء من مبدأ اللذة والتدمير والرعب والخوف، وهناك المتعة التي تتأسس على الإرهاب والخوف، وتدخل في نطاق الاضطرابات السياسية والاجتماعية. وقد أصبح فيروس كورونا وباءً لنشر الخوف. لقد أنشا العالم تكنولوجيات وتقنيات مُهمة بعضها يستعمل في الحياة وبعضها يستعمل للموت. ويسبب مجتمع المعلومات الذي نعيش فيه وعصر موارد التكنولوجيا الصدمات والاضطرابات المستمرة في الجماعات والأفراد.
يطرح الكاتب سؤالا وجيهاً في الفصل الرابع، عمَّن هو الرابح في ظل هذه الجائحة؟ تاريخيا كان تراكم الرأسمال قائما على العنف والحروب، والغزو، والاستعباد التجاري، ونزع الملكية، حيث يعتبر من بين المكونات الأصلية للرأسمالية وقواها الاجتماعية. وإعادة الترتيب الجيوسياسي تجدد تكوين الرأسمال في المركز وتراكمه، ومن مظاهره العمل بدون أجر، والخضوع الجسدي حسب العرق والجنس والعمر، وترتيب المراكز والهوامش عن طريق التكنولوجيا. فقد نتج عن الأوبئة والرأسمالية تبعية اقتصادية وسياسية واجتماعية وصحية، وهو ما وضح حين تبين أنه وقت أزمة الوباء يتم الاعتماد الوبائي على المراكز المهيمنة والتي يوجد بها مراكز المختبرات، واستثناء الهامش، حتى ظهر ما يسمى بحرب اللقاحات، وهذا ينطبق على قوة نظرية الاعتماد ذات التوجه الماركسي التي تدعو إلى محاربة عدم المساواة بين المركز والهامش ومحاربة أبعاد التبعية التي تتمثل في التقسيم الدولي بإنتاج المواد الأولية واليد العاملة الرخيصة في الهوامش، بينما يحتكر المركز القيمة المضافة. وتتعدد مظاهر التبعية وكذلك الوباء: أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية وأيديولوجية واجتماعية تعليمية وتواصلية.
على سبيل الختم، يذكرنا هذا الكتاب بما حدث خلال القرن الخامس عشر، فقد قام الأوروبيون بإبادة الآلاف من السكان بعد غزو أمريكا اللاتينية، ففي بعض الأقاليم قاموا بإبادة المجتمعات بأكملها والعمل القسري للرجال والنساء والأطفال. وظهرت الحداثة الرأسمالية مع العبودية ونهب إفريقيا وكذلك فعلت أوروبا وأستراليا حيث اختطفوا واشتروا وباعوا وقتلوا الملايين من البشر الذين يطلقون عليهم اللقب العنصري "السود". تعاني الرأسمالية العديد من ثغرات وأزمات لم تستطع التغلب عليها حتى الآن، فخلال الجائحة تم إغلاق الأسواق وتقليص الإنتاج وإعادة تنشيط التعبئة العالمية ولم يسلم منها قلب أمريكا النابض حيث عرفت حدثا أشعل فتيل الاحتجاجات والذي يتمثل في مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة.
ومن جهة أخرى، يركز الكاتب على ملامح حرب اللقاح بتنافس أكثر من 170 مشروعاً للحصول على الموافقة لإنتاج اللقاحات ضد سارس كوفيد و70 مشروعا مازالت قيد التجارب حيث أصبحت هذه المناسبة حربا تجارية حقيقية.
واستشرافا للمُستقبل، يعالج الكاتب موضوع ما بعد الجائحة ويؤكد على أنه من المخاطرة التسرع في تحديد معالم عالم ما بعد الجائحة، من دون الانطلاق من التأويل والتعمق في التغييرات الكبيرة التي تحدث كل يوم. وهنا تكمن أهمية الكتاب في تحليل أحداث يومية وواقعية ومُقاربتها بأحداث الماضي لاستشراف المستقبل. إن جميع الأسئلة والإشكاليات التي يتطرق إليها الكاتب في عمله هذا تفتح أبواب البحث في أهم القضايا الآنية التي عالجها الكاتب لتقوية أسس العالم الفكرية والاجتماعية والأخلاقية من أجل مواجهة تغيرات العالم المستقبلية.
تفاصيل الكتاب:
عنوان الكتاب: الرأسمالية الوبائية: كسر الأيض العالمي
الكاتب: خايمي شوشوكا سيرانو
سنة ودار النشر: Ediciones Opción / 2021
عدد الصفحات: 222 صفحة
لغة الكتاب: اللغة الإسبانية
