الفلسفة وأزمة المناخ: كيف يمكن للماضي أن ينقذ الحاضر

الفلسفة وأزمة  المناخ.jpg

بايرون ويلستون

فينان نبيل (كاتبة وباحثة مصرية)

يعد تغير المناخ من أكبر تحديات العصر الحديث؛ لاتصاله بحياتنا اليومية بقدر ما يتصل بالنظام الجغرافي، السياسي، العالمي، فهو يُمثّل أحد أبعاد أزمة بيئية شاملة نتجت مباشرة عن العلاقة المُعقّدة بين الإنسان، والطبيعة. يحاول كتاب" الفلسفة وأزمة المناخ" أن يوضح كيف يمكن لتاريخ الفلسفة أن يوجهنا إلى التكيف مع الواقع الجديد الذي أحدثته أزمة المناخ، وهي أزمة وجودية ذات عمق، ويوضح لنا الطريقة التي استجاب بها الفلاسفة السابقون لأزمات مماثلة في عصرهم. يعتبر الكاتب أزمة المناخ شكلا من أشكال التشتت الميتافيزيقي، ويؤكد أن أحد أهم أسباب ارتباكنا أمام تلك الأزمة هو الافتقار إلى الأسس القيمية التي سادت قديما، التي لم تعد كالسابق فأصبحنا نتعامل على غير هدى .

يتجه نظام الأرض نحو حالة من عدم الاستقرار تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، والتي قد تؤدي إلى فوضى مناخية، قد تقضي على أنواع  كثيرة، وندرة بعض الأنواع، مما قد يؤدي إلى التخلي عن القيم الأساسية التي ستعتبر كماليات يمكن التخلص منها. أصبح الرهان الأساسي هو مستقبل البشرية، فقد تصبح الحياة على الأرض صعبة، أو مستحيلة، إذا لم نتمكن من تحقيق السيطرة على التطور المناخي. 

حاول "ويلستون" أن يستخلص من تاريخ الفلسفة توجها جديدا للمستقبل، وأن يأخذ فكرة من كل نظام ميتافيزيقي ليشكل ابتكارا جديدا إزاء أزمة المناخ، فوجد عند أفلاطون أنه يتعين على السلطة السياسية أن تلتزم بمعرفة نظام المناخ. لقد أوضح الفلاسفة المعاصرون وجهة نظر أفلاطون أنها تركز على "التوافق، التناسب" بين رغباتنا أو معتقداتنا من ناحية والعالم من ناحية أخرى، بينما يرى أوغسطين أن التفكير الأخلاقي، والسياسي يجب أن يكون مستنيرًا بحب الكل الأيكولوجي، ويرى إسبينوزا أننا يجب أن نتصور الأرض كنظام مُعقد، بينما رأى هيجل أن المصالح الحيوية لنظام الأرض نفسه تتعرض لتهديد نتيجة تغير المناخ.

 

اجتاح كوفيد-19 العالم في 2020، فقتل أعدادا هائلة من الناس، وأوقع الاقتصاد العالمي في حالة من الفوضى، وشكل خطرا على البشرية، ورغم أن العديد من الدول بدأت تسطح مسار الإصابات، والوفيات، إلا أن ذلك لم يمنع المخاوف من أننا لن نشهد ذروة وانخفاضا آخرين، بل هي دالة جيبية ستمتد لمدة عامين ارتفاعا، وانخفاضا. يعتبر الكاتب أن انتشار فيروس كورونا وطرق الاستجابة له مؤشر لحدث أكبر حجما وهو "تغير المناخ"، ويدعو إلى الاستعداد السياسي والعاطفي والاجتماعي والوجودي لمستقبل طويل من الأزمات المماثلة .

أجرت مؤسسة "بيو" للأبحاث استطلاعا للرأي في عام 2019 في ست وعشرين دولة، حول أزمة المناخ، إلى أي مدى تعتبر تهديدا للبشرية، وجاءت نتيجته أن التغير المناخي يعتبر أكبر تهديد للبشرية، ويفوق تنظيم الدولة الإسلامية، والهجمات الإلكترونية من دول أجنبية، والبرنامج النووي لكوريا الشمالية، وحالة الاقتصاد العالمي، وقوة ونفوذ الولايات المتحدة وروسيا. احتل تغير المناخ قمة هذه القوائم أو كان قريبا منها، وقد تتغلب عليه المخاوف بشأن كوفيد -19 في الأشهر وربما السنوات المقبلة، ولكنه سيبقى قريبًا من القمة. 

يختلف تغير المناخ عن التهديدات الأخرى التي حددها مسح "بيو" في أمرين هامين، الأول: أن التهديدات الأخرى سريعة الزوال نسبيا، ويمكن أن نتخيل حلولا لها، كما أنها محصورة في أغلب الأحيان في إطار الجغرافيا السياسية، بقدر ما تنطوي عليه من تحديات فإنها لا تجبرنا على طرح أسئلة تتجاوز هذا المجال المحدود نسبيا، أما أزمة المناخ فتستمر طويلا؛ لأن استقرار بعض الكربون في الغلاف الجوي الآن سيبقى طويلا، وقد يغير المناخ العالمي لآلاف السنين. ولا يرتبط التغير المناخي بالأنشطة الممتدة للمستقبل البعيد فحسب، بل يرتبط بنظام الأرض بأكمله، فينعكس على النظام السياسي، مما يعد بؤرة تهديد أخرى، فيذهب العديد من الخبراء الأمنيين إلى أن تغير المناخ سوف يُعيد ترتيب خريطة الجغرافيا السياسية على مدى هذا القرن. لذا يمكن أن نستنتج بأمان أن تغير المناخ هو أكبر أزمة نواجهها لاتساع نطاقها المحتمل. تكمن نقطة الاختلاف الثانية في أن أزمة المناخ، وحدها التي تتطلب التفكير بصورة شاملة من جانب جميع سكان الأرض، فلا يوجد أي من التهديدات الأخرى يجبرنا على التساؤل إلى أين نحن ذاهبون كجنس بشري، وما الذي أدى بنا إلى المأزق الحالي. 

 

تقترن كل أزمة عالمية في الخطاب الشعبي، والأكاديمي بكلمتين قويتين هما "الحضارة، والانهيار"، وليس هناك مبالغة أن الأزمة المناخية العميقة التي تلوح قد تهدد الحضارة وتعيد تصورنا للجنس البشري، وتعيد تشكيل كل شيء ليس فقط الأشياء المادية كالبنى التحتية والطاقة، بل الحدود الجغرافية والقيم؛ لذا يجب أن يُنظر لأزمة المناخ في حجمها الطبيعي، لأنها ستفرض تحديات لن يفلت منها أحد في كل مكان في العالم، وسيتحمل العبء الأكبر من تلك التحديات بلدان الجنوب.

يتساءل الكاتب عما إذا كانت المجتمعات جيدة التنظيم بالقدر الكافي للتعامل على النحو اللائق مع تلك الكارثة المستمرة، فقد تفاوتت استجابة الدول تجاه أزمة كوفيد  وعكست مدى رشد الحكم وكفاءته في كل دولة، فعلى سبيل المثال كانت جهود الرئيس ترامب وسوء إدارته كارثية؛ فقد أدى خطابه لتهدئة الأمريكان تجاه التهديد الذي يواجهونه إلى كارثة إنسانية كبيرة، وقد قامت تايوان  وسنغافورة بعمل جيد للغاية في احتواء هذه الأزمة، في حين استجابت إيران، وروسيا، والبرازيل بدرجات متفاوتة من عدم الكفاءة. ينطبق هذا على تغير المناخ؛ فقد يؤدي لمواجهة عقود من الكوارث المتزايدة والمتعاقبة، من حرائق الغابات، والفيضانات، إلى الهجرات المنفلتة، والجفاف، وانتشار أمراض أكثر فتكا. إنها أزمة عملاقة واحدة  تؤدي إلى سلسلة من الأزمات التي ستتحدى قدرات المواجهة لدى أغنى المجتمعات وأكثرها مرونة،  وستنتج الأزمات المتتابعة حرمانا ماديا شديدا، وندرة في الموارد، بما في ذلك ندرة موارد الرعاية الصحية؛  فالظاهرة تحدث شروخا متزايدة الاتساع في صرح الحضارة، ويأمل  الكاتب مخلصاً أن يكون كوفيد -19 سبباً في إيقاظ الناس على هذا الواقع الجديد.

لا يركز الكتاب على كيف ستبدو الحياة على الجانب الآخر من الأزمة، ولا يذهب إلى أبعد من"سرد الأزمة"، ولا ينغمس في أحلام "المدينة الفاضلة" بشأن مستقبل تتخلص فيه البشرية من نير التكيف مع الكوارث. هو يترك ذلك لآخرين اتجهوا مثل هذا الاتجاه كالمفكرين الاجتماعيين في القرنين الثامن عشر،والتاسع عشر مثل روبرت أوين، وهنري دي، وسان سيمون، وهو لا يعادي المدينة الفاضلة بقدر ما يستحضر العداء الماركسي لها، فيؤكد أن علينا أن نتصرف وكأن الأزمة باقية معنا في المستقبل، ونركز على ما هو قيم حقا في عالمنا.

 

يرى الكاتب أنه من المدهش أن نصل إلى أزمة وجودية بهذا الحجم على مدى مائة وخمسين عاما فقط من التصنيع. إن وتيرة الانهيار أسرع من كل التوقعات، والعواقب السلبية لهذا الانهيار بعيدة المدى زمانيا ومكانيا، وسياسيا وأخلاقيا. نحن باختصار كائنات في حالة سقوط حر بلا اتجاه في حالة ذعر وترنح، ولكي نفهم ونخرج من هذا المأزق نحن بحاجة إلى الفلسفة.

قد يختلف هذا الكتاب عن كتب أخرى تناولت أزمة المناخ؛ فلم يتحدث عن السياسة الخضراء،ـو الحد من البصمة الكربونية، بل ركز على ترسيخ المفهوم السقراطي بأن الحكمة تتطلب معرفة الذات. كان هدفه الرئيس تحسين المعرفة،والتوصل إلى فهم جماعي للذات كمهمة ميتافيزيقية أصيلة،وهو أمر يغض عنه الطرف كثير ممن يتناولون أزمة المناخ؛ فالميتافيزيقا هي دراسة البنية الأساسية للواقع، وطرح أسئلة عن الله، وطبيعة العقل، وعدد العناصر الأساسية، أو المواد في العالم، والعلاقة بين الإنسان  والمكونات غير البشرية، وأكثر من ذلك، النظام الميتافيزيقي هو سرد كيف أن كل هذه الظواهر -الطبيعة: العقل، والمادة، والوقت، والتاريخ، والسياسة، وحتى التكنولوجياـــــ تتناسب مع بعضها البعض. قال الفيلسوف الأمريكي "ويلفريد سيلارز" (1912-1989) ذات مرة إن الميتافيزيقيا (أو الفلسفة بشكل عام) تهتم "بكيفية سير الأمور على أوسع نطاق لمعنى المعقول". الميتافيزيقيا هى دستور العالم في الفكر، إنها مهمة بناءة نادرا ما كان ينظر إليها أهم ممارسيها كغاية في حد ذاتها، بل كاستجابة لأزمة متصورة، إن الأزمة هنا تهدد أسلوب الحياة، والقيم التي تشكل الوجود الجماعي.

إن الفلاسفة يفهمون عالمهم الذي يمر بأزمة عميقة بشكل معين، أو ويعتبرون أن هناك عيبا في الكيفية التي تم بها فهم البنية الأساسية للواقع حتى الآن. وظيفتهم كما يرونها هي إعادة تشكيل العالم. واتضح من عرض الكتاب كيف واجه الفلاسفة الأزمات التي هددت عوالمهم،وكيف يمكن لتخصص تجريدي كالفلسفة أن يطبق على شيء ملموس كأزمة المناخ.

حاول الكاتب أن يلقي الضوء على أزمة المناخ في ضوء ذلك النوع من الأسئلة الفلسفية الكبرى التي طرحها أهم المفكرين في تاريخ هذا المجال متخذا من الأزمات التي مرت على العصور الماضية مثالا لذلك؛ فربط بين الصدمات الجماعية الماضية وبناء النظم الميتافيزيقية. على سبيل المثال، بعد غزو  واحتلال روما عام 410 م، كتب "القديس أوغسطين " المفكر العام الأول في هذا العصر،  مدينة الله" أكد فيه على فكرتين الأولى : أهمية الحب والرعاية، والطريقة التي يجب بها إبعاد هذه الحالات العاطفية عن الذات لكي تشمل الكل،  والثانية: هي الدرجة التي يتنافس بها هذا الحب المتجه للخارج دائمًا مع حب الذات. يوضح لنا أوغسطين لماذا يجب أن نهتم بالكلية وكيف يجب أن تتنافس هذه الرعاية مع الجشع، ويربط الكاتب بين هذا الصراع الأساسي بين الأشياء التي نهتم بها، وبين الأشياء الأخرى ويرى أن جوهر أزمة المناخ تكمن في هذا الصراع . 

 

ألقى "ويلستون" الضوء على تصوير الفيلسوف الألماني ديكارت الذي عاش في القرن السابع عشر وعاصر العالم "جاليلو"، لأزمة الحداثة المبكرة  كأحد مؤسسيها، ونظرته إلى الطبيعة باعتبارها جملة من الأشياء الموضوعة تحت تصرّف الإنسان، ويركز مشروعه على دعم فكرة "الحيوان الآلة" أي أن الكائن الحيّ ليس سوى مادّة جامدة مُنسقة بشكل مُعقّد، وأن الإنسان هو الكائن البشري الوحيد الذي يتمتع بروح جوهرية مُتميّزة عن الجسم، ممّا يجعل منه الجنس الوحيد الجدير بالتقدير، أما المتبقي من الطبيعة، الحيّ منها أو الجامد، فهو يندرج ضمن عالم الأشياء الموضوعة لخدمة البشر. ازدرى ديكارت المحيط البيئي تماما ونظر إليه من منظور المنفعة، واعتبره موردا لا متناهيا  يُمكن للإنسان أن ينهل منه دون تردد، ويمكن أن نتبين كيف أدت مثل هذه الافتراضات إلى استعمال الطبيعة بكل أشكالها، مما يؤدي لاستنفاذ الموارد، والتلوث بكل أنواعه.

أعظم طلاب ديكارت هو باروخ سبينوزا، فيلسوف يهودي ولد ونشأ في أمستردام في القرن السابع عشر، تم طرد أسلافه القريبين من إسبانيا، والبرتغال، بعد قرون من الاضطهاد المتواصل في تلك الأماكن. في النهاية، أقام سبينوزا فلسفته في هذا الجو السياسي غير المستقر، حيث كان الاضطهاد والنفي  طريقتين لتقسيم الجسد الاجتماعي،  فبنى رؤيته للعالم على أن كل شيء واحد ومترابط بشكل جذري. على هذا النحو، هو المؤسس الحقيقي لما يمكن أن نطلق عليه على نطاق واسع "التفكير البيئي". أدت به أزمة التشرذم والنفي والاضطهاد إلى رؤية الكمال، والترابط المعقد بين الأشياء. يعطينا سبينوزا رؤية للتكامل البيئي، لكنها رؤية لا تتطور تاريخيًا. 

صحح "هيجل" خطأ سبينوزا متأثرا بأزمة عصره، فقد تورطت أوروبا في أعقاب الثورة الفرنسية وظهور نابليون، وصعوده إلى السلطة في حروب مفتوحة،عكرت صفو القارة لمدة ثماني عشر عاما. لم ينظر هيجل،والعديد من معاصريه إلى نابليون على أنه طاغية حرب، بل على أنه تجسيد للحرية السياسية، وكان لهيجل نظام فلسفي هو "الديالكتيك الهيجلي" ويتعلق "بالتطور التاريخي" للحرية والحقوق السياسية، فيرى أن المجموعات هي أشياء تطورت تاريخيا، وفق نهجيين،الأول :دوري،والثاني: تصاعدي، فالصدمات الكونية تتحول في  أيدي الفلاسفة إلى ميتافيزيقيا، تساعد على إعادة التوجيه في خضم الأزمة.

لايُمكن الزعم أنَّ هناك علاقة حتمية صارمة بين الصدمة الجماعية، والفلسفة، ولكن أيضاً لا ننكر أنه كان بإمكان جميع الفلاسفة الخروج بميتافيزيقا مختلفة لاعلاقة لها على الإطلاق بالصدمة الجماعية الخاصة بزمانهم، وأنه ليس هناك قوة غيبية دفعتهم لتقديم رد فعل فلسفي على تلك الأزمات.

 

أكد الكاتب أنه لم يعد ذا مغزى أن نتحدث عما هو يدوي، أو طبيعي، فقد أصبح جوهر الطبيعة تقنيا، ولا مجال للتراجع عن هذه الحالة في العالم؛ مما يتطلب ميتافيزيقا جديدة، يطلق عليها أحادية "الأنثروبوسين" وهي فكرة أن هناك مجالًا واحدًا معقدًا بين الإنسان/ الطبيعة، وتشير إلى حقبة مقترحة يعود تاريخها إلى بداية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض، بما في ذلك، على سبيل المثال، تغير المناخ  الناتج عن النشاط البشري. كما أكد أن دراسة الميتافيزيقا له قيمة ذاتية بعيدا عن الاستخدامات التي تواجه التحديات الاجتماعية، والسياسية، والتاريخية؛ فقد كشف المفكرون العظماء في القانون الغربي عن رؤى رائعة في العقل والتاريخ، ولكن يمكن أن تصبح الأنظمة الميتافيزيقية أكثر جدوى بمجرد أن نربطها بالواقع الاجتماعي. ويسمح لنا ترسيخ هذا الارتباط بتقدير جوانب من نظرة الفيلسوف إلى العالم، والتي ربما تبدو تافهة أو غير قابلة للتصديق في غياب هذا الارتباط، ومن ثم مرة أخرى، اكتشاف أن المفكرين السابقين قد حاولوا إعادة توجيه عوالمهم في مواجهة الأزمة، يمكن أن يجعل هؤلاء المفكرين، وتلك العوالم، تبدو أقل غرابة بالنسبة لنا، مما قد يمنحنا الشجاعة في مواجهة أزماتنا من خلال بناء أواصر الخيال بين البشر عبر القرون.

يقدم الكتاب أساسا ميتافيزيقيا مميزا لعصر أزمة المناخ؛ فإن عالمنا الآن أصبح تكنولوجيا بالكامل، ولم تعد هناك فجوة ملحوظة، أو ذات مغزى بين تكنولوجياتنا وبقية العالم، من الغلاف الجوي إلى الغلاف الحيوي غير البشري إلى أجسامنا. إنه شيء واحد، والفلسفة في أفضل حالاتها نظام يمكن الوصول إليه عالميا، إنها بوابة لأعمق أسئلة الوجود الإنساني الذي يبدأ بالدهشة ويتوج في شكل من أشكال الفهم الذاتي المعزز الذي لا يستطيع أي نمط آخر من أنماط التفكير أن يضاهيه.

أظهر الكاتب رؤية ثاقبة حيث شبه أزمة المناخ  بالصدمات التاريخية الكبرى ذات الأهمية، فكما أدت الاضطرابات التاريخية السابقة إلى نوع من الابتكار الفكري، ظهرت أهمية الفلسفة في هذه الأوقات التي نحياها، وبدت أهمية استخدام الحكمة إزاء القلق بشأن مستقبل الحياة. تُصر الفلسفة ببساطة على التفكير في مثل هذه المشاكل بشكل منهجي وبأكبر قدر ممكن من الدقة المنطقية والوضوح.

 

تفاصيل الكتاب:

العنوان: الفلسفة وأزمة المناخ: كيف يمكن للماضي أن ينقذ الحاضر

المؤلف:  بايرون ويلستون

الناشر:  روتليدج، 2021

أخبار ذات صلة