يوفال نوح هاراري
محمد الشيخ
تتوارد أفكار فيلسوف ومفكر استراتيجي ومؤرخ لكي تستخلص العبرة من القرن العشرين وتشغل بالها بالقرن الواحد والعشرين. ذلك أنَّ القرن العشرين شهد على قدر كبير من تسارع التحولات؛ ما جعل المخضرمين من أهله ومن أهل القرن المُقبل يفكرون في مستقبل البشرية. فأما الفيلسوف، فهو كارل بوبر صاحب كتاب "درس هذا القرن" (1992). وأما المفكر الإستراتيجي، فهو بول كيندي صاحب كتاب "تهييء القرن الواحد والعشرين" (1993). وأما المؤرخ، فهو يوفال نوح هاراري صاحب كتاب: "واحد وعشرون درسا [عِبرة] للقرن الواحد والعشرين (2018)".
والحال أنه أنّى وُجِدَ الإنسان ـ أفي الماضي أم في الحاضر أم في المستقبل ـ كان شغل هاراري الشاغل: من كتابه عن "الإنسان العارف" (2014)، الذي عني بماضي الإنسان الحديث الأول، إلى كتابه عن "الإنسان المتأله" (2016)، الذي اهتم بإنسان المستقبل، فإلى كتابه عن عِبَرِ القرن الواحد والعشرين (2018)، الذي خصه للإنسان الحاضر. والحال أن هذا الكتاب، كما وصفه صاحبه، أشبه شيء يكون بسَفْرة فكرية يتجول بنا مؤلفه في ردهات أسئلة عاجلة ومصيرية.
في تقديمه للكتاب، يبدأ المؤلف بملاحظة أن مشاكل العالم شائكة ومتشابكة، وأن الوضوح فيها، مع ذلك، قليل نادر. وبحسبانه مؤرخا، فإنه يرى أنه يتوجب عليه أن يحرص على الوضوح في طرح القضايا أكثر من أي شيء آخر. ولهذا، يعتبر ما قام به في هذا الكتاب من إيضاح إنما هو ضرب من المساعدة لغير المتخصص على فهم ما يجري، وقد زوده بما اعتبره مفاتيح لفهم عالم معقد. هو ذا رهانه في هذا الكتاب: إِنْ هو نجح في ذلك يكون آنها قد قام بمهمته على الوجه المقبول.
ثم يذكرنا المؤرخ بمسار مؤلفاته: في كتابه عن الإنسان الأول، بمعناه الحديث، كان قد ألقى نظرة مجملة على ماضي البشرية، موضحا كيف أن كائنا حيا بلا قيمة تذكر ـ الإنسان ـ هو من أمسى حاكم كوكب الأرض. وفي كتابه الثاني عن الإنسان المتأله فحص مستقبل الحياة على المدى البعيد، متأملا في كيف يمسي البشر أربابا، وما الذي سيؤول إليه المصير النهائي للذكاء والوعي البشريين. ويرى أنه في هذا الكتاب الماثل أمام أعيننا سوف يركز على "هنا" و"الآن" ـ الحاضر ـ وذلك بالتنبيه على المسائل الجارية اليوم والمستقبل القريب للمجتمعات البشرية. ووجه التخالف بين هذا الكتاب وسابقيه أنه لا يسرد مروية تاريخية، وإنما يستخلص دروسا وعبرا منتقاة. وما كانت الأجوبة التي يقدمها بالأجوبة النهائية، بقدر ما هي مدعاة إلى الاستحثاث على مزيد تفكير. وقد كتب هذا الكتاب أصلا بدءا من أسئلة كان قد وجهها إليه جمهور القراء، فضلا عن الصحافيين والزملاء. وهي أسئلة متعددة المشارب: بعضها في التقنية، وبعضها في الدين، وبعضها في السياسة، وبعضها في الفن ... بعضها يحتفي بالحكمة الإنسانية، وبعضها يقرع الحمقة البشرية. ومدارها بكلها على أمر واحد: ما الذي يحدث في العالم اليوم؟ وما هو المعنى العميق للأحداث الجارية؟ وما الذي يمكن أن نفعله اتجاه الأنباء الكاذبة؟ ولماذا تحيا الديمقراطية الليبرالية اليوم في أزمة؟ وهل ثمة من عودة للرب؟ وهل نحن مقبلون على حرب عالمية؟ وما الحضارة التي هي سائرة إلى أن تهيمن على العالم: ترى، أهي حضارة الغرب أم الصين أم الإسلام؟ وهل على أوروبا أن تترك أبوابها مشرعة للمهاجرين؟ وهل يمكن للقومية أن تحل مشاكل التفاوت والتغير المناخي؟ وما الذي يمكن أن نقوم به إزاء الإرهاب؟
باب التحدي التكنولوجي
الدرس الأول: انقشاع الوهم
تم تعليق نهاية التاريخ إلى أجل آخر
نحن نحيا اليوم لحظة عدمية تتمثل في انقشاع وهم أن الليبرالية هي مستقبل البشرية، دون أن تظهر بدائل مقنعة عنها؛ وذلك بعد أن فقد البشر الإيمان بالمرويات العتيقة، وقبل أن يتبنوا مرويات جديدة. ترى، ما الذي سيأتي بعد؟ أول خطوة تتمثل في الحد من انتشار النبوءات المستشرية، والإعراض عن الفزع والحيرة والتوجس.
الدرس الثاني: الشغل
عندما سوف تكبر قد لا تحصل على وظيفة
أمام تحولات عالم الشغل ـ إذ أمسينا نعيش فعلا في عالم ما بعد الشغل ـ وتذمر الإنسان المعاصر من هذه التحولات التي أنتجت العديد من الضحايا (انعدام المساواة، غياب الحركية الاجتماعية)، و حنقه على الأثرياء الكبار، وفقدانه الأمل في المستقبل؛ يذكرنا المؤلف بأنه كلما تحسنت الأوضاع ازدادت الانتظارات وكبرت معها خيبات الأمل. لكن الأمر الذي يدعو إلى القلق حقا هو انفلات السلطة من يد البشر إلى الخوارزميات (الحساب الآلي)؛ بما سوف يؤدي إلى تدمير ما تبقى من إيمان في المروية الليبرالية، ويفتح المجال أمام بروز ديكتاتورية رقمية وحسابية.
الدرس الثالث: الحرية
المعطيات الكبرى تراقبكم
من شأن الديكتاتورية الرقمية أن تؤدي إلى أمرين: فقدان البشر الحرية، وتنامي عدم المساواة بينهم. والحرية والمساواة هما القيمتان اللتان لطالما دغدغت بهما الليبرالية مشاعر الناس. فعالم خوارزميات المعلومات والمعطيات قد يطفئ جذوة الحرية، كما قد يخلق أكبر المجتمعات تفاوتا ما وُجِدَ لها نظير من قبل. وكل السلطات قد تتركز في يد نخبة قليلة؛ حيث سوف يعاني معظم البشر لا من الاستغلال وإنما من صيرورتهم بلا جدوى، فُضْلَةً لا يصلحون لشيء.
الدرس الرابع: المساواة
من شأن من يملك المعلومة أن يملك المستقبل
من أعظم أسئلة زماننا السياسية التي تطرح التحدي الأكبر سؤال: كيف ننظم امتلاك المعلومة؟ فإِنْ نحن لم نكن نقتدر على الجواب الآن، فإن تضامننا الاجتماعي والسياسي سوف ينهار انهياره. وقد بدأ الناس يشعرون بذلك، وطفقوا يفقدون الثقة في مروية الليبرالية.
باب التحدي السياسي
الدرس الخامس: الجماعة
إنما للبشر أجساد
لقد تفسخت الكثير من الجماعات وتأثرت حياة الجماعة ـ القوم ـ بذلك وفقدت حميمية الجماعة أمام عمومية وهلامية وخلاسية الحشد العمومي (الجماعات المتخيلة، الأمم المتحدة، الأحزاب ...)؛ مما عزز التوحد والانعزال في عالم متشابك. وقد تنامت الجماعات الافتراضية على حساب الواقعية. لكن، يذكرنا المؤلف بأن لنا أجسادا، وأن التكنولوجيات أبعدتنا عنها وعزلتنا عن محيطنا القريب وعن حواسنا ـ بما جعلنا غرباء عن بعضنا البعض ومستلبين. ذلك أن وسائل التكنولوجيا الحديثة ألهتنا عن أجسادنا حتى ما عاد لنا ذوق ولا سمع، وما أمسى الواحد منا يأبه إلى أقرب إنسان إليه. وما كانت هذه الشكوى لتنم عن حنين إلى زمن المعتقدات الجماعية والروابط القومية؛ إذ عاش البشر ملايين السنين من دون أديان ولا قوميات، ويمكنهم أن يعيشوا من دونها، وإنما هو عبرة: لَئِنْ أنت لم تشعر أنك تسكن في جسدك، فلن تشعر أنك تسكن في العالم.
الدرس السادس: الحضارة
لا توجد إلا حضارة واحدة في الدنيا
مهما تكن التغيرات التي تنتظرنا مستقبلا، فإنها لا شك تشي بصراع أخوي داخل حضارة واحدة أكثر مما تشي بصدام بين حضارات غريبة عن بعضها البعض. ذلك أن تحديات القرن الواحد والعشرين سوف تكون تحديات عالمية: تغير المناخ، التحدي التكنولوجي ... إنما واقع الأمر يشهد على التشابك بدل التعازل، وعلى التعالق عوض الاستقلال. ولَئِنْ حَقَّ أن البشرية لا تشكل جماعة منسجة، فإنه يحق أيضا أننا كلنا أعضاء في حضارة واحدة.
الدرس السابع: القومية
من شأن المشاكل الشاملة والعالمية أن تتطلب حلولا كونية لا قومية كلا؛ ما كانت القومية مكونا طبيعيا و أبديا من مكونات نفسية البشر، ولا كانت هي منغرسة في بيولوجيا الإنسان. إنما شأن التعالق أن يحدث بين جماعات صغرى (الأسرة، العشيرة)، وليس شأنه أن يقع بين قوميات كبرى. واليوم، توجد أمام البشر تحديات أكبر من القوم: التحدي النووي، والتحدي الإيكولوجي، والتحدي التكنولوجي ... وكلها تحتاج إلى الكون لا إلى القوم، وتقتضي تظافر جهود العالم لا انعزال الأمم.
الدرس الثامن: الدين
لقد أمسى الرب اليوم يخدم الأمة وليس العكس
للأسف، باتت الأديان التقليدية جزءا من مشكلة البشرية بدل أن تشكل جزءا من حلها. فلا زالت لسلطان الأديان سطوة كبرى على السلطان السياسي. وقد استُغلت الأديان من لدن القوميات استغلالا كبيرا، بما حد من دورها العالمي في مقاومة تهديدات الحرب النووية والانهيار البيئي والتحدي التكنولوجي. هي مشكلات تتطلب حلا شموليا كونيا، بينما أمست القومية والديانة تقسمان الحضارة البشرية إلى فسطاطات متعادية.
الدرس التاسع: الهجرة
يفترض أن بعض الثقافات أفضل من بعض
أكيد خفضت الهجرة من الفوارق الثقافية بين الأمم، لكنها خلقت أيضا عدة مشاكل. والسؤال الجوهري: هل تتم مناقشة مشكلة الهجرة من غير ادعاء أن كل الثقافات تتساوى، أم أنه لابد من ادعاء علو كعب ثقافة على أخرى؟ إنما الموقف الأحق موقف بيني: بين النزعة العنصرية التي تقيم التراتبية بين الثقافات، والنزعة الثقافية التي لا تقيم أي تراتب. ذلك أنه مهما لجأ أصحاب الإحصاء إلى تبني الموقف الثقافي، يبقى أن الأفراد لا يخضعون بالضرورة إلى ثقافاتهم. ولا بد من مناقشة هذا الأمر بأذهان منفتحة وبحدود مفتوحة. وكان مما طم الوادي على القرى الخوف من الإرهاب.
باب اليأس والأمل
الدرس العاشر: الإرهاب
يا هذا، لا تفزع!
أفضل طريقة لمواجهة الإرهاب ما كانت هي التهوين ولا التهويل، وإنما فهمه فهما جيدا والتحرك الخفي ضد شبكات تمويله. ومن ثمة، لابد من المواجهة على ثلاث جبهات: على الحكومة أن تركز على الأعمال السرية ضد الإرهاب، وعلى وسائل الإعلام أن تُخبر من غير أن تتسبب في الهستيريا؛ لأن من شأن ذلك أن يخدم الإرهاب، وعلى الأفراد ألا يتخيلوا التخاييل عن الإرهاب وأن وراء كل شجرة يختفي إرهابي.
الدرس الحادي عشر: الحرب
ليس ينبغي أبدا التهوين من بلاهة البشر
لما هي كانت البلاهة صناعة بشرية مخصوصة، فإن البشر، على مستوى الأفراد كما على مستوى الجماعات، قابلون لأن ينخرطوا في أنشطة لتدمير ذواتهم. إنما البلاهة البشرية إحدى أهم القوى الفاعلة في التاريخ، وذلك على الرغم من التهوين منها. حتى أعقل الحكام قادرون على إتيان أبلد الأفعال. ومع ذلك، علينا أن نتفادى موقفين متطرفين: القول بأنه لا يمكن تفادي الحرب، والإيمان بأن الحرب أمر مستحيل. لا ضمانة على بلاهة. ولربما إحدى العلاجات: التواضع وعدم الانجرار إلى الإحساس بعظمة أمتي وديانتي وثقافتي ...
الدرس الثاني عشر: التواضع
وما كنت، يا هذا، مركز العالم
يميل معظم الناس إلى الاعتقاد بأنهم مركز العالم وبأن ثقافتهم أعلى ما ابتكرته البشرية. وهم يمزجون في ذلك بين جهل التاريخ والنزوع إلى العنصرية. والمطلوب اليوم أن يتشح الناس، في مختلف اعتقاداتهم، برداء التواضع الجماعي بدل الترفع القومي.
الدرس الثالث عشر: الرب
لا تَعْبَثْ يا هذا باسم الرب
ثمة تصور للرب بحسبانه مشرعا للعالم. وذاك هو رب الصليبيين والجهاديين والغزاة وكارهي النساء وباغضي المثليين. لكن، لا ينبغي أن نستخدم اسم "الرب" لتبرير مصالحنا السياسية وطموحاتنا الاقتصادية وكراهاتنا الشخصية بِتِعِلَّة أن الرب يريد ذلك. أَوَ تريد، يا هذا، أن تعلن الحرب على جارك وأن تسرق أرضه؟ دع الرب خارج هذا واعثر لنفسك عن مُسَوِّغٍ.
الدرس الرابع عشر: الدنونة
اعرف ظلك!
ما من عقيدةـ أدينية كانت أم دنيوية ـ إلا ولها ظلها الخفي. ومهما كانت عقيدتك، عليك أن تتعرف على ظلها ـ أي على وجهها المظلم ـ وأن تتفادى الثقة العمياء القائلة: "هذا ليس من فعلنا"، "لا يمكن أن يحصل هذا". وللعلم ـ إذا ما هو قورن بالعقائد ـ على الأقل ميزة: يخاف دائما من ظله، من كوارثه. أما أهل العقائد ـ المتبجحون بنصرة الرب ـ فلا يحسبون لظلهم حسابا.
باب الحقيقة
الدرس الخامس عشر: الجهل
ما الإنسان العاقل بتمام العقل إلا وهم. وما الفرد المستقل بمطلق فرديته إلا خرافة. إنما توجهنا عوالم لا وعي لنا بها، ولسنا نفكر بأنفسنا لأنفسنا. وما نعلمه عن عالمنا إنما هو أقل بكثير مما نجهله عنه. يدعي ذو السلطان أنه يجهل العالم أكثر مما يجهله صاحب الهامش. وعلينا أن نعترف بأننا لا نعرف. أَوَ لم يقل سقراط: الشيء الذي أعلمه تمام العلم هو أنني لا أعلم شيئا؟
الدرس السادس عشر: العدالة
لقد تقادم حِسُّنا بالعدالة تقادم ظرفه الزمني
يعتقد الكثير أن الحس بالعدالة يبقى هو هو عبر الزمن، ولا كما يعتقد. ذلك أننا أبناء عالمنا الذي نحيا فيه. كان الأصل في العالم القديم الجماعة القليلة، لكننا نحيا اليوم في عالم مكون من ملايين الناس من مختلف القارات ... لقد صرنا نواجه مشاكل كونية من دون أن تكون لنا جماعة كونية. وكل قبائل البشر مفتونة بمصالحها الخاصة أكثر مما هي معنية بفهم الحقيقة الشاملة.
الدرس السابع عشر: ما بعد الحقيقة
من شأن بعض الأخبار الكاذبة أن تدوم الدوام
نعتقد أننا نحيا بالفعل في عالم يعج بالأكاذيب ـ عالم ما بعد الحقيقة ـ لكن الدعاية والتضليل الإعلامي ما كانا بالشيء الجديد. إذ بالفعل عاش البشر على وجه الدوام في عالم ما بعد الحقيقة. إنما المسألة تكمن اليوم في كيف نتحقق من الخبر، وكيف نقاوم غسل أدمغتنا الذي يحدث؟ لا بد من التحرك.
الدرس الثامن عشر: الخيال العلمي
ما كان المستقبل هو ما تراه على شاشة السينما
ها قد أمسينا جزءا من اللعبة التي تحاصرنا من كل مكان. فكيف يمكنك أن تنجو بنفسك كما أخرجت الذبابة نفسها من عنق الزجاجة؟ لا تحمل، يا هذا، ما يقع على شاشة سينما الخيال العلمي على محمل الجد، فتخلط بين السينما والواقع، إنما السينما نفسها أمست أمثولة للواقع وليس الأمر بالضد.
باب اندمال الجرح
الدرس التاسع عشر: التربية
التغير وحده ثابت
ترى كيف يمكن، والحال حال ثورات آتية لم تشهد لها البشرية مثيلا من قبل، أن نهيئ أنفسنا وأبناءنا إلى هذا العالم الجديد الذي يشهد على كل هذه التحولات غير المسبوقة وعلى انهيار اليقينيات المعهودة؛ لا سيما وأن التنبؤ بالمستقبل صار اليوم أعقد من أي وقت مضى، وأن الأمر بات يحتاج إلى قدر كبير من المرونة الفكرية والتوازن الوجداني؟ ليس ثمة أهم من القدرة على التكيف مع الأمر المفاجئ غير المعلوم. وهذا ما يفتقد إليه الكثير من المربين. والحال أن لا ثقة في من شب على شيء حتى يُقدر الآخرين على أن يواجهوا عالما آخر.
الدرس العشرون: المعنى
كلا؛ ما كانت الحياة بمروية
لقد سخّفت الليبرالية كل المرويات القديمة وأعلنت أن المروية الجديدة هي أن لا مروية، بل هي ما نصنعه نحن وليس ما صُنع بنا. وما يمكن اليوم تذكره هو حكايات الناس الصغرى لا المروية الكبرى: ما يعانيه الناس في الواقع، وما سوف يكتشفونه في المستقبل. وما كان هذا الجواب نفسه بمروية كبرى من شأنها أن تُروى، ولا ينبغي لها أن تكون كذلك.
الدرس الواحد والعشرون: التأمل
يكفيك فقط أن تتأمل!
هذا أكثر الفصول شخصية، حيث يروي المؤلف مرويته الصغرى. ومؤداه: علينا أن نقتدي بالكثير من علماء الآثار والحيوان؛ وذلك بأن نكتفي بأن نلاحظ وأن نتأمل حتى نفهم لا فحسب عالمنا، وإنما كيف يفكر ذهننا، وعلينا أن نهم بذلك قبل أن تهم به خوارزميات الآلات. ألا يا إنسان هذا الزمان، فلتتأمل في نفسك!
تفاصيل الكتاب:
عنوان الكتاب: واحد وعشرون درسا للقرن الواحد والعشرين
مؤلف الكتاب: يوفال نوح هاراري
دار النشر: سبيغل أند غراو / بانغوين
لغة النشر: الإنجليزية
