أين الله في أزمة كورونا ؟

أين الله في أزمة كورونا.png

جون سي. لينكس

عبدالله بن محمد المحروقي (باحث عُماني)

لا تزال معضلة وجود الشر والألم في العالم أحد أكبر دواعي الإلحاد في العالم الغربي. وقد ألحد بسببها عددٌ من الفلاسفة وعلماء الطبيعة من بينهم هيوم وداروين. ويعايش سكان العالم خلال العام الجاري أزمة جائحة كورونا التي عصفت بدول العالم مطلع العام الفائت. وقد تسببت هذه الأزمة -إلى وقت كتابة هذه الأسطر- في وفاة ما يُقارب أربعة ملايين إنسان، وفقدان ما يقارب 255 مليون شخص لوظائفهم، واتساع طبقة الفقراء والمُعدمين وتلاشي الطبقة الوسطى في كثير من دول العالم. أدى كل ذلك -بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدول لاحتواء الوباء- إلى انتشار الآلام النفسية مثل (الذهان الفصامي واضطرابات المزاج) والاكتئاب وزيادة معدلات الانتحار حسب ما أفاد به الدكتور وليد سرحان (مستشار الطب النفسي) في حوار أجرته معه قناة الجزيرة في الثالث من مارس الماضي. هنا يبرز السؤال الوجودي الذي يُؤرق الكثيرين في الغرب: أين الرب من هذه الجائحة؟ إذا كان الرب موجودا فلم يسمح لمثل هذه الآلام أن تحدث؟ تناول البروفيسور جون سي. لينكس هذه التساؤلات في كتاب صغير الحجم عنون له بـ "Where is God in a Coronavirus World؟"، وحاول أن يجيب عنها من خلال النظرة النصرانية للألم والشر.

 

مؤلف الكتاب هو عالم الرياضيات وفلسفة العلوم جون سي. لينكس، ولد في إيرلندا الشمالية عام 1943م، لأسرة متدينة متسامحة رغم الصراع المذهبي العنيف بين الطوائف المسيحية الذي اشتهرت به إيرلندا الشمالية. درس الرياضيات في جامعة كامبريدج، ويعمل أستاذا للرياضيات بجامعة أكسفورد. عرف عنه دفاعه عن الإيمان في وجه الإلحاد، وله عدد من المناظرات مع أساطين الإلحاد الجديد مثل ريتشارد دوكنز وغيره. أظهر في مناظراته قوة في الحجة ولباقة في الطرح. كما أن له عددا من الكتب في علاقة العلم بالإيمان. أما الكتاب الذي سنتناوله -بعون الله- في الأسطر القادمة فهو كتاب لا يخرج عن مجال الكتب السابقة التي ألفها البروفيسور لينكس والتي تناولت قضايا الإلحاد والإيمان؛ حيث يناقش فيه مشكلة الشر من خلال أنموذج كورونا، والفرق بين الشرور الطبيعية والشرور الأخلاقية، والغرض من وجود الشرور والآلام، وهل يجدي الإلحاد في مواجهة الشرور، ثم يختم كتابه بوجهة النظر النصرانية حول جائحة كورونا.

في الفصل الأول تحدث المؤلف عن الشعور بالضعف حيال الواقع الذي فرضته الجائحة؛ فهو في منتصف العقد الثامن من عمره، محصور في منزله هو وزوجته خلال الأشهر الثمانية الماضية خوفاً من الإصابة بعدوى فيروس لا يُرى بالعين المجردة إلا أنه قد يتسبب في الموت. كما فرضت الجائحة إغلاقا غير مسبوق للمدن والدول بأكملها. مئات الآلاف فقدوا وظائفهم، وما يزيد عن أربعين مليونا أصيبوا بالعدوى، ومات بسبب الفيروس أكثر من مليون إنسان. يصف المؤلف العالم قبل الجائحة بأنه عالم مستقر؛ حيث كان المرء يستطيع توقع ما يحدث في الغد. أما مع الجائحة، فقد تغير الواقع كثيرا وأصبح البشر معرضين بشكل غير مسبوق لقوى خارجة عن السيطرة. كل ذلك أدى إلى الشعور بالضعف والخوف على الصحة على الصعيدين النفسي والجسدي والخوف من فقدان الأحباب والوظائف والمعايش وإمدادات الغذاء والأمان الاقتصادي. ثم يطرح المؤلف سؤالا: في واقع مثل هذا، كيف يمكننا السيطرة على مشاعرنا وتجنب الذعر والهستيريا؟ بعد ذلك شرع في تعداد الأوبئة والأمراض التي عصفت بالعالم أو أجزاء منه من طاعون جالينوس في الفترة (165 – 180م) الذي تفشى في الإمبراطورية الرومانية والذي أودى بحياة 5 ملايين إنسان مرورا بطاعون جستنيان في الفترة (541 – 542 م) وصولا إلى الأوبئة التي تفشت القرن الماضي كالإنفلونزا الإسبانية ثم فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في الفترة (2005 – 2012م) والذي تسبب في وفاة أكثر من 32 مليون إنسان. ومع التقدم العلمي والطبي ظن الناس أن الأوبئة هي أحداث تاريخية حدثت في السابق ولم يتصوروا أنه قد يعصف بالعالم في القرن الحادي والعشرين وباء بهذه الخطورة، وقد تبين الآن خطأ هذا التصور.

في العصور السابقة، كان الناس في وقت انتشار الأوبئة والكوارث يفزعون إلى الكنائس والمعابد؛ إذ كان القادة الوطنيون يدعون الناس للصلاة من أجل زوال الأوبئة وعودة الحياة إلى مجاريها. والآن أصبحت مثل هذه الدعوات من قبل القادة الوطنيين نادرة الحدوث. وقد دعا رئيس المحكمة العليا في جنوب إفريقيا الناس للصلاة إذ قال: "إن دعوتي لجميع الذين يستطيعون الصلاة أن ينظروا إليها على أنها ضرورة مطلقة بدءًا من اليوم". إن أعداد الذين يستحضرون وجود الله أو الذين لديهم هذا البعد الإلهي في حياتهم يتناقص يوماً بعد يوم. ويتساءل البعض في مثل هذه الظروف أين الله؟ هل هو موجود فعلا؟ أين الأمل وما هو مصدره الحقيقي؟  

ثم استهل المؤلف الفصل الثاني باقتباس للصحفي الإيطالي ماتيا فيراريسي إذ يقول: "الماء المقدس ليس معقماً والصلاة ليست لقاحاً، ولكن الدين يمثل بالنسبة للمؤمنين مصدرا للأمل والعلاج الروحي. كما يقدم الدين للمؤمنين الدعم النفسي والعاطفي الذي يعتبر مكونا مهما من مكونات السعادة. وبصورة أعمق، يمثل الدين للمؤمنين المصدر الحقيقي للمعنى. وتدَّعي جميع الأديان تقديم تفسير للوجود بما فيه، خاصة الظروف التي تتسم بالمعاناة والضيق". يرى المؤلف أنه عندما تكون الحياة مستقرة وتحت السيطرة، فإنه من السهل تجاهل الأسئلة الوجودية الكبرى أو الاكتفاء بالإجابات السطحية. ويضيف قائلا: خلال هذه الفترة، يواجهنا فيروس كورونا كل يوم بمشكلة الألم والمعاناة. بالنسبة لمعظمنا، هذه واحدة من أصعب مشاكل الحياة. تجعلنا التجربة بحق، نشك في الإجابات المبسطة والمحاولات السهلة للتصالح معها. ما أريد أن أفعله هنا إذن هو تجنب "الإجابات" السهلة، والتفكير معك، بأمانة قدر المستطاع، من خلال بعض الأفكار التي ساعدتني في التعامل مع القضايا الصعبة المحيطة بالمعاناة والألم.

 

يذكر المؤلف أن الفرق بين كتابه هذا والكتب الأخرى التي تناولت معضلة الشر والألم أن معظم الكتب قد تناولت الشرور الأخلاقية (Moral evil) بينما يتناول هذا الكتاب الشرور الطبيعية (Natural evil). الشرور والآلام تأتي من مصدرين مختلفين، الأول: الكوارث (الشرور) الطبيعية التي لم يتسبب في حدوثها الإنسان (بشكل مباشر) مثل الفيضانات والزلازل والأوبئة. والثاني: الشرور الأخلاقية التي يتسبب في حدوثها الإنسان بشكل مباشر كجرائم القتل والكراهية والاضطهاد. وقد يؤدي أحد هذين النوعين من الشرور إلى حدوث شرور من النوع الآخر، فعلى سبيل المثال قد يؤدي الجشع التجاري إلى الرعي الجائر وإزالة الغابات وبالتالي حدوث التصحر الذي يؤدي بدوره إلى نقض إمدادات الغذاء وظهور أمراض سوء التغذية إضافة إلى مشكلات الاحتباس الحراري. وفي حالة كورونا، يذكر أن المرض انتقل من حيوان بري إلى البشر فيما يعرف "بالسوق الرطبة"، وهي الأسواق التي تباع فيها الحيوانات البرية للاستهلاك البشري. وهناك الآن تراشق للاتهامات حول مصدر الفيروس والجهة المسؤولية عنه. ولكن ذلك لا يهمنا في التعامل مع الأزمة. 

ولكن السؤال: لماذا يوجد الألم؟ وما الذي يفعله الألم؟ يجيب المؤلف بأن أبجديات الطب تخبرنا بأنَّ الألم يلعب دورا مهما في حياتنا. على سبيل المثال، عندما تقرب إصبعك قريبا جدا من النار فإنك ستشعر بالألم، وذلك الألم هو تنبيه على وجود خطر وحينها سوف تبعد إصبعك. ثانيا، الألم عنصر مهم في عملية التدريب البدني، وتتطلب الكثير من الرياضيات بعض التدريب المؤلم لمن أراد أن يبرز فيها. والأمر الثالث، يساعد الألم على بناء الشخصية؛ فالصبر على المعاناة يبني شخصية قوية. قال فيودور دوستويفسكي على لسان شخصيته راسكولنيكوف بأنه لا يستطيع أن يتخيل شخصاً عظيماً لم يعانِ في حياته. ولفهمٍ أفضل لمشكلة وجود الألم، لابد من فهم النظرات المختلفة للكون. وفقا لجيمس ساير، هناك ثلاث عائلات من وجهات النظر للعالم والوجود، الأولى: النظرة التوحيدية التي تتبناها الأديان الإبراهيمية الثلاثة (اليهودية والنصرانية والإسلام)، والثانية هي النظرة الإلحادية وهي على النقيض من النظرة التوحيدية، والثالثة هي النظرة الوجودية والتي تجمع الإله والكون في كيان واحد. إضافة إلى هذه الفئات الثلاث هناك أيضاً الشكاك واللاأدريون. 

هل يمكن أن يقدم الإلحاد شيئا؟ في الفصل الثالث يطرح المؤلف هذا السؤال، ثم يبين أن نظرة الإنسان للعالم تؤثر على كيفية تعامله مع الأزمات. وعلى سبيل المثال استجاب العديد من المؤمنين لزلزال كرايستشيرش في نيوزيلندا بتأكيد إيمانهم بالله من خلال إنشادهم كلمات المزمور 46:

الرب ملجأنا وقوتنا

وعوننا الدائم في كل المصائب 

لن نخاف ولن نخشى... إلى آخر المزمور

ترى بعض الأديان أن الكوارث والشرور هي عقاب من الرب، ويرى بعضهم أن الكوارث والشرور تصيب الناس بسبب عصيانهم للرب. من الصعب ملاحظة أي بصيص للأمل تجاه أزمة كورونا من خلال هذه النظرة حسب رأي المؤلف. ويخبرنا الإنجيل أن الرب أرسل الطاعون على أهل مصر، ولكنه يخبرنا أيضاً أنه لا يعني ذلك بالضرورة أن الكوارث تنزل بسبب عصيان البشر. وخلاصة الأمر، إن الألم في النصرانية قد يكون بسبب العصيان وقد يكون لغير ذلك. ولكن ليس لأحد من الناس أي سلطة للحكم على شخص ما بأنه يعاني بسبب عصيانه. ويحذر المؤلف من الاستماع والتصديق لمن يحكم على أحد من الناس بأنه قد أصيب بسبب عصيانه كما يحذر من تصديق من يقول بأن الرب ليست له علاقة بالجائحة. 

 

بعد هذه المقدمة، يشرع المؤلف في إثبات تناقض الإلحاد وعدم جدواه في مواجهة الأزمات وخاصة أزمة معضلة الشر. الإلحاد لا يؤمن بوجود معاني الخير والشر، وإنما يؤمن بالصدفة العمياء والقدرية الجبرية، أي أن الإنسان يتصرف حسب ما تمليه عليه جيناته. يقول الملحد الشهير دوكنز: "ليس ثمة تصميم ولا هدف ولا شر ولا خير ولا شيء سوى اللامبالاة العمياء والقاسية. الحمض النووي لا يعرف ولا يهتم. هناك الحمض النووي فقط ونحن نرقص على إيقاع موسيقاه." يصف المؤلف هذه العبارة بأنها استجابة دوغمائية لمشكلة الشر. فإذا كان ليس ثمة خير ولا شر فكيف نصف أزمة كورونا بأنها شر! وفي النظرة الإلحادية، أزمة كورونا ما هي إلا الذرات العمياء تحاول ترتيب نفسها بطريقة لا معنى لها (غير غائية). وعند إسقاط النظرة الإلحادية على الواقع، فإنه لا يصح أن نسمي جرائم الإبادة التي وقعت في رواندا وكمبوديا أو جرائم ستالين وهتلر وماو بأنها شرور، وإنما هي فقط عمل بمقتضى الجينات وما تملي به، وهذه النظرة هي إعادة إنتاج للقدرية الجبرية في صورة علمية. 

ولكن ماذا عن السؤال الذي طرحه المؤلف في عنوان الكتاب؟ خصص المؤلف الفصول الثلاثة الأخيرة للإجابة عن هذا السؤال. في الفصل الرابع، يقول المؤلف: إن الذين يريدون كونا بلا شرور يردون كونا خالياً من البشر؛ فالشر جزء لا يتجزأ من تكوين أي إنسان. أراد الإله للبشر أن يكونوا أحرارا؛ لذلك أوجد الخير والشر ليمكنهم من حرية الاختيار بينهما، وإلا فإن الله كان قادرا على أن يخلق بدلاً من البشر روبوتات مبرمجة على الخير فقط، فاقدة لحرية الاختيار. ولكن اقتضت مشيئة الإله أن يجعل البشر أحرارا وهذه واحدة من أعظم الهبات التي وهبها الإله للبشر. ثم يمضي في ذكر التفسير النصراني لوجود الشر وهو معصية آدم عليه السلام؛ حيث إن الإله أرسل لعنته إلى الأرض بسبب معصية آدم، وجاء في سفر التكوين: "ملعونةٌ الأرض بسببك (آدم)"، وقد أدت هذه اللعنة إلى تعطل نظام الطبيعة ودخول الشر إليها، ليس بسبب خطأ وقعت فيه الطبيعة وإنما المسؤول عن ذلك هو الإنسان. وبالرجوع إلى التاريخ، نرى أنه حدثت خطوات مذهلة في تنمية الأرض واستغلال مواردها. ومع ذلك، فإن النجاح لم يكتمل أبدًا: شاهد العديد من الحضارات التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام، ولكنها اندثرت وصارت أثرا بعد عين. مرارًا وتكرارًا، أعاقت الطبيعة تقدم الإنسان بالأشواك والآفات والأوبئة والجفاف والمجاعات والزلازل والبراكين، وغيرها - وكلها مقترنة بالقوى المدمرة التي أطلقتها الأنانية والجشع والفساد الأخلاقي. هنا يقول المؤلف أن أصل الشرور هو الإنسان نفسه. ثم يمضي في الفصل الخامس في إثبات محبة الإله لمخلوقاته وفقا للعقيدة النصرانية. فعيسى حسب العقيدة النصرانية يمثل تجسد الإله. وعليه فإن صلب عيسى "الإله" يعتبر مشاركة من قبل الإله لمعاناة البشر. فهو لم يعزل نفسه عن البشر ومعاناتهم وإنما شاركهم الألم والمعاناة بصلبه قرب مدينة القدس. وختم كتابه بنصائح عن الكيفية التي ينبغي أن يتعامل بها الفرد النصراني مع جائحة كورونا ونلخصها في الآتي: اتباع الإرشادات الطبية، محبة الجار، والدعاء للقادة وذكر الدار الآخرة.

 

ختاما، هناك بعض التشابه بين العقيدة النصرانية وبين الإسلام في اعتبار أن المعاصي قد تتسبب في حدوث الكوارث. جاء في تفسير ابن كثير لقول الله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}: مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم (انتهى). في الجانب الآخر تكلف الكاتب في تفسير صلب المسيح بأنه مشاركة من قبل الرب في المعاناة الإنسانية، وذلك منافٍ للقدرة والسلطان المطلقين الذين يعتبران من الصفات الواجبة في حق الله عز وجل. كما أن تعليله لوجود الشر باللعنة التي أصابت الأرض بسبب معصية آدم غير مقبول أيضا لمنافاته للعدالة الإلهية التي تقضي بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى. والتفسير الإسلامي لوجود الشر أبسط وأكثر إقناعًا، يقول الله تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وبمجرد الإيمان بأن الدنيا دار ابتلاء واختبار يسقط اعتبار وجود الشر مشكلة. ولقد لاحظ عدد من المستشرقين والمؤرخين الغرب وضوح العقيدة الإسلامية وعدم ترددها، منهم أدريان رولاند وول ديوارنت وغيرهما. وأسلم عالم الرياضيات جيفري لانج بعد أن ألحد بسبب مشكلة الشر.

مما يميز الكتاب أنه يجمع بين الحجج العقلية والأسلوب العاطفي الوعظي الذي يظهر إيمانه العميق بالعقيدة النصرانية. كما أنه تحسب للكاتب قدرته على مخاطبة كافة مستويات القراء وتبسيط القضايا المعقدة بلغة واضحة لا تحتاج إلى عناء في فهمها.   



معلومات الكتاب

اسم الكتاب باللغة الإنجليزية: Where is God in a coronavirus world?

اسم المؤلف: جون سي. لينكس John C. Lennox

عدد الصفحات: 65 صفحة

سنة النشر: 2020م

الناشر: The Good Book Company

أخبار ذات صلة