إيميليو بلاتي
التجاني بولعوالي (أكاديمي في جامعة لوفان في بلجيكا)
يُعتبر إيميليو بلاتي أحد أعمدة الدراسات اللاهوتية والإسلامولوجية المعاصرة سواء في أوروبا لكونه إيطالي الأصل وبلجيكي التربية والإقامة والجنسية أو في العالم العربي لاعتباره عضوًا مهمًا في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان بالقاهرة. بعد سلسلة من البحوث والكتب المُثيرة حول الإسلام مثل: "هل الإسلام عدو بطبعه؟"، "هل الإسلام غريب؟"، "الإسلاموية" وغيرها، يُصدر كتابًا جديدًا تحت عنوان: "إعادة اكتشاف القرآن"، الذي نعقد له هذه المُراجعة.
ينطلق بلاتي في اشتغاله بالقرآن من السؤال البحثي: كيف نشأ وتأسس نص القرآن العربي كما وصل إلينا اليوم؟ وهو يعتمد في تناوله مُقاربة تاريخية ترتكز على جانبين:
أحدهما الجانب التاريخي للمسألة وهو نتيجة للبحث وإعادة الاكتشاف الحديث لمجموعة من المنقوشات الحجرية التي تم العثور عليها في مختلف مناطق شبه الجزيرة العربية. ويظهر من خلالها مدى التأثير الكتابي: اليهودي، ثم لاحقًا المسيحي في نشوء الكتابة العربية منذ القرن السادس للميلاد.
والجانب الآخر يتعلق بالنسخة الرسمية للقرآن، وبالتحديد الطبعة المصرية التي ظهرت عام 1924، حيث التمييز بين السور التي نزلت في مكة والسور التي نزلت في المدينة. لكن ظهر عكس ذلك في نسخ متأخرة من النص القرآني نفسه، وهو أن بعض الآيات التي اعتبرت مدنية في البداية تم لاحقًا إدراجها في سور مكية، ما يعني أن النص القرآني خضع إلى تعديل ما. وعلاوة عن ذلك، فإن العلماء المسلمين القدامى أنفسهم لم يكونوا على علم يقيني بالترتيب الذي نزلت عليه الآيات القرآنية.
وقد توزع الكتاب على مقدمة وخمسة فصول تم فيها مناقشة قضايا: خط القرآن الحجازي، انشقاق عقيدة التوحيد، محمد واعتناق الحنيفية، من الدعوة إلى التدوين، قرآن آخر، بالإضافة إلى خاتمة بأهم خلاصات البحث.
خط القرآن الحجازي
يعتمد الكاتب على أقدم الآثار التي سُجل فيها القرآن لاستيعاب حقيقة النص القرآني العربي الذي بين أيدينا اليوم، ويشير إلى المخطوطة المحفوظة في مكتبة جامعة برمينغهام التي أثبت الفحص الكربوني أنها تعود إلى ما بين 568 و645. وهذا ما يُثير مسألتين: إحداهما أن هذا التاريخ يرجع إلى ما قبل ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والأخرى أن هذا الاكتشاف العلمي يُفنّد الرؤية الاستشراقية السائدة التي تقول بأن النص العربي الأصلي تمَّ تدوينه في القرن الثامن. لكن هذا اللبس والتعارض سوف يتبدد، عندما تأكد أن تاريخ الورق نفسه هو الذي يعود إلى ما قبل ولادة النبي، وليس الكتابة المخطوطة عليه، ويُحتمل أنه تمَّ اغتنامه أثناء حروب المسلمين ضد البيزنطيين، فاستعمل لاحقاً لكتابة القرآن عليه. ثم إن هذه المخطوطة كتبت بالخط الحجازي الأقدم من الكوفي، ويتعلق الأمر بالآيات 91-98 من سورة مريم، والآيات الأولى من سورة طه (1-13). وبعد مقارنة هذه الآيات الأقدم حفظًا من غيرها تبين أنها تتطابق ومثيلاتها في النص العربي الذي يعتمده المسلمون اليوم.
ويعتقد بلاتي أن هذه المخطوطة كشفت على مختلف الحيثيات المتعلقة بتاريخ القرآن التي كانت غائبة عنَّا فيما قبل. فهي تتضمن النص العربي نفسه الذي نصادفه اليوم في كل مكان من العالم، حيث احترام ترتيب السور المعهود. ثم إن المحتوى الكتابي يحضر فيه بشكل لافت (قصة موسى، الرحمن، طوا)، وهذا يعني أنَّ هذه المخطوطة الواحدة تظهر إلى أي حد انغمس القرآن بشكل كبير في عالم الكتاب المقدس، وأن المتلقين لقراءة محمد "الشعرية" لهذه التلميحات يجدونه أمرا بديهيا.
انشقاق عقيدة التوحيد
ينفي الكاتب كون شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك مكة، كانت في الغالب وثنية الاعتقاد، مؤكداً أنَّ المنطقة تعرضت لتأثير مسيحي مبكر سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق، كما أن اليمن شهد حضورا يهوديا قويا، ويحتمل أن "اليهود المسيحيين" مارسوا تأثيرًا على القرآن. وهناك من الباحثين من ينفي خضوع ظهور الإسلام بهذا التأثير الكتابي، مثل كيلوم ديو، وستيفن شخوماكر. لكن الكاتب يشدد على تعرض القرآن لتأثير الكتاب المقدس، فالقرآن نفسه يقول إنه استمرارية للرسل الكتابيين السابقين، وإن كان خطابه موجهاً باللغة العربية، بل وإن كان سياق ظهوره أيضاً يوحي بأنه يحمل رسالة جديدة لوثنيي شبه الجزيرة العربية.
ثم إنَّ مكة، رغم وثنية أهلها، لم تكن معزولة عن العالم المجاور لها الذي كانت تهيمن فيه النصرانية واليهودية. ويعزز الكاتب هذه الفرضية بمعطيات مختلفة. أولها أنه أثناء امتداد مملكة حمير انطلاقاً من اليمن نحو الشمال في القرن الرابع، كان يحصل نوع من التحول الديني البطيء من الهينوثية (الإيمان بإله واحد دون إنكار الآلهة الأخرى)، إلى هيمنة الإله الواحد على حساب الآلهة الدنيا، ثم إلى التوحيدية المجهولة، أي المنفصلة عن المؤسسة الدينية البيزنطية، الفارسية، والإثيونية. وثانيها أنه بعدئذ، سوف يكتمل تطور الوحدانية في حمير حوالي 380 ميلادية، نتيجة اعتماد أحد الملوك اليمنيين (يوهيمن) التوحيدية اليهودية التي امتد نفوذها إلى الشمال. وثالثها أنه منذ نهاية القرن الخامس سوف يصعد نجم النصارى في حمير، وقد عثر في منطقة نجران التابعة لها في 2014 على مئات الصلبان في الصخور. وقد كانت هذه المملكة النصرانية موالية للإمبراطورية الإثيوبية. لكنها سرعان ما تعرضت لحركة يهودية بزعامة الأمير ذو نواس الذي تمكن من الانقضاض على مدينة نجران، ومواجهة التأثير المسيحي. وآخرها أن رد فعل ملك أكسوم النجاشي كلاب كان سريعا على الامتداد اليهودي، حيث تمكن من فتح منطقة حمير كلها، والقضاء على الأمير اليهودي ذو نواس.
وتجدر الإشارة، بالإضافة إلى ذلك، إلى محاولة أبرهة تدمير مكة. وإن كان المستشرقون النصارى يشككون في صحة قصة الفيل، فإن يوليان روبين يُثبت تلك الواقعة اعتمادا على الشعر الجاهلي الذي تضمن قصة الفيل.
محمد واعتناق الحنيفية
يرى بلاتي أنَّ الآيات الأخيرة من سورة الأعلى ذات أهمية كبيرة، لأنها تكشف عن أن ما ينقله النبي محمد، إنما هو نفسه ما تضمنته كتب الوحي السابقة التي نزلت على إبراهيم وعيسى. وهذا يعني أن محمداً ينتظم في التاريخ الكتابي الموسع. كما توجد أدلة كثيرة في حياته تثبت أنه التقى عددا من أتباع اليهودية والنصرانية. ثم إنه كما سبقت الإشارة امتدت التوحيدية اليهودية منذ القدم انطلاقا من مملكة حمير نحو واحات الشمال، حيث استقر اليهود بعد طردهم من فلسطين. لذلك، فإنه عندما نتفحص مختلف الشواهد والشهادات المتعلقة ببداية ظهور القرآن، يبدو أن الأمر يتعلق باعتناق محمد للديانة التوحيدية كما أرساها إبراهيم وموسى، وليس من الصدفة ذكرهما في سورة الأعلى. بل إن صورة الإله التي فرضها محمد تختلف جذرياً عما يعتقده أهل بلده المكيون، الذين ظلوا متمسكين بالوثنية القديمة.
من هذا المنطلق، كما يستجلي بلاتي، سوف يلاحظ القاريء إلى أي مدى كان الإسلام أقرب في بداية ظهور القرآن إلى اليهودية والنصرانية، اللتين كان يُنظر إليهما بكونهما التوحيدية القديمة والأصلية التي جاء بها إبراهيم وموسى. لكن الأمور سوف تنقلب رأساً على عقب، عندما اصطدم محمد بالرفض اليهودي الجذري في المدينة لاعتماد رسالة الله المتضمنة في كتاب القرآن العربي من جهة. وعندما اعتبر القرآن بنوة عيسى لله أمراً غير ممكن منتصرًا لتوحيدية الإسلام المطلقة من جهة ثانية.
من الدعوة إلى التدوين
يؤكد اللاهوتي إيميليو بلاتي أن كل نسخ القرآن التي نطلع عليها اليوم مُتماثلة، مع تنويعات جد طفيفة. كل من يستمع إلى القرآن سواء في القاهرة أو أمستردام أو مانيلا، يسمع بلا شك النص نفسه، حتى ولو كان القاريء سنياً أو شيعياً. وأكثر من ذلك، فإن النص القرآني المتداول اليوم هو نفسه الذي تم جمعه من طرف الخليفة الثالث عُثمان بن عفان، بل ويتطابق مع أقدم مخطوطة قرآنية مكتوبة بالخط الحجازي القديم حسب الفحص الكربوني في جامعة برمينغهام.
ومع ذلك، فإنَّ الكاتب يخوض في قضايا أخرى قلما كانت محطّ اهتمام البحث الاستشراقي التقليدي. لكن أولا ما يبعث على الاستغراب هو أنه يشير إلى أن كتاب المصاحف لابن أبي داود السيجيستاني يتحدث عن أخطاء نحوية وقعت في القرآن، وأنها ما زالت موجودة في النص القرآني الحالي. ويستدل بحديث تقول فيه عائشة رضي الله عنها أن هذه الأخطاء ارتكبها النسّاخ أثناء كتابة النص الأصلي للقرآن. وقد كتبت المصاحف المستعملة اليوم على أساس المصادر الإسلامية التي ترجع إلى النص الأصلي نفسه الذي تركت فيه الاختلافات الطفيفة للقراءات. بل حتى الأخطاء النحوية تم تمريرها من طرف النساخ المتأخرين!
ولعل أهم إشكالية يثيرها بلاتي بخصوص جمع القرآن في عهد الخليفة عثمان تتعلق بالمواد التي استند إليها هذا الجمع في ما يصطلح عليه المصحف العثماني. ماذا عن مصير المواد التي سجل فيها الصحابة ما سمعوه مباشرة من النبي محمد؟ وهل بقي منها شيء إلى حد اليوم؟
قرآن آخر
يثير الكاتب في هذا الفصل ما يعرف بمخطوطات مسجد صنعاء التي تم اكتشافها أثناء إعادة بناء المسجد عام 1972، وهي تتكون من حوالي اثنتي عشرة مخطوطة كُتب أغلبها بالخط الحجازي. ومن خلال دراسة النص الأصلي المعقد للمخطوطة المرقمة بـ DAM 01-27.1 يظهر أنها تختلف في بعض الأمور عن المصحف العثماني المعروف، وأن النص الأصلي الذي يؤرخ بمنتصف القرن السابع لا علاقة له بالنص العثماني. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن ترتيب السور لا يتطابق مع الترتيب المعتمد في النص التقليدي للقرآن. واللافت للنظر أيضاً أنه عند آخر بعض السور تثبت عبارة تشير إلى أنها نهاية السورة. وقد ذكر هذه الملاحظة ابن أبي داود السجيستاني في "كتاب المصاحف" السابق ذكره، الذي يمكن اعتباره أهم مصدر عربي يؤسس عليه بلاتي مقاربته للقرآن.
وبعد تحليل المخطوطات القديمة ومنها مخطوطة مسجد صنعاء يخلص فرانسوا ديروشي إلى أنه يُحتمل أن جمع السور تم استكماله قبل وفاة النبي محمد في 632، لكن ترتيب السور بقي غير مكتمل. ويعتقد بلاتي أن من شأن هذه الرؤية أن تقوّض الأطروحة المخالفة التي ترى أن جمع القرآن امتد إلى القرن الثامن وأواخر حكم الخليفة عبد الملك بن مروان (685-705).
ومع ذلك، فإنه يتشبث بكون النص الأصلي للقرآن خضع للتشذيب والتعديل، لأن القارئ يشعر عندما يقرأ بعض السور أنها تتضمن مطبّات تقطع وتخترق محتوى السورة. لذلك، هناك انطباع بأن نص السور غير محكم ومتماسك مثل القصيدة الشعرية. وقد ظهر جليا أن النص القرآني خضع للتعديل نتيجة إضافة الآيات المدنية إلى السور المكية وتنويع استعمال العبارات القرآنية بشكل متبادل. ويُعضّد الكاتب وجهة نظره هذه برأي ميشيل كويبرس الذي يفسر إعادة تركيب السور بالميل إلى تكييفها مع "البلاغة السامية"، بكونها بلاغة تميز الشعر السامي وتمنحه بنية معينة. ويجزم بلاتي بأن النبي محمد، حسب ما تثبته المصادر الإسلامية، أنه قام أثناء المرحلة النبوية بإعادة مراجعة النص القرآني وتعديله بتعاون مع كتاب القرآن وصحابة آخرين. وهذا يدل على أن قصة جمع القرآن لم تكتمل بعد. إن الأمر يقتضي القيام بدراسة وتحرير لاسيما لمخطوطة مسجد صنعاء المشار إليها آنفا.
إن ما يسترعي النظر في هذا الكتاب الذي سعى من خلاله اللاهوتي إيميليو بلاتي إلى إعادة اكتشاف القرآن، أنه يطرح فرضيتين جوهريتين، بالإضافة إلى فرضيات جانبية، يحاول إثباتهما عبر مختلف الحجج التاريخية والعقلية، وهما: التأثير الكتابي على النبي وتعديل النص القرآني.
فيما يتعلق بالفرضية الأولى، يجزم الكاتب في إحدى خلاصاته بأن القرآن الإسلامي ذو طابع يهودي- مسيحي. وليس من الخطأ إذن أن يوصف الإسلام بأنه دين "كتابي" بعد اليهودية والنصرانية. وإن كانت هناك اختلافات عميقة بين هذه الأديان الثلاثة في العقائد والعبادات. إنه يستحيل استيعاب النصوص الأساسية للإسلام وفهمها دون معرفة الكتاب المقدس. وبعد كل ذلك، سوف يتأكد بجلاء تام أن الإسلام ذو خلفية كتابية تتجذر في الثقافة اليهودية والمسيحية، التي كانت مهيمنة أثناء القرون الأخيرة قبل ظهور الإسلام.
وبالجزم نفسه، يشدد الكاتب على أن النص العربي الرسمي للقرآن الذي يوجد الآن في كل مكان، إنما هو ثمرة سلسلة من التعديلات والتصويبات. ولا يتعلق الأمر بتشكيل القرآن فقط، بل بتدخل جذري للخليفة الثالث عثمان بن عفان في النص الأصلي الذي عدله ليُعتمد النسخة الموحدة فيما بعد. بل ويَعتبر أن سور القرآن خضعت لتعديل عندما كان النبي حيا، حيث قام بتصويب الأجزاء التي كان قد سبق له أن أعلن عنها، ربما مع بعض تلامذته لاحقا. وقد كانت السور مستقلة عن بعضها البعض دون أي ترتيب. وتتمثل تعديلات النبي مثلا في إلغاء "الآيات الشيطانية" المعروفة بقصة الغرانيق، وفي الاستعمال المتبادل لبعض العبارات القرآنية دون أي مشكلة مثل: "غفور رحيم" و"عزيز حكيم".
وتجدر الإشارة أيضاً إلى اختلاف القراءات التي أولى لها الكاتب أهمية كبيرة في مقاربته للقرآن الكريم، فاستجلى أن تعدد القراءات مسّ محتوى السور جراء النقص في الكتابة المعتمدة، بالإضافة إلى بعض الجوانب البنيوية كالنطق والترتيب.
الخلاصة مما سبق، إن "إعادة اكتشاف القرآن" التي عقد لها اللاهوتي إيميلبو بلاتي هذا الكتاب المثير لا تخرج عن دائرة الدراسات الاستشراقية سواء التقليدية أو المعاصرة التي اشتغلت بالقرآن الكريم، لذلك لا يمكن استيعابها إلا ضمن منطلقات هذا الفكر ومحدداته المنهجية والابستيمولوجية، التي تدرس القرآن من خارج سياقه التاريخي واللاهوتي واللساني دون اكتراث بالمسلمات الداخلية التي تضبط التعامل معه، فهي لا تتعاطى مع القرآن بكونه نصا موحى من الله، كما تُجمع على ذلك الأمة المسلمة؛ أفرادا وجماعات وعلماء، بل تنظر إليه بكونه كتابا عاديا من تأليف النبي محمد وتعديل الصحابة إلى أن أصبح على ما هو عليه اليوم. ثم يغيب الجانب الإعجازي تماما في دراسة النص القرآني، فيُفسّر كل اختلاف لغوي فيه على أنه خطأ نحوي أو لغوي. وأكثر من ذلك كله، ليس القرآن إلا إعادة إنتاج إنساني بلسان عربي لما تضمنته الكتب السماوية السابقة اليهودية والنصرانية. وهذا ما انعكس بشكل جلي في مقاربة اللاهوتي إيميلبو بلاتي النقدية التاريخية التي، في الحقيقة، لم تعد اكتشاق القرآن، بقدر ما حاولت تأكيد جملة من الخلاصات الاستشراقية القديمة والحديثة.
معلومات الكتاب:
الكتاب: إعادة اكتشاف القرآن
المؤلف: إيميليو بلاتي
الناشر: أفيربود، بلجيكا
تاريخ النشر: 2021، باللغة الهولندية
عدد الصفحات: 112
