دانييل دينيت وجريج كاروسو
محمد الشيخ
يميل الكثيرون إلى الاعتقاد بأنَّ موضوع الإرادة الحرة ـ أو حرية الإرادة ـ ومسؤوليتنا عن أفعالنا ـ أو بلغة قدماء المُتكلمين: التسيير والتخيير ـ إنما هو موضوع قديم ما عاد موجودا اللهم إلا في المتون الكلامية والفلسفية البالية. ولا كما اعتقدوا. ذلك أن سوق التأليف الفلسفي، فضلاً عن اللاهوتي، نافقة في هذا الموضوع، وما تفتأ الكتب تصدر فيه بالعشرات. على أنه قد تجدد النظر في هذا الموضوع، وما بقي موضوعاً لاهوتياً صرفاً، وإنما بات موضوعا حقوقيا واجتماعيا وسياسيا. وما مكث المعاصرون يجترون فيه حجج الأقدمين، بل تجدد فيه مجال النقاش سواء من حيث الحقل المعرفي الذي أمسى يمده بحججه: علوم المعرفة، علوم الأعصاب، العلوم الاجتماعية ... أو من حيث نحت واشتقاق اصطلاحات جديدة للتعبير عن أموره؛ بحيث صرنا أمام "النزعة المواءمية" Compatibilism والنزعة المضادة لها Anticompatibilism و"النزعة الحُرَّانية" Libertarianism و"نزعة التشكيك في الإرادة الحرة" Free will skepticism و"النزعة الجبرية أو الحتمية الصلبة" Hard determinism ونقيضتها الرخوة و"نزعة عدم المواءمة الصلبة" Hard incompatibilism وضديدتها و"البخت الصلب" Hard luck ...
وما كان الكتاب الذي بين أيدينا ببدع من هذا. وأولى مزاياه، أنه يلخص ويجدد النقاش في هذا الموضوع القديم/الجديد من حيث طرائق تناوله المُعاصرة. وثاني مزاياه أنه يجمع بين فيلسوفين كبيرين من فلاسفة عصرنا: الفيلسوف الأمريكي الشهير دانييل دينيت (1942- ) مدير مركز علوم المعرفة وأستاذ الفلسفة بجامعة توفتس، والذي اشتهر بنقده لمفهومي "الذات المفكرة" و"الذاتية"، وهو حاصل على جائزتين مهمتين من الناحية الأكاديمية: جائزة ريتشارد داوكينس (2008) وجائزة إرازموس (2012)، وصاحب كتابات شهيرة عن الوعي والذهن. ويعتبر من أشد المدافعين عن الفكرة التواؤمية القائلة بإمكان الملاءمة بين القول بالحتمية والقول بحرية الإرادة. والفيلسوف الأمريكي أيضا جريج كاروسو، أستاذ الفلسفة بجامعة ساني وأستاذ زائر بجامعة ماكواري، صاحب كتاب "استكشاف وهم حرية الإرادة والمسؤولية المعنوية" (2013) و"حرية الإرادة والوعي" (2017)، ويعد من أشهر المشككين في حرية الإرادة القائلين بأن ما نحن إياه وما نقوم به إنما يبقى، في نهاية المطاف، رهن عوامل تنفلت من تحكمنا، ومن هذه الجهة لسنا مسؤولين معنويا وأخلاقيا أبدا عن أفعالنا بالمعنى الجزائي الخالص؛ أي بمعنى أن نستحق عنها الثواب أو العقاب. وثالث مزايا الكتاب أنه يجمع بين الوضوح وسهولة التناول، من جهة، و بين العمق والدقة، من جهة ثانية. ومن ثمة، فإنه يمكن أن يُعَدَّ هذا الكتاب، بما تضمنه من أحاديث شيقة وقوية عن حرية الإرادة والمسؤولية والجزاء، من أفضل المداخل إلى الموضوع ومن أشملها تعريفا بمختلف المواقف الجدلية من حرية الإرادة ومترتباتها وعوالقها وتوابعها. وغير خاف ما لمشكلة الإرادة الحرة من آثار واقعية على الأقل على أمور ثلاثة: على فهمنا لذواتنا، وعلى علاقتنا بأغيارنا، وعلى الممارسات القانونية والخلقية. ودعوى أننا نملك إرادة حرة تختفي خلف تسويغ الكثير من مواقفنا وأحكامنا اليومية. إذ نعتبر أنه عندما يتصرف الناس بوفق إرادتهم الحرة يستحقون أن يُمدحوا أو يُلاموا، وأن يُثابوا أو يُعاقبوا عن أفعالهم بما أنهم مسؤولون معنويا ـ أخلاقيا ـ عما أتوه. والقانون الجنائي قائم على هذه الدعوى. لكن، هل حقا توجد إرادة حرة؟ وماذا لو ما كان أحد أبدا حرا ومسؤولا عن أفعاله المسؤولية المعنوية الأخلاقية؟ وما الذي سوف يعنيه هذا بالقياس إلى المجتمع والأخلاق والمعنى والقانون؟ وهل يمكن للمجتمع أن يشتغل بلا إيمان بالإرادة الحرة؟ ورابع مزايا الكتاب أنه ما كان موجها لأهل الفلسفة خصيصا، وإنما هو، بحكم أن موضوعه شأن يومي، يهم المتخصص ـ عالم النفس، عالم الاجتماع، عالم المعرفة، رجل القانون ... ـ وغير المتخصص من المهتمين بمواضيع الإرادة والحرية والمسؤولية والجزاء ... وخامس مزايا الكتاب أنه قد يقنع القارئ بأن من شأن الفلسفة ألا تمارس وفق صيغة المفرد ـ الفيلسوف المعتكف المتوحد ـ وإنما بصيغة المشاطرة والمشاركة مع شريك مكافئ مناقض.
حكاية الكتاب
في البدء كان اللقاء الأول بين الفيلسوفين في شهر مايو من عام 2018 ببيروت، حيث التقى الاثنان وأمضيا أمسية أنس تبادلا فيها وجهات نظرهما في أمر الإرادة الحرة، وذلك على هامش مؤتمر دولي في علم النفس الأخلاقي استضافته الجامعة الأمريكية. وقد تواصل الاتصال بين الرجلين بعد هذا المؤتمر، وقررا معا إخراج خلافهما إلى جمهور القراء في صورة محادثة أو مناظرة، أثمرت عن منشور في مجلة إيون في 7 أكتوبر 2018 تحت عنوان: "الجزاء المستحق: هل يمكن أن نتحمل المسؤولية المعنوية عن أفعالنا؟" وكان جواب دانييل دينيت : أجل، وكان جواب جريج كاروسو: لا. ثم ما لبث أن اتصل بهما ناشر دار "بولتي بوكس" ملتمسا منهما مواصلة محادثتهما وتوسيعها إلى كتاب. وهو ما وافق عليه المؤلفان خصوصا وأنهما ـ كما يشهدان على ذلك في تقديم كتابهما ـ يكنان الاحترام المتبادل إلى بعضهما البعض، ويعتقدان أنه سوف تكون ذات فائدة عظمى مواصلة المحادثة بينهما. وكانت الثمرة هذا الكتاب.
بنية الكتاب
يتكون هذا الكتاب من كلمة افتتاحية كتبها الفيلسوف الهولندي ديريك بيريبوم (1957- )، وهو أحد الفلاسفة الهولنديين المتخصصين في موضوع حرية الإرادة والمسؤولية المعنوية وفلسفة الذهن وفلسفة الدين، وصاحب كتاب: "العيش بلا إرادة حرة" (2001)، يعقبه تقديم للمؤلفين عن ظروف تأليف الكتاب؛ فمدخل تعريفي بفلسفة حرية الإرادة ومذاهبها المعاصرة كتبه جريج كاروسو. وتجري المحادثة بين الفيلسوفين في ثلاث جولات: تدور الجولة الأولى على حرية الإرادة والمسؤولية المعنوية أو الأخلاقية، وقد تعلق النقاش فيها بمسألة الجبرية أو الحتمية. وتنصب الجولة الثانية كلها على فحص الحجج والحجج المضادة: الحجج على التشكيك في الإرادة الحرة، والحجج على التوجيه والتلاعب بالإرادة، والحجج على عاذرة أو ماحلة الجبرية، والحجج على مسألة البخت. وتتعلق الجولة الثالثة بتطبيقات عملية لهذه المواقف في شأن الصحة العمومية والعقاب والجزاء ... وفي خاتمة الكتاب يوجد مسرد بالمصادر والمراجع المتعلقة بالموضوع، وكشاف بالاصطلاحات والأعلام.
نظريات الإرادة الحرة
يمكن تقسيم نظريات حرية الإرادة إلى فئتين: فئة نظريات أولئك الذين يؤمنون بدعوى أنَّ الكائنات البشرية تمتلك إرادة حرة، وفئة أولئك الذين يشككون في ذلك. فأما الأوائل، فيشملون "التصور الحُرَّاني" و"التصور المُلائمي" للإرادة الحرة، وكلاهما يدافع عن دعوى أن لنا إرادة حرة، لكنهما يختلفان في طبيعتها وحيثياتها. والثواني إما يرتابون في أمر الإرادة الحرة أو ينكرونها. ويقر الحرانيون بأنه لئن هي كانت الحتمية ـ التي تعني أن اللاحق رهين بالسابق ومفعول له ـ حقا، وكانت أفعالنا تحددها ظروف سابقة، فإن من شأن ذلك أن يعني أننا نعدم الإرادة الحرة والمسؤولية المعنوية. ومن تم، يرفضون الحتمية لما تؤدي إليه من إنكار الحرية والمسؤولية، ويؤمنون باللاحتمية أملا في إنقاذ ما يعتبرونه شروطا ضرورية للإرادة الحرة؛ وهي مقدرة المرء على التصرف على نحو مغاير في الظروف عينها، بحيث تكون الإرادة الفاعل النهائي في الفعل. أما أصحاب التصور الملائمي، فيدافعون عن الإرادة الحرة وعن الحتمية معاً، عن طريق إيمانهم بإمكان إحداث ملاءمة بينهما. وهم يؤمنون بأنَّ ما هو أهم، ما كان غياب علة لأفعالنا، وإنما هو أن أفعالنا حرة بمعزل عن كل قسر أو إكراه. ومقابل أنصار الإرادة الحرة والمسؤولية المعنوية، ثمة المتشككة أو النكارية. وفي القديم وجد أصحاب الجبرية الصلبة القائلون بأن الحتمية حق، وأنها لا تقبل أن تواءم مع الإرادة الحرة إما لأنها تمنع من التصرف على نحو مغاير أو أن نكون نحن مصدر الفعل. وأيا كان الأمر، فلا إرادة حرة ثمة. وأما الشكاك الجدد، فقد باتوا يؤمنون بـأنه كما أن القول بالحتمية لا يتواءم مع القول بالإرادة الحرة وبالمسؤولية الأخلاقية، فإن القول باللاحتمية ـ كما تشهد عليه فيزياء الكوانطا ـ يؤدي إلى النتيجة عينها. وذلك لأنه بصرف النظر عن بنية الكون العلّية، فإننا نفتقد إلى الإرادة الحرة والمسؤولية الأخلاقية بما أن القول بالإرادة الحرة لا يتواءم مع الحضور الدائم للبخت. وما يتفق عليه أصحاب الحتمية الصلبة من الأقدمين وأصحاب البخت من المحدثين هو الاعتقاد بأن خياراتنا وأفعالنا وسماتنا إنما هي، في نهاية المطاف، ثمرة عوامل تتمنع عن تحكمنا فيها ـ أكانت جبرا أم بختا ـ وبسبب ذلك نعدم ذاك الضرب من الإرادة الحرة التي يقتضيها الفاعلون المسؤولون معنويا وخلقيا.
موقفان متعارضان
مدار الخلاف في هذا الكتاب على أسئلة من قبيل: ما الذي يعنيه أن نختار وأن نستحق، بالتالي، الإطراء على اختياراتنا أو التثريب؟ وهل يمكن أن نفعل الفعل الصائب بمحض إرادتنا؟ وهل الإرادة الحرة شيء موجود أم لا؟ وما أثر الجواب عن هذا السؤال، إن كان سلبا أو إيجابا، على الجزاء والثواب والعقاب والجريمة والقانون؟ في هذا الكتاب نعثر بالأساس على وجهتي نظر لا فحسب متباينتين، بل متعارضتان. وبما أن الحوار بين الفلاسفة، كما يقول هايدجر، حوار أوداء وأخلاء وأحباء، فإن الكتاب عبارة عن حوار ودي وعميق في الوقت ذاته بين "أستاذين عظيمين" و"فيلسوفين نبيهين" متمكنين من "فنهما" أيما تمكن: مدافع عن النزعة الملائمية في شأن الحرية والمسؤولية والحتمية (دينيت)، ومنافح شديد عن النزعة المعادية للنزعة الملائمية يتشكك في حرية الإرادة (كاروسو) .
يدافع كاروسو باستماتة على الموقف القائل بعدم إمكان الملاءمة بين القول بحرية الإرادة ـ التخيير ـ والقول بالحتمية ـ الجبر. ويمكن بسط مجمل موقفه على النحو التالي: لَئِنْ هي كانت الحتمية أمرا حقا، فإن هذا يعني أن ثمة عوامل تحدد سلوكنا تنفلت من سيطرتنا وتحكُّمنا؛ وهي عوامل تعود إلى الماضي الذي ولى ولا تحكُّم لنا فيه وإلى قوانين الطبيعة التي تَحْكُمُنا، وهما معا ما يحددان كل أفعالنا؛ ومن شأن الإقرار بهذا أن يؤدي إلى استبعاد أن تكون لنا إرادة حرة. أما دانييل دينيت، فبالضد من هذا يؤكد على فكرة إمكان المواءمة بين حرية الإرادة والحتمية، ويدعي أننا نملك إرادة حرة. وبهذا يقع الفيلسوفان على طرفي نقيض في الانقسام التقليدي الموروث بين القائلين بالاضطرار والقائلين بالاختيار: الملائميون الذين يثبتون حرية الإرادة دون أن ينفوا الحتميات، وغير الملائميين الذين يشككون في إمكان الجمع بينهما. هو ذا الانقسام الجوهري، لكن له عوالق وتوابع. منها؛ كيف ينبغي أن نعرِّف"حرية الإرادة"، وهو موضوع خلاف بين الفيلسوفين. إذ معروف عن دينيت أنه يدعونا إلى ضرورة استعمال مفهوم "الإرادة الحرة" بحيث نحيل على ضرب من الإرادة ذات القيمة الكبرى في حياة الإنسان؛ وذلك بمعنى أننا معشر البشر لنا مقدرة عظيمة على الاستجابة العاقلة إلى مثير في محيطنا الطبيعي والاجتماعي، وهي مقدرة تطورت في نوعنا البشري عبر تطوره التاريخي، ونضجت في الأفراد عندما يضحون راشدين. بينما يعرّف كاروسو الإرادة الحرة ـ جدلا، حتى وإن كان يشكك فيها فعلا ـ بحسبانها التحكم في الفعل. وهو التحكم الذي يقتضي ضربا من المسؤولية المعنوية والأخلاقية. وإنها لمقدرة خاصة بالفاعلين بفضلها يمكنهم أن يستحقوا الجزاء، بأن يُلاموا أو يُكافأوا، وأن يعاقبوا أو يثابوا. وما كان ذلك بسبب الثمرة التي يثمرها فعلهم، وإنما لأن الفعل ينبغي أن يذم أو يمدح لذاته لا لأثره أو عاقبته. هو ذا الأمر المطلوب أصلا وتأسيسا في عزو الجزاء ثوابا وعقابا. ففي أساس الجزاء تقوم فكرة أن من شأن تصرف قبيح أن يستحق أن يُلام عليه، ولربما أن يُعاقب عليه، لا لأثره وإنما لطبيعته، ومن شأن تصرف حسن أن يلقى الجزاء الحسن ولربما الثواب في ذاته لا لأثره. فمن أمر الجزاء هنا أن يكون "بالأساس" وليس "بالأثر"؛ أي يخص الفعل نفسه وليس عاقبته. ومن ثمة شأن الفعل أن يجازى عنه في ذاته، كما تدعي النزعة الواجبية، لا كما تدعي النزعة العاقبية أن يجازى عنه لعاقبته، ولا كما تدعي النزعة التعاقدية أن يجازى عنه لأنه يحترم مواضعات المجتمع أو يخرقها .
وتتباين آراء الفيلسوفين في شأن استحقاق الفعل جزاء بالأساس من غير نظر إلى عاقبة أو عقد. ولتوضيح موقفه يدعونا كاروسو جدليا إلى القيام بتجربة ذهنية يستوحيها من كانط وتفيد أنه لا ثمار إيجابية تتحصل من معاقبة متصرف تصرف تصرفا خاطئا: هب أن شخصا يعيش في جزيرة معزولة قد يقتل شر قتلة كل شخص آخر يوجد على هذه الجزيرة، وبحيث لا يجدي معه أي سعي إلى إصلاح خلقه، وذلك لكراهية وفورة متأصلة فيه بالفطرة؛ أضف إلى ذلك أنه لا يمكنه أن يفر من تلك الجزيرة ولا أحد يمكنه أن يزوره فيها لأنها نائية جدا، وليس يوجد مجتمع على الجزيرة يمكن لقواعده أن تحدد وفق عقد اجتماعي يتغيا نتائج طيبة، بما أن المجتمع قد انحل. ترى، هل يبقى لنا حدس بأن هذا القاتل، والحال هذه، لا يزال يستحق أن يجازى؟ إن كان هذا هو الحال، فإن العقاب سوف يكون مستحقا بالأساس إذا كان المثال المقدم قد أعدم بالفعل خيارات الجزاء غير الأساسية ـ العاقبية أو التعاقدية ـ كما يبدو أنه فعلا قد أفلح في فعل ذلك. لكن يتساءل دينيت: هل نرغب في أن نعرّف "الإرادة الحرة" بحيث أن كل شخص يرفض الجزاء الأصلي يعتبر ناكرا للإرادة الحرة، أو بحيث أن كل شخص ينكر أن نكون نتحكم في الفعل المقتضي لعزو الثواب والعقاب بالأساس يُعَدُّ ناكرا للإرادة الحرة؟ لربما تبقى ثمة بقية كافية من الدور الذي تلعبه "الإرادة الحرة" في فكرنا وممارستنا بعد رفض الجزاء الأصلي والتحكم في الفعل الذي يقتضيه. والأمر أشبه شيء يكون عنده بلعبة كرة القدم التي يعاقب فيها مرتكب الخطأ حتى تسير اللعبة السير الحسن في ما يستقبل وليس في الأصل، فكذلك أمر تسويغ العقاب على السلوك الإجرامي على أساس ما يؤدي إليه من الإثناء عن الفعل، بناء على استباق عاقبة السلامة الإيجابية. ويدعونا دينيت إلى تأمل كيف أن المحامين والقضاة لا يعتبرون في أي جرم اللهم إلا الدواعي التي حضت على ارتكابه، هذا بينما ممارستهم في الواقع مبرَّرة بدواعي موجهة نحو المستقبل (حماية المجتمع من تكرار المجرم جريرته) لا يأتون على ذكرها أبدا. بناء على هذا الاعتبار الخفي، من المنطقي أن يعتبر المحامون والقضاة الجزاء مستحقاً.
عنوان الكتاب
الجزاء المستحق.. النقاش حول حرية الإرادة
اسم المؤلفين: دانييل دينيت وجريج كاروسو
دار النشر: بولتي برس
سنة النشر: 2021
