أسرار الحب الإلهي

غلاف copy 3.jpg

إ. هيلوا

التجاني بولعوالي *

إن كتاب أسرار الحب الإلهي هو عبارة عن رحلة روحية في قلب الإسلام، كما يحيل إلى ذلك عنوانه الفرعي. إنها رحلة تنبثق من أسرار القرآن الروحية والشعر الصوفي القديم وقصص الأنبياء والمريدين الروحيين عبر التاريخ؛ وذلك بهدف إعادة إشعال جذوة الإيمان وتبديد الشكوك وتعميق العلاقة مع الله. ويعتبر هذا الجهد الفكري والعرفاني حصيلة لتجربة استغرقت أكثر من خمسة عشر عاما من الكتابة والبحث والتعمق في الإسلام و"التنمية الروحية"، على حد تعبير صاحبة الكتاب أ. هيلوا.

ولا تكتفي الكاتبة -التي تنحدر من كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية- باستمداد الأسرار الربانية من مختلف الآيات والأحاديث والقصص والحِكَم بلغتها الطرية والصافية فقط، بل تقترح جملة من التدريبات الروحية التي تشدد على قيم المحبة والتقوى والاتكال على الله والقرب الحميمي منه.

وهذا ما يحيل على أقطاب الصوفية التقليديين كالحلاج وبن عربي وابن الفارض ورابعة العدوية وغيرهم، الذين يعتبرون المؤسسين الحقيقيين للمدرسة الصوفية الحلولية والاتحادية بوجه خاص، ولا يمكن استيعاب مختلف المفاهيم التي تحضر في التجارب الصوفية المعاصرة (ومنها هذه التجربة التي نحن بصدد مراجعتها) إلا بالعودة إلى تلك الجذور الدلالية والمعرفية والتاريخية. وتشير الكاتبة هيلوا نفسها في المقدمة إلى أن ما تعرضه في كتابها ليس جديدا، بل إن أغلب تعاليم الحب والرحمة تم نسيانها. لذلك ليس الإسلام هو الذي يجب أن يتغيّر، بل نحن الذين يجب علينا أن نعود إلى جوهر الإسلام الروحي وإلى رسالته الخالدة التي تتأسس على الحب والسلم والرحمة والحرية والوحدة.

ثم إنَّ هيلوا تعترف بأنها ليست كاتبة، رغم أنها تكتب! بل حالمة ومحبة لله، فهي تحلم بالنفاذ إلى كنوز الإسلام العرفانية، ومن ثم تغيير العالم بالحب. وقديما صرح بن عربي بأن دينه الحب، وأن الله يحب كافة الخلق على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم. والحب الإلهي أكبر من أن يُشرح، رغم أن الخليقة لا تتوقف عن الحديث عنه، كما يقول جلال الدين الرومي.

ويتوزع كتابُ أسرار الحب الإلهي اثنا عشر فصلا تقارب فيها الكاتبة "عرفانية الإسلام" في مختلف تجلياتها الإيمانية والتعبدية والأخلاقية والروحية. واللافت للنظر، أنها تربط أغلب المفاهيم التأسيسية للدين الإسلامي بالبعد الروحي الذي يبدو أنه يشكل جوهر كل عبادة أو سلوك أو علاقة. وتدعو الكاتبة إلى قراءة تجربتها بقلب مفتوح، لأننا بمجرد ما نفتح قلوبنا لنور الله سوف تزهر أجوبتنا عن معظم الأسئلة المحيرة. ثم إن الأمر يتعلق هنا أكثر بالانتظام في تجربة ربانية عرفانية، لا باكتساب معلومات حول الله.

 

الله مصدرا للحب

تنهل الكاتبة هيلوا من مختلف مصادر التراث الإسلامي الديني (قرآن، حديث، صحابة) والأدبي (بن عطاء الله، الرومي، الشيرازي) لتثبت كون الله منبعا للحب، فهو خالق الكون ونور السموات والأرض، وهو الحقيقة المطلقة والمتسامية التي توحد بين المختلفات في محيط حبه، وهو الحقيقة التي تلهم الورود لتزهر، وهو نسمة الحب خلف الريح التي تُجرّد الأشجار من أوراقها في الخريف وتزينها بالأزهار في الربيع. ولعل عجزنا عن إدراك هذا السر الإلهي العميق يُعزا إلى أن "لغة الله هي الصمت، وكل ما عداه ترجمة سيئة"، كما يقول الرومي. بينما الكلمات تختزل تأويل الله في حدود لغة البشر، فإن الصمت يحمل إمكانيات لا متناهية. وعندما نتعلم، نتدبر ونُجسّد الصفات الإلهية، نصبح أكثر قربا من الإلهي. ورغم أننا لا نستطيع معرفة جوهر الله واكتشافه، إلا أننا يمكن دائما تجربة تجليات الصفات الربانية.

 

من أنت؟

تُعرّف هيلوا الإنسان بأنه مخلوق كوني من صنع إله كامل، فهو لم يوجد نتيجة الصدفة، لأنه كما جاء في القرآن الكريم: "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ" (الدخان:38). وهذا يعني أن الدنيا ليست عرضية، فالله كتب قصة الإنسان بقلم الرحمة، وقد أفرغ حبه في كل خلية تتحرك داخله، ثم نفخ روحه في قالب من الطين، ليجعل منه جسرا بين السموات والأرض. ومثل نسيم لطيف بعث الله نور حبه في التربة الجافة، ليمنح الحياة لما كان في الأصل أرضا مواتا.

إنَّ فلسفة حافظ الشيرازي الصوفية تحضر أيضا في هذه التجربة الروحية المعاصرة، حيث إنه لا يجب أن ننسى أن الحب هو سبب وجود الشيء بدل اللاشيء، لأننا خُلقنا لتجديد الحب الإلهي. فالله يتكلم عن هذا الحب عندما يقول: "وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات:56). في الجوهر، تعتبر عبادة الله أسمى محطات الحب، لأننا لا يمكن أن نعبد شيئا حتى نحبه. ولكي يوجد الحب، يجب أن تكون هناك إرادة حرة، لأنه لا يمكن تحقيق الحب تحت الإكراه، كما يستحيل بلوغ مقام الحب بالقوة.

 

العالم السري للقرآن

إنَّ القرآن يعتبر رسالة حب ربانية مرسلة من الله، تكشف لنا عن كل الطرق التي أحبّنا بها هو قبل أن نُعطى الفرصة لنحبه ونتعرف عليه. إن كل كلمة موحاة تنطوي على الرحمة الإلهية، وتتضمن حبه غير المشروط الذي لا يخضع لفعل الإنسان، لذلك فإن القرآن ليس اتجاها رأسيا أو نقطة وصول، بل شرفة مشرعة. إننا لا نُدعى إلى قراءة القرآن فقط، بل إلى تدبره حتى نبلغ بواسطته الجوهر السري لله الذي يتحرك في كل شيء عبر الوجود. إنه يذكرنا بأنه نظرًا لكون أن كل شيء في الخليقة هو مظهر من مظاهر محبة الله، فإنه بفضل وجودنا ذاته لا يمكننا أبدًا أن نكون خارج محيط الحب الإلهي والرحمة اللامحدودة.

إن كل ما نراه في القرآن الكريم يثير حالة من الوعي الخاص في ذاتنا، لأن كل كلمة من هذا الكتاب هي بمثابة مصباح يضيء ظلمة خوفنا، يخترق كهوف لاوعينا، يسلط الضوء على تلك الجوانب من ذاتنا التي نجهد بإخفائها. يبدأ كتاب الله عملية تطبيب القلوب من خلال تعميق الوعي بالأمور التي ابتعدنا فيها عن الله، كما يقول السيكولوجي المشهور كارل يزنع: "لا يمكن لأحد أن يصبح مستنيرا من خلال تخيل صور الضوء، لكن عبر جعل الظلمة شيئا واعيا".

 

البعد الروحي للإسلام

وتذهب الكاتبة هيلوا إلى أن الإسلام ليس دينا فقط، بل فلسفة حياة من شأنها أن تنمّي المؤمن جسديا وذهنيا وروحيا. إن الله لم يبعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأجل تأسيس دين جديد، بل العكس، لتعزيز علاقتنا بالحقيقة الإلهية. ومع ذلك، فإن القرآن لا يتحدث فقط عن علاقتنا بالله، بل يرشدنا أيضا في علاقتنا بكل المخلوقات، ويوجهنا لأن نتعامل برحمة مع أنفسنا ومع الغير، وأن نكون واعين في استعمال المصادر الطبيعية.

كما أن الكاتبة تركز على مفهوم الإحسان بكونه كنه التجربة الروحية، وهي تقتبس قول جعفر الصادق الذي علم تلامذته أن الناس يعبدون الله بإحدى الطرق الثلاث: أولها طريقة العبد الذي يعبد الله خوفا من العقاب، وثانيها طريقة التاجر الذي يعبد الله من أجل الحصول على الثواب، وآخرها طريقة الحر الذي يعبد الله لأنه يحبه ويمتنّ له، وهذه أفضل طرق العبادة. فقط عندما نعبد الله بسبب حبنا له، يمكن للعبادة أن تحول كياننا بالكامل. إنه مقام الإحسان كما في حديث جبريل المشهور.

 

التوبة عودة إلى الوحدة

إنَّ من أهم الهبات الربانية التي أُعْطِينَاهَا هي ممارسة التوبة، التي دوما ما ترتبط في اللغة العربية بكلمة الندم، غير أنها عادة ما تحيل على معنى العودة، فهي تذكير مفعم بالأمل بأن أرواحنا الأبدية لا يمكن أن تلطخ بشكل لا يمكن إصلاحه من خلال سلوكاتنا أو كلماتنا الفانية. وهذا يعني أنه عندما نطلب العفو من الله، فإننا نعود إلى أصلنا الذي كنا عليه عن طريق إزالة حجاب الخطيئة الذي يحول دون رؤيتنا الحقيقية.

وتظل الفرص قائمة في كل لحظة للرجوع إلى الله، حيث التحسر والندم لا يجب أن يعني شكلا من تعذيب النفس وجلدها، بل تحجيم إقبالنا على الشهوات الدنيوية من خلال التواضع والحاجة إلى الله؛ إن الندم الحقيقي له وقع كالسيف في القلب، وتُطلب المغفرة باللسان بنية أن لا يعود المرء مرة أخرى لارتكاب الفاحشة، كما تنقل الكاتبة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

 

الشهادة ونشوة الوحدانية

تؤول الكاتبة هيلوا شهادة الإسلام بطريقة أعمق مما هو متداول في التدين اليومي، فهي ترى أن الباحث عن الله لا يصبح مسلما إلا عبر النطق بالشهادة، التي تعتبر الطريق الأول المؤدية إلى محيط الإسلام الإلهي. إنها ترسخ عملية الاستسلام للإلهي سواء على مستوى الظاهر أو الباطن. إن الشهادة تبدأ من إفراغ القلب من المعبودات المزيفة التي قد تكون في شكل نزعات أو شهوات أو معتقدات، قصد التفرغ المطلق للإله الحقيقي السامي، الذي هو الله. أما الشق الثاني من الشهادة، فيتضمن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بكونه حامل نور الرسالة. فنحن عندما نصلي عليه ونتبرك به ننضم تلقائيا إلى الملائكة في ثنائها على روحه البهية، ونلج نهر النور لنغتسل من الشوائب والدنس.

ثم إنَّ الإيمان ليس شيئا يجب انتزاعه أو تملكه، بل العكس إنه سفر لكشف القناع عما سبق وأنعم الله تعالى به علينا، إنها رحلة كشف واكتشاف الأنا الأعلى. في مقابل ذلك، يؤدي الكفر إلى تغطية النفس بالأوهام والمفاهيم الخاطئة التي تنبني على تأملات الأنا.

 

تناغم بين العبادة والحب الإلهي

بالإضافة إلى ركن الشهادة الذي يشكل عصب الإيمان الإسلامي خصصت الكاتبة حيزا مهما لباقي أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج، لاسيما في بعدها الروحي الذي يكاد يخلو من التدين اليومي الروتيني الذي يكتفي بما هو حرفي دون الجوهر، وبما هو شكلي دون اللباب.

فالصلاة ينبغي أن تتناغم مع الحب الإلهي، لأننا ونحن نمارس الصلاة ننفصل عن العالم المادي ونتصل بالحقيقة الإلهية (الحق). إن أداء الصلوات الخمس يوميا يعني الاتصال بالنبع لشحن البطارية الروحية للقلب عبر الحب "الكهربائي" لله. ثم إن الصلاة لا يجب أن تمارس لتحقيق هدف ما في نهاية المطاف، لأن التفاعل والتواصل مع الله يشكل المقصد المطلق للحياة. يقول الرومي: "إذا صلينا فقط عندما نشعر بذلك، فنحن لا نصلي لله، بل من أجل تلبية رغبة الأنا بطريقة معينة." لذلك، فالصلاة تعتبر إحدى أعظم الفرص للتعبير عن الصبر والشكر، لأننا مدعوون لأن نصلي لله بغض النظر عما نشعر به.

أما الزكاة فيمكن أن تشكل أداة لبلوغ مرتبة الحب الإلهي، لأنه عندما تمتلك ما يفتقده الآخر، فإن الله يستجيب من خلالك لدعاء ذلك المحتاج. وبمجرد ما تشرع في خدمة من هو في حاجة إليك، فإنك تصبح بذلك أداة للحب والرحمة والجود الإلهي؛ "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" (آل عمران:92).

في حين أن الصوم لا يعني فقدان وزن الجسم، بل فقدان وزن الخطايا، ويُعلّم الإنسان كيف ينفلت من الأنا التي تثقل وزنه. وهذا يعني أيضا أنه عندما نمارس الصوم، نسحب الطاقة من جانبنا المادي، لنعيد توجيهها نحو اليقظة الروحية.

وهذا ما ينطبق أيضا على شعيرة الحج التي تحيل على العودة إلى الله، حيث المؤمن يهيء نفسه للحج كما أنه يتهيأ للموت، فيدفع ما عليه من ديون، ويكتب وصيته الأخيرة، ويترك ما يكفي من المال لأسرته، ويلتمس الصفح من كل من أساء إليه.

 

الأسرار الروحية للموت والجنة والنار

تعتقد هيلوا أننا نحمل روحا أبدية مسكوبة من نفخة الله، حيث أجسادنا بمثابة أوعية لنا، لكن لا تعكس حقيقة من نكون. إن أجسادنا خلقت من الطين، وهذه الأرض هي الفرن الذي تم تشكيلنا فيه وتحويلنا إلى فخار إلهي. فالأرض ليست وطنا لنا، بل شرنقة ومرحلة مخاض حيث تم إفراغنا لنصير حسب ما هو مكتوب علينا. ثم إن الموت ليس نهاية، لكن مرحلة عبور وتحول، حيث تُزال عن يرقتنا ملابسها ليُكشف عن فراشتنا الخالدة. كل شيء حي يبدأ بالموت، أو الفقدان، أو التضحية. إن الحياة تنشأ وتترعرع في سماد الموت. إن الشرنقة يجب أن تستحيل فراشة، والبذرة يجب أن تتشقق قبل أن تنبثق الشجرة. هذ يعني أن الحياة تحتضر لتتطور، والموت هو بمثابة جسر يؤدي إلى تطور وعينا، لذلك يقول الله تعالى: "وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى" (الضحى:4).

وبما أن ثمار الحب لا يمكن أن تزهر بالإكراه ، فقد أعطانا الله حرية الاختيار، وهكذا يمكن أن توجد حقيقة الحب. إن الجحيم بمعناه الحقيقي هو نتيجة ثانوية لإرادتنا الحرة، لأنه بمجرد ما أعطانا الله حرية اختيار أن نحب الله، فإنه يسمح أيضًا بإمكانية اختيارنا الابتعاد عنه. وعلى الرغم من أننا نحصد في الآخرة ما زرعناه في الدنيا، فإننا إذا اختزلنا وجود الآخرة إلى مجرد عقاب وثواب، فسوف نفقد روح الرسالة. إن الجنة والنار ليستا مظاهر فيزيقية فقط، بل تشكلان أيضا حالة من الوجود تعكس شعور الروح عند الاقتراب أو الابتعاد من الإلهي. في الجوهر، يمكن تشبيه الجنة والنار بالمرايا التي تعكس لنا علاقة روحنا مع الله. ولعل الكاتبة تستلهم في هذا المعنى شمس الدين التبريزي الذي يقول: "لا تبحث عن الجنة والنار في المستقبل، لأن كليهما غير حاضرتين. كلما تمكنا من الحب دون توقعات أو حسابات أو مفاوضات، فإننا نكون بالفعل في الجنة. وعندما نتشاجر ونكره نكون في الجحيم".

وبهذه اللغة الصوفية الفيَّاضة، تسرح بنا الكاتبة إ. هيلوا في "عرفانية الإسلام"، وهي تستنبط قيم الحب والرحمة والسلام من كل نص أو عبادة أو سلوك، وتستدعي مختلف التجارب الصوفية التقليدية بنوع من التباهي والإعجاب والتبني. ومن شأن هذه التركة الروحية والقيمية الثرية أن تجعل القارئ يتساءل في حيرة عن التردي الذي يشهده راهن المسلمين اليوم، ليس اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا فقط، بل روحيا أيضا. إن العزوف الفردي والمؤسسي عن قيم الإسلام وأخلاقه تكاد تشكل ظاهرة عامة لدى المسلمين جميعا، رغم أنهم في الظاهر يتشبثون بهذا الدين العظيم ويقتدون بنبيه الكريم ويتلون كتابه المقدس، لعل استلهام أسرار الحب الإلهي في تفكيرنا وسلوكنا وعلاقاتنا من شأنه أن يعيد المجتمع المسلم إلى جادة الطريق لنكون في مستوى الأمانة الإلهية التي أنيطت بنا.

-----------------------

- الكتاب: "أسرار الحب الإلهي.. رحلة روحية في قلب الإسلام".

- المؤلف: إ. هيلوا.

- الناشر: ناوليت، الولايات المتحدة الأمريكية، 2020م.

- عدد الصفحات: 386 صفحة.

* باحث مغربي مقيم في بلجيكا

أخبار ذات صلة