هذا الكتاب يأتي بعنوان "الرئيس المدافع.. معركة دونالد ترامب من أجل السلطة الرئاسية"، وهو من تأليف جون يو الباحث الدستوري الشهير، والذي يُثير قضية مثيرة للجدل تتعلق بمزاعم تعطيل دونالد ترامب للقواعد والمعايير الدستورية؛ فمن وجهة نظره دونالد ترامب لا يمزق الدستور، بل هو المدافع الأكبر عنه. يو -الذي لم يدعم ترامب في ترشحه لمنصب الرئيس عام 2016- يخلص الآن إلى أن "حملات ترامب تشبه حملات الشعبوية". وتوضح هذه الأطروحة المكثفة عدد الإجراءات التي يمكن تبريرها من قبل مؤيدي السلطة التنفيذية الموحدة، وهي نظرية في القانون الدستوري تدَّعي أن الرؤساء يسيطرون على السلطة التنفيذية بأكملها، ولديهم سلطات غير خاضعة للرقابة تقريبًا في مجال الأمن القومي. وباستخدام هذا الإطار التحليلي، يُمكن للمؤلف إضفاء الشرعية على كلِّ خُطوة نفذها ترامب تقريبًا. ويرى المؤلف أنَّ توظيف الرئيس للسياسة الخارجية بطريقة وقحة من أجل مصلحته الذاتية فيما يتعلق بأوكرانيا يحمل معاني دستورية، لكن ما بال بناء جدار الحماية الرقيق الورقي الذي يفصل شركته العقارية العالمية عن سلطته السياسية؟
وفي كثيرٍ من الأحيان بين صفحات الكتاب، تتلاشَى قشرة يو الأكاديمية. ففي نفس الوقت الذي ينتقد فيه المعارضة الديمقراطية لترشيح بريت كافانو للمحكمة العليا، فإنه يُعبِّر عن فرحته برفض السناتور ميتش ماكونيل النظر في مرشح الرئيس أوباما للمحكمة العليا ميريك جارلاند.
كان يو أكثر إقناعاً عندما يُجادل بأنَّ الكونجرس كان مُتَواطِئاً في توسيع السلطة الرئاسية. صحيح أن الاعتبارات الحزبية دفعت الجمهوريين في الكونجرس إلى دعم ترامب لاستعراض عضلاته، بينما كان الديمقراطيون يخشون في كثير من الأحيان اتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد هذه الإدارة الجامحة.
ويوضِّح يو أنَّه عندما يقبل المرء نظرية عن السلطة الرئاسية على أنها عظيمة مثل نظريته، فإن أي شيء تقريبًا -بدءًا من استخدام إدارة جورج دبليو بوش لـ"الاستجواب المعزز" إلى سلوك ترامب المخرب للمؤسسات- يصبح مسموحًا به.