«دراسة نقدية حول تيار الوسطية الإسلامية المعاصرة»

010.jpg

لدينج جون

 لينج لي وانج

دينج جون.. أستاذ في دار دراسات الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية بمدينة شانجهاي، ومشرف طلاب الدكتوراه، عضو بندوة الدراسات الدينية الصينية، وندوة دراسات الشرق الأوسط الصينية، ومركز البحث لمنتدى التعاون الصيني العربي. وأستاذ وباحث لدراسة الثقافة العربية الإسلامية وقضايا الشرق الأوسط من حيث السياسات والأمم والأديان؛ ومن مؤلفاته المنشورة: "جولة في الثقافة الإسلامية"، و"خلاصة تاريخ تعليم اللغة العربية في الصين"، و"حول الثقافة الإسلامية"، و"منهج الثقافة العربية"...إلخ.

أما الوسطية الإسلامية، فهي تيار فكري تتفاقم آثاره في العالم العربي الإسلامي في العهد المعاصر يوما بعد يوم.. وهو يتمسك بالعادات الثقافية المشتملة على السلام والتوسط والتسامح والتناغم من الحضارة الإسلامية؛ سعيا لنشر فكر السلام وروح الحب، معارضا كل ألوان التطرف والإرهاب، ومحترما تعددية الحضارات البشرية، وداعيا للحوار والتبادل بين مختلف الحضارات على نحو مبادر، وراميا لتحقيق تعايش المجتمعات الإنسانية وتناغمها وسلام العالم الدائم.

جسدت نشأة هذا التيار جهود العالم العربي الإسلامي في تحقيق الإصلاح والتنمية والاستقلال والتقوية؛ من خلال إعادة التفكير في ثقافته وبنائها. كما أن الوسطية الإسلامية المعاصرة انعكاس لحركة النهضة الإسلامية ولاتجاه جديد لتنمية الحضارة الإسلامية في مقابلة القرن الجديد. ومع أنها لم تتجاوز أساسيا حقل النهضة الإسلامية المعاصرة، لكنها تتميز عن "فكر اتحاد الإسلام الجديد" ونهضة الإسلام الشعبية والأصولية؛ إذ تبدو الوسطية أقرب إلى النهضة الشعبية بعيدة عن صبغة الرسمية التي يتحلى بها "اتحاد الإسلام الجديد"، رغم أنها تختلف عنه؛ حيث لا يخلو الذين يدعون إلى الوسطية من الساسة والقادة، إضافة إلى أنها تولي التجديد الفكري وإعادة التنظير عناية أكثر من الأصولية التي ترفع علم السياسة عملا لتحقيق أهداف سياسية. ومن هذه الحيثية، تكون الوسطية جامعة الشعبية والعلمية، ومعنية بالبناء الفكري والإبداع الثقافي، ولا ترفض التعاون مع الحكومات ولا تبعد عنها السياسة والواقع. ويلاحظ أن الوسطية الإسلامية المعاصرة تتجه إلى جمع الأشكال الثلاثة المذكورة سابقا محاولة تنسيق مواقف الأطراف لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية على نحو أعقل، ومن موقف ألطف، رامية إلى التماس طريق تنموي يناسب العالم العربي الإسلامي نفسه، وإعادة بناء مفاهيم قيمية جوهرية. ولقد تجلت إيجابياتها، وأصبحت قضية حديثة جديرة بالمتابعة والترصد والبحث في ألغازها الفكرية وتطورها الآتي.

يرمي هذا الكتاب إلى كشف حقيقة الوسطية الإسلامية، وتقييم دورها الواقعي الذي تلعبه في مواجهة العالم العربي الإسلامي للتحديات الخارجية والداخلية، ومسير تعدد الأطراف في الوضع السياسي الدولي. وهذا الدور يتوقف -على نحو كبير- على شأنها العملي الذي يعمل في مسير إصلاح العالم العربي الإسلامي وتنميته، ويتمثل في الدور الإيجابي الذي تؤديه في الحفاظ على تعددية الثقافات البشرية ودفع الحوار بين مختلف الحضارات على خلفية الوضع السياسي الدولي المتعدد الأطراف، فضلا عن إيجاد مجال علمي جديد في دراسات الإسلام والثقافة الإسلامية العربية الجارية في الصين، بغية تعميق البحث في هذا المجال؛ بما يمهد طريقا أساسيا لإنشاء فرع علمي.

والنتائج التي توصل إليها هذا الكتاب كالتالي: من منظور تاريخ انتشار الإسلام، وعقائده، وحضارته، ونموه، تكون الوسطية الإسلامية ذات أساس فلسفي متين وعادة تقليدية قديمة، ومن منظور واقع العالم الإسلامي العربي تكون انعكاسا لما تأمله شعوب الدول الإسلامية العربية من إصلاح وتنمية. ومن جهة العلاقات والسياسات الدولية، تكون قوة إيجابية تدفع الحوار الحضاري وتحافظ على سلام العالم. ومن ناحية شؤون الصين الخارجية والداخلية، تكون دراستها تساعد على التبادل الودي بين الصين والدول الإسلامية العربية، وعلى بناء مجتمعات متناغمة مبنية على اتحاد القوميات وتعايش الأديان في الصين. ومن زاوية البحث العلمي وبناء الفروع العلمية، تكون دراستها تسهم في إنشاء نظام الدراسات الإسلامية والعربية ودراسات الشرق الأوسط ذي الخصائص الصينية. إذن؛ الوسطية الإسلامية تجمع بين التاريخية والفلسفية والنظرية والواقعية والعصرية والعالمية والعلمية، وهي تيار فكري مهم علينا أن نأخذه مأخذ الاهتمام والمتابعة والبحث.

ويتكون الكتاب من مقدمة وستة فصول وملحق.. أكد الكاتب في الفصل الأول على أن القرآن الكريم والحديث الشريف هما الأساس الفلسفي والأصل الفكري للوسطية الإسلامية؛ إذ يكمن فيهما فكر الوسط الذي يعنى بالتوسط والموازنة وعدم التحيز بين الحاضرة والآخرة، والقدر والحرية، والسماوية والعقلية، والروحية والمادية، والإنسانية والعلمية، والفردية والجماعية، والأسرة والمجتمع، والحق والواجب...وغيرها؛ سعيا للتناغم بين الإنسان والله، والإنسان وغيره، والإنسان والطبيعة، ويمتد هذا الفكر إلى مستويات الإيمان والشريعة والأركان والأخلاق والحياة. كما هو منصوص عليه في القرآن الكريم والحديث الشريف؛ مما يطلب من المسلم أن يتمسك بمبدأ الوسط منعا للتطرف وضيق العقل، وأن يجتهد ليكون قدوة يحب السلام ويبشر بالحب ويلتزم الوسط ويصنع التناغم. قال الله: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" (آل عمران: 143)، فكلمة الوسط في هذه الآية لها معان متعددة جوهرها العدل أو العدالة، وجاء في الحديث الشريف تفسير لها بأنها تعني العدل، ويلاحظ أن تسمية "أمة وسط" تأكيد على اعتبار الوسط مفهوم نواة للمسلمين؛ لذلك ليس مبدأ الوسط مبدأ يدعوه الإسلام للسلام والتناغم فقط، بل مفهوم أساسي يلتزمه المسلمون ويكمن في ديانة الإسلام وجوانب تطبيقه. وقال الله: "فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً" (فاطر:43)؛ فالبشر بكونهم جزءا مهما من وحدة الكون، عليهم أن يدركوا -على قدر استطاعتهم- سنة الله، ويلتزموها سواء في الحياة المعنوية أو في الحياة المادية دون مخالفة. وإلا سيحدث فقر الموازنة وتسقط الكوارث والمصائب حتى الهلاك. قال الله: "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" (الرحمن:5-9)، وفي الحديث الشريف ما يثبت التزام المسلمين لمبدأ الوسط، ويشير إلى الأضرار الشديدة الناجمة عن الانحراف عن الوسط نحو التطرف ويمنع المسلمين عن الإفراط والتطرف.

وفي الفصل الثاني، عرض الكاتب الأغراض الأساسية للوسطية الإسلامية المعاصرة وهي تحتوي على ما يلي: دينيا: دعوة إلى الوسط والسماحة دون التطرف وضيق العقل، وإعادة تشغيل الاجتهاد لبناء نظام الشريعة الحديث، وتوثيق البناء الأخلاقي، والعناية بالسمو والإنسانية والاتحاد الديني دون التعصبية. وسياسيا: معارضة الإرهاب والهيمنة حفاظا على سلام العالم؛ سعيا لإيجاد قانون دولي ذي عدل وعقل، ومبادرة إلى التعاون الدولي لمواجهة العولمة على نحو إيجابي، وتقدير روح المشاورة الديمقراطية عملا لإصلاح النظام السياسي. وثقافيا: تأييد الحوار الثقافي ومعارضة الصراع الحضاري واحترام تعددية الثقافات؛ عملا لتكوين الأخلاق العالمية، وترسيخ العادات الثقافية وممارسة الإبداع الثقافي لبناء سبيل أساسي للحضارة الإسلامية المعاصرة. واجتماعيا: احترام حقوق النساء والعناية بالأُسَر وأحوال الأقليات المسلمة واحترام مصالح الأقليات من غير المسلمين؛ عملا لعدل المجتمعات، وإنشاء مجتمع عادل وديمقراطي قائم على التعاون والتحاب والتناغم والتعايش، وتعزيز التعاون الاقتصادي داخل العالم الإسلامي والتماس نمط تنموي مناسب لنفسه.

وفي الفصل الثالث، ذكر الكاتب أعلام الوسطية الإسلامية في عصرنا اليوم. ومجمل ما نادوا به أن الوسطية تدعو للجمع بين الإيمان والعلم، وبين الوحي والعقل، وبين الأخروية والدنيوية، وبين الماضوية والمستقبلية، وإلى امتصاص المواضيع الحديثة المفيدة، وترسيخ العادات والتقاليد الصالحة، والالتزام بالثبات في الأهداف والقضايا الشاملة، والمرونة في الوسائل، والملاءمة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، والتيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة، وإلى المسلمين بالحكمة وحوار الآخرين بالحسنى، والجمع بين الولاء للمؤمنين، والتسامح مع المخالفين، واتخاذ منهج التدرج الحكيم في الدعوة والتعليم والإفتاء والتغيير، وإجراء الإبداع وإحياء فريضة الاجتهاد بدون الإفراط والتفريط والغلو والتقصير، وإلى الحرص على البناء لا الهدم، وعلى الجمع لا التفريق، وعلى القرب لا المباعدة.

ثم خصص الكاتب الفصل الرابع للوسطية الإسلامية في رؤية الثقافة الصينية.. قائلا: إن الثقافتين الإسلامية والصينية كليهما من الثقافات الشرقية، وتوجد بينهما عدة جوامع خاصة في مجال الأرواح الإنسانية التي تضمّ فكر الوسط والتناغم. إذ تدعو الثقافة الصينية منذ نشأتها لعقيدتي "تمثيل الطبيعة بالأخلاق"، و"اتقاء الطبيعة وتقليد الأجداد". مشددة على التمسك بالوسطية دون الانحراف أو التحيز، وبمبادئ الأخلاق المتمثلة في "الطيبة والاحترام والاقتصاد والطاعة"؛ سعيا لبلوغ فلك "اتحاد الإنسان والطبيعة" و"التناغم في الاختلاف". يكمن في الثقافة الإسلامية اعتقاد بأن الكون وحدة منسجمة تكن ناموس الوسط والتوازن والتناسق والانسجام المتمثل في دوران الكواكب وتعاقب الليل والنهار وسلامة الجسم والعقل...وغيرها؛ سواء في الكبائر أو الصغائر. وإذا الطبيعة فقدت الانسجام حدثت الكوارث، وإذا المجتمع البشري فقد الانسجام مني بالمصائب، وإذا الجسم فقد الانسجام أصيب بأمراض. وبكلمة عامة، مبدأ الانسجام في الثقافة الإسلامية هو مبدأ الوسط دون الانحراف؛ سعيا للتوافق الشامل بين الجسم والعقل، والإنسان وغيره، والإنسان والطبيعة، والإنسان والخالق؛ حتى يأخذ كل من الله والبشر وشتى الكائنات حقه لا يتضارب بعضها مع البعض. أما الثقافة الصينية القائمة على محور الثقافة الكونفشيوسية، فتضم مفهوم الانسجام الذي لا يقل عن الثقافة الإسلامية عمقا متجسدا في مستويات ما بين الجسم والعقل، والإنسان وغيره، والإنسان والطبيعة...وغيرها. ومن حيث الانسجام بين الجسم والعقل، ظلت الثقافة الصينية منذ نشأتها تعنى به إذ تشدد على "تمرين الجسم وتهذيب الأدب"، وتطالب بتربية مزاج "ذي خلق القديس وسلطة الملك"؛ من خلال ترقية الذات وتعزيز العائلة وإدارة الدولة ورعاية طموحات رعية الدولة بما يحقق التوافق بين الجسم والعقل إلى خير حد. ومن حيث الانسجام بين الإنسان وغيره، عادة ما تهتم الثقافة الصينية بهذه النقطة، مؤكدة على تنظيم وإقامة علاقة التوافق بين الأب والابن، والزوج والزوجة، وبين الإخوة، وبين الأقارب، وبين الأصدقاء، وبين الملك والولاة...وغيرها من كل الجوانب العائلية والاجتماعية بواسطة سلسلة من المبادئ الأخلاقية والفرائض الأدبية؛ بما فيها: الرحمة، والولاء، والأدب، والحكمة، والصدق، والأناسة، والطيبة، والاحترام، والاقتصاد، والطاعة، والأمانة، والبر، والسماحة، والأخوة، والإخلاص. معتقدة أنَّ التمسك بمبدأ الوسط يضمن التوافق بين الناس في معاملاتهم، الذي يقصد به السيطرة على حد شأن ما أو شيء ما لتسوية أو لتجنب أي تضارب أو تنازع بين الإنسان وغيره، وبين الإنسان والمجتمع من أجل بناء مجتمع ذي أخلاق ونظام. ومن حيث الانسجام بين الإنسان والطبيعة، تؤكد الثقافة الصينية على مكانة الإنسان الأولية، معتبرة أن الإنسان أثمن من الأشياء وأن الرعية أثمن من الراعي، وأن الرعية أساس الدولة، وتضع الإنسان موضع النواة بين السماء والأرض وهو يحمل رسالة قدسية أن "يتفهم الطبيعة ويتغني بالحياة" وواجبا اجتماعيا مهما أن "يطالب بالعدل نيابة عن الطبيعة"، وأن" يتقي الطبيعة ويقلد الآباء". ولا تقل في الثقافة الصينية الطبيعة التي يعيش عليها الإنسان عن الإنسان أهمية، بل تتحلى بالقدسية؛ إذ يتجلى المصير المكتوب في كل الألوان والأشكال من الكائنات، وتكمن فيها العقلية التي بها تتفاعل مع الإنسان؛ لأن الطبيعة ذات مزاج وقلب تزعل وتفرح مثل الإنسان، ومن هذه الحيثية يكون الإنسان والطبيعة وحدة متحدة، واتحاد الطبيعة والإنسان بمثابة اتحاد ناموس المجتمعات البشرية والناموس الطبيعي، الذي أجمع عليه الكونفشيوسيون؛ سواء قدماءهم أو محدثيهم رغم اختلاف تفسيراتهم له، اتفقوا على اتحاد الطبيعة والإنسان واتحاد روح الطبيعة وروح البشرية، واعتبروا هذا الاتحاد والتناغم المثال الأعلى الذي يستعصي على الرجل العادي أن يصل إلى فلكه، والذي يمثل حكمة المذهب الكونفشيوسي بل حكمة الثقافة الصينية.

ثم ذكر في الفصل الخامس أن الوسطية الإسلامية ذات رأي مشترك واسع النطاق، وصارت تيارا رئيسيا في العالم العربي الإسلامي يوما بعد يوم، وهي نظرة حاسمة أبدعت لصالح سعي العالم العربي الإسلامي إلى الإصلاح والتنمية في المستقبل. وشهدت تطورا كبيرا خاصة بعد حادثة 11 سبتمبر وهي تمثل نية أغلب الشعب، ومما يزامنه أن الصين بعد دخول القرن الجديد طرحت فكر تكوين مجتمع وعالم متناغمين، مشددة على أن الصين تسعى لبناء مجتمع اشتراكي متناسق، وبناء عالم ذي سلام دائم ونعيم مشترك. يتوافق الفكران في عدة جوامع؛ بما فيها: العناية بتعددية الحضارات، والتأكيد على الحوار الثقافي، والعمل لإقامة نظام دولي جديد بالعدل والعقل، ومعارضة الهيمنة والعنف وكل أشكال الإرهاب؛ حفاظا على عدل المجتمعات وسلام العالم، والسير على طريق تنموي مستديم في سبيل التناغم والتناسق والنعيم المشترك. ومن الملحوظ أن فكر الوسط والتناعم الذي نبع من الثقافات الشرقية يحوز دورا عمليا في مواجهة سلسلة من الأزمات الخطرة التي تقابل المجتمعات البشرية وفي تسويتها. وهذا الدور العملي يأتي من أوجه: الأول يساعد على إصلاح العالم العربي الإسلامي وتنميته؛ والثاني يؤدي لاستقرار الإقليم وسلام العالم؛ والثالث يكون موردا معنويا لتكوين أخلاق المجتمعات العالمية.

----------------------------------

- الكتاب: "دراسة نقدية حول تيار الوسطية الإسلامية المعاصرة".

- المؤلف: دينج جون.

- الناشر: ناشرالعلوم الاجتماعية الصيني، الطبعة الأولى، 2016م، باللغة الصينية.

- عدد الصفحات: 306 صفحات.

أخبار ذات صلة