الرحلة إلى الربيع العربي الجذور الفكرية لاضطرابات الشرق الأوسط في أفكار الليبراليين العرب

Picture1.png

أميرة سامي*

الخطاب الليبرالي حول الإصلاحات السياسية والديمقراطية في العالم العربي خلال العقود الثلاثة الماضية محور النقاش في هذا الكتاب الذي يتناول أحداث تأسيس الخطاب الليبرالي العربي حول الإصلاح السياسي منذ وقت مبكر في التسعينيات من القرن العشرين، بما في ذلك انهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية(1989- 1991) وانتهاء الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية وحرب الخليج الأولى (1990-1991)، والعولمة وثورة الاتصالات منذ العقد الأخير من القرن العشرين، والانخفاض الحاد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 والإطاحة بنظام صدام حسين في مارس 2003 كل هذا أثار الخطاب الليبرالي بصورة أكبر حول الديمقراطية لدى الجمهور العربي والمجتمعات العربية.

كانت سنة(2004- 2005) ذروة النقاش العام حول قضية الإصلاحات السياسية والديمقراطية في الشرق الأوسط بعد إخلاء المنطقة وإزالة سلطة الحاكم العراقي صدام حسين بالقوة من خلال ائتلاف البلدان التي تقودها الولايات المتحدة وفق مبادرة BMENA (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) لتعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط التي نشرت رسميا من قبل الولايات المتحدة والدول الصناعية الثماني (G – 8) في يونيو 2004، وعقد في هذا العام بجميع أنحاء الشرق الأوسط العديد من المؤتمرات للمثقفين والليبراليين ومنظمات حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى ذلك استمر الجدل في الصحف والمواقع العربية والإنترنت.

بعد ذلك بعام وجد أنّ التعبير السياسي كائن في طابور طويل لأنظمة الانتخابات وعمليات الإصلاح السياسي، وكان من هذه الانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية (يناير)، وأول انتخابات بلدية في تاريخ المملكة العربية السعودية (فبراير)، والموافقة البرلمانية الكويتية للنساء بالتصويت والانتخاب (مايو) שינוי החוקה تغيير الدستور (للمرة الأولى منذ 1980) لمباشرة الانتخابات الرئاسية، ولأول مرة في تاريخ مصر التي لديها أكثر من مرشح واحد (سبتمبر) اعتماد دستور جديد (أكتوبر) وإجراء الانتخابات البرلمانية العراقية (ديسمبر)، وشكل الخطاب الليبرالي جزءا كبيرا من الخطاب العام حول هذا الموضوع، وساهم في رفع مستوى الوعي العام، ومهد الطريق إلى الدعاوى القضائية التي تدعو إلى تغيير جذري للأنظمة السياسية في المنطقة العربية.

في أواخر عام 2005 بدأ الانخفاض بشكل ملحوظ في الجهود والضغوط الدولية، مما أدى إلى تعزيز الولايات المتحدة للإصلاح والتحول الديمقراطي في العالم العربي، ويرجع ذلك جزئيا إلى نتائج الانتخابات في مصر وقطاع غزة(2005-2007) مما عكس التأثير المتنامي لعوامل الإسلام السياسي، وذلك في ظل الاحتياج للولايات المتحدة وبلدان أوروبا الغربية للتعاون في مجال الاستخبارات مع الأنظمة العربية للقضاء على الإرهاب العالمي، خاصة في ظل احتدام الصراع ضد برنامج إيران النووي الذي تقوده الولايات المتحدة.

 ومع ذلك دعا الليبراليون المثقفون والشخصيات العامة وأعضاء المعارضة والحكام العرب إلى تنفيذ الإصلاحات السياسية وتعزيز الديمقراطية، وقد انعكس هذا ماديا في انتفاضة عدوانية وعنيفة ضربت المنطقة العربية كلها منذ ديسمبر 2010 الانتفاضة المسماة " 'האביב הערבי الربيع العربي' هذه الانتفاضة أزالت من السلطة حكام تونس ومصر وليبيا واليمن، واندلعت في البحرين، وأصبحت انتفاضة سوريا حربا أهلية دموية، وخرجت تظاهرات في الأردن والجزائر والمغرب والعراق ووقعت مظاهرات على نطاق أصغر في الكويت ولبنان وموريتانيا والسعودية وجنوب السودان ولم نفهم مطالب الجماهير العربية القوية للتغيير بما في ذلك النظام السياسي القائم وإسقاط الأنظمة دون الأخذ بعين الاعتبار مساهمة أفكار الليبراليين في الخطاب العام بالمنطقة العربية.

على ذلك تناول الكاتب في هذا الكتاب الليبرالي السوري ד"ר בורהאן ראליון الدكتور برهان غليون والليبرالي التونسي ד"ר מנצף אל­מרזוקי الدكتور منصف المرزوقي الذين كان لهما دور رائد في الاحتجاج السياسي المسمى الربيع العربي.

الدكتور برهان غليون (عين رئيسا للمجلس الوطني السوري المؤقت وهي هيئة توحد كل المعارضة لنظام بشار الأسد)، بينما الدكتور منصف المرزوقي كان أول رئيس في العالم العربي يأتي إلى سدة الحكم ديمقراطيا، ويسلم السلطة ديمقراطيا إلى المعارض المنافس بعد انتهاء مدة ولايته والحقيقة أن المرزوقي وغليون عاشا جزءا كبيرا من حياتهما في الخارج، وانتخبا في مناصب هامة، لكنهما استطاعا أن يثبتا تأثير الخطاب الليبرالي في السياسة.

وتم دراسة الخطاب الليبرالي الجديد، الذي بدأ في التسعينيات من القرن العشرين من خلال الآتي:

1- الخلفية التاريخية والنمو الإيديولوجي للتيار الليبرالي الجديد، والإدارات التابعة له ووجهة النظر العالمية.

2- تأثير الأحداث الإقليمية والدولية على الخطاب ومضمونه ووزن ثورة الاتصالات في خلق التعددية الأيديولوجية في هذا الخطاب.

3- رؤية الديمقراطية لليبرالية الجديدة والعقبات الرئيسية، وفقا لرؤيتهم ولممارسة الديمقراطية في الدول العربية.

4- حالة وتأثير الليبرالية الجديدة في الدولة والمجتمع وعلى الحكومة مقارنتها مع التيارات الأيديولوجية الأخرى (الإسلامية – القومية العربية).

يمثل هذا الكتاب مجموعة متنوعة من الليبراليين الجدد، منهم كتاب ومفكرون وأكاديميون ونشطاء وغيرهم، واحتل الليبراليون المصريون مكانا مركزيا في هذا الكتاب بفضل وضعهم السياسي والوزن الثقافي الرائد لمصر في المنطقة العربية، كما ذكر الكاتب الصحفي فريد زكريا "أن مصر هي intellectual soul الروح الثقافي للعالم العربي".

ينقسم الكتاب إلى مقدمة وثلاثة أجزاء تناول الكاتب في مقدمة الكتاب التعريفات والمصطلحات المختلفة التي تعكس طبيعة موضوع الليبرالية ومصدرها في الغرب وعند العرب. ويذكر الكاتب أنّ العرب اعتمدوا على المفاهيم من التاريخ والفكر الأوروبي، وأنه توجد فجوة بين معنى الشرق الأوسط في الخطاب العربي الإسلامي عن الغرب بالإضافة إلى دراسة عمليات التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط العربي، وتفسيرات عدم وجود الديمقراطية في الشرق الأوسط العربي متنوعة ومعقدة وتشمل الجوانب السياسية والتاريخية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتأثير تبادل العوامل الإقليمية والدولية.

الجزء الأول من الكتاب يتناول الخطاب الليبرالي من الناحية التاريخية وانقسم إلى فصلين الأول بداية الليبرالية في العالم العربي في سنوات 1876-1945، ومفهوم المجتمع السياسي الإسلامي الذي يشكل أساسا هاما لفهم السياق التاريخي والاجتماعي والثقافي لمحققات الليبرالية الجديدة.

أما الفصل الثاني فناقش الخطاب الليبرالي في ظل أنظمة ما بعد الثورات من عام 1945 حتى نهاية القرن العشرين في العديد من الدول مثل مصر والعراق وسوريا والأردن ولبنان وبلدان شبة الجزيرة العربية.

بينما دار الجزء الثاني من الكتاب حول الدوائر الليبرالية في الربع الأخير من القرن العشرين بين الاستمرارية والتغيير وتضمن أثر الأحداث والتطورات في الساحة الدولية والإقليمية على الخطاب الليبرالي الجديد في المنطقة العربية، وتركزت الأحداث الرئيسة في هذا الجزء على:

1- انهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وحرب الخليج.

2- العولمة ودور وسائل الإعلام.

3- التغيير في سياسة الولايات المتحدة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.

4- الإطاحة بالأنظمة في أفغانستان في أواخر عام 2001 وفي العراق عام 2003.

أمّا الجزء الثالث والأخير من الكتاب فدار حول النقاش الواسع بين المثقفين والليبراليين عن أزمة الديمقراطية العربية وتناول النقاش مجموعة متنوعة من الأسئلة، منها: ما أهمية الديمقراطية في العالم العربي؟ ما مبادئ الديمقراطية ومكوناتها؟ هل هناك أي شروط مسبقة من أجل تنفيذها؟ ما العوائق التي تحول دون تنفيذها؟ بالإضافة إلى تناول نموذج الدولة الديمقراطية لليبراليين العرب وفقا لثلاثة عناصر: الديمقراطية، والدستورية، وسيادة القانون، ونسبة الأقليات، وناقش الفصل أيضا مسألة " ה׳מואטנה المواطنة" و" האזרחות الهوية " وكذلك أوجه القصور في بنية الأنظمة العربية والحلول الممكنة لمسألة الأقليات والأنظمة الاستبدادية وشبه الاستبدادية، والتيار الإسلامي والقومي والتحديات ونقاط الضعف، ودراسة تأثير أيديولوجيا الليبراليين العرب على الثورات التي حدثت في العالم العربي منذ بداية عام 2011.

أمّا المصادر التي اعتمد عليها في الكتاب فهي كتب التاريخ الحديث للشرق الأوسط، والعلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى المجلات ومقالات الرأي والمقابلات الإلكترونية ووسائل الإعلام وغيرها من المطبوعات مثل "جريدة المستقبل العربي" الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، ومجلة "الديمقراطية" التي ينشرها مركز البحوث الاستراتيجية في مؤسسة الأهرام بالقاهرة، ومواقع الانترنت العربية الليبرالية وعلى رأسها 'אילאף إيلاف' وשפאפ אל­שרק אל­אוסט شفاف الشرق الأوسط' وغيرها.

 ومن القضايا الواردة في هذا الكتاب استخدام مصطلح "الليبراليين العرب" الذي يثير بعض الصعوبات بسبب عدم توحده مع مصطلح الليبرالية الوارد من الغرب ويختلف عن المعنى العربي الإسلامي، لذا يعد المؤلف مصطلح "الليبراليين العرب" مصطلحا جديدا إلى حد ما، رغم القواسم المشتركة في المركزية الفردية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والتعددية والإصلاحات السياسية وإقامة حكومة ديمقراطية، أمّا الصعوبة الثانية فتكمن في فك الرموز في نصوص المثقفين والليبراليين العرب، ولاسيما أولئك الذين لديهم خلفية فلسفية، ويشاركون في كتابة تاريخ الأفكار والمبدعين ففي كثير من الأحيان تكون لديهم مفاهيم جديدة في عالمهم الخاص.

ومن المصطلحات التي ورد تعريفها في الكتاب مصطلح " ליברליזם ليبرالية، و" חילונית علمانية"، و פלורליזם تعددية"، و"דמוקרטיה ديمقراطية" وأهمية تطورها وتغيرها تبعا للزمان والمكان، وقد أصبحت هذه المصطلحات شائعة في الخطاب السياسي العربي الحديث، ويشكل استخدامها صعوبة منهجية في ضوء الفجوة بين الواقع السياسي ومعاني المفاهيم في الخطاب العربي الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وبين الواقع السياسي والمعنى في الغرب، ويعترف الليبراليون العرب بوجود هذه المشكلة وقد أشار בורהאן ראליון برهان غليون إلى وجود ثلاث صعوبات كالآتي:

1- الاستخدام المتجدد في المصطلحات المنقولة من الثقافة السياسية ويقتضي معرفة جميع نواحيها وسياقاتها.

2- التغير السريع في المعنى النظري للمصطلح والناجم عن التغيير في الخبرة العملية السريعة للمجتمع.

3- السياق الجديد للمصطلح الذي نحن نستخدمه.

كما أشار ח'אלד אל­דח'יל خالد الدخيل (أكاديمي وكاتب سياسي سعودي من مواليد المملكة العربية السعودية) إلى إشكالية استخدام مصطلحات مثل 'חירות الحرية", و'אינדיבידואליזם النزعة الفردية أو الفردانية، و"פלורליזם تعددية"، التي تشكل العناصر الأساسية في مفهوم الليبرالية، ولاحظ الدخيل أن مضمون هذه المصطلحات في الثقافة العربية عكس أو ضد المعنى الأصلي تماما فالحرية تعنى الفوضى أو الفوضوية (وهى الإيمان بمجتمع بلا حكومة)، والنزعة الفردية تعنى (التمرد والانقلاب و العصيان) والتعددية (الانقسام والتقسيم والفصل والتشعب)

مصطلح (ליברל أو liberal) هي كلمة لاتينية من libertas تعنى حرية وהליברליזם الليبرالية هي وجهة نظر العالم والنظام السياسي القائم على مبادئ الحرية الشخصية وحماية الأفراد والأقليات ضد الإجراءات التعسفية للدولة، ومعنى مصطلح "ליברליזם ليبرالية " كنظرية سياسية غير متكافئ مثير للجدل حتى بين العلماء في الغرب، ويعبر عن عملية تفسير وإعادة تعريف في أماكن مختلفة وظروف تاريخية مختلفة.

بينما يميز ראסל הרדין راسل هاردن بين نوعين من الليبرالية: "الليبرالية السياسية" و"الليبرالية الاقتصادية" التي تركز على الرخاء العام للمجتمع، ومن الناحية التاريخية "الليبرالية الكلاسيكية" والتي تسمى أيضا الليبرالية في وقت مبكر ركزت على الملكية الخاصة والمنافسة الاقتصادية الحرة كنقطة محورية للحقوق الفردية الأساسية، هذا في مقابل "الليبرالية الحديثة" والتي تُسمى أيضًا "الليبرالية الموسعة" وترى أنّ الفرد بحاجة إلى منظمات دفاعية متعددة ومتنوعة.

وقد وضعت الليبرالية في أوروبا الحرية كقيمة أساسية تدعو إلى التحرر من السلطة التي تسمى غالبا سلطة تعسفية، وفي كثير من الأحيان تسمى "חירות שלילית الحرية السلبية" بما في ذلك حرية الضمير، وحرية الصحافة، وحرية التعبير، والمساواة أمام القانون والحق في التملك دون خوف من الاستيلاء التعسفي، واعتمدت الدولة اقتصاديا المبدأ الليبرالي (אי­התערבות أو laissez – faire سياسة عدم التدخل في الاقتصاد) للحرية الإيجابية "بمعنى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، مثل تكافؤ الفرص في التعليم وحقوق الرعاية الصحية وفرص العمل للحصول على وجود كل هذه الحريات اللازمة للتمثيل الديمقراطي، لذا فمن المعتاد أن تعرف الليبرالية مع التعددية والتسامح في الآراء والمعتقدات والجماعات العرقية المختلفة وأيضا مع الرغبة في دولة الرفاه الاجتماعي، والذين يؤيدون الليبرالية ينظرون إليها على أنّها شرط ضروري لتطوير ديمقراطية قوية، ونعتقد أنّ الليبرالية توجه فقط ملامح وقواعد وسلوك المواطنة، وأن فترة الليبرالية مطلوبة لأجل ترسيخ ثقافة المواطنة قبل إدخالها في السياسة الانتخابية بالدولة.

أمّا مصطلح الليبرالية في الشرق الأوسط يذكر الكاتب أنّه ترجم إلى العربية لأول مرة من قبل العالم ךפאעה ראפיק אל­טהטאוי رفاعة رافع الطهطاوي في القرن التاسع عشر، إلا أنّ البعض الآخر يرى أن المصطلح ترجم للمرة الأولى في العشرينيات من القرن العشرين بواسطة אחמד לוטפי אלסיד أحمد لطفي السيّد أحد الليبراليين المصريين البارزين، أيضا من الذين تعمقوا إلى حد كبير في مصطلح الليبرالية في سياق الشرق الأوسط العربي كان المؤرخ אלברט ח'וראני ألبرت حوراني في كتابه المشهور"Arabic Thought in the Liberal Age تاريخ الفكر العربي في العصر الليبرالي".

كما تناول الكاتب آراء المفكرين العرب والمصريين في مصطلح الليبرالية ومنهم: عبد المنعم سعيد، والكاتب المصري على سالم، وفؤاد زكريا، والمفكر العربي خلدون الحصري، وحازم الببلاوي الذي سلط الضوء على مصطلح الليبرالية بقوله: "هو مصطلح حيوي يتطور وفقا للزمان والمكان، وحتى الآن، فإنّ جوهر الليبرالية لا يزال واحدا، والأنظمة الليبرالية هي تلك التي توفر الحريات الفردية كأساس لمجتمعها".

ويذكر الكاتب أنّ التقليد الليبرالي العربي قد تطور في الشرق الأوسط خلال نضال الدول العربية ضد الحكم الاستعماري الغربي والسعي لتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي.

كذلك ينظر لمصطلح ' שחרור التحرر" من معنى التحرر من الحكم الأجنبي على عكس المعنى في الغرب حيث قامت الليبرالية الأوروبية على أكتاف الانتهاء من الترابط السياسي والاجتماعي بينما الليبرالية العربية تطورت في ظل مقاومة الاحتلال، وبالتالي فإنّ التنمية ضعيفة إلى حد ما.

وقد أشار الليبراليون العرب إلى الفارق بين الثقافة العربية التي تؤكد على الجماعية والقبلية والقرابة وبين الليبرالية الغربية.

ويصل الدخيل إلى استنتاج أن مقاومة الليبرالية في المجتمع العربي هي تقريبا شاملة، فالدولة ترفضها لأنّها تدمر الأسس التي أنشئت من أجلها، والشعب يرفضها لأنّها ليست المناسبة للتراث الثقافي، والنخبة غير قادرة على التعامل معها كأيديولوجية ملزمة.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------

اسم الكتاب: الرحلة إلى الربيع العربي: الجذور الفكرية لاضطرابات الشرق الأوسط في أفكار الليبراليين العرب

المؤلف: دود جوفرين

الناشر: دار نشر ماغنيس

سنة النشر: أبريل 2016

اللغة: العبرية

عدد الصفحات: 340 صفحة

* أكاديمية مصرية

أخبار ذات صلة