محمد الشيخ
يحكى عن الفقيه ابن القوبع أنه كان إذا رأى أحدًا يضرب كلبًا أو يُؤذيه يخاصمه وينهره ويقول له: "أَمَا هو شريكك في الحيوانية؟" والحال أنه من "الشراكة" بين الإنسانية والحيوانية، انتقل بعض مفكرة العرب إلى حد تفضيل "الحيوانية" على "البشرية" في بعض الأحايين؛ فكان أن ألف ابن المرزبان كتابه الفريد من نوعه: "تفضيل الكلاب على الكثير ممن لبس الثياب". لكن، دعنا نتساءل، بدءا،ما معنى أن يكون البشر للحيوان "شريكا في الحيوانية"؟
"الشراكة في الحيوانية": تلك هي قضية هذا الكتاب الجديد. وهو من تأليف أستاذة علم السياسة والاجتماع بالجامعة الأوروبية بسان بترسبورغ وباحثة في معهد الفلسفة بأكاديمية العلوم بروسيا، ومن تقديم الفيلسوف السلوفيني الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في العقدين الأخيرين سلافوج زيزيك الذي وصف الكتاب بأنه "كتاب رائع"، وبأن صاحبته تدعونا إلى القبول بحيوانيتنا ـ أو بحظ الحيوانية منَّا وفينا ـ بما لا يعني "الأوبة إلى جذور الحيوانية" و"الاستمتاع الحر بنزواتنا الجنسية" أو شيء من هذا القبيل، وإنما يعني التصالح مع "الحيوانية"ـ ذاك الذي رفضته الميتافيزيقا التقليدية والثقافة المسيحيةإذ عارضت معارضة مانوية بين طبيعة الإنسان "الإنسانية" وطبيعته "الحيوانية".
ولقد أصاب زيزيك في توصيفه للكتاب. فهو رحلة مُمتعة في عالم الحيوانية وفي تمثلات الإنس لهذا العالم: من الحيوان المقلد للإنسان (أرسطو وحصانه) إلى الحيوان الخارج على القانون (دريدا)، إلى الحيوان البريء، فالحيوان المجنون (العصر الوسيط)، والحيوان المريض (هيجل)، والحيوان الشِّغيل (كوجيف)، حيث الشغل كرامة عند الإنسان وليس كذلك عند الحيوان، فإلى الحيوان المخملي (باتاي) ...
تعلن المؤلفة، بدءا، أنها لا تدعي التفرد بأطروحة جديدة في شأن تصورات الفلاسفة للحيوانات، وإنما سوف تستهدي بمن سبقوها إلى التنبه إلى مشهد الحيوانات في الفلسفة. وتقترح النظر إلى تاريخ الفلسفة من حيث هو تأريخ للحيوانات. ولهذا ترسم معالم تاريخ الفلسفة على ضوء قضية الحيوانات هذه. فبعد سيادة فلسفة ديكارت، وموقفها المعروف من الحيوانات، ها هي "فلسفة الحيوانية" أمست تدور على مسألة التفكير في كيف نفكر في الوجود الحيواني ـ ونحن نفترض، أصلاً، أن ليس من شأن الحيوانات أن تفكر، أولا، ولا من شأنها أن تفكر في ذاتها، تبعاً. على أنه حدث، أخيرا، توافق بين الفلاسفة على أننا لا نتناول الحيوانات كما هي، وإنما حسب تمثلاتنا عنها. أكثر من هذا، صير إلى الاعتقاد بأن "الحيوان" لا يوجد، وكل ما يوجد إنما هو "تصوراتنا عنه" ... هو ذا معقد الكتاب. طيور الضفة الغربية العابرة للحدودفي تقديم الكتاب، تذكر المؤلفة كيف أنَّها في شهر دجنبر من عام 2015 كانت قد زارت رام الله، بالضفة الغربية، حيث شاركت في ندوة عن الفيلسوف الألماني اليهودي فالتر بنيامين،وكانت الأراضي المحتلة قد أحيطت بسور "بشع رمادي"، بحيث إن الداخل إليها أو الخارج منها لا بد من أن يمر عبر نقطة تفتيش. وتذكر أنها وهي تغادر رام الله، عبر النقطة التفتيشية قلنديا، لمحت طائرا يطير فوق الجدار غير عابئ به. وفجأة تتذكر أنَّ المخطوطة الأولى لهذا الكتاب الذي بين أيدينا كانت قد أعدت قبل ذلك بثلاث سنوات، وأنها لما كانت بصدد كتابة فقرته الختامية كانت لا تزال صورة الحيوان الذي يُعبر الحدود في ذهنها صورة مجردة، ولم تكن قد خطرت ببالها أبدا أية صورة مشخصة أو مثال ملموس عن أي حيوان يعبر الحدود .. لكن ماجريات التاريخ وحدها حملتها بالصدفة، في تلك اللحظة وفي ذاك المكان، لكي تكون شاهدة على ذاك الطائر "الجريء" وهو يعبر الحدود ...و"تاريخ الحيوانات": عنوان استلهمته المؤلفة من كتاب لأرسطو يحمل الإسم ذاته. وقد استملته عن قصد: ذلك أنها تستهدف في هذا الكتاب أن تطرح للنظر ما الذي تعنيه سمة "الحيوانية" من الناحية التاريخية؛ أي كيف تجمع الحيوان بالتاريخ والتاريخ بالحيوان. ذلك أن ثمة رأيا متداولا على نطاق واسع يرى أن الحيوان لا تاريخ له، وهي ترد: بلى، إن للحيوانات تاريخا، على الأقل من حيث أنها شكلت قوى عمل. وتفند أساس هذه الدعوى القائم على نزعة إنسية ترى أن للإنسان وحده "ذاتية"؛ إذ لما كان يفترض أن "الذاتية" هي صانعة التاريخ والفاعلة فيه، فإن الإنسان وحده يصنع التاريخ، أما الحيوانات فلا "ذاتية" لها؛ ومن ثمة لا "تاريخ" لها. لكن أطروحة الكاتبة مركبة: لا فصل بين "ذاتية الإنسان" و"ذاتية الحيوان" بل هما متصلتان. أكثر من هذا، لا "فضل" لأحداهما على الأخرى.
ما الذي يمكن للفلسفة أن تقوله عن الحيوانات؟
ثمة موقف مشترك للفلاسفة من الحيوان متمثل في ما أقاموه من تراتبية بين الكائنات وتفاضلية. ومن أقدم هذه التفاضليات ما كان ارتآه أرسطو من أن "الحيوانات" "أفضل" من "النباتات"، و"البشر" "أفضل" من "الحيوانات"، و"الرجال" "أفضل" من "النساء"، و"المواطنون الأحرار" أفضل من "العبيد"، وهكذا دواليك ... وذلك لا لأن ما هو "أدنى" "أسوأ"، وإنما لأن ما هو "أسمى" "أعرف" بالأفضل. تلك صورة بقيت رائجة حتى لدى المدافعين عن حقوق الحيوانات وعن تحريرها حيث يقرون بعلو الطبيعة البشرية على الطبيعة غير البشرية، كما لو كانت هذه تحتاج إلى مساعدتنا واحترامنا ودعمنا واعترافنا. ولا كما اعتقدوا، فمن شأن الحيوانات ألا تهتم باهتمام البشر بها ... نحن نضحي بها، نسوقها إلى المذابح سوقا، نستغلها، نمرنها، نقحمها في سيرورات إبداعية، ونمنحها حقوقا ووثائق ـ لكنها تبقى غير مبالية (وهذا لا ينطبق على الحيوانات الأليفة التي يتعلق معيشها ومعاشها بالبشر).
على أن المؤلفة ما كانت مستلهمة لكتاب أرسطو ـ تاريخ الحيوانات ـ وحده، بل استلهمت كتاب "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" لفوكو (1961)، وكتاب "تاريخ الشبقية" لباتاي (1951). وحاصل تلك الاستلهامات "فيلة ثلاثة" أقامت المؤلفة على ظهرها كتابها. وبالنظر إلى إرث فوكو، وفي ما يخص موضوع "الجنون"، كان هذا قد قال بأن للحيوانية حقيقتها الجوانية، وهي حقيقة تنجلي في حدود "ما هو إنساني". إذ "الحيوانية" هنا هي المرآة الأخرى للإنسان التي لا نفكر فيها ـ نحن معشر البشر ـ ولا يمكن التفكير فيها. وحسب المحلل النفساني "لاكان"، فإن من شأن نظر الإنسان إلى المرآة أن يجعله يتملك صورته عن نفسه من حيث ما هو إنسان في صورة خارجة عن ذاته. لكن، ما الذي يمكن أن يحدث لو كان الحيوان هو الذي يوجد خارج المرآة، عندها يكون على الإنسان أن يتعرف على ذاته وفي نفس الوقت لا يمكنه أن يفعل ذلك. وإذ يقرأ "دريدا" من جديد "لاكان"، يذكر أن اللغز الحقيقي يمكن العثور عليه لا في الكائن البشري وهو يتطلع إلى انعكاس صورته في المرآة، بقدر ما في الحيوان الذي يتطلع إلى الإنسان. وإن هذه اللعبة ـ لعبة الجوانية والبرانية، والاحتواء والإقصاء ـ لتشكل ضربا من الآلية سماها الفيلسوف الإيطالي المعاصر "أغامبن" "الآلة الأنتربولوجية"التي شأنها أن تقيم حاجزا بين الذات والغير ـ الذي هو الحيوان. وتعلق المؤلفة بأن هذه الآلة المرآوية بأنها قد اشتغلت في اتجاهين: اتجاه التعرف على ما يميز الإنسان، واتجاه فساد التعرف على ما يميزه. لقد تعرف الإنسان على ذاته من خلال الحيوان، لكن انشطر شطرين وبقيت المرآة عالقة بين الإنسان وسواه، وحدث انشراخ في ما بينهما البين. ولئن كان "أغامبن" قد دعا إلى إيقاف هذه الآلة الإنسانوية، فما تريده المؤلفة أمر أكثر تواضعا ـ أن تجد موقعا يجعل الآلة تشتغل على نحو مختلف. وهذا لا يعني أنها لا تنتقد البراديغم الإنسانوي القديم، الذي يفضل الإنسان على الحيوان باللسان والوعي والعقل تفضيلا، ولكن تريد أن تبرز أنه بقدر ما يسعى الإنسان إلى تجنب السقوط في فخ "الإنساني/المعيار"، فإنِّه يسقط فيه سقوطا ... ولذلك ترى أن علينا النظرة إلى الأمر نظرة جدلية: لا ينبغي أن ننظر إلى أنفسنا بوفق عقيدة الهوية الصلبة، فنرى أنفسنا كائنات بشرية مواجهة للكائنات الحيوانية بوسمها أغيارنا.. إذ أفضل سبيل لتحقيق الذات هو الأوبة إليها، لكن بعد رحلة الغربة..
في كل فصل من فصول هذا الكتاب الثمانية، تنطلق المؤلفة من صورة "إنسية" عن الحيوان، تمثل لها بفيلسوف، ثم تبرز مفارقات تلك الصورة على ضوء تاريخ الفلسفة والأدب والفن ...والحال أن هذا كتاب في المفارقات بحيث إن كل فصل منه يتناول مفارقة بطلها سمة "الحيوانية". ونحن ننتقي منها ههنا نماذج بالنظر إلى ضيق الحيز:
المفارقة الأولى:
الحصان الأكاديمي
تورد المؤلفة مثال الحصان الذي ذكره أرسطو في كتابه عن الحيوانات والذي "اقترف خطيئة زنا المحارم"، فكان أن تردى من عَلِيٍّ قتلا لنفسه. هل يمكن للحيوان أن ينتحر كما يفعل الإنسان؟ يذهب العلماء الوضعيون إلى أن القول بذلك تشبيه للحيوان بالإنسان، لكن المؤلفة تؤكد أنَّ في هذا الموقف إدانة للحيوان على أنه غير قادر على الوعي بحياته؛ بما يعكس نزعة إنسانوية هي ما تجنبه هؤلاء العلماء فسقطوا فيه ورأوا أن أوديب لا يمكن أن يكون حصاناً. لماذا؟ هذا ما ينكره العلم الطبيعي والقانون، لكن الفن والأدب يتصوره؛ إذ حتى لئن ثبت أن الأحصنة لا يمكن أن تنتحر، فقد وُجد واحد على الأقل فعل ذلك. تشي هذه الحكاية أن هنا الإنسانية تقود حرباً ضد الحيوانية، وأن الحصان الأرسطي يتبنى موقف الإنسان. يا له من إنسان شديد الإنسانية !
المفارقة الثانية:
الحيوان الخارج عن القانون
ألا كم ما كان من السهل اتخاذ الحسم في أمر مَنْ ذا الذي ينبغي أن يكون أكثر إنسانية: الإنسان أم الحيوان! مثلا اتهام خنزير، في العصور الوسطى، بدهس صبي حتى الموت: أفي ذلك جريمة حقا؟ وبالتالي، هل يساق الخنزير إلى الساحة العامة ليقطع رأسه، أم يدافع عنه بالقول إن الخنزير لا يمكن أن يدان لأنه فاقد للذكاء والخلق، وأنه لا يخضع إلى القانون؟ ألا كم أقيمت من المحاكمات في العصور الوسطى للحيوانات! من وجهة نظرنا اليوم، تبدو هذه المرافعات عن الحيوانات هوجاء، بينما بدت للمدافعين الإنسيين مفهومة. لكن، ألم يحدث داخل منطق ثقافة الحداثة نفسه سوق الحيوانات سوقا إلى المجزرة؟ وبالمقابل، ما الذي جعل المسيحيين يلقون العظات على الطيور كأنها بشر، ثم يبرؤوها من الخضوع إلى القانون؟
المفارقة الثالثة:
الموت بداية الوعي
يرى هايدجر أن عالم الحيوان عالم فقير: عالم محدود جدا بين طريدة وفريسة، لكن باتاي يرى فيه عالم انطلاق وحرية. وحرية الحيوان تكمن عنده في سيادته وفي محايثته. خذ، مثلا، السمكة في الماء، فإنها حين تنتقل إلى الساحل تصير سمكة ماركسية، لكن حين تبقى في ماء النهر تموت بالسموم. وضعها هنا كوضع البروليتاريا، لا تحيا إلا في الشغل والشغل يهلكها، إلا أنه بينما البروليتاريون يمسون ثوريين لأنهم لا يستطيعون أن يعيشوا في مائهم، فإنه يكون على السمكة أن تموت على الشاطئ لكي تحتج على التلوث!
المفارقة الرابعة:
الرأسمالية المتوحشة والخوف من المتوحش
ضد خلفية العقل الكلاسيكي الذي لم يثبت ذاته إلا عبر الإقصاء الجذري لكل ما لا يلائم ما تسميه المؤلفة "النظام البورجوازي الجديد"، تشير الفيلسوفة إلى أن أحد مهمشات هذا العقل التي عادة ما لا ينتبه إليها ـ هي الحيوانات. لقد أقصت الرأسمالية "المتوحش" إقصاء. لكن، تتساءل المؤلفة، من هو المتوحش؟ ومن يخشى المتوحش؟ مَن يخشى مَن: الرأسمالية المتوحشة تخشى التوحش؟ أم الحيوانية تخشى التوحش وتخشى الرأسمالية؟ ذلك أنه في إقصاء الرأسمالية للجنون وللفقر، بالمعنى الفوكوي، إقصاء للحيوانية ذاتها. لكن، ما العمل اليوم بعد بداية إعادة الاعتبار للفقر ـ مديح البساطة الطوعية ـ وللجنون ـ للجنون فنون اليوم؟ وما العمل إذ بدأ يقل تمجيد العقل ذاك التمجيد الذي كان عند بداية الحداثة؟ يحدث الأمر كما لو أن البشرية الرأسمالية تحققت من أن الإقصاء غير ممكن، ومن أن الجنون والفقر والحيوانية وجدوا دوماً، بحيث مهما نحن حاولنا إخراجهم يعودون.
المفارقة الخامسة:
غربة الذات ذات الغربة
لئن حق أن لا ذات إلا وما صارت ذاتا سوى باغترابها عن نفسها وأوبتها إلى ذاتها، كما علّمنا هيجل ذلك، فإن المؤلفة تذهب إلى أن هذا الأمر أولى أن ينطبق لا على "ذاتية الإنسان" ـ كما ركز على ذلك هيجل ـ وإنما على ما تسميه "ذاتية الحيوان". هو ذا ما تشترك فيه كل الحيوانات ـ بما في ذلك الإنسان ـ وقد قادتها قوة الإنكار أو السلب. ذلك أنه وفق منطق الهُوَهُوِيَّة ـ الشيء هو هو ـ يترافق فعل الاحتواء بفعل الإقصاء (مثلا نمنح لبعض الحيوانات حقوقا ولا نمنحها لأخرى)، بينما منطق الهُوَسَوِيَّة ـ "الهوية""هوية و"سوية"أو هي "ذاتية" و"غيرية" ـ منطق احتوائي إدماجي بالتمام والكمال. وفق المنطق الأول ـ منطق الإنسانية ـ نحن بشر لا حيوانات، ووفق المنطق الثاني ـ نحن بشر وحيوانات معًا. وكما قال هيجل فإن الحيوان بموته فينا يحيا، كما الإنسان بموته يحيا.
المفارقة السادسة:
الوجود العيني والوجود الظلي
لا يطابق الخطاب البشري المتفائل حول تحرير الحيوانات في زمن الحداثة واقع الحال، ولا مجال لتحقق نبوءة المحدثين بحصول الحيوانات في النهاية على حقوقها. إنما حاضر الحيوانات مأساتهم ـ تجارة الحيوانات، سفريات التفرج على الحيوانات. وتستشهد المؤلفة بكتاب جون بيرجر ـ "لماذا النظر إلى الحيوانات؟" (2007) ـ الذي يصرح فيه: "خلال القرنيين الأخيرين، أخذت الحيوانات تنقرض شيئا فشيئا". وقد قرن ذلك بظهور حديقة الحيوانات التي تشي بمظهر من مظاهر هيمنة الثقافة الرأسمالية؛ إذ إن عددا كبيرا من الحيوانات ولى تاركا البشرية تعيش على مجرد "تمثلاتها" عن هذه الحيوانات؛ أي على صحبة الحيوانات الأليفة وعلى لعب الحيوانات للأطفال. لقد بات وجود الحيوانات وجودا ظليا لا عينيا، وشبحيا لا حقيقيا. وإذ انسحبت الحيوانات من عالمنا اليومي، أمست أشباحها لا تظهر إلا في الفنون وفي النظرية وفي الثقافة البصرية؛ أما في الفلسفة فما عادت الحيوانات فقط أشباحا وإنما أمست ضيوفا.
---------------------------------------------------------------
عنوان الكتاب: فلسفة تاريخ الحيوانات
اسم المؤلف: أوكسانا تيموفيفا
دار النشر : بلومسبوري أكاديميك
لغة النشر : الإنجليزية
سنة النشر : 2018
