شارل تاليافيرو وشاد مايستر
محمد الشيخ
مَنْ قال إنّ "اللاهوت" ـ وهو عديل "علم الكلام" في التقاليد الإسلامية ـ قد مات؟ ومن قال، بالتبع، إن "اللاهوت الفلسفي" - وهو نظير "علم الكلام الفلسفي" عندنا - قد باد؟ تكاد الكنائس بالغرب تكون مهجورة، بينما اللاهوت سوقه نافقة. والأمر يوشك أن يكون بالضد عندنا. غربا، كانت دائما للاهوت، وضمنه اللاهوت الفلسفي، حياةٌ على الرغم من بعض ضمور أصاب الشعور الديني. وشرقا - في البلاد الإسلامية الشرقية (إيران والعراق ولبنان وسورية) - يتم الحديث اليوم عن "علم الكلام الجديد"، كما يتم الحديث غربا - بالمغرب وتونس على وجه الخصوص - عن "تجديد علم الكلام". على أن أهل الشرق عموما - شرقا وغربا - لا يكادون يهتمون باللاهوت في البلاد الغربية، اللهم إلا في ما ندر.
وقد جاء هذا الكتاب - اللاهوت الفلسفي المعاصر (2016) - لكي يقدم للقارئ صورة ضافية عما جد في أمر اللاهوت الفلسفي الخاص بخمس ديانات: الديانات الإبراهيمية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام)، فضلا عن الديانتين الآسيويتين الأساسيتين (الهندوسية والبوذية). ويتكون الكتاب من مدخل وتسعة فصول. وكل قسم منه مذيل بأسئلة تفكرية تعين القارئ على تقويم ما ورد فيه من معارف جديدة وإثرائها ومعارضتها بآراء أخرى لم ترد في متنه.
المدخل: ما اللاهوت الفلسفي؟
يتضمن مدخل الكتاب بَسْطَ الأسئلة الأساسية التي تطرح حول مبحث "اللاهوت الفلسفي". وهي في عداد الخمسة:
أ - ما هو اللاهوت الفلسفي، أو قل بعبارة غير معهودة في اللسان العربي: ما هو علم الكلام الفلسفي؟ حقيقة اللاهوت الفلسفي أنه تفكير نقدي في مفهوم "الرب" وفي مفهوم "الرباني". وبينما كانت تتضمن الممارسة التاريخية للاهوت دراسة التأويل النقدي للكتاب المقدس، فإن الممارسة الفلسفية المعاصرة للاهوت تقوم على دراسة مختلف التصورات والمرويات عن "الرب" وعن "الشأن الرباني". وما يميز اللاهوت الفلسفي المعاصر عن البحث الفلسفي في الدين بعامة هو أنه ينظر إلى التقاليد الفلسفية في النظر إلى "الرب" وإلى "الرباني" نظرة "جوانية" و"برانية" معا؛ أي أنه ممارسة للفلسفة من "داخل" ومن "خارج" التقاليد اللاهوتية. من الخارج؛ أي بنظرة حيادية غير متحيزة. ومن الداخل؛ لا يعني بالضرورة التحيز إلى تقليد ما، وإنما الاستناد إلى هذا التقليد المستأنس به.
ب - وهل تتطلب ممارسة اللاهوت الفلسفي أن يكون المرء منتميا إلى دين بعينه؟ وجواب الباحثين بالسلب. بل يذهبان إلى حد القول بأنه، مثلا، باستطاعة غير المسيحيين أن يزاولوا لاهوتا فلسفيا مسيحيا. أكثر من هذا، يمكنهم حتى أن ينتجوا لاهوتا أفضل من ذاك الذي ينتجه فيلسوف لاهوتي مسيحي.
ج - وهل يمكن للتقاليد الدينية التي لا أثر فيها لفكرة "الرب"، شأن البوذية، أن يقوم بها لاهوت فلسفي؟ وجواب الباحثين يتمثل في اللجوء إلى حجة الواقع المتحقق: ثمة بالفعل فلاسفة بوذيون يناقشون هذه القضايا مع أهل الأديان الربوبية. هذا فضلا عن أنّ البوذية والأديان الربوبية تتشاركان في فكرة "التعالي".
د - وما هي أخلاقيات اللاهوت الفلسفي؟ والجواب: الاستناد إلى إقامة الحجج، وتطوير مهارة التعرف على الحجج وتمييزها عن الشبه، واستعمال المهارات التحليلية في بيان تماسك الدعاوى أو تهافتها، والتمكن من المباحث الأخرى المجاورة، والانفتاح على أفكار الأغيار، والتواضع، والصبر، والقدرة على التخيل. ويركز الباحثان على فضيلتين معرفيتين أساسيتين هما "الخيال المتعاطف" و"التعددية المنهجية"، فلا لاهوت فلسفي يمكن أن يقوم حقا من غير النظر إلى العقائد الأخرى نظرة "تواد"، ومن غير القبول بواقعة "تعدد" العقائد.
ه - وكيف يمكن أن يتم إنجاز لاهوت فلسفي؟ ذاك يتم باتباع شرطين: لا ينبغي أن يصرح المرء بالضرورة بخياراته العقدية اللاهوتية إلى الآخرين، وعليه أن يستند إلى الحرية في النقاش معيارا لكل جدل لاهوتي فلسفي حقيقي.
ويختتم الباحثان هذا المدخل الضافي بالإشارة إلى أن سوق اللاهوت الفلسفي نافقة في المؤسسات الأكاديمية واللاهوتية. ويريان أن ثمة على الأقل ثلاثة أسباب لهذه الانتعاشة: اعتقاد بعض الفلاسفة أن أفضل مدخل إلى الفلسفة هو المدخل اللاهوتي، ورغبة العديد من الفلاسفة، أمام التحيز في المناقشات التي يشهدها الدين، في مقاربة منصفة وذكية للدين، وبداية تجدد نظرة الفلاسفة إلى الدين بحيث أمسوا ينظرون إلى التجربة الدينية بحسبانه تجربة وجدانية ـ وليس فقط عقلية ـ جدية شغوفة.
الفصل الأول: العلم واللاهوت الفلسفي
مدار الفصلين الأول والثاني على التحديات التي تواجه اللاهوت الفلسفي اليوم. وهي في عداد اثنين: تحدي العلم للاهوت الفلسفي، وتحدي الدين نفسه - من حيث إنه تجربة خاصة قد تتمنع عن النظر العقلاني - للاهوت الفلسفي.
وهكذا، يدور الفصل الأول على التحدي الذي تشكله العلوم الطبيعية أمام اللاهوت الفلسفي. والسؤال الذي يطرحه الباحثان ويديران عليه مجمل ردودهما هو: هل أمسى العلم المعاصر فعلا يُظهر أن كل الأديان (أكانت ربوبية أم غير ربوبية) بمظهر الاعتقاد الخاطئ، وأن تصوراتها للكون "مجرد بناءات أسطورية متجاوزة"؟ ويشدد صاحبا الكتاب في جوابهما على أن الطاعنين في الاعتقادات الدينية يبنون موقفهم على مبدأ أولوية الشأن العلمي - والمقصود به هنا "الوقائع الصماء البكماء" - على الشأن الفلسفي، بينما الشأن الفلسفي - والمقصود به هنا المعنى الواسع؛ أي كل ما تعلق بالمفاهيم والاستدلالات والقيم - أولى بالتقدمة على الشأن العلمي؛ وذلك لأن الطرح العلمي حين يتخذ هذا الموقف إنما ينبع عن مقاربة فلسفية حتى من غير أن يعي بذلك. ويصوب الباحثان سهام النقد في هذا الفصل على ما أمسى يعرف باسم "النزعة الطبيعية". وينتهيان إلى استنتاج أن العلم المعاصر، وعلى عكس ما يُظن، أشد تأييدا للاهوت الفلسفي مما يُعتقد. وأنه لم يؤسس لاستقالة موهومة للاهوت الفلسفي، وإنما هو باعث نهضة جديدة تغذي اللاهوت الفلسفي بفكرة "حدود العلم"، وأن هناك إمكانية تفكير في ما وراء طور العلم.
الفصل الثاني: الأسرار الدينية واللاهوت الفلسفي
مدار هذا الفصل على التحدي الثاني الذي يواجه اللاهوت الفلسفي: وجهة النظر الدينية التي ترى أن من شأن التجربة الدينية أن تستعصي على التأمل الفلسفي. ذلك أنه لَئِنْ أثبت الباحثان - في الفصل السابق - أن العلم لا يشكل تحديا للاهوت الفلسفي، فإنّ البعض قد يرى أن التحدي الحقيقي إنما يكمن في بعض الأنظار الدينية التي تواجه اللاهوت: وماذا لو كان ثمة رب لكنه ليس يُعلَم؟ بحسب ما يذهب إليه بعض الفلاسفة، فإن فكرة "الرب"، إذا ما هي استُكنهت حق استكناه، بدا أنها تنفلت من فهم البشر، وتتأبى على لغة البشر، بحيث تدخل في باب ما لا يُتَعَقّل ولا يُتَفَكَّر، وتلج في مجال ما لا ينقال وما لا ينعبر. فشأن الله أنه يقع في طور ما لا يُعقل بعقل، وفي باب ما لا ينقال بلغة. ومن ثمة يمسي اللاهوت الفلسفي مبحثا عقيما لا يثمر. وجواب الكاتبين: على الرغم من ضرورة أن نأخذ بعين النظر فكرة أن الاعتقادات والممارسات الدينية تتضمن أشكالا من الحياة ومن التجربة تتعدى طور الاستكشاف التحليلي - بحكم أن الحياة الدينية جُعلَت لكي تحيى وتعاش أكثر مما جُعِلت لكي تُبحَث وتستقصى - فإن اللاهوت الفلسفي أضحى يأخذ بعين النظر خصوصية هذه التجربة، وما عاد يسعى إلى تعقيلها التعقيل المتطرف. وبالجملة، صار لاعتبار الوجدان مكان في اللاهوت الفلسفي اليوم. وفضلا عن هذا، لئن سلم الباحثان بأن سر الرب أمر لا يُستَكنه بكنه، فإنهما عادا ليؤكدا على أن الكلام عن الرب وتصوره ما كان بالأمر المستحيل، ولا بالشأن غير المهم، وأن بمكنة اللاهوت الفلسفي أن ينهض بهذه المهمة على خير وجه.
الفصل الثالث: التعددية واللاهوتات الفلسفية
إذا كان الباحثان قد نظرا في الفصلين السابقين في عائقين اثنين أمام اللاهوت الفلسفي: التعزز بالعلم، والتعزز بما لا ينعبر، فإنهما يطرحان في الفصلين الثالث والرابع مشكلة أخرى تتعلق بتعدد التقاليد الدينية. فلماذا والحال هذه الالتزام بتقليد واحد وليس بالتقاليد الأخرى؟ ولماذا لا نعرض على اللاهوت الفلسفي بالمرة؟ يعمد الباحثان إلى المقارنة بين مختلف أشكال اللاهوت الفلسفي في مختلف السياقات، وذلك من خلال سؤال جوهري: كيف يمكن للإنسان أن يعبر - أو ينفذ - عبر مختلف الحدود والاختلافات التي تقيمها مختلف التقاليد اللاهوتية؟ وأي لاهوت منها حري بأن يحوز تصديقنا؟ وأيهم يمثل الحقيقة ويمكن أن يحوز ثقتنا؟ وجوابهما في ما يخص ضرورة العناية باللاهوت أن غالبية سكان العالم يعلنون انتماءهم إلى دين معين، وأن القيم المحايثة التي يدعو إليها بعض الفلاسفة المعاصرين - ابتسامة صبي، براعة راقص، حركة عاشق - مما يعطي للحياة طعما يوجد أيضا منصوصا عليه في الأديان نصا متعاليا. وإذ يتساءل الباحثان: هل تعدد التقاليد الدينية معضلة أم فرصة؟ فإنّ جوابهما أنّ في التعدد فرصة، إذ كلما كثر التنوع ازدادت فرص اكتشاف الحق من بينها. وعن التعلل بكثرة التقاليد للقول بالتوقف، يرى الباحثان أن التعدد إنما هو بالعكس فرصة للإطلاع على مختلف القيم التي تحملها مختلف الديانات الربوبية، فضلا عن أنها توفر فرصا سانحة لتجربة الأمر المقدس.
الفصل الرابع: الدلائل وأشكال الوحي
يفحص هذا الفصل الحجج الرئيسية التي تدعو إلى اعتناق اللاهوت الفلسفي في التقاليد الإبراهيمية. وهو يطرح خمسة أمور:
أ - ما يسمى "الإبستمولوجيا الدينية" وهي المتعلقة بنظرية الاعتقاد والحجة، وبمسألة المقاربة الودودة وغير الودودة اتجاه قيمة التجربة الدينية.
ب - نقد نظرية الفيلسوف الإنجليزي هيوم في أمر تجلي الشأن الرباني وتخفيه، وبيان تهافت موقفه المعادي للمذاهب الربوبية.
ج - النظر في الدلائل المستقاة من التجربة الدينية وتأثيرها أو عدم تأثيرها على دلائل المذهب الربوبي التقليدي: وهي الدليل الوجودي والدليل الكوني والدليل اللاهوتي.
د- الرد على الاعتراضات على النظرة التي تقول بأن الرب يتجلى لنا في التجربة الدينية، وذلك ضد النزعات المنكرة للوحي.
الفصل الخامس: صفات الله
يدور هذا الفصل بأكمله على "صفات الله" في مختلف التقاليد الدينية وفي التصورات اللاهوتية المعاصرة، ودلالات هذه الصفات. ويركز بالخصوص على صفة "الكمال" التي تتعلق بها فكرة استحقاق الرب أن يُعبد. وهو الادعاء التي تلتقي الديانات الإبراهيمية في القول به، كما تلتقي في فكرة أن الصفات الإلهية تأتي لتغني مفهوم "الإله" من خيرية وقدرة وعلم وحياة ووجود وبقاء. ويعمد الباحثان إلى فحص هذه الصفات، وهما وفيان في ذلك إلى منهج الجوانية والبرانية، من منظور المتدينين الملتزمين، كما من منظور المتشككين. ويردان على ادعاء النزعة النسوية أن القول بكمال الإله يشي بنزوع لاهوتي أبوي سلطوي، كما يردان على أحد الفلاسفة الذي يذهب إلى القول بوجود تعارض بين العبودية لله - القائمة على الخضوع والخنوع - وبين حرية الإنسان التي تتضمن فكرة كرامة الإنسان. والجواب أنّ العبودية لله لا تناقض الكرامة، وإنما بالضد تشهد لها.
الفصل السادس: الخير والشر
يطرح الباحثان جملة أسئلة: ما الخير؟ وما الشر؟ ولماذا؟ وهل يمكن أن يصير الخير شرا وبالعكس؟ ومتى تكون المحبة بلا شرط؟ وهل المحبة عاطفة؟ وكيف يمكن للتقاليد اللاهوتية أن يكون لها تأثير عملي على تفكيرنا وفعلنا الأخلاقيين، بما يتضمن ذلك من أشكال الحكم والطب والجنس ومساعدة المعدمين وحكم الإعدام وممارسة الحرب؟ ويفتتح الباحثان هذا الفصل بتأملات عامة في الخير والشر، ثم يعرجان على النظر في نظرية الأمر الإلهي في الأخلاق، ويفحصان ما أمسى اليوم يعرف باسم أخلاقيات المحبة والصداقة، بما هما بعد أولي للخير، ويواصلان الحديث عن الأخلاقيات التطبيقية وعلاقتها بالتقليد اللاهوتي الفلسفي، ويختمان بالحديث عن كون تصور الخير والشر يفترض فلسفة في الذات يحاولان بناءها.
الفصل السابع: الشر واللاهوت الفلسفي
ينظر هذا الفصل في مفهومي "الخير" و"الشر" في اللاهوت الفلسفي، وذلك من خلال المقارنة بين التقاليد الربوبية، من جهة، والتقاليد غير الربوبية، شأن البوذية والهندوسية غير الربوبية، من جهة ثانية. ويذهب الباحثان إلى أن التقاليد الدينية الإبراهيمية تعترف بوجود الشر من حيث هو واقع، ولو هي أنكرته لدلت على بطلانها. لكن هذه الأديان لا تذهب إلى اعتبار أن الشر من الفظاعة بمكان بحيث أن الله الذي يسمح بحدوثه لا يمكن أن يوصف بالخيرية ولا بالكمال.
الفصل الثامن: استكشافات فلسفية لليهودية والمسيحية والإسلام والهندوسية والبوذية
ما الذي يجمع التقاليد الدينية الإبراهيمية بالهندوسية من حيث الموضوعات المتناولة؟ يقف الباحثان على المؤتلف والمختلف بين التقليدين. على أن البوذية تختلف عن التقليدين السابقين معا من حيث أنها لا تثبت وجود إله شخصي. ثم إنّ هذه التقاليد تشهد في ذاتها - وليس فقط بالنظر إلى غيرها - عن اختلافات داخلية، وبعضها أدى إلى خلافات عظيمة، لكن المؤلفين يفضلان الوقوف على المشترك.
ثم يقوم الباحثان باستكشاف اللاهوت الفلسفي في سياق تقاليد دينية أربعة ومن خلال التركيز على المفاهيم الأساسية في هذه التقاليد: اليهودية (فكرة التوحيد العلائقي والنبوة والمسألة الاجتماعية)، والمسيحية (التثليت والتجسد والكفارة)، والإسلام (الإله الرحيم والعقل والتصوف والسنة)، والهندوسية (الحقيقة النهائية والشر والكارما والعدالة).
الفصل التاسع: اللاهوت الفلسفي والمجتمع المفتوح
يعتبر هذا الفصل اللاهوت الفلسفي على ضوء المسألة الثقافية. ويرى صاحبا الكتاب أن الفلسفة بعامة، واللاهوت الفلسفي بخاصة، يمكن أن يساهما في خلق ثقافة تدعم فكرة النظام السياسي الجمهوري الديمقراطي. كما يعمدان إلى الإجابة عن بعض الاعتراضات المتعلقة بالخطر الثقافي المحتمل للديانة التوحيدية، ويختمان الكتاب ببعض التأملات حول كيف يمكن للاهوت الفلسفي أن يساهم في معالجة التحدي الكبير المطروح على الأجيال القادمة: خطر التغير المناخي. وبالجملة، يدعو الباحثان إلى اتباع "الحس السليم" في تدبير الشؤون العمومية، وذلك من خلال "التوافق بالتقاطع"؛ أي المشترك بين البشر بصرف النظر عن اختلاف رؤى العالم، وسعيا إلى تأكيد قيم المجتمع المفتوح.
أخيرا، ثمة "قطيعتان" خطيرتان تعاني منهما الثقافة العربية المعاصرة:
-
قطيعة أولى مع التراث الكلامي العربي القديم، سواء منه الكلام الخالص أو الكلام الفلسفي أو الكلام الصوفي.
-
قطيعة ثانية مع اللاهوت المعاصر، بحيث عزيزة هي معرفتنا بما يحدث في لاهوت الأديان الغربية والشرقية - اليوم.
ولئن كان لهذا الكتاب من مزية، فإنها تتمثل في أنه جاء لوصل القطيعة الثانية. وفضلا عن هذا، فإن هذا الكتاب ذو بعد منهجي تربوي، بالإضافة إلى لغته البسيطة، وإلى حسن انتقاء نماذجه. وهو مذيل بأسئلة للتفكير والتأمل. كما أن من مزايا هذا الكتاب إطلاعه إيانا على عشرات الفلاسفة اللاهوتيين من الذين تظل أعمالهم مجهولة لدى القراء العرب، فضلا عن أن تكون مترجمة، اللهم إلا في ما ندر.
-------------------------------------------
عنوان الكتاب : اللاهوت الفلسفي المعاصر
المؤلفان : شارل تاليافيرو وشاد مايستر
دار النشر : راروتليدج/ نيويورك
سنة النشر : 2016
عدد الصفحات : 242
اللغة: الإنجليزية
