الاستمرارية والتغير أو الثابت والمتحول في عالم الإسلام

Picture1.png

لعدة مؤلفين

يوسف شحادة (أكاديمي فلسطيني مقيم في بولندا)

يُمكن عد كتاب "الاستمرارية والتغير في عالم الإسلام" من الدراسات الأكاديمية المُهمة التي تُعالج قضايا العالم الإسلامي مُعالجة شاملة، تتناول موضوعات شتى مُوزعة على ستة أبواب في التَّاريخ، والاقتصاد والسياسة، والحقوق، والربيع العربي، والأقليات المُسلمة، والمجتمع. ومن بين المباحث السبعة عشر مبحثان، باللغة الإنجليزية، لباحثين من بروكسيل وتبليسي، يضفيان على الكتاب طابعًا أوروبياً شاملاً.

تشير البروفيسورة إيزابيلا كونتشاك، والدكتورة مارتا فوجنياك – بوبينسكا، في المُقدمة إلى أنَّ عنوان الكتاب يُحيل، عن قصد، إلى عمل الشاعر والمُفكر السوري أدونيس "الثابت والمتحول: بحث في الإبداع والاتباع عند العرب". وتقتبسان منه عدة جمل وأفكار، أهمها أن الثابت مقدر في الإسلام أكثر بكثير من المتحول، فالتغير مشكوك به دائمًا، ويشكل خروجاً عن المثالي، الذي تشكل في القرن السابع خلال حياة النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم. بيد أنَّ الاتكاء على هيبة كتاب أدونيس، يكاد لا يكون سوى إتكاء على العنوان، دون المضمون والمنهج. فكتابه يتَّخذ منحى فلسفياً نقدياً ممنهجاً، ينطلق من الأصول وتأصيلها، ليصل إلى صدمة الحداثة، وسلطة الموروثين الديني والشعري؛ أما العمل الذي بين أيدينا الآن، فهو مجموعة من الدراسات تُسلط الضوء على قضايا مهمة وحساسة في المجتمعات الإسلامية – وليس بالضرورة العربية. والعنوان، الخيط الجامع الذي ينبغي للكتاب أن يسير على هداه، يكاد ينمحي، فلا نجد في المباحث خطاً واضحًا للاستمرارية، أو تتابعًا لحلقات التغير، ما يفقد العنوان بعض توازنه. والحقيقة أنَّ الكتاب متشعب الموضوعات، مُتعدد المشارب، يتناول موضوعات تتجاوز حدود العالم الإسلامي – إن صح التعبير – وينسج علاقات فوق قومية، يكون الإسلام الخيط الجامع لها، وهو المحور الذي تُدار عليه شؤون الكتاب ومساراته.

يفتتح الجورجي جورج ناريمانيشفيلي باب "التَّاريخ" بمبحث باللغة الإنجليزية، موسوم بـ "إلغازي نجم الدين. الجنرال المسلم المنصور مهزوماً أمام الملك الجورجي داؤود الباني"، يعرض فيه جانبًا من حياة القائد المسلم نجم الدين – قاهر الصليبيين، ومؤسس سلالة الأراتقة في القرن الثاني عشر. والأراتقة قبيلة تركمانية حكمت جنوب شرق الأناضول في ديار بكر وميافارقين. في المبحث سرد عن عظمة الملك داؤود، أو ديفيد الباني (1073 – 1125)، الذي هزم نجم الدين في معركة ديدجوري، وبعدها استولى على تبليسي ومناطق شاسعة من القوقاز. عنوان البحث يُشير إلى رغبة كاتبه في تمجيد تاريخ بلاده، وانتصاراتها على المُسلمين، وفي رأيه أنَّ هذا الانتصار غيَّر مصير جورجيا والقوقاز، وأنَّ هزيمة المسلمين كانت "بداية العهد الذهبي للملكة الجورجية" (ص 23). وقد اعتمد الباحث على أقوال المؤرخين المُسلمين الكبار، ومنهم: ابن الأثير، والفارقي، وابن العديم، وابن القلانسي. أما الدكتور يوري خائنسكي، فيعرض بحثاً تاريخيًا قيماً عن التنافس البولندي السوفييتي في تركيا في الفترة ما بين 1921-1932، مركزاً على نشاطات مؤيدي تفكيك الاتحاد السوفييتي، الذين انشدوا إلى تركيا بسبب موقعها الجغرافي، وقربها من المُسلمين الروس، والعداء التقليدي بين الروس والترك، والصداقة البولندية التركية. وتفيد هذه المُعالجة في محاولة فهم المشكلات الحالية التي تبرز بين حين وآخر في سيرورة العلاقات الروسية البولندية، والروسية التركية، من خلال إسقاط الأحداث التاريخية على الوضع الراهن. ويطرح البروفيسور بارتوش فروبليفسكي موضوعاً قريباً إلى الذاكرة العربية، يتناول قضايا مرتبطة بتأثيرات الضابط البريطاني غلوب باشا في المنطقة العربية، وقد كان رئيسا لأركان الجيش الأردني ردحاً من الزمن. وبهذه الصفة كان يقدم تقاريره إلى رؤسائه في لندن مبيناً آراءه في القضايا العربية في فترة 1949-1956، وكان تأثيره واضحاً في حث بريطانيا لاتخاد قرار مهاجمة مصر عام 1956.

يتناول ميخاو كوزيتسكي في باب "الاقتصاد والسياسة"، في مبحثة باللغة الإنجليزية، تطور السكك الحديد في المملكة العربية السعودية خلال 110 سنين. وقد يبدو أنّ اهتمام الباحث بهذا الموضوع غريباً بعض الشيء، ولكن تعزيزه بمعلومات وأرقام دقيقة، مثل طول السكك، وعرضها، وحجم النقل وكثافته، يجعلة جديرًا بالقراءة. إن تحديث الاقتصاد السعودي، وتطوير ملحقاته، أوصله إلى مستويات عالمية مُميزة، وهذا ما استدعى حديث الكاتب عن مترو مكة الذي يمكنه استيعاب 25 ألف راكب في ساعة واحدة، وباتجاه واحد، فيغدو بذلك المترو الأكثر استيعاباً للركاب في العالم. أما مارتا روجيفيتش، فتتناول عملية دمقرطة الشرق الأوسط إبان حكم جورج بوش، مُعتمدة على وثائق برامج الإدارة الأمريكية. وتؤكد أنَّ السياسة الخارجية لجورج بوش اتخذت من ترويج الديمقراطية سلاحاً آديولوجيًا لمُحاربة الإرهابيين، وإستراتيجية لملاحقة المتطرفين الإسلاميين. هذا التحليل لا يُجانب الصواب، فمحاولات فرض الرؤية الأمريكية تصاعدت باطراد، بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، واحتلال العراق، واستمرت حتى 2009. أراد الأمريكيون نشر ديمقراطيتهم من العراق إلى سائر أقطار العرب، ولكن سياستهم فشلت في بلاد الرافدين فشلاً ذريعًا. فتجربة الأمريكيين – حسب الباحثة – قامت على أساس إحداث التغيير "بالقوة الصلبة"، وهذا ما أثر سلبًا في العملية الديمقراطية، وجعل المُجتمعات المحلية في منأى عن عوامل الجذب الأمريكية. وفسَّرت مُعظم الدول الإسلامية إسقاط نظام صدام بأنَّه خطوة أولى، لا لنشر الديمقراطية، بل لتعزيز الهيمنة الأمريكية على المنطقة. فالتحولات الديمقراطية ينبغي لها أن تتشكل بذاتها في صيرورة طبيعية، عندئذ تصبح حراكاً داخليًا تتقبله المجتمعات دون تدَّخل خارجي. إنَّ استنتاج الباحثة، الذي يزعم أنَّ البلاد العربية ليست مُؤهلة للديمقراطية الغربية، يبدو صحيحاً، ويتفق مع آراء كثير من الباحثين. وتطرح مارتا هوفمان موضوعاً قليل التناول في الدراسات، يُسلط الضوء على قضايا المُسلمين في القسم التركي من قبرص. ومن خلال كلمة "تقسيم" التركية، ذات الأصل العربي، تبين مفهوم الانقسام الحاصل بين شعبيّ هذه الجزيرة من أتراك ويونايين. وما يُثير الاهتمام أنَّ الباحثة تعتمد التحليل البنيوي، الذي على أساسه تعرض أفكارها واستنتاجاتها، بدءًا بمفهوم التقسيم، كشكل واقعي ينعكس على الثقافة ونمط الحياة. وتؤكد أنَّ بعده الرمزي يخلق معنى متأصلاً في الصلات القائمة، والمستقبلية، بين القبارصة يونانيين وتُركًا.

في باب "الحقوق" تطرح زوزانا أونيشتشوك – غايك سؤالاً مهمًا، تضعه في مطلع العنوان: "من له الحق بحقوق الإنسان؟ وترى أنَّ المفهوم الإسلامي لهذه الحقوق يختلف عن مثيله الغربي، وتضع مقارنة شاملة بين وثيقتين عُرفتا بـ: الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان عام 1981، وإعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام عام 1990. الوثيقة الأولى صادرة عن المؤتمر الإسلامي في أوروبا، وهي مُنظمة غير حكومية، لكنها تتمتع بوضع دولي تُقره منظمة اليونسكو، والإعلان الثاني وقعته منظمة المؤتمر الإسلامي المعروفة. تعرض الباحثة مقتبسات عديدة من هاتين الوثيقتين، تبين النقاط المهمة التي توضح تلك الحقوق، وما يميزها عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وترى أن الإسلام يقر الحقوق لكل فرد، ولكن ليس بالضرورة بشكل متساو، فهو ينظر إلى الإنسان من منظور العقيدة الإيمانية، فإن لم يكن مسلمًا، وغير منغمس في قضايا الأمة، اختلفت بعض حقوقه. والاختلاف في مفهوم حقوق الإنسان يتأتى من الفروق الثقافية والدينية بالأساس، ومن مفهوم الحقوق ذاته، فالمسلمون تحكمهم الشريعة، وهي قانون إلهي، بينما ينظم حياة العالم الغربي قانون وضعي. ينبغي القول هنا أن ما بين الإلهي والوضعي مطبات يصعب الخروج منها، ولكن الكاتبة تحاول، فتطرح سؤالا: أحقوق الإنسان في الإسلام شاملة أم تخص فئة مُحددة؟ ويكون جوابها استعارياً يعيد صوغ معنى الآية الكريمة "لكم دينكم ولي دين"، ويختتم مبحثها: "لكم حقوق إنسانكم، ولي حقوق إنساني" (ص 94). تتناول إيزابيلا دِيا نشاطات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين UNRWA في الشرق الأوسط، وتحديدا في قطاع غزة، منذ عام 1950 وحتى يومنا هذا. والمهم هنا أنَّها لا تكتفي بالتعريف بوكالة الغوث، وخدماتها الكثيرة من تعليم، ورعاية صحية، وإعانة وتشغيل للفلسطينيين في مخيمات اللجوء، بل أيضًا تعرف القارئ بالنكبة الفلسطينية عام 1948، والأضرار التي لحقت بمن تشردوا، وأجبروا على مغادرة الوطن. وتقدم معلومات دقيقة عن مصادر تمويل الوكالة، وعدد اللاجئين الذي أفادوا من خدماتها في سوريا، ولبنان، والأردن، والضفة الغربية، وقطاع غزة. ويمكن القول إن وكالة الغوث، رغم نشاطاتها الجليلة على مدى ستين عاماً، لا تبعث الشعور بالرضا، فاللاجئون أخذوا يلمسون تناقص خدماتها منذ سنين، وباتوا يتوجسون من انتهاء دعمها لهم، خاصة وأنّهم يعدون في بعض البلدان ضيوفاً منقوصي الحقوق، ممنوعين من العمل في مجالات شتى، وغير مسموح لهم الالتحاق بصفوف التعليم العالي المجانية. وفي مبحث مختلف كلياً يناقش ميروسواف تفاردوفسكي بعض قضايا الأخلاقيات البيولوجية، وتتمحور حول موقف الإسلام من الجنين قبل، وبعد، اكتماله في رحم أمه؛ وهذا النقاش يستدعي تقصي الموقف من الإجهاض في الفقه الإسلامي. ويرى أنَّ علماء المسلمين مختلفون في أمر إسقاط الجنين قبل أن تنفخ فيه الروح، فالموقف منه يتراوح بين التَّحريم، والتجويز، والتنفير؛ لكنهم متفقون في تحريم الإجهاض بعد نفخ الروح، إلا في حالات خاصة تفرضها أسباب صحية وعلاجية. ويهتدي الباحث إلى أسباب تحريم قتل الأجنة المُتخلقة في الشريعة، فيصرح أنّ منطقها واضح، ويتلخص في أنَّ الله يحرم قتل النفس التي خلقها، وبث فيها الروح، فلا يجوز التعدي على ما خلق، أو الإضرار به. ويكون مجلس الشورى السعودي مجال بحث لمارتشين غودايتشك يعرض فيه جوانب مُهمة من نشاطات هذا المجلس، وتركيبته، ولجانه، والمهمات التي تقع على عاتق أعضائه. والمهم هنا النظرة الإيجابية إلى هذه المؤسسة التي تعجب الباحث بجرأتها، وعدم توانيها في الإقدام على مُناقشة أخطر الموضوعات وأصعبها، ومنها استدعاء بعض الأمراء، ومُساءلتهم في قضايا تمس تمويل التنظيمات المتطرفة. وقد يبدو زعم غودايتشك حماسيًا بعض الشيء، إذ يرى أنَّ مجلس الشورى يمثل مشروعاً لبرلمان سعودي قادم، إن استمرت عملية الإصلاحات في طريقها الصحيح.

في باب "الربيع العربي" مبحثان، ينأى مولفاهما بنفسيهما عن تكرار ما كتب في ثورات العرب الأخيرة، فيأتي المبحث الأول، بقلم د. مارتشين شيجيتش، متحدثاً عن القضية الفلسطينة في ظل هذا الزلزال العربي. ويرى أنّ الوضع الفلسطيني لم يتغير كثيرا، ولم يصل مد الأحداث الخطيرة المجتمع الفلسطيني، بصورة مباشرة ومؤثرة. وربما التأثير المنتظر كان سيصيب قطاع غزة، قادماً من مصر، لو استمر حكم الإخوان فيها، فحماس كانت ستكون بحال أفضل من الذي هي فيه الآن. كما يزعم الباحث، فإنّ الشيء الملموس الوحيد، الذي أفاد منه الفلسطينيون في خضم الثورات العربية، تمثل في الهجوم الدبلوماسي في منتديات هيئة الأمم. لكنه يؤكد أنّ هذا الطريق لن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية حقيقية، إلا باتفاق ثنائي فلسطيني إسرائيلي، لا بفرض حل من قبل الهيئات الدولية. غير أن شيجيتش يغفل عن ذكر أن مماطلة إسرائيل في المفاوضات، وعدم جنوحها إلى السلم، لن يفضيا إلى اتفاق ثنائي؛ ومن الصواب أن تقوم الهيئات الدولية الفاعلة بتطبيق قرارات هيئة الأمم، وفرضها على قوة الاحتلال. والمبحث الثاني تقدمه ناتاليا لوكاشيفيتش، وتعرض فيه انطباعاتها عن تردي أوضاع السياحة في مصر، بعد زيارتها في ربيع 2014. وتفيدنا الباحثة بتوثيق جوانب عديدة من حياة المصريين في الأوقات العصيبة التي عاشوها بعد ثورة 25 يناير؛ ولا شك أن الفوضى، وعدم الاستقرار، يخلقان أمورا سلبية في علاقات الناس، تنتج عنها ظاهرات مَرَضية. ما يلفت الانتباه أن المؤلفة تضع ملحقاً مكوناً من عشر صفحات، وفيه معلومات مفيدة عن مواقع سياحية كثيرة، صنفت في جداول تتضمن تاريخ نشأتها، ونبذة عن محتوياتها، وتاريخ اكتشافها، ومكانه.

من محاور الكتاب الجديرة بالانتباه باب "الأقليات المسلمة"، ويحوي مباحث ثلاثة؛ أولها للدكتورة مارتا فيدي – بيهيسي، يتناول موضوع البرجوزاية والطبقة المتوسطة المسلمة في الغرب الأوروبي، وثانيها لإيزابيلا كونتشاك، تتحدث فيه  عن المنظمات السياسية الإسلامية في روسيا، وثالثها لأنجي ستوبتشينسكي، ويعرض فيه تطور التعليم الإسلامي ومنطلقاته وآفاقه في مدينة قازان. في المبحث الأول توكيد أن المسلمين، وبعد ستين سنة من موجات هجرتهم الأولى، بدأوا بتشكيل شريحة خاصة بهم ضمن الطبقة المتوسطة، وهذا نجاح كبير رغم الصعوبات الجمة التي تواجههم في تسلق المناصب الرفيعة في البلاد المستقبلة. وبغض النظر عن الفكرة السائدة عن المسلمين أنّهم لا يحبون العمل، ويعيشون عالة على الدولة، فإنّ المسلمين يسهمون في الناتج القومي في بلدان إقامتهم بمليارات الدولارات. وتؤكد الباحثة أنّ النقد الجريء للعنصرية، وتبديد ظاهرة التخويف من الإسلام، ومحاربة التمييز ضد المسلمين، يمكن أن تحسن أوضاع الأقليات المسلمة في الغرب، وخاصة أن غالبيتها من الفئات الفتية من المُجتمع. في المبحث الثاني تكتب كونتشاك أن عدد التنظيمات الإسلامية في الاتحاد الروسي يتخطى العشرين، لكنها لم تسجل كأحزاب، ولا تتمتع بحق المشاركة في الانتخابات كأحزاب مستقلة. وفي رأيها أن الانقسامات بين المجموعات الإسلامية يمكن ردها إلى أسباب شخصية، وتغليب مصالح القادة على الصالح العام للأقليات المسلمة. في المبحث الثالث نجد معلومات مهمة عن تطور التعليم في قازان – عاصمة جمهورية تتارستان – وتشكيل الجامعة الإسلامية الروسية في نهاية تسعينيات القرن العشرين.

في باب "المجتمع" مبحثان، موضوع أولهما صورة المسلم في بولندا والمجتمعات الأوروبية الأخرى، وفيه تحاول الباحثتان كاتاجينا غرابوفسكا، وسيلفيا ماتوشياك، مقارنة أنماط هذه الصورة المشوهة، وأسباب تشكلها. ونجد استنتاجات صحيحة، منها أنّ التأثير الهائل في تشكيل صورة المسلم السلبية يعود إلى وسائل الإعلام والثقافة العامة، التي دأبت على تشويه صورة المُسلمين، والعرب منهم خاصة، بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. المبحث الثاني، بقلم يوستينا لانغوفسكا، يتحدث عن الدبلوماسية الثقافية البولندية في الشرق الأوسط، وأسس تطوير عملها، وإستراتيجيتها. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدور الذي تلعبه هذه الدبلوماسية في هذا الشأن قد تعاظم بعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي، وطرأ على المشهد الثقافي تغير ملموس، حيث ازداد الاهتمام البولندي بالثقافة العربية، ونشطت محاولات نشر الثقافة البولندية في العالم العربي.

يمكن القول إنّ الكتاب، ورغم عدم الإمساك بالخط العام الناظم لقضيتيه المرفوعتين في العنوان: الاستمرارية والتغير، قد حوى بين دفتيه مباحث أعملت مباضعها في جسد قضايا شاملة، ومُهمة، سعى مؤلفوها من خلالها إلى كشف جوانب كثيرة في عالم المسلمين ومجتمعاتهم.

--------------------------

 عنوان الكتاب: الاستمرارية والتغير في عالم الإسلام

المؤلف: عدة مؤلفين. تحرير إيزابيلا كونتشاك ومارتا فوجنياك – بوبينسكا

الناشر: دار جامعة ووج Wydawnictwo Uniwersytetu Łódzkiego

مكان النشر: ووج (لودز) – بولندا

سنة النشر: 2016

لغة الكتاب: البولندية

عدد الصفحات: 238 صفحة.

 

 

أخبار ذات صلة