«الربيع العربي.. صورة ثقافية للتغيرات في العالم العربي بعد العام 2010»

الغلاف.jpg

يوسف شحادة *

يأتي هذا الكتاب ليسد ثغرة مُهمَّة في سلة الأعمال التي عالجتْ قضايا ما سُمِّي بـ"الربيع العربي" وتعقيداته. وقد اهتمَّ الباحثون الأوروبيون، أشد اهتمام، بثورات العرب واحتجاجاتهم، فقدَّموا كُتبا ودراسات، تناولتْ بالتحليل والتمحيص هذه الاضطرابات؛ بغية رصد حركاتها ومساراتها العاصفة، مُحاولةً شرح أسبابها، وسَبْر ما ستفضي إليه مآلاتها. وظهرتْ، خلال فترة وجيزة، مؤلفات عديدة؛ أهمها: كتاب "الربيع العربي: ثورة في العالم الإسلامي" للألماني يورغ آرمبرستر، وقد تُرْجِم إلى البولندية في العام 2012، وفيه تساؤل مهم: أيمكن للديمقراطية أن تسود المجتمعات الإسلامية التي دستورها القرآن؟ وأثمر عام 2012 عملين بالبولندية؛ أولهما: "أخي أسقط الديكتاتور" لييجي هاشتشينسكي؛ حاول فيه الكاتب تقريب أمزجة العرب، وأحوال ربيعهم، إلى البولنديين. وثانيهما: "زنقة زنقة: أي كيف أكلت الجرذان ملك أفريقيا" لأنجي ميللر، وفيه يسلط المؤلف -كمراسل صحفي- الضوء على يوميات الحرب الدموية في ليبيا. وصدر كتاب بولندي آخر وهو "الربيع العربي في شمال إفريقيا"، بقلم إيفا شتشيبانكيفيتش-رودسكا، وهو بحث في أحوال تونس وليبيا ومصر، من عدم استقرار وفوضى، بعد ثورات ربيعها.

وفي العام 2016، قدمت البولنديتان إيزابيلا كونتشاك ومارتا فوجنياك-بوبينسكا، كتاب "الاستمرار والتغير في عالم الإسلام". تناولتا فيه التغيرات في الشرق الأوسط بعد انتفاضات العرب، وتأثيرات الثقافة الأوروبية في التفكير العربي.

يمعن مؤلفو "الربيع العربي: صورة ثقافية للتغيرات في العالم العربي بعد العام 2010" النظر في وجوه الربيع العربي، جاهدين في رسم صورة جديدة لتجليات الأزمة العربية، ساعين إلى سبر قاع المجتمعات العربية من خلال المنظور الثقافي. يضمُّ الكتاب بين دفتيه دراسات متنوعة، تتقاسمها ثلاثة أبواب، وُسم أولها بـ"حدود الربيع العربي"، وثانيها "الربيع العربي والثقافة الشعبية"، وآخرها "الصورة اللغوية للربيع العربي". تكتب البروفيسورة كاتاجينا غوراك-سوسنوفسكا في المقدمة أن الربيع العربي، في حقيقته، عدة أربِعة، مشيرة إلى أنَّه ربيع الشعوب الذي تتشكل حدوده بحركات اجتماعية متنوعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لكنَّ الباحثة لا تتوانى في إعلان موت هذا الربيع في "تذييل حزين"، تختم به بحثها، مؤكدة أنَّ تاريخ وفاته كان العام 2014، بمجيء الخلافة المزعومة التي سمت نفسها -بخبث وخداع- "الدولة الإسلامية". وبشكل موضوعي، مبني على أسس علمية، تدرس أوضاع الدول العربية قبل انفجار انتفاضاتها، وتدرك ما كان يعتمل في قاع مجتمعاتها وتعقيداتها، وأمور حكمها، وطبائع حكامها. وترى أنَّ الأنظمة الجمهورية لم تكن مهيأة للتعامل مع شعوبها باحترام واجب، ولقد تضخمت أجهزتها الأمنية، وتركزت الرئاسة في يد فرد واحد، وترسخ الحكم الشمولي، واضعا قيوده على حرية الناس، وحقوقهم المكفولة. تميز الباحثة بين أشكال الثورات حسب البيئة التي أنشأتها، فترى في تونس ومصر حالتين متشابهتين بالأسباب؛ فالدور الأول فيهما للاقتصاد، والفساد السياسي والاجتماعي. أما لبييا وسوريا، فكان التسلط، والاستبداد، وفساد الحكم، وراء خروج الشعب إلى ميادين مدنهما. أما الاضطرابات في البحرين واليمن، فمسببها الانقسام الطائفي والقبلي، الذي تحاول غوراك-سوسنوفسكا إرجاعه إلى قرون خلت، وتسميه بـ"إرث الفرقات". وإن بدا تحليلها صائبا فيما يخص الانقسامات القبلية في اليمن، فلم يكن كذلك فيما يخص البحرين؛ فكلامها لم يخل من بعض التبسيط، والتسطيح، فيما تطلق عليه "الانقسام السني الشيعي". لا يمكن اختزال النسيج الاجتماعي البحريني بهيمنة "الأقلية السنية على الأكثرية الشيعية" كما تدعي المؤلفة. تضع غوراك-سوسنوفسكا الأردن، ولبنان، والمغرب، تحت بند واحد يجمعها بمصطلح "التكيف"، الذي يبقى غائما، ولا يناسب بشكل واف أوضاع البلدان الثلاثة المختلفة باختلاف أحوالها، وتشكيلاتها الاجتماعية. ولا يكفي هذا المصطلح لفهم طبيعة الأزمة وحلها، فمجرد القول: "إن قادة تلك الحكومات أظهروا الاستعداد للقيام بإجراءات تكيفية لأنظمتها لتوافق إرادة مواطنيها" لا يقدم تحليلا عميقا لتعقيدات القضية. تكاد المؤلفة تحصر حديثها على أحوال الجزائر، والعراق، بإطار "صدمة الماضي"، متناولة الاضطرابات فيهما من منطلق ماضيهما القريب. بيد أنها تبدو أكثر تفهما وإدراكا لأوضاع السعودية، وقطر، والكويت، وعُمان، والإمارات، فتجمعها بعنوان فرعي أسّه كلمة فرنسية شائعة (désintéressement) "عدم مبالاة"، موحية من خلالها أن ربيع العرب لا يحظى باهتمام شعوب هذه البلدان الخليجية. فالمستوى المعيشي الجيد في هذه الدول لا يعد بيئة مواتية للثورات من الناحية الاقتصادية؛ حيث إن أصحاب القرار، إن شعروا بتململ الشعب، سارعوا إلى تحسين الدخول المالية للفئات المحتاجة. أما من الناحية السياسية، فأنظمة الحكم الوراثية في هذه الأقطار -بعكس الجمهوريات- لا تدعي الديمقراطية، وغير مضطرة لتنظيم انتخابات صورية. وتأتي المؤلفة بعُمان مثالا في معالجة الاضطرابات؛ حيث لُبيت مطالب المحتجين الاقتصادية، بحكمة، لكن دون التهاون في الضوابط السياسية. لكن السؤال الملح، الذي يبقى قائما، هو: هل يمكن عد ما جرى في عمان والمغرب والجزائر، على سبيل المثال، جزءا من ربيع العرب المزعوم؟ أم أنَّ ذلك يمكن وضعه في خانة الاحتجاجات العادية التي تحدث أيضا في أعتى الديمقراطيات الغربية؟ وقد يبدو إدراج تلك المظاهرات المحدودة العدد، تحت عنوان تعدد الأربعة العربية -كما فعلت المؤلفة- أمرا جانبته الدقة إلى حد كبير.

تقدم كاتاجينا بختشين مبحثا تتناول فيه ما سُمِّي "ربيع العرب"، وطرائق تغطيته في وسائل الإعلام الغربية والعربية. وتتوقف عند نقاط مهمة، بدءا من إشكاليات التسمية وتعددها، واختلاف مدلولاتها. وتؤكد أن تسمية الثورات العربية كانت مهمة عسيرة على محللي الغرب، وإعلامييه، فلا يمكن توصيف هذه الظاهرة من دون الرجوع إلى تحليل الاحتجاجات التي ضاقت بها ساحات الشرق الأوسط. بيد أن الأمر بالنسبة إلى الأوروبيين -كما تشير بختشين- يأخذ طابعا خاصا لدراسة هذا الأمر وتقديمه في إعلامهم من منظورهم الخاص، ومنطلقات قيمهم الثقافية، مسترجعين الأحداث التاريخية التي شكلت أوروبا المعاصرة. وتصل الباحثة إلى استنتاجات تؤكد أن الثورات العربية قدمت في الإعلام العربي بصورة مختلفة عما هي عليه في الإعلام الغربي، فأتت المسميات الغربية مقلدة لتوصيفات الهبات الشعبية التي عمت أجزاء كبيرة من القارة العجوز، كربيع الشعوب 1848، وخريف الشعوب 1989. وكان الإعلام العربي في البداية حذرا في استعمال التسميات الاستعارية لهذه الظاهرة؛ فتحدث عن ثورتي مصر وتونس، بشكل عادي. ومن ثم بدأ يستخدم الاستعارة، فنبتت تسميات مثل: ثورة الكرامة، أو ثورة الحرية، إلى أن ظهر مسمى "الربيع العربي" بتأثير كبير من إعلام الغرب. تنوعت التسميات معبرة عن موقف مسبق من الحراك الشعبي؛ فقد أصبح الربيع خريفا حينا، أو شتاء في حين آخر، وأصبحت الثورات يقظة عربية، أو إسلامية، أو فجرا عربيا. ثم برز مصطلح "التمرد العربي"، وهو الذي استخدمته الصحافة الألمانية بدمج كلمتين ألمانيتين ليصبح مفردة اصطلاحية (Arabellion).

ويتناول ميخاو موخ الربيع العربي وارتباطه الوثيق بالقومية والهوية الجمعية، مناقشا قضايا البعد العروبي الشامل، والوطني المحلي. ويضع سؤالا محقا، مفاده: هل يمكن تفسير الربيع العربي كنتيجة تفاعل مجموعة أفكار، وأيديولوجيات، تقوم على ما يسميه "العروبية الجديدة"، وأي تأثير سيكون لمسارات الربيع في الهوية/الهويات العربية في المستقبل؟ (ص:43). ويُمعن الباحث النظر في تاريخ نشوء الحركات القومية العربية، معتمدا على كتابات ألبرت حوراني، وبيرنارد لويس، وأديد داويشا، مقدما تسلسلا تاريخيا لتطور مفاهيم العروبة، منذ النهضة في النصف القرن التاسع عشر، وحتى وقتنا الحاضر. والمسألة العسيرة التي يثيرها ميخاو موخ تتلخص بمفهوم القومية العربية الجديدة، وربطها بربيع الشعوب. بيد أن ثورات العرب انطلقت عفوية، ولم تتزعمها أحزاب قومية، أو وطنية، فالقول بقومية عربية جديدة قد لا يصمد أمام الوقائع التي سيرت الحراك الشعبي، ولا تناسب الواقع المعيش. يعطي الكاتب هذه القومية الجديدة صفة مطاطة، فتجدها تتمتع بقدر كبير من عدم المبالاة بالفكر، وتتبدى فيها الهوية فوق الوطنية، وهي تختلف عن القومية الناصرية، أو البعثية، بضعف حدتها الأيديولوجية. لذلك فهي رفيق مريح لقادة الدول العربية -على حد تعبير موخ- وتتمتع بخطاب سياسي "متشعب، وأحيانا يكون عدائيا للتيار الأشد حرارة في العالم العربي، المسمى بالتيار الإسلامي السياسي" (ص:52). ويسرد المؤلف جانبا من مسارات الإسلام السياسي، ويدرجها في خندق مقابل للقومية، والعروبية الجديدة. لكن هذا السرد لا يكاد يبرح سياق المعلومات العامة، التي قد تفيد القارئ الأوروبي في تتبع دور الحركات الإسلامية في الحراك الجماهيري، وركوبها موجته في صيرورته العاصفة.

ويتناول الباب الثاني من الكتاب موضوعات فيها جدة وطرافة، تميزه عن البحوث التي عالجت الربيع العربي من جوانب مختلفة. منها: ما كتبت ماجدلينا نوفاتشيك-فالتشاك عن النزعة الاستهلاكية، والثقافة الشعبية، وامتداداتهما داخل الثورات العربية، من خلال ثلاثة مواضع، يمثلها عالم الإعلانات التجارية، وعالم التسلية والترفيه، وعالم الموضة والأزياء. أما مارتا فوجنياك- بوبينسكا، فتطرح مسألة السخرية من المستبدين، في رسوم الكاريكاتير، التي ظهرت في خضم الربيع العربي، منتبهة إلى بعض الرموز التي صبغت تلك الرسوم بصبغتها. ومن خلال تحليل نافذ لموضوعات الكاريكاتيريين العرب، تتسلل الباحثة إلى أبواب متعددة، متتبعة شؤون الديمقراطية والحرية، وشجون الفساد والبطالة. وتعاين تطور الرسوم مع تغير مسارات الأحداث على الساحات العربية، فتجد صورة حكام السوء، تليها صور التطرف الأصولي، والإرهاب، والديكتاتورية العسكرية الجديدة. ولا تنسى سرد الأوضاع الصعبة لفناني الكاريكاتير العرب، والمخاطر التي تعرضوا لها في ظل الثورات. وتقدم فوجنياك-بوبينسكا بحثا آخر، تعالج فيه مسارات الطريق إلى الحرية، عبر دراسة خطوط الرسم على الجدران في المناطق العامة، أو ما يسمى "فن الشارع"، والجرافيتي، وتطور هذه الفنون، في خضم انعطافات الربيع العربي، حتى أصبحت ظاهرة بينة. وتسلط الضوء على جزئيات مهمة، تعبر عما يموج في قاع المجتمعات العربية الثائرة. وتجدها لا تتطرق إلى مهمات هذا الفن تجاه الثورة وضحاياها، وصورة الحاكم، وحسب، بل تتناول موضوعات شديدة الحساسية، مثل: التحرش الجنسي، ووضع المرأة السيئ، وطريقة إشهارها بخطوط هذا الفن الجماهيري. تتحدث الباحثة، أيضا، عن مصائر فناني الشارع؛ ولا يخفى أن منهم من انتظر مصيرا فاجعا، انتهى بموته، أو اعتقاله وتعذيبه، مثلما حدث في ليبيا وسوريا. ربما من المفيد، هنا، توكيد استنتاج المؤلفة أن أعمال الجرافيتي، في الأماكن العامة، عادة ما ينظر إليها في بلاد الغرب، على أنها عمل تخريبي، يقترفه فتية من هامش المجتمع. لكن، مقابل ذلك، يمكن عد رسامي الجرافيتي العرب، أيام ثورات الربيع، مناضلين شجعان من أجل الحرية، ويمكن وضعهم في خانة مقاومي الاستبداد. ويبدو أن الباحثة أصابت في زعمها أن فن الشارع لا يعبر عن رسالة النضال من أجل الحرية، ومقارعة الاستبداد فقط، بل يشير، أيضا، إلى إفراغ حمل كبير من العواطف، بتلوناتها من غضب، وحزن، وكرامة.

وفي مجال الموسيقى والأناشيد الثورية، يقدم ميخاو موخ بحثا حافلا بالشواهد الشعرية الثورية، من أقطار عربية مختلفة، ممحصا في مضامينها التي لامست التغيرات الاجتماعية الثقافية الطارئة على المجتمعات العربية في انتفاضاتها. ويرى في هذه الأناشيد والأغاني الثورية، التي ألف جلها باللهجات المحلية، وسيلة تعبير حميمة، نابعة من قلب الشعب ووجدانه، وصوتا للأقليات القومية، والمجموعات المحرومة من حقوقها. أما مفهوم الوحدة العربية -كما يستنتج الباحث- فمتضمن في نصوص الأغاني، حيث إن الثورة، بأناشيدها وأشعارها، تعبر عن تجديد القومية العربية، ناظرة إلى العالم العربي كوطن واحد. يصل الباحث إلى استنتاج آخر، مؤداه أن التسجيلات الغنائية كان لها شأن كبير في كسر حاجز الخوف، ومقاومة الديكتاتوريات العاتية، وخاصة في مصر، وليبيا، وتونس، وأن الموسيقى هي أفضل، بل أهم، مرآة عاكسة للمتغيرات الثقافية في العالم العربي المعاصر.

يُخصص الباب الثالث، من الكتاب، لصورة الربيع العربي من ناحية لغوية، وتتسم مضامين مباحثه بجدية الطرح، وتخرج تحليلات النصوص المعالجة ملأى بالدلالات البلاغية، والإيحاءات اللغوية. ثمة بحثان لماتشي كليميوك، يتناول فيهما خطابات حسني مبارك، وزين العابدين بن علي، ومعمر القذافي. وتجد الباحث مهتما بجزئيات لغوية، تفيد في رسم دلالات تسترعي الانتباه، منها دلالات استخدام الأساليب اللغوية الفصيحة، والعامية، خاصة تلك التي وردت في خطابات الزعيمين المخلوعين التونسي والليبي. أما كاتاجينا بيختشن، فتقدم تحليلا مطولا لصورة الثورة بالبحرين، في وسائل الإعلام الجماهيري البحرينية، مظهرة التباين الواضح بين طرفين، أحدهما مؤيد للحكومة، وآخر يقف في صف المعارضة، فيبدو سرد الأحداث ذاتها، وتفسيرها، مختلفين اختلاف موقفي ذينك الطرفين. تضع ماجدلينا زافروتنا بحثيْن مهمين؛ أولهما يشدنا، بدءا من عنوانه، الذي تضمنه استعارة موفقة من ميخائيل باختين، تتجسد بكلمة "كرنفالية"، التي تتكئ عليها الباحثة لتوصيف الواقع في تطبيقات المصريين الخطابية، بعد بدء الثورات الربيعية. هذه الكرنفالية، ورغم ورودها كتوصيف أدبي عند باختين، أرادتها زافروتنا منطلقا اجتماعيا، وسياسيا، مفيدا، لتحليل ظاهرة انتفاضات العرب. من خلال هذه النظرة الكرنفالية للواقع تبرز اللغة الجماهيرية الحية، بما تحمله من رموز ودلالات، لتترك أثرها واضحا في العلاقات الاجتماعية، وعلاقات الشعب بالحاكم، وارتباط الدين بالسياسة. تقدم المستعربة بحثها الثاني على هيئة معجم لثورة 25 يناير المصرية، وتمعن النظر في مفرداته لتأتي بتحليل للخطاب المصري العام، ولغة التواصل اليومي بين الثائرين. مما يسترعي الانتباه، جهد الباحثة في تثبيت معجم يضم مفردات الثورة المصرية وتعابيرها، وشرح ظروف نشأتها، ومدلولاتها، لتكون وثيقة تاريخية في رصد الخطاب الثوري الجماهيري.

وفي نهاية الكتاب ثبت، يضم خطابات بن علي، والقذافي، ومبارك، التي وجهوها إلى شعوبهم المنتفضة، نقلها إلى البولندية المستعرب ماتشي كليميوك، وسماها "أنطولوجيا خطابات القادة المخلوعين". وقد يكون ذلك الثبت مفيدا للقارئ في فهم الرؤساء العرب، وطريقة مخاطبتهم محكوميهم وقت الأزمات، وربما أيضا يساعد في تحليل شخصياتهم، واستنباط الاختلافات السلوكية بينهم وبين القادة الأوربيين.

-------------------------------

- الكتاب: "الربيع العربي.. صورة ثقافية للتغيرات في العالم العربي بعد عام 2010".

- المؤلف: عدة مؤلفين.

- الناشر: (Smak Słowa)، سوبوت، بولندا، 2016م.

- لغة الكتاب: البولندية.

- عدد الصفحات: 312 صفحة.

 

* أكاديمي فلسطيني مقيم في بولندا - يعمل بجامعة ياغيلونسكي في كراكوف

أخبار ذات صلة