للبولندي يانوش كروليكوفسكي
يوسف شحادة (أكاديمي فلسطيني مقيم في بولندا)
يشدنا القس البولندي، يانوش كروليكوفسكي، إلى نقطة التماس الحضاري بين المسيحية والإسلام على جانبي حوض البحر المتوسط. يُقدم كتابه، "نحن، المسيحيين، والإسلام"، على وقع موجات اللاجئين، والمُهاجرين، القادمين من البلاد العربية المسلمة، المنكوبة بالحروب، إلى أوروبا المسيحية المتوجسة من خطر أسلمتها. كروليكوفسكي أكاديمي في علوم اللاهوت، بدرجة بروفيسور، في جامعة البابا يوحنا بولس الثاني في كراكوف، وعميد فرعها في مدينة تارنوف البولندية، وصاحب مؤلفات ودراسات أكاديمية كثيرة في فلسفة الأديان واللاهوت. وقد عالجت مؤلفات بولندية عديدة قضايا الإسلام، وموقف المسيحية الأوروبية منها، ولعل أبرزها دراسات المستشرق القس كريستوف كوشتيلنياك، ومنها: "الجهاد. الحرب المقدسة في الإسلام. علاقة الدين بالدولة. الإسلام والديمقراطية. المسيحيون في البلدان الإسلامية" (كراكوف 2002)، و"التقاليد الإسلامية على خلفية التثاقف المسيحي الإسلامي من القرن السابع إلى العاشر" (كراكوف 2001)، المسيحية وعشرون قرناً في الثقافة العربية" (كراكوف 2000). وله كتاب باللغة الألمانية في هذا المضمار عنوانه "المسيحية والإسلام. وجهات نظر، ومشكلات الحوار" (كراكوف 2005).
يبدو يانوش كروليكوفسكي موضوعياً في طرحه، نبيهاً ممحصاً ظاهرة الخطر الإسلامي المزعوم، فنجده لا يُعير هذا القلق المبالغ فيه كبير انتباه، مدركاً أنّ المشكلة أكثر تعقيدا مما يرى أصحاب التفكير السطحي. يخصص فصول دراسته السبعة لأمور بالغة الأهمية، تنطلق من نظرة دينية متفائلة، عمادها بناء حضارة إنسانية ترمم انكسارات الحضارات السابقة، أو تجاوزها في إرساء مفاهيم جديدة تنشد الحوار لا التصادم. ويُعالج مسألة القلق من الآخر، والخوف منه، فيرجع إلى جذور المسألة التاريخية والثقافية، مبديا إدراكا كبيرا لخطورة الطرح السطحي الذي يتبناه بعض المحللين السياسيين. يؤكد في فاتحة الكتاب فكرة صحيحة وواعية، فيقول: "إنّ المشكلة مركبة وبالغة التعقيد، وجذورها عميقة تمتد بعيدًا في الماضي. فهي محصلة لمسارات دينية، وروحانية، وثقافية، وحضارية متعددة، لم تبدأ في السنوات القليلة الفارطة، كما يظن المعلقون السطحيون.." (ص 8). لذلك نجده يصرح ألا حل سهلا لهذه المشكلة، لكن رغم ذلك كله – حسب رأيه – يمكن إيجاد الحل المنشود بوجوب النظر في ما يعتمل من أحداث ومجريات ثقافية - دينية في حوض البحر المتوسط، والسعي إلى فهمها بما تحمل من خصائص، وبما يموج فيها من تيارات فكرية رئيسة.
يولي كروليكوفسكي منطقة حوض المتوسط أهمية كبرى راغباً في إقناع القارئ بفرادتها، فيعطيها قيمة حضارية عظمى، تجعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين أصقاع العالم الفاعلة في سيرورة التاريخ البشري. ويؤكد أنَّ هذه المنطقة كانت مركز العالم بشكل مستمر، وأن أيّ حدث مزلزل فيها تصل شظاياه إلى سائر بقاع المعمورة. وقد كانت الفلسفة القديمة التراث الأول الذي خلفته هذه المنطقة، وأصابت سهام تأثيره أطراف قارات الأرض كلها. وإذ يعطي كروليكوفسكي الفلسفة الكلاسيكية الإغريقية الأولوية، يعلن أنّ هذه الفلسفة لم يعد لها اليوم تأثير حقيقي مباشر في حياة الإنسان. لكنه لا يرى أنها فقدت أهميتها وتأثيراتها بشكل كامل، فهي ما زالت تستحوذ على اهتمام مُتجدد في دوائر الفكر العالمي. ورغم هذا التناول الجدلي للفلسفة القديمة، يبدي المؤلف ميلاً إلى آراء مجموعة كبيرة من الفلاسفة المبرزين في أن العودة إلى الفلسفة الكلاسيكية، ورغم خبو بريقها، "تبث الأمل لكسر الموجة البربرية التي تغمرنا، والتي تتصاعد بالتجاوب المستمر مع العدمية والفوضى، كونهما نتيجة لها" (ص 6). وقد يبدو الحديث عن المعنى المقصود بمصطلح "البرابرة" ملغما وغائما، مع أن المؤلف يدور حوله عدة مرات، في زوايا مختلفة من كتابه، محاولا إيضاح كنه هذا المصطلح، ليقدم مقاربة تستقي من أفكار من سبقه في شرح هذا المفهوم الذي غالبا ما يكون في مقابلة – أو مواجهة – الفضيلة. ويفيد كروليكوفسكي من أطاريح كتاب "بعد الفضيلة"، لعالم الأخلاق، الفيلسوف الإسكتلندي ألسدير ماكنتاير، وهو أحد مؤلفاته العديدة في تاريخ الفلسفة واللاهوت. وفيه حديث عن أهمية "التقاليد الكلاسيكية" في بناء أمم بأشكال محلية، يمكن فيها حفظ العادات، والحياة الفكرية والأخلاقية، أمام عصر البربرية الجديدة. ويرى، كما كروليكوفسكي، أن البربرية أوشكت على الحلول، وأن تقاليد الفضيلة قد تمكنت من الصمود في وجه فظاعات عصر الظلمات الغابر. إن أمل القضاء على البرابرة، عند ماكنتاير، لا يمكن عده أملا بلا أساس متين. بيد أن تعبير صاحب "بعد الفضيلة"، الذي يتناغم معه رأي كروليكوفسكي، يثير الشك بماهية البرابرة حين يقول: "لكن البرابرة هذه المرة لا يحتشدون عند حدودنا، إنهم منذ فترة يتولون السلطة علينا" (ص 7). ولا مندوحة لنا من التذكير هنا بمصطلح البرابرة، الذي اختلف معناه من زمن إلى آخر، ومن قوم إلى قوم، فقد كان هذا المسمى يطلق على كل فرد من أمم الأرض ما عدا اليوناني والروماني، فيقال يوناني وبربري. وترد هذه اللفظة في الكتاب المُقدَّس، لكنها لا تتضمن شيئًا من معنى الخشونة والتوحّش الذي قد يتسم بهما هذا المفهوم في وقتنا الحاضر. ولعل القصد من وراء استخدام هذا المصطلح في كتاب كروليكوفسكي الإشارة إلى البرابرة الجرمانيين الذين سقطت بأيديهم روما سنة 476م، وما رافق ذلك من تغيرات في الكنيسة والعقائد الأوروبية.
يُخصص كروليكوفسكي أوَّل فصول كتابه لما يُسميها "الحالة الروحية لعالم اليوم"، منطلقاً من حيثية أنَّ العالم قد انحرف عن حضارة حوض المتوسط، واهتز بتبعات تحولات أبعدته عن فضائل الأخلاق التي تُمثلها هذه الحضارة. فكل ما يسوق له اليوم بشعارات، مثل "العالم الجديد"، و"الإنسان الجديد"، لا يمثل في الحقيقة أي بدائل للحضارة المتوسطية، وإنما هو نتاج فكر فوضوي، ويساري، يُريد نبذ كل ما هو قديم، ووصفه أنَّه رجعي. وفي خضم تحليله الحالة الروحية المنتكسة في أوروبا، في هذه الحقبة التي نعيش، يُبين أنَّ المشكلة "المفتاحية" التي يضعها الإسلام تتلخص في كيفية النظر إليه، بغض النَّظر عن كونه ديانة أم إيديولوجيا. يقول كروليكوفسكي إنَّ هاتين المسألتين متقاربتان في الإسلام، فلا لاهوتية فيه، وهو ظاهرة حقوقية "شرعية"؛ أما لاهوتيات التصوف فهي حاضرة فيه، ولكن بطابع هامشي، وفق تعبير الباحث الإيطالي، جيوسيبي ريزاردي، في كتابه "الإسلام. الروحانية والتصوف" (1994). وإن كان الإسلام لديه مثل هذه المشكلات – كما يلمح كروليكوفسكي – فحضارات حوض المُتوسط القديمة، مثل الهيلينية واليهودية، قد فقدت منذ زمن بعيد قواها الخلاقة المؤثرة، والمسيحية أيضًا، في شكلها الحالي، أوشكت على الانتهاء. بيد أنَّ الكاتب يؤمن في إمكانية تجديد المسيحية، فهي ستنفض عن وجهها غبار الماضي البائد، لتكون شريكًا مع الإسلام الجديد في استعادة الزخم الحضاري لحوض المُتوسط.
يجري الكاتب في فصول كتابه اللاحقة تحليلاً لجذور المسيحية التي تعود إلى الحضارة اليهودية، والإغريقية-الرومانية، اللتين انتهتا بمجيء المسيح، وما أتى به من تعاليم لبناء حضارة جديدة على أنقاضهما. يبرز كروليكوفسكي اختلاف المسيحية، كنموذج ديني، عن نماذج تقليدية أخرى، ويبحث في شؤون الكنيسة، وشجونها، محددًا أهم مفاصلها التاريخية. ويسرد أنَّ الكنيسة أخذت شكلها الأوَّل بمُسمى "المسيحية القسطنطينية" (نسبة إلى الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول 306-337م)، حيث دخلت في مؤسسة الدولة وأصبحت جزءًا منها. وفي ظل ذلك يعالج ظهور الإسلام في القرون الوسطى، وحضوره القوي في جنوب المتوسط وشرقه، وكيف أصبح إحدى إمبراطوريتين تحكمان العالم، هما المسيحية والإسلامية. بيد أنّ المسيحية كانت منقسمة إلى إمبراطوريتين: شرقية، مركزها القسطنطينية، وغربية، حاضرتها روما. وقد أصبح الإسلام قوة مهددة للمسيحية الغربية بعد فتح الأندلس، والتغلغل في جنوب فرنسا. وببساطة – كما يقول كروليكوفسكي – عدت هاتان الإمبراطوريتان المسيحيتان وجود الإسلام فاجعة ونكبة، وجرى التَّشديد على الفروق المتطرفة، التي عمَّقت الهوة بين المسيحية والإسلام، بدلاً من تأكيد نقاط التَّقارب بينهما. ونتج عن ذلك غرابة كاملة متبادلة بين نموذج الحياة المسيحي، ونموذج الحياة الإسلامي، وأصبحت المواجهات، والمعارك، والحروب، حاضرة بشكل دائم، تخللتها الهدن على ما يزيد عن ألف عام، ولكن السلم لم يحل قط. وقد جعلت الدولة العربية بسلطتيها الأموية والعباسية – كما يُسميها الكاتب – البحر المتوسط "بحيرة إسلامية"، بنظر العديد من المُفكرين الفرنجة. ورغم هزيمة المسلمين قرب بواتيه، ووقف توسعهم في أوروبا، أصبحت الإمبراطورية العربية – كما يُسميها كروليكوفسكي – حقيقة جديدة كلياً في مستودع خبرات المسيحية القروسطية المبكرة، كنتيجة للفتح الديني المحمدي. وكما يؤكد الكاتب، معتمدا على دراسات المؤرخ إسيدوريوس باسسينيس، فإنّ هذا المكان بالتحديد – بواتيه – شهد ظهور لفظة جديدة هي "أوروبي" في سياق وصف جند شارل مارتيل، الذين هزموا العرب في معركة "بلاط الشهداء". ويقر كروليكوفسكي أن توسع حدود الإمبراطورية الإسلامية، وبسرعة فائقة، في عمر جيل واحد فقط، وامتدادها من فارس شرقًا، إلى بيزنطة شمالاً، وإلى شمال إفريقية غربًا، أحدثا تحولات هائلة أفضت إلى ظهور نموذج حياتي جديد، كان له تأثير قوي في المسيحية التي تشبعت بأفكار القيصر قسطنطين وإمبراطوريته. ويحتج الكاتب بطرح المؤرخ هنري بيرين (1935-1862) الشهير، حيث يقر بأنّ الإسلام حقيقة تاريخية، أغلقت الحضارة القديمة، وافتتحت الحضارة القروسطية، لكنه يرى أن هذا الطرح قد يكون غير دقيق من ناحية محدوديته، إذ يأخذ بعين الاعتبار الحجج المستقاة من ميدان التفاعلات الاقتصادية وحسب. وفي رأيه، أنَّ هذا الرأي يمكن أن يكون مقبولاً من منطلق تاريخي حضاري، وأن ميلاد الإسلام يُحدد مرحلة حاسمة في تاريخ المسيحية.
يتطرق كروليكوفسكي إلى انحسار التأثير العربي في حوض المتوسط إثر الأزمة الحادة، التي عصفت بالإمبراطورية العربية في القرن الثالث عشر الميلادي، وظهور الدولة العُثمانية القوية، ودورها الحاسم في تحولات حوض المتوسط في الفترة الممتدة من القرن الرابع عشر، وحتى الثامن عشر الميلادي. ورغم أنَّ العثمانيين هزموا في أرباض فيينا عام 1683، ولم تصل جيوشهم إسبانيا، فقد قضوا على بقايا الإمبراطورية المسيحية في الشرق، وتغلغلوا في العمق الأوروبي عبر البلقان، مهددين فيينا والبندقية. ويطرح الكاتب مسألة التأثير الإسلامي الكبير في أوروبا، وشمال إفريقية، ويبث مقارباته ملتزما بمنهج تحليلي تاريخي ينحى إلى قراءة مجريات التاريخ بموضوعية، معبرا عن فهم شامل لتأثيراتها من منظور الواقع المعيش. وهكذا نجده في مقاربته التي يطرح فيها مسألة الحضور الإسلامي، على أنه نتيجة لنموذج حياة مقترح نجح في جذب أقوام كثيرة إليه، مثل سكان الجزيرة العربية، ونوميديا، وتمكن من أسلمة، أو تعريب، الشعوب التي خضعت لحكمه. ولم يخل الأمر أيضا – حسب كروليكوفسكي – من فرض نموذج الحياة هذا، بالقوة، على بعض الفئات التي وقعت داخل حدوده. ويجد الكاتب تشابها بين نموذجي العيش: الإسلامي والمسيحي، فهما ينطلقان من مبدأ الإيمان بالله الواحد، المطلق، الكلي، الذي يحاسب فيعاقب ويجزي. وهذا النموذج الحياتي هو الذي وضع نهاية النموذج الإغريقي-الروماني، وعلى ما يبدو – كما يظن كروليكوفسكي – أبقى بعضا من عناصر النموذج اليهودي على الأقل، على الرغم من أنه، في أعماق منطلقاته، كان مهيأ لتقويض أركانه نهائيا.
يرى الكاتب أن حوض المتوسط فقد مركزيته العالمية بعد أن فقدت المسيحية الشرقية إمبراطوريتها، وعاصمتها القسطنطينية عام 1453م، فانتقلت إلى الشمال الشرقي، أي: موسكو. وكذلك انتقلت المسيحية الغربية إلى أمريكا بعد اكتشافها في نهاية القرن الخامس عشر، فأصبح المحيط الأطلسي "البحر المتوسط الجديد" في الحضارة الجديدة. إذن، هذا الانتقال الحضاري سبب مشكلات كبيرة أدت إلى الابتعاد عن الأخلاق والإيمان، أي ترك نموذج الحياة المسيحي، وانتشار الفوضى والإلحاد في قطبي هذه الحضارة العالمية المعاصرة. يقدم كروليكوفسكي طرحا إيجابيا يهاجم فيه التطرف بشتى أنواعه، ويحث على الحوار بين ممثلي العقيدتين المسيحية والإسلامية. ويؤكد أن البلدان العربية، التي نشأت بعد انهيار الخلافة العثمانية، بدأت تفرض نفسها مؤيدة بقوتيها الاقتصادية والروحية. ويرى أن الإسلام يمكنه أن يمثل نقطة توازن وجذب في حوض المتوسط، ومن خلاله في المشهد العالمي، مستغلا قوته الاقتصادية على المستوى الثقافي. يقر الكاتب بأن الإسلام يقوم بفعل ذلك حقيقة، فكثير من الشباب الأوروبي يتمرد على الانحطاط الأخلاقي والثقافي الغربي، ويقف إلى جانب الرؤية الإسلامية. ويحث الساسة الأوروبيين على أن يفكروا مليا لماذا يتجاوب هؤلاء الشباب مع أكثر التيارات الإسلامية تطرفا، بل يلجأ بعضهم أحيانا لحمل السلاح ليقاتلوا الغرب. إن الأوربيين والعرب منقسمون، ومازالوا بعيدين بعضهم عن بعض، والعداء متحفز بينهم. فقسم كبير من أهل الغرب يرى أن الإرهاب هوية الإسلام، وهذا ناتج عن انتشار آراء كثير من المسلمين، الذين يصرحون علانية بقبول الأعمال الإرهابية، بل والتشجيع عليها أحيانا.
لا بد – كما يقول صاحب "نحن، المسيحيين، والإسلام" – من كسر حاجز العداء والخوف بين العرب والأوربيين، وتشجيعهم على تمحيص وقائع تاريخهم، والتطلع إلى مهمتهم في العالم، ليس من منطلقات سياسية واقتصادية، بل من أجل خلق إمبراطورية ثالثة ذات طابع روحاني. إن العقيدتين المسيحية والإسلامية تمران بلحظة تاريخية حاسمة، تعيشان فيها أزمة خطيرة، فالتطرف، والهرطقة، والطائفية، ليست حكرا على دين واحد، بل تصيب الأديان جميعها بتأثيراتها الهدامة. وقد دخلت على الإسلام، كما المسيحية، مفاهيم جديدة فرضت عليه معادلات تطمح إلى تغيير نسيجه الحقيقي، ومنها النزعة القومية، والأفكار الاشتراكية، وقفزات التكنولوجيا، التي لها تأثير خبيث في ذهنية الناس.
يؤكد كروليكوفسكي أن الخروج من المأزق الحضاري ممكن، بوساطة الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتشكيل وعي جديد يقوم على الأخوة الإنسانية، لإقامة نموذج حضاري يعتمد على الميراثين المسيحي والإسلامي. ورغم صعوبة تصور تحقيق هذا النموذج الحضاري، الذي يبدو مثاليا لا يمكن تحقيقه، يحاول الكاتب إقناع القارئ بتفاؤل، يسميه بالواقعي، ويفرد له الفصل الأخير من كتابه ليؤكد أن أفكاره واقعية وليست شطحات خيال. في نهاية الدراسة يضع الكاتب ملحقا يتضمن خطابين للبابا يوحنا بولس الثاني (أولهما ألقاه في الدار البيضاء أمام الشباب المغربي عام 1985، وثانيهما في ساحة المسجد الأموي بدمشق عام 2001)، وثلاثة خطابات للبابا بندكت السادس عشر (ألقاها أمام مسلمين في كولن بألمانيا، ولواندا، القدس أمام الجامع العمري). وهذه الخطابات كلها تخدم فكرة الحوار والتقارب بين المسيحية والإسلام، ما يعزز مصداقية أفكار مؤلف "نحن، المسيحيين، والإسلام".
-------------------------------------------------------------
عنوان الكتاب: نحن، المسيحيين، والإسلام
المؤلف: يانوش كروليكوفسكي (Janusz Królikowski)
الناشر: DEHON
مكان النشر: كراكوف – بولندا
سنة النشر: 2016
لغة الكتاب: البولندية
عدد الصفحات: 112 صفحة.
