«كتابة الرئيس»

Picture1.png

لكانج وون جوك

محمود عبد الغفار (مدرس الأدب الحديث والمقارن، كلية الآداب- جامعة القاهرة)

لماذا أصبح هذا الكتاب واحدًا من أكثر الكتب مبيعًا في الربع الأخير من عام 2016م في كوريا الجنوبية؟ ولماذا يعاد طبعه ويحتل هذه المساحة من الأهمية بين القراء؟ أهو مجرد كتاب عن "كتابة الرئيس"؟ أهو سرد لمواقف وحكايات شاهد عيان خلال فترة عمله في القصر الرئاسي، أم أنّه يحوي ما هو أبعد من ذلك؟ أسئلة كثيرة ترسم الإجابة عنها صورة بانورامية لهذا الكتاب المهم بعنوان "كتابة الرئيس".

تستمد قيمة هذا الكتاب وأهميته في بعض جوانبها من أنّ المؤلف "كان وون جوك" المولود عام 1962م بمدينة جونج جو بجنوب كوريا، الذي درس الشؤون السياسية والدبلوماسية بجامعة سيول الوطنية، كان سكرتيرًا مسؤولاً عن كتابة خُطب اثنين من أهم رؤساء كوريا منذ الانتقال من الحكم الديكتاتوري بعد ثورة الثامن عشر من مايو 1980م حتى يومنا هذا؛ وهما الرئيسان "كيم دي جونج" ثم الرئيس "نو مو هيون" اللذان تم انتخابهما بشكل ديمقراطي متحضر ولم يأتيا للحكم بقوة السلاح. ربما أحد أسرار تعلق القراء الكوريين بهذا الكتاب يكمن في الأمانة التي انتقل بها المؤلف من عرض مواقف تتعلق بالكتابة التي كان شاهدًا عليها؛ تلك التي أثرت فيه وفي الجمهور الذي تلقاها آنذاك دون أن يعرف كواليسها أو لنقل سياقات إنتاجها. فبدأ تشريح هذه السياقات الآن، ووضع المكتوب تحت مجهر الوصف نوعًا من تثقيف أو توعية جديدة على جمهور ربما لم يكن ينشغل كثيرًا بكيف قال الرئيس هذه العبارة ومن أين أتي بهذا الاقتباس ليدعم أفكاره؟ إلى آخر هذه التساؤلات.

يطرح الكتاب أفكارًا مهمة حول "كيف نكتب؟" و "كيف نعبر عن أفكارنا بوضوح؟" وقد سلك الكتاب مسلكًا بديعًا عبر ضرب أمثلة حقيقية في مواقف كان شاهدًا عليها أو جزءًا منها أثارت شوقًا عارمًا لدى الكوريين وشعورًا بالفقد لزعيمين عظيمين يعتبرهما الكوريون أيقونتين من أيقونات كوريا المدنية المتقدمة الراسخة الديمقراطية وبخاصة مع اندلاع شرار الأزمة الأخيرة باتهامات بالفساد طالت المقربين من رئيسة البلاد بل والرئيسة نفسها؛ التي جمدها البرلمان تقريبًا في التاسع من ديسمبر الجاري لحين الفصل في تهم الفساد الموجهة إليها عبر المحكمة الكورية. حالة الشوق والحنين للنموذجين السابقين ترجع إلى ما تمتعا به من صدق وأمانة وإخلاص وما شهدته البلاد معهما من نهضة حقيقية على كل المستويات. ففارق كبير ورهيب بين خريج واحدة من أهم الجامعات الكورية واختصاصي في الشؤون الدبلوماسية يكون عضوًا في المكتب الرئاسي ومسؤولاً عن كتابة خطب الرئيسين السابق ذكرهما؛ وهو مؤلف هذا الكتاب، ورئيسة تستعين بعرافين وأصدقاء عاديين جدًا في اختيار ما تقوله في المناسبات المختلفة.

منذ كشفت إحدى الصحفيات عن خيط يربط سيدة كورية برئيسة البلاد وأنّها حصلت على عمولات من شركات كبرى نظير تقديم تسهيلات لتلك الشركات، والأخبار تتكشف كل يوم وتأتي بما يصدم الشعب الكوري في رئيسة البلاد. في هذا السياق بدا هذا الكتاب مقارنة- غير مقصودة ولا مفتعلة- بين رؤساء عملوا لأجل كوريا وآخرين عملوا لأنفسهم، وذلك لأنّ الكتاب كان قد طُبِع قبل عامين ولم تكن قد حدثت أية أزمات آنذاك.

كلما عرض الكتاب فكرة حول عناصر الكتابة وكيف يتعرف القارئ على شخصية الكاتب من خلال ما يكتبه، انتقل القراء الكوريون لعقد مقارنات بين زعيمين لديهما وعي ومعرفة وشخصية خاصة ورئيسة متواضعة الإمكانيات تأخذ بنصائح قراء الطالع في اتخاذ قرارات رئاسية. فقد بدأ الكتاب بالتركيز على أنّ أهم ثلاثة عناصر تكشف عنها الكتابة هي: (الرؤية، والإيمان، والشجاعة). كما بين الكاتب أيضًا أنه تعرف على أدق أسرار الكتابة بالتجربة العملية عبر الرؤية والاستماع المباشرين في البيت الأزرق (القصر الرئاسي الكوري) خلال ثماني سنوات. لكن الكتاب لم يتحول لنوع من سرد المواقف والحكايات لأنّ الكاتب مهتم بالفكرة الأساسية وهي تبيان أسرار الكتابة وقدرتها في الكشف عن شخصية صاحبها وكذلك مدى ما يمكن أن تحققه من تأثير. ولعل هذا المزيج أيضًا من أحد أسباب تعلق القراء به.

من التقنيات الممتعة في عرض الأفكار كذلك هو تلك الاقتباسات التي يفتتح بها الحديث عن الموضوعات. فمثلاً يقول: "نحن أقوياء، حتى إن ظننا أننا ضعفاء!" فلو تشبثنا بهذه الفكرة وصدقناها صرنا أقوياء تدريجيًّا بالفعل. مع التركيز على أمر مهم طيلة الوقت وهو أنَّ كلماتنا تكتسب قيمتها وتأثيرها لا من صداها ولكن من تحويلها من حيز القول إلى التنفيذ والفعل. يقول أيضًا إنّه تعلم أنَّ أبلغ وسيلة للتأثير والإقناع هو أن تكتب بأيسر الطرق وأكثرها إيجازًا وتركيزًا"

من المقولات المؤثرة التي تكشف كذلك عن شخصية المؤلف :"الكتابة تأنق". فالمنزل الذي يشيَّد بالخشب مع الخشب وحده دون مسامير نموذجٌ للجمال والبساطة النابعة من القدرة على تعشيق القطع مع جاراتها في كل الاتجاهات. هنا يكمن الجمال الذي يخلد وهنا تكمن السلاسة والبساطة صعبة التحقق لأنّها تواجه الصنعة المكتسبة والمدفوعة للاستمرار بحكم تحويلها إلى سلعة استهلاكية ككل شيء. وبالتالي فأن تكون طبيعيًّا ونقيًّا وصافيًا يعني بالضرورة أن ما تقوله سيكون بليغًا ومؤثرًا. وهنا يدلل المؤلف على صدق تلك المقولة بمثال بالغ الأهمية لدى الكوريين. فيرى أنه يمكن قول العديد والعديد من العبارات الخلابة والجمل الرنانة المشحونة بتراكيب إيحائية وتأثيرية خاصة حول أحقية كوريا في جزيرة "دوك دو" المتنازع عليها مع اليابان ومع ذلك تظل أبلغ عبارة تجسد هذا المعنى هي أقصر وأبسط وأوضح وأسلس ما يُمكن أن يقال:" دوك دو هي أرضنا."

يُبرر المؤلف ذلك بأسلوبه الإقناعي الرشيق بقوله إنه كلما حدث تصنُّع وتنميق وتزيد في العبارات برزت الحاجة للشرح والتفسير وفُتح المجال للتأويل حسب الأهواء بما قد يؤدي أحيانًا لضياع الحقيقة. بينما الاختصار والسلاسة والوضوح كلها ضمانات لتجنب سوء الفهم. وعند هذا الحد يستشهد بمقولة معبرة ودالة للكاتب والروائي الفرنسي الشهير "مارسيل بروست" تشير إلى أن: "الاكتشاف الحقيقي ليس في الذهاب إلى أرض جديدة، بل في النظر إلى الأرض التي تقف عليها من زاوية مختلفة وجديدة!".

من الأمور المهمة التي يشير إليها الكتاب أيضًا مسألة المسافة بين الكاتب والقارئ. حيث يرى أنّ الاقتراب من الكاتب أو المتكلم ومعرفة السياقات التي أنتج فيها كتاباته أو مقولاته قد تدعم أو تدفع القارئ أو المستمع لتبني وجهة النظر نفسها لا على أساس اعتبارات القول أو الطريقة التي خرجت بها العبارات وإنما على أساس المعلومات المستمدة من السياق. بما يعني أننا نتأثر في تكوين وجهات نظرنا بما نعرفه من معلومات عن قرب حول شخصية القائل وهي المعلومات التي قد تدفعنا لنوع من التعاطف أو لتبني وجهة نظر ربما تتغير لو أننا تعاملنا مع لغة ذلك الشخص كما لو كان غريبًا تمامًا عنا. وبالتالي فإذا أردت أن تكوِّن رأيًا غير انفعالي عليك أن تحفظ المسافة بينك وبين المتحدِّث. هذا ليس درسًا في فنون الكتابة بل في الحياة بشكل عام ولهذا اكتسب الكتاب قيمة كبيرة لدى القراء الكوريين. أتصور أن الذين قرأوا هذا الكتاب عندما وصلوا إلى هذه النقطة تذكروا على الفور كيف لعبت أمور كثيرة دورًا كبيرًا في قبول الرئيسة الحالية على خلفية والدها الرئيس الأسبق، وهي خلفية تشبه السياق الذي يحذر منه مؤلف الكتاب عند الحاجة لتكوين وجهة نظر. خلفية ربما رأى فيها البعض تطمينًا باعتبار أنها تربت وترعرعت في بيئة سياسية ولديها خبرات وتجارب خاصة في تحمل المسؤولية مهما كانت الأعباء ثقيلة ومهما كانت الأجواء متوترة. أتصور كذلك أن الكثير من عباراتها وخطبها لم يلتفت إليها في حينها كلغة لأنها كانت دائمًا متلبسة بسياق تاريخي يشير إلى ماضيها السياسي المبشر وهو الأمر الذي تغير تمامًا عندما تكشفت بعض حقائق عن إمكانياتها المتواضعة في التفكير والتحدث واتخاذ القرار إلى الحد الذي انتشرت فيه بوسائل المواصلات والشوارع رسوم كاريكاتورية لرأس تلك الرئيسة مفتوحة من نصفها الأعلى وتجلس فيه إحدى العرَّافات أو قارئات الطالع!

المسألة الأخرى التي يلح الكاتب في إبرازها مسألة اتفاق الظاهر مع الباطن أو الأقوال مع الأفعال. حيث يرى أن أبلغ وأيسر الطرق إلى الإقناع بحقيقة ما والتعبير بصدق يكون له صدى وقابلية يكمن في أن تتطابق أقوال المتكلم مع أفعاله وبخاصة في الأشخاص الذين تضعهم الجماهير تحت منظارها لفترة زمنية ليست بالقصيرة.

تأتي مقدمة الكتاب تحت عنوان "اتصال من البيت الأزرق"- هو القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية- ويستعرض المؤلف فيها عددًا من العناصر مثل:

- مخاوفه من انفجار قنبلة الكتابة الخارجة من المكتب الرئاسي.

- ما الخطأ مع تعبير كوري يمكن كتابته بالعربية على هذا النحو "إنْ مِين". فهذا التعبير كما يتناوله المؤلف يظنه الكوريون الجنوبيون خاصًا بالشيوعية وبالتالي خاصًا بكوريا الشمالية. على كل حال هو تعبير غير مستخدم في كوريا الجنوبية منذ الحرب بين الكوريتين، وبعدها استخدم التعبير بمعنى الجمهورية "الشعبية" في الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية. أحد أكبر الأحزاب الكورية الجنوبية وهو "سيه نو ري"، يعتمد في الحصول على تأييد مناصريه على نظرية مؤداها أنّ الشمال سيهاجم الجنوب بالأسلحة النووية، وهي النظرية ذاتها التي تبنتها الرئيسة الكورية الحالية "باك كن هيه"، وبالتالي فكل معارض أو صاحب وجهة نظر مختلفة أو حتى رافض لهذه النظرية يتم تصنيفه باعتباره معارضًا للنظام وللدولة حتى أصبح تعبير "إن مين" ذاته صار لمن يستخدمه في الجنوب باعتباره مدعمًا للشمال، هذا رغم أنّ الحديث عن السلام والوحدة بين الكوريتين مستمر طيلة الوقت ولكن فيما يبدو بشكل لا يتجاوز مجرد الكلمات فحسب. لقد استخدمت الرئيسة الحالية فكرة "الوحدة بين الكوريتين" خلال الدعاية الانتخابية، ثم تغير الحال مع الوقت وأصبح مجرد تعبير "الشعبي" يحمل دلالات تأييدية للشمال على حساب مصلحة الجنوب واستقراراه. في سياق آخر استخدم الرئيس الأسبق "نو مو هيون" ذلك التعبير دون حساسيات أو تخوين ولم يكن يعني سوى أن الكوريين هم الكوريون وسيظلون بغض النظر عن مسألة الوجود في الشمال أو الجنوب.

ثم يستعرض الكتاب الكثير من الأفكار عبر عدد من الحكايات تبدأ أولاها تحت عنوان " خمسون يومًا مع فريق انتقال السلطة بالبيت الأزرق." ويتعلق بها موضوعات ركزت على طبيعة عمل رئيس السكرتارية وكذلك طبيعة علاقته بالرئيس الكوري نفسه. ويكشف في ذلك السياق كيف أن أحد الرئيسين اللذين خدم معهما كان يتدرب على ما يكتبه أو يقوله من خطب مع السكرتير الخاص بتلك المسائل دون تأفف. وقد سردت تلك الحكاية الطريفة تحت عبارة مهمة وخطيرة ركز عليها المؤلف مرارًا: "المصدر الأوحد والأهم للكتابة هو القراءة!!". مع ذلك الموقف أيضًا حكى تحت عنوان "على سكرتير الرئيس أن يترك ورقة يكتب فيها بوضوح مكان وجوده إن حدث وترك مكتبه ولو لثوانٍ معدودة!" فقد حدث وذهب إلى الحمام لقضاء حاجته دون أن يبلغ أحدًا بذلك، ثم فوجئ باستدعاء الرئيس له فورًا، فخرج من الحمام مهرولاً. قد تبدو هذه حكاية عادية يتعامل معها القارئ بابتسامة ما. لكني أعتقد أن القارئ الكوري لهذا الكتاب توقف أمام تلك الحكاية وتأملها وقارنها بحادثة أخرى خطيرة. فإن كان سكرتير الرئيس لا ينبغي عليه أن يغادر مكتبه دون إشارة إلى مكان وجوده فما بالنا بالرئيس نفسه في الأوقات العصيبة؟ لقد اختفت الرئيسة الحالية لسبع ساعات كاملة بعد إعلان خبر غرق السفينة التي كان يستقلها أكثر من ثلاثمائة تلميذ وتلميذة لقوا حتفهم جميعًا. أين كانت؟ أين اختفت؟ ألم تكن تتابع الحدث لحظة بلحظة مثل بقية أفراد الشعب؟ أسئلة كثيرة تكشفت بعض إجابتها في الأسابيع الأخيرة والتي أدت في النهاية إلى ما أشرنا إليه في البداية.

- نقاط أخرى مهمة يشير إليها المؤلف:

- إن كنت تكتب ما يقوله غيرك، عليك ألا تترك جملة واحدة غير واضحة أو غير مفهومة.

- إن أردتَ أنْ تحقق كتابتك أهدافها، ضعْ عناوين رئيسة وكلمات مفتاحية لما تودُّ أنْ تكتبه.

- ليس هناك كتابة دون مادة أو موضوع ومفردات. يضرب مثلاً كاشفًا حول هذه الفكرة بقوله إنك لا تستطيع أنْ تصنعَ أيَّ نوعٍ من السَّلطة الخضراء بلبِّيسةِ الأحذية. فالمادة هنا شيء والأداة المستخدمة تصلح لمادة من شيء آخر تمامًا، ناهيكَ عن أنها لغرض أو لوظيفة مختلفة كليةً أيضًا.

- الكتابة أشبه بإقامة بناء على أساس وهيكل من مواد خاصة ولأهداف محددة.

في الفصل أو الحكاية الثالثة يقول تحت عنوان " لو أنني قلتُ آسفًا واعتذرتُ لما قاضوني أو وبَّخوني!". هذه العبارة أشبه بوضع السياق العام الذي شهد خروج الملايين للتظاهر ضد الرئيسة الحالية بين هلالين كبيرين أو وضع خطوط فسفورية تحت كل خطب الرئيسة التي ألقتها على الجماهير الغاضبة دون أنْ تقدم اعتذارًا واضحًا ومباشرًا عما وقعت فيه من أخطاء. وبغض النظر عن إمكانية قبول هذا الاعتذار من عدمه فإن الجملة التي كتبت في سياق مختلف تمامًا أصبحت تجسيدًا أو تلخيصًا فذًّا لرفض شعبي سلمي لأخطاء رئاسية لم يتم الاعتذار عنها. في هذا الفصل كذلك يعرض المؤلف لسبع عشرة طريقة لتحسين الكتابة لغةً وفكرًا وأسلوبًا.

في الفصل أو الحكاية الرابعة يتناول المؤلف "خطاب التهنئة" بيوم الاستقلال، ثم يتساءل عن السبب في اختفاء خاتمة ذلك الخطاب! ويدلل على قوة الخطاب المستمدة من إيجازه وتركيزه بنموذج من خطاب التقاعد للرئيس "كيم ديه جونغ" في مسقط رأسه. وفي الفصل التالي يتناول "العنصر المهيمن أو الأهم في الخطاب" عبر نقاط محددة. فخطابات الرؤساء تشهد مواجهات بين لغتين: لغة الرئيس ولغة العامة، والحل لتجاوز هذه المعضلة هو السهولة والوضوح ولا شيء غيرهما!

في الفصل التالي المعنون بـ" كُنْ شَبحًا"، يستله المؤلف بكلمة كتبها الرئيس الكوري على حزام الساعة "هدوء". لينطلق منها إلى التأكيد على أنّه إن أردتَ لرسالتك أن تصل إلى مبتغاها وتحقق أهدافها عليك أن "تسمع" جيدًا، ولكي تسمع عليك أن تهدأ. فمن يتحدث كثيرًا يستمع قليلاً. في هذا الفصل أيضًا يتناول ضرورة الانتباه إلى الفارق الكبير بين نوع الرسالة التي يقدمها الرئيس؛ المكتوبة، والمقروءة، والمسجلة في مقطع فيديو. فيرى أنّ الخطب الانفعالية تناسبها الصور والحركة التي تنقل المشاعر والأحاسيس مع اللغة، على عكس الخطب المكتوبة التي لا تحمل سوى الكلمات فحسب.

في الفصل التالي يناقش مسألة بالغة الخطورة تتعلق باختلاط خطب الرؤساء بعبارات إيديولوجية من قبيل "تنفيذ إرادة الرب". حيث يتم ربط السياسي بالديني لتحقيق أهداف أو مكاسب سياسية خاصة. لقد تحدث الكوريون مؤخرًا بقلق وتخوف شديدين عن أنه ربما تكون رئيسة البلاد قد نظرت إلى غرق التلاميذ على متن المركب من قبيل الفداء أو التضحية بالمعنى الديني على حساب المسؤولية السياسية والاجتماعية تجاه شعبها وتجاه أسر أولئك التلاميذ.

في الفصل التالي وعبر عناوين مشوقة يستخدم فيها صورًا من مكنونات البيئة الكورية يمهد للربط بين المقدمات والنتائج في المكتوب بشكل عام وفي كتابه تحديدًا بشكل خاص عبر صورة مستمدة من الانتقال من نظام التدفئة القديم إلى النظام الحديث. ويختم الفصل بالعودة لنقطة التركيز والتحديد كضرورة من ضرورات الكتابة تحت عنوان " إنها تصبح وردةً، عندما يتم تسميتها بالوردة!".

في الفصل التاسع يتناول فكرة الحماس الشديد لكتابة افتتاحيات الخطب، يعقب ذلك الحديث عن خطابات الحب لأجل الكوريين. ويختم الفصل بما يجب أن يتمتع به الشخص الذي يطمح أن يضع تاج العرش فوق رأسه وبخاصة فيما يتعلق بالقول أو الكتابة. في النقطتين الأخيرتين من هذا الفصل يتحدث عن موقف محدد حين مزق الرئيس كيم دي جونغ ورقةً إلى نصفين، ثم عن قيمة السلوك وكيفية التواصل والفرق بين الرئيسين "كيم دي جونغ" و"نو مو هيون". في الفصل العاشر والأخير يتحدث إلى أسرته وعن تشرفه بتلك الأسرة وتشريفه لها.

-------------------------------

الكتاب: كتابة الرئيس

الكاتب: كانج وون جوك

الناشر: ميدتشي ميديا، كوريا الجنوبية.

اللغة: الكورية

أخبار ذات صلة