لبيتر سينجر
محمد الشيخ
شهدت ساحة الفلسفة الأخلاقية انتعاشا بالغ الأهمية في العقود الأخيرة. ذلك أن عالم اليوم يطرح من المعضلات الأخلاقية الشيء الكثير: بدءا من مشكلة "القتل الرحيم" إلى مسألة "الإرهاب"، مرورا بمسائل شأن "الاستنساخ" و"الحياة الخاصة" وغيرها من الإشكالات الخلقية المعتاصة. ولعل أحد أبرز مفكري الأخلاق في زماننا هذا الفيلسوف النباتي الأسترالي ـ الذي لم يأكل لحما منذ 43 حولا ـ بيتر سينجر (1946) الذي صنفته مجلة "تايم" (2005) بوصفه أحد أهم الشخصيات العامة المائة الأكثر تأثيرا في العالم، وزاد المعهد السويسري Gottlieb Duttweiler Institute ـ وهو معهد للتشاور وتداول الأفكار ـ على الأمر، فصنفه عام 2013 بحسبانه ثالث أهم شخصية فكرية مؤثرة في العالم. وقد عرف عنه إثارته لمواضيع أخلاقية مهمة ارتبطت ارتباطا وثيقا بعالم اليوم: صلاتنا بالحيوانات، مسائل الحياة والموت وآدابهما، مسألة مساعدة الناس الأكثر فقرا وعوزا في العالم ...
وها هو اليوم يطلع علينا بجماع مقالاته في شأن الأخلاق ـ لا النظرية، ولا المعيارية، وإنما الأخلاق التطبيقية ـ وهي المقالات التي نشرها في إطار مشروع Project Syndicate الذي انطلق منذ عام 2005 والذي كان ينشر مقالاته في 450 وسيلة تواصل ـ جريدة ـ في 153 بلدا. هذا فضلا عن متفرق المقالات في أشهر الجرائد العالمية: نيويورك تايمز، واشنطن بوست، نيويورك دايلي نيوز، فري إنكواري، إيدج، سانداي مورنين هيرالد ... وقد بلغت المقالات 86 مقالة كتب معظمها بمفرده وبضعا منها بالاشتراك مع باحثين آخرين.
ينطلق بيتر سينجر في أفكاره التي دونها في كتابه، كما في مشروعه الفكري الأخلاقي بعامة، من مقدمتين اثنتين:
أولهما؛ أن الفلسفة الأخلاقية من شأنها أن تساهم مساهمة حيوية في أشد المناقشات استعجالية اليوم. ذلك أن أهمية حصة درس الفلسفة تكمن في أنها الحصة الأساسية التي قد تحول شخصا إلى نباتي، أو إلى محسن إلى الفقراء الإحسان المثمر المجدي، أو إلى متبرع على الغرباء ـ وهي المفاهيم الأساسية التي تدور عليها أخلاقيات سينجر. فهو رجل نباتي إحساني إكرامي محامي عما يسميه "رفاهية الحيوانات" منظر لما يعرف باسم "حركة تحرير الحيوانات" ـ الشيء الذي لا تفعله حصص دروس أخرى.
وثانيها؛ أن الأحكام الأخلاقية ـ من مثل: "هذا أمر خاطئ أخلاقيا وهذا أمر مصيب" ـ وعلى عكس أحكام الذوق ـ "يعجبني هذا اللون أو هذا النوع من المثلجات" ـ ما كانت هي بالأحكام الذاتية، ولو كانت هي مجرد أحكام ذاتية لما احتاجت إلى التدليل عليها واكتُفي فيها بالصيغة ـ "يعجبني هذا الأمر لأنه يعجبني وكفى"، فلا يمكن أن تسأل شخصا ما، مثلا، "لماذا يعجبك هذا النوع من المثلجات؟" ـ وإذا ما كنا نقر بأن الأذواق تختلف، فإننا نعتقد أن من المهم الاحتجاج لمسألة "الموت الرحيم" أو لمسألة "أكل اللحوم". فلا نعتقد حين نقول لشخص ما :"لا تضرب طفلك" أننا فقط نمتعض ذاتيا من الفعل، وإنما لأننا نعتبره فعلا خاطئا من الناحية الأخلاقية. وتلك هي النزعة الموضوعية في الأخلاق التي تقوم ضد النزعة الذاتية، والتي ترى أن موقفنا من إنهاء عذابات شخص في حالة كوما عميقة لا يتعلق بأمر ما إذا كانت لدينا مشاعر ومخاوف، أو ما إذا كنا عشنا اللحظة بعينها، وإنما لأن لنا حججا عن منع سكرات الموت الشديدة أكنا معنيين بها أم لا.
في مدخل كتابه، يذكرنا بيتر سينجر بأننا "كلنا نقوم باختيارات أخلاقية"، وأننا غالبا ما نقوم بذلك من غير وعي منا. أكثر من هذا، عادة ما نتبنى تعريفا للأخلاق على أنها تتعلق بطاعة قواعد تبدأ على النحو التالي: "ينبغي عليك أن ..."، وأن العيش أخلاقيا إنما معناه العيش ضمن دائرة هذه القواعد وعدم خرقها. لكنه سرعان ما يلاحظ أن هذا التصور للأخلاق تصور غير تام. وعدم تمامه ناجم عن أمرين: أولا؛ إنه تصور ينظر إلى الحاضر ولا ينظر إلى المستقبل (الأجيال القادمة)؛ ومن ثمة فإن أخلاقنا ليست بأخلاق مسؤولية. وثانيا؛ إنه تصور ينظر في حدود نوعنا البشري ولا ينظر في حقوق الأنواع الأخرى غير البشرية؛ وبالتالي فإن أخلاقنا تسقط في التعصب لنوع من الكائنات ضد كل الأنواع الأخرى. كما يذكرنا بأن ثمة التزامات ومسؤوليات للمواطنين في المجتمع الديمقراطي. فالكثير من القرارات تتضمن اختيارات أخلاقية، وبمكنة المواطنين من المتمرنين على التفكير الأخلاقي أو على الفلسفة الأخلاقية أن يؤدوا دورا مهما في المجتمع، معيبا على الفلاسفة ـ في العالم الأنجلوسكسوني ـ أنهم كانوا يهتمون بتحليل "الكلمات" و"المفاهيم" الأخلاقية ـ ضمن ما يعرف تحت مسمى مبحث "ما بعد الأخلاق" Meta-Ethics ـ ويشيحون بنظرهم عن الأسئلة والمعضلات الأخلاقية ذات المضمون ـ ما الذي ينبغي لنا أن نفعله في هذه الحالة أو في تلك، وأمام هذا الإعضال الأخلاقي أو ذاك؟ ـ وهو المسمى بالأخلاق الجوهرية أو ذات المضمون Substantial Ethics. وهكذا، فأنت واجد الفيلسوف الأنجلوسكسوني عندما تسأله: ما الذي ينبغي عليَّ أن أفعله في أمر كذا أو كذا؟ يجيبك: ما الذي يعنيه مفهوم "الخير"؟ وما وجه "الخيرية" في "الخير"؟ ولا يسألك عن سؤالك الأخلاقي الحارق.
ولا ينكر بيتر سينجر ـ في إفضاءة منه سخية ـ أنه هكذا كان حال النظر الأخلاقي أيام شبيبته. ويرى أن من حسن حظه أن ثورة الطلاب، في أواخر الستينات من القرن الماضي وأوائل السبعينات منه، غيرت الطريقة التي كانت تُزاول بها الفلسفة الأخلاقية وتُدرَّس. ففي عهد حرب فيتنام والكفاح ضد العنصرية والتمييز الجنسي وتدمير البيئة، طالب الطلبة بأن تمسي المحاضرات الجامعية ذات صلة بالمسائل الواقعية الملحة، مما دفع بالأساتذة إلى العودة إلى أصول مباحثهم، لائذين بسقراط وهو يسائل تلامذته حول طبيعة العدالة وما الذي يتطلبه أن نعيش عادلين؛ فكان أن ملكوا شجاعة طرح أسئلة نظيرة لتلك التي كان يطرحها طلبتهم وأتباعهم والجمهور العريض من أفناء الناس.
وهكذا وبوفق هذه الروح جاء كتابه الأول ـ الديمقراطية والعصيان (1973) ـ الذي كُتب على خلفية مقاومة التمييز العنصري والجنسي وحرب فيتنام. وقد تساءل عن متى يكون العصيان المدني مبرَّرا في نظام ديمقراطي. ومنذ ذاك الحين ارتأى أن يعالج تلك القضايا التي تهم الناس من خارج شعب الفلسفة. وذلك كله ضدا على تصور رائج في بعض الأوساط الفلسفية مفاده أن ما من شيء يمكن للناس الذين لم يدرُسوا الفلسفة فهمه إلا وهو شيء ضحل لا يمكن لفيلسوف حق أن يقول به. وعلى ضد هؤلاء، صار يذهب إلى أن ما من شيء أمكن قوله بوضوح إلا ونَمَّ عن أنه تم التفكير به في وضوح ـ في تحية خفية منه إلى الفيلسوف النمساوي لودفيغ فيتجنشتين (1889- 1951 ) الذي جعل من "الوضوح" معيارا أساسيا للفلسفة العميقة.
والكتاب منظورا إليه في جملته عبارة عن مختارات ستة وثمانين من كتاباته القصيرة. ورغم ما قد يكون للمقالات الصحفية من نزوع إلى التعلق بالشأن الظرفي، مما حدا بالمفكر الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي برودون (1809- 1865) إلى القول: "إنما الجريدة مقبرة الأفكار"، إلا أن بيتر سينجر يرى أن بعض الأفكار تبقى حية، بل وتنتهي إلى دفن حفاري قبرها، بل وتؤثر أكثر من المؤلفات الفلسفية الضخمة في الجمهور العريض الواسع.
إن تأمل عناوين هذه المقالات الستة والثمانين التي حواها الكتاب ـ والتي كتبت على مدى عقد من الزمن ونيف (2005-2016) ـ يشي بمواضيع وإشكالات النقاش الأخلاقي اليوم، وذلك سواء من جهة الموضوعات ـ الأسئلة الأخلاقية الكبرى، الحيوانات، الحياة والموت والقتل الرحيم والانتحار ومشاكلها، البيو- إتيقا [الأخلاقيات الحيوية] والصحة العمومية، الجنس والجنوسة، فعل الخير، السعادة، السياسة، الحكامة الشاملة، العلم والتكنولوجيا، الحياة واللعب والشغل ـ أو من جهة الإشكالات التي تطرحها.
ثمة موضوعات وردت في الكتاب من المألوف أن نعثر عليها لديه في كتبه الأخرى. لكن في هذا الكتاب ثمة أيضا جديد موضوعات لم نعهدها في كتاباته، شأن أخلاقيات الفلاحة المعدلة وراثيا أو أخلاقيات بيع الكلى أو المنزلة الأخلاقية لوعي الإنسان الآلي أو السعادة وكيفية إشاعتها ... وهو يذكر أن هذه المسائل ـ في إطار تجديده النظر الأخلاقي ـ أمست تلعب دورا مهما في "رؤيته الأخلاقية"، هذا فضلا عن المقالة الختامية في الكتاب المتعلقة بتأملات في رياضة الألواح الشراعية ... وتكمن مفاجأة الكتاب في أن من يعرف مواقفه في كتبه السابقة سوف يفاجأ بمواقفه في موضوعات أخرى. وهو يلتمس من قارئه أن يظل ذا عقل واسع منفتح. ويلوح بتحد ـ أكثر من ذلك، في الحقيقة يرجو أملا ـ ضد أولئك الذين هم مقتنعون سلفا بأنه ليست تكون للفلاسفة مساهمة بإبداء آرائهم في مشاكل ذات أهمية بالغة، راجيا أن يقنعهم هذا الكتاب بحجية ووجاهة هذه الدعوى.
هو إذن كتاب في الأسئلة. وهي أسئلة لم تكن معهودة في تاريخ الفلسفة الأخلاقية:
ففيما يخص الأسئلة الأخلاقية الأساسية، يطرح تساؤلات من طراز جديد: هل الدين ضروري للأخلاق؟ ولماذا يُضَحي بعض الناس بأنفسهم لإنقاذ الآخرين وآخرون لا يفعلون؟ وهل ثمة عقار أخلاقي يمكن أن يتناوله غير الأخلاقيين فيتحسن خلقهم؟ وكيف لنا بأن نرحم من لا يرحم؟ وهل للرحمة من حدود تقف عندها فلا تتعداها؟ وإلى أي مدى يمكن أن نغفر لمن أذنبوا الذنب الأخلاقي في حقنا أو في حق غيرهم؟ وهل ثمة شيء مهم؟ وهل ثمة تقدم أخلاقي؟
وفي أمر الحيوانات يتساءل: هل الحيوانات أشخاص أو أناس؟ وهلا أمكننا أن نبرر ما نفعله بالحيوان من قنص وصيد وحجز وتعذيب؟ فضدا على "التسيد على الحيوان" ـ على نحو ما تدعونا إليه الأديان ـ يدعو إلى طرح ما يسميه "قضية الحيوان" من دون ما ادعاءٍ مسبق بأن الحيوانات إنما خُلقت من أجلنا. إذ ما كنا ـ نحن معشر البشر ـ سوى نوع بين أنواع تطورت على وجه هذا الكوكب. وإن بقية الأنواع لتحوي بلايين الحيوانات غير البشرية التي يمكنها أن تبدي الألم، كما يبديه الإنسان، أو تستلذ الحياة، مثلما يستلذها بنو البشر. فهل ينبغي ـ بعد هذا ـ لمصالحنا أن تُعتبر على حساب مصالحها؟ أليس في هذا تفضيلا لمصلحة نوع على أنواع أخرى ـ وهو ما صار يعرف باسم "التمييز النوعي" Specism ؟
وهكذا مثلا يفتتح مقالته التي كتبها في 21 أكتوبر من عام 2014 على النحو التالي: "يبلغ تومي من العمر 26 عاما. وقد حبس حبسا انفراديا في قفص من أسلاك. لم تثبت ضده في يوم من الأيام أية جريمة قد يكون حبس لأجلها، ولم توجه إليه أية تهمة. وهو لا يوجد في غوانتنامو وإنما في كلوفرفيل بنيويورك. كيف صار هذا الأمر ممكنا؟ [ببساطة] لأن تومي قرد من فصيلة الشامبانزي ..." ويدافع بيتر سينجر عن فكرة أن القردة العليا "أشخاص" تقيم وشائج وجدانية مع بني جنسها كما يفعل الإنسان، وتحزن على فقد محبوباتها كما يحزن الإنسان، وهي كائنات واعية قادرة على التفكير كما الإنسان، وقادرة على استباق الأمور والتخطيط كما هم بنو آدم، بل تمتلك أسسا للأخلاق في استجابتها لتصرفات قردة أخرى . وضد على الصور الكاريكاتورية المعارضة، يؤكد على أن القول بأن الشامبانزي "شخص" لا يعني منحه حق التصويت، ولا الحضور إلى المدرسة، ولا إقامة دعوى ضد الإساءة إليه والافتراء، وإنما يعني إعطاءه حقا أساسيا لكي تكون له منزلة اعتبارية قانونية، بدل حسبانه مجرد "موضوع"؛ وبالجملة عَدُّهُ كائنا ذا كرامة، لأنه كائن ذو مشاعر.
وفي شأن الموضوع الثالث المتعلق بأمر قدسية الحياة يتساءل بيتر سينجر: أثمة إلزام أخلاقي بالتبرع بالأعضاء؟ وهل الصحة العمومية تتعارض مع الحرية الشخصية؟ وهل ينبغي لنا أن يمتد بنا العيش إلى ألف سنة؟
وفي شأن الجنس والجنوسة، يتساءل بيتر سينجر عما إذا كان مفهوم "زنا المحارم" ينطبق على صلة البالغين والقصر وحدها أم يطال ذلك صلة بالغين ببالغين؟ وإلى أي حد ينبغي اعتبار الجنس أمرا هاما في حياة الإنسان؟
وفي أمر السعادة يتساءل بيتر سينجر: هل نقدر على رفع مستوى السعادة القومية؟
وفي شأن السياسة يتساءل: لماذا نصوت؟ وهل المواطنة حق؟ وهل علينا توقير وتشريف العنصريين؟
وفي شأن الحكامة الشاملة يتساءل: هل الدبلوماسية المفتوحة أمر ممكن؟ وهل على الملوثين للبيئة أن يؤدوا أكثر من غيرهم على ما اقترفت أيديهم في شأن التغيرات المناخية؟
وفي أمر العلم والتكنولوجيا، يتساءل: هل للكائنات الآلية من حقوق؟
وفي الموضوع الأخير: هل تناول المنشطات أمر خاطئ أخلاقيا؟ وهل يجوز الغش في لعبة كرة القدم؟
لهذا الكتاب فضائل عدة:
منها أنه يمكن اعتباره من أحسن المداخل إلى الفلسفة بعامة وإلى فلسفة الأخلاق المعاصرة بخاصة. فهو كتاب مؤنس: يؤنسنا بأسماء فلاسفة كبار، كما يؤنسنا بأفكار فلسفية أساسية.
ومنها أن قصر مقالاته والطريقة التشويقية التي كتبت بها قد تحمل القارئ على قراءته كما يقرأ قصص ألف ليلة وليلة في كل يوم مقالة.
ومنها أنه يذكرنا بحقوق غيرنا من الكائنات علينا، فلا يترك كائنا إلا وذكرنا بحقوقه علينا: النبات، السمك، الحوت، الدجاج، القردة ...
على أن آراء بيتر سينجر لا تخلو من أن تطرح معضلة أخلاقية لم يطرحها قط في كتابه، وكان مفكرو العرب من المهتمين بآداب المذاهب قد طرحوها. وهي مسألة صلة المذهب بلازِمِه: هل "لازِمُ المذهب" ـ أي ما يلزم عن القول بمذهب ما أو عن اعتناقه، حتى ولو لم يقل واضع المذهب بذلك ـ يُعَدُّ جزءا من المذهب أم لا؟ وهل صاحب المذهب مسؤول عما يلزم عن مذهبه من أفعال، كما يُحَمِّل البعض، مثلا، ابن تيمية أفعالَ السلفية الجهادية في زماننا هذا، أو كما حَمَّل البعض ماركس أفعال ستالين؟ أستحضر هذه المسألة بعدما قرأت في إحدى الجرائد الأمريكية منذ أيام عن أم مطلقة تتبنى المذهب النباتي ـ Vegarism ـ على نحو ما يقول به سينجر وأقرانه، بلغ بها حرصها على تطبيق مبادئ المبدأ ـ ومنها منع أي غذاء اصطناعي عن ابنها وأي لحم أو غذاء من أصل حيواني، والاكتفاء بالموارد الطبيعية وبالماء وبالتعرض إلى أشعة الشمس الطبيعية ـ إلى حد تعريض حياة ابنها إلى الخطر؛ مما حدا بالأب إلى رفع دعوى على طليقته طالبا لحضانة الطفل. لست أدري ما إذا كان بيتر سينجر قد قرأ عن هذه الحادثة وحوادث أخرى دائرة على بعض مخاطر النزعة النباتية المتطرفة ـ أخرجت حولها أفلام ـ وعما إذا كان قد طرح على نفسه سؤال "لازم المذهب" هذا، وهو الذي ما يفتأ يذكرنا بأخلاق المسؤولية. مجرد تساؤل.
------------------------------------------------------------------------
عنوان الكتاب: الأخلاق في العالم الواقعي
Ethics in the Real World:82 Brief Essays on Things That Matter
المؤلف: بيتر سينجر
لغة الكتاب: الإنجليزية
دار النشر: مطابع برينستون الجامعية
Princeton University Press
سنة النشر: 2016
عدد الصفحات: 376
