«الزلزال الصيني: نهضة دولة متحضرة»

غلاف كتاب الزلزال الصيني.JPG

لتشانج وي

إميل أمين *

هل نهضة الصين هي نهضة دولة عادية؟.. يؤكد "تشانج.وي.وي" مؤلف هذا الكتاب أنها نهضة غير عادية، هي نهضة دولة فريدة من نوعها؛ أي أنها نهضة دولة متحضرة، فهي تمثل نموذجا جديدا للتنمية وخطابا سياسيا جديدا يشكك في كثير من الافتراضات الغربية بشأن الديمقراطية والحكم الصالح وحقوق الإنسان، وكل هذا من شأنه أن يبدأ موجة من التغيير غير المسبوق في تاريخ البشرية. ويقول الكتاب أيضا إنَّ الغرب قد يستفيد بالفعل من نهضة الصين فيما يتعلق بالسلطة والأفكار، تماما مثلما استفادت من الدول ذات الاقتصاديات النامية أو الانتقالية.

ومؤلف هذا الكتاب هو "تشانج.وي.وي" الباحث السياسي والمؤلف الصيني الجنسية الشهير، ويعمل أستاذا بجامعة فودان بشنجهاي، ومديرا مؤسسا لمركز دراسات النموذج الصيني، وباحثا أولا بمعهد الدراسات الآسيوية في معهد جنيف للعلاقات الدبلوماسية والدولية بسويسرا.. ويعد "تشانج.وي.وي" من أبرز المحللين السياسيين على الساحة الدولية فيما يخص الشأن الصيني حاليا، عمل في بداية حياته العملية مترجما شخصيا للغة الإنجليزية للرئيس الصيني، ومهندس بناء الصين الجديد "دنج شياوبينج" ودخل كواليس صناعة القرار في الصين منذ بداية حياته العملية، كما عايش تطور الصين ونهضتها الحديثة عن قرب، وأسهم في التنظير للعديد من السياسات الصينية الحديثة، وتحظى محاضراته بالقبول والترحاب الشديد في العديد من وسائل الإعلام الدولية، كما أنه يحاضر في أغلب الجامعات والمعاهد الصينية لطلبة الدراسات العليا.

يكتب "تشانج.وي.وي" باللغتين الصينية والإنجليزية، وترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم.. ومن أهم مؤلفاته: "الأيديولوجيات والإصلاح الاقتصادي في عصر دينج شياوبينج"، و"تحول الصين: الإصلاحات الاقتصادية وآثارها السياسية"، و"الزلزال الصيني: نهضة دولة متحضرة"، و"اللمسة الصينية: ملاحظات وتأملات من خلال زيارة مائة دولة"...وغيرها من الأعمال التى تُعد قاموسا للتعرف على كل ما يدور في الصين وعلاقتها بالعالم.

 

والسؤال: لماذا حظي الكتاب الذي نحن بصدده بشهرة واسعة لا في الصين فقط، بل في كافة أرجاء العالم؟ الشاهد أن هذا العمل كتب في الأساس للقرَّاء الصينيين، وأصبح بصورة غير متوقعة تماما من أكثر الكتب مبيعا في الصين، ومنذ نشره هناك تتهافت الجماهير عليه بطبعاته الرسمية أو المقرصنة، واحتل صدارة قائمة أكثر عشرة كتب أثرت في الصينيين مؤخراً، وهناك بعض الأسباب التى أدت إلى شهرة هذا الكتاب ومنها:

- أولا: ليس من السهل على الأجانب إدراك نهضة الصين المدهشة، بل إنَّ الأمر يصعب أيضا على الصينيين أنفسهم الذين شهدوا أسرع تحول اقتصادي واجتماعي في العالم، على مدار ثلاثين عاما متتالية؛ لذلك فإن الكثيرين منهم يرغبون في سرد هذا التحول بالنسبة لهم ولدولتهم.

- ثانيا: يتمتع الصينيون بفضول شديد تجاه العالم الخارجي، ورغبتهم في عقد مقارنة بينهم وبين دول أخرى بعد ثلاثة عقود من التغيُّر السريع، كما يأملون في تقييم موضوعي لإنجازات الصين ومشكلاتها ومستقبلها مقارنة بدول أخرى.

- ثالثا: وربما الأكثر أهمية، فبينما تناقش بقية دول العالم نهضة الصين، وطبيعتها، قد لا يكون هناك مبالغة في القول: إن مستقبل الصين قد يعتمد على نتيجة هذا النقاش، حيث تمثل آراء مختلفة بصورة كبيرة أشكالا مختلفة لمستقبل الصين، وهذا الكتاب أصبح عنصرا محوريا لهذا النقاش الوطني الظاهر.

 

الصين بين الغرب والشرق

هناك وجهتا نظر متضادتان في هذا النقاش. تفيد إحداهما بأن الصين مليئة بالأخطار الكامنة والأزمات، في حالة إذا لم تتبع الصين النموذج الغربي، خصوصا النموذج الأمريكي، على الرغم من الأزمات الراهنة في الولايات المتحدة، ووجهة النظر هذه تمضي في طريق القول إن الصين على ذلك النحو ستصبح دولة لا أمل فيها.

فيما تفيد وجهة النظر الأخرى بأنه مهما كانت المشكلات التى تعانيها الصين، فالدولة في أفضل حالاتها في التاريخ الحديث، وينبغي على الصين أن تستمر في اتباع نموذج التنمية الخاص بها، فهو نموذج ناجح إلى حد كبير، مع قدرتها على استيعاب أي نماذج صالحة من الخارج، وإذا تخلت الصين عن نموذجها سيصبح مستقبلها مضطربا.

ولكن: إلى أي جانب يميل مؤلف الكتاب؟.. يؤيد الكاتب وجهة النظر الثانية، وعنده أن نهضة الصين هي ثمرة جهود ورؤى صينية شرقية في الأساس تختلف بشكل جذري عن التجارب التنموية الغربية الأخرى.

ورغم هذا يقر صاحب الكتاب بأن: "الصين قد تعلمت الكثير من الغرب وستستمر في التعلم لمصلحتها الشخصية، وقد يكون الوقت قد حان الآن في الغرب لاستخدام جملة "دنج شياوبينج" الشهيرة "تحرير العقل"، والتعرف قليلا على المنهج الصيني، أو حتى التعلم من الأفكار الصينية، بالرغم من أنها تبدو غربية، هذا ليس فقط للحد من المزيد من سوء الفهم الذي تحركه الأيديولوجيا لهذه الأمة شديدة الأهمية، التى تمثل حضارة بحد ذاتها، ولكن أيضا لإثراء حكمة العالم المشتركة في التعامل مع تحديات تتراوح بين القضاء على الفقر والأزمة المالية، إلى تغير المناخ وصدام أو صراع الحضارات.

 

ما طبيعة نهضة الصين؟

هذا سؤال مُهم للغاية، ويعتمد عليه مستقبل الصين. تشرح إحدى وجهات النظر أن نهضة الصين ما هي إلا نهضة دولة عادية قامت بإصلاحات وفقا للنظرية الغربية لاقتصاد السوق؛ وبالتالي استمتعت بتنمية سريعة، ومع وجود طبقات متوسطة متنامية، ستتقبل الدولة مزيدا من الأفكار الغربية والترتيبات المؤسساتية، وتصبح في نهاية المطاف جزءا من العالم الغربي، ومن وجهة نظر أخرى فنهضة الصين تمثل نهضة نوع مختلف من الدول، والسبب الرئيس لنهضة الصين هو التزامها بمسارها الخاص نحو التنمية، ونتيجة لذلك تعلمت الدولة من نهضة بلاد أخرى. ومن ناحية أخرى استغلت قوتها وتفوقت على النموذج الغربي، ولذلك هي نهضة دولة متحضرة دمجت بين أطول حضارة مستمرة في العالم ودولة حديثة ضخمة.

يعتقدُ البعض أنَّ النموذج الغربي يمثل نموذج البشرية الأسمى، وكل ما على الصين فعله هو تحقيق نقلة اقتصادية واجتماعية وسياسية وفقا للنموذج الغربي. غير أن "تشانج.وي.وي" يرى أنه إذا اتبعت دولة متحضرة مثل الصين النموذج الغربي، ستشهد الدولة فوضى وانقساما. في الواقع بالعودة إلى الماضي، إذا اتبعت الصين النموذج الغربي بدلا من الالتزام بمسارها الخاص، لكان من الممكن أن تعاني انقساما مثل الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا.

والسؤال: ما هو سبب نهضة الصين المتفردة إذن؟ يؤكد مؤلف الكتاب أن سبب نهضة الصين هو نموذجها الخاص للتنمية، وعلى الأرجح ستستمر الصين في التقدم في مسارها الذي اختارته، وسوف تصبح أكبر اقتصاد في العالم، بكل ما لها من تأثير على العالم أجمع. لكن هذا لا يعني أن الصين والغرب سيتحركان بالضرورة في مسار اصطدام، بل على العكس، فإن طبيعة الصين كدولة متحضرة تقرر أنه في ضوء تقاليدها الثقافية، فإنه من غير الممكن أن تكون الصين دولة عازمة على المواجهة. إنما على الأرجح أن تسعى إلى التعايش السلمي والتعلم المتبادل والنتائج المريحة لكل الأطراف، مع دول أخرى وأنظمة سياسية أخرى، وهذا في الواقع أمر جيد لبقية العالم، ولكن ربما تتغير هذه الصورة الإيجابية إذا كانت بعض الدول عازمة على البدء في الاحتكاك مع الصين.

 

الصين ونظام دولة حديثة

هل استطاعت الصين بالفعل تأسيس دولة نظام حديثة غير مسبوقة؟ يبدو أنها فعلت ذلك بالفعل عبر هياكل قوية والبنية واضحة المعالم، حيث يشتمل نظامها على حكومة موحدة، وسوق اقتصاد وتعليم وقانون ودفاع ومالية ونظام ضريبي. وتعد الدولة الصينية إحدى أكثر الدول كفاءة في العالم، كما يتضح من تنظيمها لدورة الألعاب الأولمبية عام 2008، وتوجيهها للنمو الاقتصادي في الدولة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بالعديد من تقاليدها التى تتميز بها كدولة حضارية، وتلعب هذه التقاليد دورا حيويا اليوم في أكثر دولة ذات كثافة سكانية في العالم.

ولكن هل من الغربيين من يشهد للصينيين؟ في العام 2004، نشر العالم والكاتب البريطاني "مارتن جاكس" كتابا مؤثرا ومثيرا للجدل بعنوان "عندما تحكم الصين العالم"، وعلى الرغم من أن العنوان لا يتماشى مع طريقة التفكير أو التصرف الصينية، فقد تجاوز جاكس بصورة واضحة الرأي المرتكز حول أوربا الخاصة بدولة حضارية، وقيم الفكرة بصورة أكثر إيجابية تتمثل إحدى حججه المهمة فيما يلي:

"توجد العديد من الحضارات -أحد الأمثلة الحضارة الغربية- ولكن الصين هي الدولة الحضارية الوحيدة. إنها معروفة بتاريخها الطويل الاستثنائي، وأيضا نطاقها الجغرافي الضخم وتنوعها الديموغرافي. إن دلالات ذلك عميقة فالوحدة هي أولويتها الأولى، والتعددية هي حال وجودها (وهذا سبب إمكانية أن توفر الصين لهونج كونج دولة واحدة ونظامين" وهذا نموذج غريب على دولة قومية حديثة.

والشاهد أن الدولة الصينية تتمتع بنوع مختلف جدا من العلاقة بالمجتمع، مقارنة بالدولة الغربية، إنها تتمتع بقوة طبيعية وشرعية واحترام أكبر بكثير، بالرغم من عدم الإدلاء بصوت واحد للحكومة، ويكمن السبب في أن الدولة ينظر إليها من قبل المواطن الصيني كحارس وأمين ومثال لحضارتهم، فواجب الدولة هو حماية وحدتها وشعبها؛ لذلك فإنَّ شرعية الدولة تكمُن في عُمق التاريخ الصيني، وهذه النظرة تختلف تماما عن نظرة المجتمعات الغربية للدولة.

 

البشر ثروة الصين الحقيقية

هل تعداد الصين المهول إضافة لها أم أنه خصم من رصيدها الإنساني؟ يعيش في الصين خُمس سكان العالم، ويبلغ متوسط حجم الكثافة السكانية في دولة أوروبية حوالي 14 مليونا، فيما يبلغ الحجم في الصين تقريبا حجم 100 دولة أوروبية عادية. لا تمثل الدول الغربية بأكملها سوى 14% من عدد سكان العالم، بينما تمثل الصين 19%، ومع إنشاء دولة حديثة خاصة ونظام تعليمي حديث يعتبر سكان الصين المتعلمين أكبر أصول الصين كدولة حديثة، مع توافر تعليم حديث، وقيم ثقافية تقليدية، وقد أنتج عدد سكان الصين الهائل تأثيرا على نطاق غير مسبوق في التاريخ البشري، ويمكن تلخيص إحدى خصائص النموذج الصيني على النحو التالي:

أدت قدرة الصين على التعلم والتكيف والابتكار، إلى جانب وجود تأثير مقياس لا مثيل له بفضل حجم الكثافة السكانية الهائلة، إلى تأثيرات داخلية وخارجية كبيرة. وأوضح تقدم الصين السريع في مجالات مثل السياحة وصناعة السيارات والإنترنت، والقطارات عالية السرعة والتحول الحضاري تأثير المقياس.

يميل المستثمرون في الصين إلى الاشتراك في اعتقاد واحد وهو: "إذا كان بإمكانهم تحقيق المركز الأول في الصين، فعلى الأرجح سيحتلون المركز الأول على مستوى العالم".

وبوجه عام، ربما لا يكون ادعاء أنه بفضل حجم الكثافة السكانية قد تغير الصين العالم، طالما تقوم بتغيير نفسها، وهو ادعاء بعيد الاحتمال، فعلى سبيل المثال أصبحت الصين أكبر منتج ومستهلك للسيارات على مستوى العالم، حيث إن كل شركات السيارات العالمية توجد الآن في الصين، وبدأت صناعة السيارات في العالم نوعا من التحول نحو الصين. بالمثل تشترك الصين الآن في أكبر برامج التحول الحضاري في العالم، وتتنافس أفضل الشركات المعمارية في العالم مع بعضها البعض للحصول على السوق الصينية، وبدأت نوعا من التحول نحو الصين. ومن المحتمل أن يستمر هذا التوجه في مزيد من المجالات مثل السياحة والنقل الجوي، وصناعة الأفلام والرياضة والتعليم، والطاقات البديلة، وحتى نماذج التنمية والحكم السياسي.

 

تقاليد ذات تاريخ ضارب في القدم

يؤكد البروفيسور الصيني الشهير عبر صفحات كتابه على أن الصين كونها أطول حضارة مستمرة على المستوى العالمي، قد سمح لها ولتقاليدها بالنمو والتطور والتكيف في كل أفرع المعرفة والممارسات تقريبا مثل الحكم السياسي والاقتصاد والتعليم والفن والموسيقى والأدب والمعمار والقوات المسلحة والرياضية والغذاء والطب. وتتميز هذه التقاليد الأصلية والمستمرة ذاتية المنشأة في الواقع بالندرة والتفرد على مستوى العالم.

وتعتمد الصين على تقاليدها القديمة وحكمتها الراسخة في بعض المجالات، ففي مجال الحكم السياسي، تأتي العديد من الأفكار الرئيسية المستخدمة في الحكم السياسي اليوم من العصور القديمة فعلى سبيل المثال، الفكرة الخاصة بـ "مواكبة العصور المتغيرة" مستمدة من فكرة مواكبة العصور المذكورة في كتاب "التغييرات" الذي يعود تاريخه إلى عصر الممالك المتحاربة (منتصف القرن الرابع إلى أوائل القرن الثالث قبل الميلاد)، وينطبق الوضع نفسه على فكرة اليوم الخاصة بـ"بناء مجتمع" متناغم، التي يعود أصلها إلى الفكرة القديمة المتمثلة في التناغم الشامل المذكور في الكتاب القديم نفسه "وفكرة "دنغ شياوبينج" الخاصة بـ"تحسس الصخور عند عبور النهر" التي وجهت الإصلاح والانفتاح في الصين، هي في الواقع مقولة شهيرة من العصور القديمة، وفيما يبدو فإن الجذور التاريخية لهذه الأفكار أعطتها مزيدا من الشرعية وسهلت تقبلها العام من قبل الشعب.

 

ثقافة شديدة الثروة

وهل كانت العوامل الثقافية غائبة عن نهضة الصين المتحضرة؟ بالقطع لا؛ فبتاريخها الطويل والمستمر طورت الصين واحدا من أغنى التراث الثقافي في العالم، والمستمر وتمثل الثقافة الصينية في الواقع تضافر ثقافات (مئات الدول) على مدار تاريخ الصين الطويل.

أبدع ما في الثقافة الصينية أنها روحية ودنيوية معا، فهي تؤكد على الوحدة الشاملة بين الجنة والأرض والتناغم في التنوع، كما يتضح من امتزاج الأفكار الكونفوشيوسية والطاوية والبوذية، والغياب الملحوظ للحروب الدينية على مدار تاريخها الطويل، وتتميز الثقافة الصينية بالشمولية أكثر من الخصوصية، الأمر الذي أثر على كل جوانب الحياة الصينية.

على سبيل المثال، توحدت آلاف اللكنات الصينية في إطار لغة مكتوبة واحدة، وفي أنحاء هذه الدولة شاسعة المساحة، أيضا يختلف سكان بكين وشنجهاي وجوانزة، أشهر ثلاث مدن في الصين، اختلافا كبيرا عن بعضهم البعض من حيث أسلوب الحياة والعقلية، وربما يكون هذا الاختلاف أكبر من الاختلاف بين البريطانيين والفرنسيين والألمان، كما تظهر اختلافات جلية بين 56 مجموعة عرقية صينية، ولكن أغلب هذه الاختلافات إن لم يكن كلها، تتكامل مع بعضها البعض في نطاق الإطار العام، للفكرة الكونفوشوسية المعتمدة على "الوحدة في التنوع" وربما لا يوجد مثال لتصوير هذا الثراء الثقافي أفضل من المطبخ الصيني، فهناك ثماني مدارس رئيسية للطبخ، ومدارس فرعية لا حصر لها، ويقال إن كل واحدة من المدارس الثماني الرئيسية أغنى من المطبخ الفرنسي.

---------------------------

- الكتاب: "الزلزال الصيني.. نهضة دولة متحضرة".

- المؤلف: بروفيسور "تشانج.وي.وي".

ترجمة: محمود مكاوي - ماجد شبانة

- الناشر: سما للنشر والتوزيع، القاهرة، 2016.

- عدد الصفحات: 250 صفحة.

 

 

* مدير مركز الحقيقة للدراسات السياسية ـ القاهرة

أخبار ذات صلة