تأليف: مارا هفيستندال
"العالِم والجاسوس.. قصة حقيقية للصين ومكتب التحقيقات الفيدرالي والتجسس الصناعي"، ففي العام 2016، أكدت إدانة عالم فيزياء في فلوريدا بتهمة التجسس على شركات المنتجات المعدلة كيميائيًّا الأمريكية لسرقة أسرارها الصناعية، أن سرقة البذور أصبحت أيضًا -على الأقل لأولئك الذين يؤثرون في السياسات والإجراءات الفيدرالية الأمريكية- تهديدًا للأمن القومي. وبحسب الاتهامات، تعهد العالم مو هايلونغ (المعروف أيضًا باسم روبرت مو) بمساعدة شركة صينية من خلال نقل أسرار ترتبط بوسائل تطوير البذور وزراعتها وجنيها وتنظيفها وتخزينها.
وتستكشف الصحفية والمراسلة العلمية السابقة مارا هفيستندال تاريخ مهنة مو الغريب في كتابها الثالث، "العالم والجاسوس: قصة حقيقية للصين ومكتب التحقيقات الفيدرالي والتجسس الصناعي"، وعلى الرغم من أن مو يمكن أن يكون إما العالم أو الجاسوس المشار إليه في العنوان، فإنه ليس الموضوع الحقيقي للكتاب؛ حيث تصور هفيستندال مو بشكل مقنع على أنه "بيدق في صراع دولي" بين الصين والولايات المتحدة.
وخصص مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي جزءًا ليس بالقليل من النفقات لخلق قضية ضد مو. وخلال عامين، كرّس 73 عميلًا فيدراليًا وقتهم لهذا الجهد، وتم اعتراض 17 ألف رسالة بريد إلكتروني، وتسجيل مئات الساعات من التسجيلات الصوتية، وغيرها من التفاصيل. كل هذه الإجراءات تمت للدفاع عن حقوق الملكية الفكرية لشركتين زراعيتين رائدتين في العالم وفي الصناعة الأمريكية، ضد التوغلات المنظمة العشوائية لمؤسسة علف حيوانية مقرها بكين، والتي لم تكن لديها حتى الخبرة اللازمة والكفاءة لاستغلال البذور المسروقة.
ولفهم سبب تخصيص حكومة الولايات المتحدة مبلغًا كبيرًا من أموال دافعي الضرائب للتحقيق والمقاضاة نيابة عن شركة مثل "مونسانتو"، التي خضعت قبل توجيه الاتهامات إلى مو، لتحقيق أجرته وزارة العدل الأمريكية بشأن الانتهاك المحتمل لقانون مكافحة الاحتكار، يحتاج المرء حقًا التفكير في ارتباط السياسة العالمية بهذا النوع من القضايا التي يمتزج فيها غالبًا القضائي بالسياسي.
إن هذه الرؤية لـ"موجة بشرية" من الطلاب والعلماء والمهندسين الذين يجمعون معلومات استخباراتية مخصصة، تشير، بحسب هفيستندال، بطريقة خاطئة، إلى أن جميع الصينيين الذين يعملون في الولايات المتحدة يعملون كجواسيس محتملين للحزب الشيوعي.
