الدبلوماسية الخادعة!

51qxUTq+DZL._SX321_BO1,204,203,200_.jpg

تأليف: إليزابيث شاكلفورد

"قناة الاعتراض.. الدبلوماسية الأمريكية في عصر خادع". وتقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في قراءتها للكتاب إنه وسط فوضى حرب فيتنام، أنشأت وزارة الخارجية الأمريكية نظامًا رسميًا للدبلوماسيين للتعبير عن معارضتهم للسياسات التي كلفوا بتنفيذها. من الناحية النظرية، يمكن أن تساعد القناة المسماة بالمعارضة في العمل كوسيلة لمنع كوارث السياسة الخارجية -مثل حرب فيتنام- من خلال السماح حتى لأصغر الموظفين بتجاوز التراتبية البيروقراطية وإرسال مذكرة مباشرة إلى الدائرة الداخلية لوزيرة الخارجية لدق أجراس الإنذار بشأن سياسة الولايات المتحدة في قضية ما.

واليوم، تحتل القناة المعارضة مكانة مهمة في تركيبة وزارة الخارجية؛ إذ إنه نظام نادر الاستخدام، لكنه نظام يتباهى به الدبلوماسيون الأمريكيون في كثير من الأحيان كدليل على قوة ومرونة قادة السياسة الخارجية الأمريكية. ولكن في هذا اليوم وهذا العصر، هل نقل الحقيقة إلى السلطة يشكل فارقاً؟

إليزابيث شاكلفورد دبلوماسية مهنية سابقة، تتعامل مع هذا السؤال في هذا الكتاب وهو مذكرات شخصية عن جولتها في جنوب السودان الذي مزقته الحرب وتتناول أيضا قرارها الاستقالة لأسباب أخلاقية في العام 2017. يقفز الغضب واليأس والاستياء من الصفحات بينما تروي شاكلفورد كيف حاولت هي وزملاؤها في سفارة جوبا أن يدفعوا واشنطن لإدانة الفظائع التي ارتكبتها حكومة جنوب السودان ولكن دون جدوى. إنها لا تدخر أي جهد في إظهار كيف أصبح جنوب السودان أحد أكثر الإخفاقات المذهلة في السياسة الخارجية الأمريكية الحديثة.

مرارا وتكرارا، رفضت واشنطن أن تدين بشدة القوات الحكومية في عهد الرئيس سلفا كير مايارديت حيث قاتلت نائبه السابق المنافس ريك مشار. فيما سادت اتهامات بالقتل الجماعي والاغتصاب وجرائم حرب أخرى من قبل الجانبين. ودعت الحكومة الأمريكية أكثر من مرة إلى الهدوء وأصدرت تهديدات غامضة بالانتقام نادرا ما تتابعها.

وتقدم شاكلفورد حججًا مألوفة حول مخاطر سياسة ترامب الخارجية، لكن الكتاب يضيء حقًا في روايتها ضربة تلو الأخرى لما تفعله السفارة الأمريكية في وقت الأزمات.

ويستحق الكتاب الثناء على سرد قصة الانهيار المذهل لجنوب السودان ورفض واشنطن الاعتراف بإخفاقاتها الخاصة، وإن لم تكن غير مروية. لكن الكتاب يطرح أيضًا أسئلة أكبر حول كيف يمكن للدبلوماسيين وغيرهم في الحكومة أن يقولوا الحقيقة للسلطة في عصر يمكن أن تتعرض فيه الحقيقة، ومن يتحدثون عنها، للهجوم.

 

 

أخبار ذات صلة