«تاريخ جزيرة العرب» مرويِّات مُهاجرة بين استشراق واستغراب

الغلاف-1.jpg

د. مُحمَّد الشحات *

يُعدُّ كتاب "تاريخ شبه الجزيرة العربية.. القديم والحديث" -الصادر في مجلدين؛ نُشرهما للمرة الأولى في العام 1833 الكاهن والأديب الأسكتلندي آندرو كرايتن (1790-1855)- واحدًا من أمَّات المصادر الكلاسيكية الرصينة التي لا غنى عنها لأي قارئ -سواء كان متخصّصا أو قارئا عاما- في موضوعه التأريخ الشامل لشبه جزيرة العرب؛ وذلك عبر عدد متنوع تنوعًا لافتًا من المداخل الاجتماعية والحضارية والإثنوجرافية والثقافية والسياسية أيضا.

فللوهلة الأولى، تبدو للقارئ مدى ضخامة مادة هذا الكتاب؛ سواء من حيث الحجم الذي يبلغ 750 صفحة من القطع الكبير، أو ثراء المادة المعرفية، أو تنوع المصادر التي نهل منها المؤلف وأحال إليها في مواضع عدة، أو تعدد الموضوعات والمداخل والثيمات، أو اتساع الرؤية المنهجية التي "تحاول" -وأؤكد هنا على فعل المحاولة، لا التحقق أو الإنجاز- أن توازن موازنة موضوعية بين نظرة الغرب لشبه الجزيرة العربية من ناحية، ونظرة بعض المصادر والمرويات العربية للغربيين من ناحية مقابلة.

 

وفي مقدمة هذا الكتاب الكبير، يصف المؤلف آندرو كرايتن عمله بكونه "محاولة أولى لربط الماضي بالرسومات التوضيحية للاكتشافات الحديثة؛ من أجل عرض الصورة الكاملة في نطاق معتدل"؛ أي في مجلدين فقط. هكذا، يعترف كرايتن، منذ الصفحات الأولى لكتابه، بثقل المهمة التاريخية والمعرفية التي يتصدى لها بوعي، وهو يتكئ على تراث استشراقي أوروبي ضخم متخم بالآراء المنحازة والخطابات الأيديولوجية المُجحِفة التي راح يُدلي بها عدد غير قليل من الباحثين الغربيين والمستشرقين حول مسائل الإسلام والقرآن والأدب العربي والشخصية العربية ورحلة الحج وتاريخ الوهابيين في الجزيرة...وغيرها من الموضوعات والثيمات والمقاربات الشائكة.

وفي أغلب هذه المواضع، يُصرِّح كرايتن بأنَّه يسعى لخلق سردٍ تاريخي بسيط خالٍ من "الضغينة الجائرة"، على حد وصفه، أو لنقل بمصطلحاتنا الحديثة إنه كان يسعى إلى نسج "سردية" أو "مروية" موضوعية أو شبه موضوعية غير متورطة كليًّا في منظورات الضغينة الاستشراقية، أو تحت وطأة النزعة الكولونيالية التي سادت بين المؤلفين السابقين لفترات غير قصيرة.

وفي تصوُّري، أن مؤلف هذا الكتاب قد نجح في هذه المهمة في الجزء الأكبر من كتابه؛ وذلك بمساعدة المعلومات الإثنوغرافية التي وفرها له ولغيره الرحالة الأوروبيون المحدثون، والتي لم تكن متاحة للكتاب والباحثين السابقين عليه، جنبًا إلى جنب مع عدد وافر من الترجمات الجديدة لأعمال عدة كتبها مؤرخون عرب أفاد منهم في طبعة الكتاب الثانية.

(1)

لقد أصبح من الثابت تاريخيًّا أنَّ جامعات أسكتلندا قد أولت اهتمامًا خاصا بدراسات "الاستشراق" منذ منذ وقت مبكر؛ فكانت جامعة سانت أندوز تدرس اللغة العربية لغة وأدبًا منذ العام 1411م. وأدرجت جامعة جلاسجو مادتي "اللغة العربية" و"الإسلام" ضمن تدريس الكتاب المقدس عام 1451م. وقد لمع في سماء الاستشراق أعلام أسكتلنديون كثيرون؛ كان من أبرز متأخريهم هاملتون جب (1895-1971) ووليام مونتجمري وات (1909-2006). أما مؤلف هذا الكتاب ذاته آندرو كرايتن، فلم ينل شهرة كافية وسط هؤلاء الأعلام من المستشرقين، ولم يُوضع في مصافهم أو رُتْبتهم، كما لم يُدرج اسمه ضمن معاجمهم وموسوعاتهم، وإنما كان يشار إليه بوصفه عالِما وكاتبا للسير والتراجم فحسب. لقد بدأ كرايتن -أو "كريشتون"، كما يُحب أن يعربه البعض- حياته واعظًا كنسيًّا، ثم تدرَّج في المناصب الكنسية حتى نال عضوية المشيخة الكنسية بأدنبره والمجمع العام للكنائس في أسكتلندا. وبدءًا من العام 1892، نشر المؤلف كتبًا في تراجم رجال الدين، وشارك بعد ذلك في نشر عدد لافت من المقالات والبحوث في المجلات والدوريات. وفي العام 1833، نشر كرايتن كتابه "تاريخ جزيرة العرب القديم والحديث" في مجلدين، ونال في العام 1837 درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة سانت أندروز، وقبل وفاته بثلاثة أعوام -أي في العام 1852- نشر الطبعة الثانية من كتابه عن جزيرة العرب، تحت عنوان آخر وهو "تاريخ جزيرة العرب وشعبها".

 

(2)

كانت جزيرة العرب منذ أقدم العصور -ولا تزال- محطَّ أنظار واهتمام الغرب الأوروبي؛ وذلك لأسباب ودوافع مختلفة. فمن المعروف أن جزيرة العرب هي مهبط الديانات السماوية الثلاث الرئيسية في العالم (اليهودية، والمسيحية، والإسلام)، حيث كانت أراضيها وجبالها وصحاريها ومياهها مسرحًا للكثير من الحوادث التاريخية التي ورد ذكرها في الكتب السماوية الثلاثة (التوراة، والإنجيل، والقرآن)، وارتبطت بشكل أو بآخر بهذه الديانات؛ حيث اكتسبت أهمية خاصة -وربما قدسية استثنائية- لدى أتباع هذه الديانة أو تلك. ومن المؤكد أن هذه الحقائق التاريخية قد دفعت بالكثير من رجال الدين الأوروبيين والباحثين والرحالة والمستكشفين إلى أن يشدوا الرحال إلى هذه البلاد للبحث عن أية دلائل أو آثار تُلقي بعض الضوء على حوادث قرأوا عنها في كتبهم وتناقلتها مرويات أسلافهم وأسلاف أسلافهم. فالبحث عن أماكن مثل الموضع الذي عبر فيه بنو إسرائيل البحر الأحمر عند خروجهم من مصر، أو البحث عن المكان الذي تجلى فيه الله سبحانه وتعالي في طور سيناء عندما كلم نبيه موسى -عليه السلام- أو البحث عن مهد السيد المسيح -عليه السلام- والأماكن التي عاش وتنقل فيها...وغير ذلك من الأماكن والحوادث التاريخية؛ كلها كانت -ولا تزال- مصدرًا مُلهِما بالنسبة إلى أفكار هؤلاء الرجال وخيالهم.

ويبدو أنَّه من بَيْن جُملة الأسباب التي دفعت كرايتن إلى تأليف هذا السفْر الكبير حرصه الديني على إثبات صحة بعض المقولات التي وردت في الكتب المقدسة عمَّن أسماهم "أبناء إسماعيل" أو "أبناء هاجر"، وهو في هذا لم ينحرف كثيرا عن النهج الاستشراقي الذي كان ينظر إلى العرب باعتبارهم هؤلاء الشرقيين "المتوحشين". فمع نهاية القرون الوسطى، كان اسم العرب مبغضًا في كل أرجاء أوروبا؛ إذ كانوا يُعرفون فقط إما بأنهم "برابرة" أو "قطاع طرق" أو "حارقو مكتبات" أو بوصفهم "المرادف القادم من الشرق لقبائل الهون والجرمان الهمجية وأعداء العقيدة الكاثوليكية". لقد انطوى الكتاب على أشياء من هذا القبيل، كما تعمَّد المؤلف أن تكون الفقرة الأخيرة من الفصل الأخير من هذا المتن الكبير، خُلاصةً وإثباتا لوجهة نظره تلك، وكشفا عن أيديولوجيته المنحازة (راجع ص:743-744)؛ حيث تناول السمات المتناقضة في شخصية العربي وتناقضات وغرائب في ممارسات العرب الدينية. لقد عكف المؤلف على دراسة ما كتبه سابقوه عن العرب ودينهم وسيرة نبيهم؛ أقصد بأن كرايتن قام بتفنيد بعض الخطابات المنحازة التي انساق إليها كل من أمثال جورج سال (1697-1736) وسيمون أوكلي (1678-1720) وإدوار جيبون (1737-1794)؛ حيث لم يقتنع بما أوردوه من آراء متعصبة ومزاعم باطلة؛ فقرر أن يتناول الموضوع من خلال الرجوع إلى المصادر الأصلية كمؤلفات بعض الكتاب والمؤرخين المسلمين مثل أبي الفداء ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، وحمزة بن الحسن الأصفهاني في "تاريخ سِني ملوك الأرض والأنبياء"، وأبي الحسن المسعودي في "التنبيه والإشراف"، والنويري في "نهاية الأرب في فنون الأدب"، وأبي الفرج الأصفهاني في "الأغاني"...وغيرهم؛ وذلك إما بوصفه ناقلاً أو راويًا للأحداث دون أن يتدخل فيها أو يخمن أو يفترض بشأنها افتراضا بعينه، بل جعل وظيفته ألا يدعم رأيًا أو يرجح حجة أو فرضية بعينها، تاركا للقارئ حرية كافية في استخلاص ما يراه من آراء ونتائج ودلالات.

 

(3)

يُقدِّم الكتاب وصفًا دقيقًا وتفصيليًّا لجزيرة العرب وتاريخها وأهلها وأصولهم وأسلوب حياتهم...وغير ذلك من معلومات مفيدة في كل باب من أبوابه. ونظرًا لأهمية الدين الإسلامي وتأثيره في حياة العرب، فقد خصَّص المؤلفُ فصلًا كاملاً للحديث عن حياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وفصلًا عن القرآن الكريم، وفصلاً آخر عن الحج. ومن جهة مُقابلة، يتحدَّث الكتاب عن بدايات التاريخ الإسلامي، وعن الخلافة الأموية والخلافة العباسية، كما يتحدث أيضًا عن الدولة الإسلامية في الأندلس وخلفاء القاهرة وشمال إفريقيا.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن جزيرة العرب التي يعنيها المؤلف ويكتب عنها هي أكبر بكثير من مدلول التسمية الجيوسياسية المعاصرة السائدة في هذه الأيام. فجزيرة العرب عنده تمتد -من ناحية أولى- من الأجزاء الشمالية الغربية من العراق وتحديدًا عند مدينة "عنه"، كما يذكرها في غير موضع، حتى تبلغ مناطق البتراء التي يسميها الأقسام الصخرية والجبلية من جزيرة العرب إلى فلسطين والشام، ثم نزولًا إلى اليمن التي كانت معروفة باسم "العربية السعيدة" عند الأوروبيين وسماها العرب القدماء "اليمن السعيد". كما يتسع مفهومه لجزيرة العرب -من ناحية أخرى- ليشمل شبه جزيرة سيناء ومصر وسواحل البحر الأحمر وحتى أقسام من شمال إفريقيا. ولا شك في أنَّ للعوامل التاريخية والدينية -وما ورد في الإنجيل والتوراة من حوادث ارتبطت بهذه الرقعة الجغرافية من العالم- تأثيرَها في تبنِّي مثل هذا المدلول الواسع الذي هو أقرب إلى الواقع الجغرافي التاريخي لموطن العرب الأصليين.

فضلا عن ذلك، فقد وَرَد في هذ الكتاب ذكر المئات من أسماء الأماكن والأشخاص والأعلام بحسب التسمية اللاتينية لها، لا كما تُكتب في الوقت الحاضر باللغة الإنجليزية؛ حيث بذل المترجم جهدًا ملموسًا للتوصل إلى الطريقة الصحيحة لكتابة هذه الأسماء ونطقها؛ ومما زاد من صعوبة هذه المهمة أن بعض الأماكن ليس لها ذكر في الوقت الحاضر في الخرائط والمصادر المتداولة، كما أن طريقة المؤلف في كتابتها باللغة اللاتينية تختلف عن طرق الكتابة المعتادة في هذه الأيام. وقد عمد المترجم إلى كتابة الأسماء العربية بطريقة نطقها الصحيحة باللغة العربية، بغض النظر عن طريقة كتابة المؤلف لها. وأما بالنسبة للأسماء الأجنبية التي وردت في الكتاب، فقد رسمها المترجم بالأحرف اللاتينية كما أوردها المؤلف، إضافة إلى كتابتها باللغة العربية؛ وذلك من أجل تسهيل عملية البحث والتوسع في المعلومات والتحقق منها لمن شاء ذلك من القراء والباحثين.

ومن حيث محتوى الكتاب، فقد شيد المؤلف كتابه على ثمانية عشر فصلًا، راعى في أغلبها التسلسل التاريخي للأحداث. وتناول في كل منها عددًا هائلًا من التفصيلات والموضوعات؛ وعناوينها كالآتي: "نظرة تمهيدية إلى التاريخ العربي"، و"وصف جزيرة العرب"، و"السكان الأوائل لجزيرة العرب"، و"الملوك القدامى لجزيرة العرب"، و"خصائص الشخصية لدى العرب القدامى وسلوكهم وعاداتهم"، و"حياة محمد"، و"القرآن"، و"الفتوحات الإسلامية"، و"حروب الخلفاء"، و"فتوحات إفريقية وإسبانيا"، و"العباسيون.. أو خلفاء بغداد"، و"خلفاء إفريقيا ومصر وإسبانيا"، و"آداب العرب"، و"التاريخ المدني ونظام الحكم في جزيرة العرب"، و"الحجاز الأراضي المقدسة لدى المسلمين"، و"الحج"، و"تاريخ الوهابيين"، و"الوضع الاجتماعي للعرب".

أما في الفصل المتعلق بالقرآن، وهو فصل يلفت نظر القارئ والباحث معًا، فقد عالج كرايتن النص القرآني والمكانة الجليلة التي يحتلها "القرآن" بين المسلمين بطريقة واقعية؛ استنادًا إلى الترجمات المتاحة، خاصةً ترجمة جورج سيل (حوالي 1697-1736). لقد امتاز هذا الكتاب بخصائص عدة؛ يأتي في مقدمتها سلاسة الطرح والتناول، ودقة المعالجة، والاهتمام بالتفصيلات والموتيفات المتناثرة في كل فصل من فصوله، كما امتاز بسلاسة الأسلوب السردي الواضح والشائق، حيث غطى أغلب الفتوحات الإسلامية الأولى، كما تعرض لتفكُك الإمبراطوريتين الأموية والعباسية؛ وبذلك يكون المؤلف قد حافظ على قدر غير قليل من الموضوعية التي صرح بها في مقدمة كتابه. ومن اللافت للنظر أن كرايتن يُثني على مصادره، وفي بعض الأحيان يُجري تقييماً لها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تراه يقارن في موضوع الحروب الوهابية بين عدد من المصادر المتاحة لديه، حيث يضع كتابات جاكوب بوركهارت (1818-1897) ولوي أليكساندر أوليفييه دو كورانسيز (1770-1832) في منزلة أعلى من كتابات المؤلفين الآخرين. فضلا عن ذلك، يُحسب للمؤلف كونه أضاف معلومات مهمة عن الأجزاء الداخلية من جزيرة العرب؛ حيث أفاد من المعلومات التي أوردها بعض الأوروبيين الذين رافقوا حملات محمد علي باشا وابنه طوسون في الحجاز ونجد، كالآغا المملوكي "توماس كيث" إسكتلندي الأصل، و"أتكنز" و"جيوفاني فيناتي". أما ما قدمه المؤلف من وصف لمناطق الحجاز ونجد وحياة البدو وعاداتهم فهو منقول بأكمله، في الغالب الأعم، عن بوركهات السويسري، وفي وصفه لليمن وعُمان والخليج كان عالة على "نيبور" و"ويلستيد"؛ إذ كان مدينًا لهؤلاء بالكثير والكثير.

 

(4)

وبغضِّ النظر عن بعض السقطات التي وقع فيها المؤلف هنا أو هناك؛ مما قد يُسفر عن "بعض" انحيازه النابع من رؤية اسشتراقية لهذا الموضوع أو ذاك، خصوصا في تناوله لبعض التفصيلات المتصلة بالدين الإسلامي والقرآن والحج، يُمكن القول إجمالًا إنه كتاب مُتفرِّد بين أقرانه، يمتلك مؤلفه قدرًا غير قليل من الموضوعية والدقة المنهجية في تناول التاريخ العربي المعقد المتخم بمرويات وسرديات عدة، يدخل قطاع كبير منها في باب الميثولوجيا أو الفولكلور. ولا أدل على قيمة هذا الكتاب وتقدير مؤلفه من إعراب المؤلف ذاته بوضوح في أكثر من موضع عن رغبته الشديدة في إنتاج كتاب تاريخي محكم عن موضوع معقد للغاية يختلط فيه الغث بالثمين والزؤان بالقمح والرمال بالذهب: "لابد لموضوع يضم هذا العدد الهائل من الحوادث أن يكون واسعا بالضرورة. سوف نحاول أن نجمع ضمن بوصلة معتدلة كل شيء يستحق أن يُدون سواء لحداثته أم لأهميته. وإذا لم يُتح لنا جمع كل تلك الأزهار المبعثرة على سطح هذه الأرض الباعثة على السرور؛ فإننا نأمل في الأقل أن نتمكن من إخراج بعض تلك الكنوز من المعلومات التي حِيكت مع الخرافات الشرقية، مثلما يختلط الذهب مع الرمل، أو اختفت عن أنظار القارئ العام؛ لأنها حُفِظت في بطون لغات ميتة أو أجنبية...". (ص:31).

----------------------------------

- الكتاب: "تاريخ جزيرة العرب".

- المؤلف: آندرو كرايتن.

- الناشر: هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، 2015م.

- لغة الكتاب: الإنجليزية.

- المترجم: هادي عبد الله الطائي.

- عدد الصفحات: 750 صفحة.

 

 

 

* ناقد وأكاديمي مصري

أخبار ذات صلة