الفاتيكان ورقصة التانجو.. الكنيسة في زمن البابا فرانسيس

غلاف كتاب الفاتيكان ورقصة التانغو.jpg

عزالدين عناية

مُؤلِّف الكتاب ياكوبو سكاراموتسي، أحد المتخصصين الإيطاليين في الشأن الفاتيكاني؛ أي من طائفة الخبراء المعروفين باسم "الفاتيكانيستا". والفاتيكانيستا ليس إعلاميا معنيا بمتابعة الشأن الإخباري لكنيسة روما فحسب، بل هو أيضا متابع لسير أنشطة الحبر المقدس ومراقب للتحولات الدينية وتداعياتها الاجتماعية، في ظل ما يربط إيطاليا وحاضرة الفاتيكان من تواشج؛ حيث يتناول كتابُ سكاراموتسي -المعنون بعنوان رئيسي رمزي "الفاتيكان ورقصة التانجو"، وآخر ثانوي توضيحي "الكنيسة في زمن البابا فرانسيس"- واقعَ الكنيسة وتحدياتها في زمن البابا الحالي، وهي بحق كنيسة مأزومة لاحت أعراض ذلك جلية مع استقالة الحبر الأسبق وتخليه عن مهامه في أجواء درامية.

حيث يُقسِّم سكاراموتسي كتابه إلى محاور يبلغ عددها خمسة عشر محورا، يردفها بحوارات مع شخصيات لاهوتية نافذة. تتصاعد قُدما في تغطية فترة البابا الحالي، بدءًا من ظروف استقالة راتسينجر الفجئية التي يعتبرها سكاراموتسي الحدثَ الرئيس الذي صنع البابا فرانسيس؛ كونه ما كان مُرشحا لقيادة سفينة بطرس، بل كان بابا الضرورة كما يسميه (ص:15)؛ إلى محاولة الكاتب رصد إستراتيجية البابا، عبر تلمُّس المسارات التي سيقود الكنيسة صوبها في المرحلة المقبلة. إذ صحيح أن كنيسة روما من أكثر المؤسسات الدينية الحذرة والمتريثة، ولكن يبقى لكل بابا لونه الخاص في التعاطي مع مجريات أحداث العالم، والتي يبقى كل وقدراته في التوفيق في جر الكنيسة نحوها.

فإنْ يكن البولندي كارول ووجتيلا هو البابا المناور واللاهوتي المسيَّس؛ لما قام به من دور فعَّال في نخر الشيوعية، فضلا عمَّا قام به من رحلات مكوكية عبر أصقاع العالم، بشكل فاق أسلافه، سبيلا للتبشير برسالة الإنجيل حتى تحول إلى صورة إعلامية معولَمة؛ فإن البابا المستقيل الألماني جوزيف راتسينجر، قد طبعه طابع أكاديمي بارد دفعه للبحث عن بعث روح المسيحية العميقة، دون تعويل على الحضور الإعلامي المفرط على غرار سابقه؛ كون البيت الداخلي أوْلى من العالم الخارجي برسالة الإنجيل، بعد أن تحولت الكنيسة إلى "سوبرماركت" ديني مفتقر للروح وفق توصيف سكاراموتسي (ص:23). وفي الوقت الحالي تغلب على البابا الأرجنتيني فرانسيس ماريو برجوليو، الآتي من أقاصي العالم الكاثوليكي، صورة القديس المتدثر بلباس الورع والتواضع في منسكه ومسكنه؛ باعتباره "ثأر كنائس الجنوب". فقد أبى منذ اعتلائه سدة البابوية السكنى في القصر الرسولي المنيف واختار بيت القديسة مارتا المتواضع، كما رفض تقلد الصليب المذهب وانتقى صليبا بسيطا من معدن زهيد، عنوانا لمسلك التقشف الذي اختاره. فالرسالة البابوية الأولى لفرانسيس والتي خُصِّصت للحديث عن الأزمة المالية والاقتصادية جاءت بعنوان: "العناية بالبيت المشترك"؛ حيث استلهم نصه "كن مُسبِّحا" من مقول القديس فرانسيس الآسيزي في "نشيد الخلائق"، مُعتبرا أنَّ الأمرَ لا يتعلق بمجرد طيبة ورأفة تجاه المعوِزين، بل لأنَّ الفقير يذكر بعالم سقيم. فأن يخصص حبر الكنيسة الأعظم رسالة بابوية تعنى بالشأن البيئي والاقتصادي ما يشي بتحول في اهتمامات اللاهوت الكاثوليكي للخروج للعالم العلماني في ثوب جديد. وقد بدت ملامح هذا الخيار التصالحي الجديد على ما يورد سكاراموتسي (ص:52) في تصريح فرانسيس غير المألوف: "لست شيوعيًّا، ولكني عرفت العديد من الشيوعيين الصادقين"، وهي تصريحات محرمة في زمن البابا ووجتيلا المناهض للشيوعية.

لاحقا يستعيد سكاراموتسي حدثَ استقالة البابا راتسينجر، معتبرا أن أسبابها العميقة لا تزال تخيم بظلالها على الكنيسة في زمن البابا فرانسيس؛ فالاستقالة ما كانت شيئا عَرَضا أو أمرا هيِّنا. ترك راتسينجر السفينة وهي تكابد أعتى العواصف المتمثلة في الفساد المالي والفساد الخلقي؛ لذلك تبدو مهمة البابا الحالي شائكة ومعقدَّة في الآن. فقد كان تخلِّي الحبر الأسبق عن مهامه واختياره العزلة بعد أن داهمه اليأس، مع أنه من أكثر رجالات الكنيسة إلماما بشؤون البيت الفاتيكاني. كان قد سِيمَ راتسينجر كردينالا خلال العام 1977 زمن يوحنا بولس السادس، ثم دُعِي إلى روما خلال العام 1981 من قِبَل يوحنا بولس الثاني لتولي مهام مجلس مراقبة العقيدة، أعلى المؤسسات الرقابية ووريث محاكم التفتيش، بوصفه مفتشا عاما للعقائد. تقلد راتسينجر مهامه البابوية يحدوه أملٌ في تفعيل رؤاه اللاهوتية "النقية"، وكأن حال الكنيسة يحتاج إلى تعْميد وأنجلة جديدين. فكان يراوده حلم إعادة مَجْد التوماوية في زمن عصفت فيه الحداثة بالعديد من الثوابت حتى أوشكت أن تهز أبواب قلعة المحافظة العتيدة في روما، كما يلخص سكاراموتسي الوضعَ. ضمن هذا السياق بدا المقصد الأعلى لاختيار راتسينجر مدفوعا بخوض إصلاحات جوهرية بعد أن استشرى فساد مريع زمن البابا كارول ووجتيلا. فكان راتسينجر مهووسا بالقيام بتحويرات عاجلة جراء ما يتهدَّد الكنيسة من مسخ حولها إلى مؤسسة شبه علمانية، منهَكة بالسلطوية والتفرد. وبفعل الخاصيات الدوغمائية المتصلبة لراتسينجر، وجد نفسه منساقا في مسار لاهوتي معزول، ما جره لمجابهة قوى مناوئة تتحكم بسير عجلة الفاتيكان.

فوِفْق الفاتيكانيستا سكاراموتسي راتسينجر شخصٌ معتد برأيه وصعب المراس، ولكن نظرا لفشله في بلوغ ما يصبو إليه حاول الاستقالة في عديد المرات، مبررا ذلك بتسرب "دخان الشيطان وسط الكنيسة" والمتمثل في ثلاث قضايا عصية:

اعتداءات القساوسة الجنسية على الصبية، وهي فضائح مهينة أُثيرت خلال العام 2002 في الولايات المتحدة، ثم تفجَّرت مجددا في إيرلندا خلال 2010 إبان فترته، وتبعت ذلك تنديدات عالمية بالفضائح في النمسا وبولندا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا والبلدان الإسكندنافية.

استشراء الفساد المالي في حاضرة الفاتيكان. وهو ما أَجبر راتسينجر على توقيع تعهدات للمجلس الأوروبي للحد من الأنشطة المالية المشبوهة عَقب رفضِه إلحاق الفاتيكان بـ"القائمة المالية البيضاء"؛ مما أثار ضده عاصفة هوجاء داخل الفاتيكان.

تسلطُ بعض أطراف الإكليروس على الكنيسة وتضخم الجهاز البيروقراطي فيها، وهو ما يوشك كما أوضح ذلك في كتابه "نور العالم" أن يحولها إلى مؤسسة دنيوية رِبحية. ووِفْق قراءة سكاراموتسي لشخصية راتسينجر، فقد كانت تعوز الرجل الدبلوماسية لا سيما تجاه الأديان الأخرى، تجلى ذلك في خطاب راتيسبونا وما خلفه من توترات مع المسلمين، وفي إهانة اليهود بعد عزمه على إحياء القُداس اللاتيني المتضمن لدعوة صريحة لهم بالتحول للمسيحية، ناهيك عن رفعه الحرمان عن تنظيم اللوفابريين المعروف بتوجهاته اللاسامية، فضلا عن فسحه المجال لتطويب بيوس الثاني عشر البابا الإشكالي زمن "المحرقة اليهودية". فقد تبدو استقالة راتسينجر نابعة عن أزمة شخصية ألمَّت به، والحال أنها تعبير عن أزمة بنيوية تخترق الكنيسة، تَوَّجها راتسينجر بانقلاب على ذاته وعلى الجهاز التنفيذي، الكوريا رومانا.

وفي مقابل ذلك، يتعرض سكاراموتسي للقضايا الرئيسية التي خيمت على مداولات مجلس الكرادلة تحت قبة كنيسة بطرس قُبيل اختيار البابا فرانسيس والمتمثلة في فساد القساوسة الأخلاقي، وما يُعرف بفضيحة "فاتيكاليكس"، أي تهريب الوثائق الخاصة بالبابا السابق من الفاتيكان، وإشكالية فساد "مؤسسة الإيور"، أي الجهاز المكلف بالشؤون المالية في العالم الكاثوليكي بوصفها قضايا عاجلة. وقد كان يكفي لاختيار فرانسيس بلوغ سبعة وسبعين صوتا، بيْد أنه حصد مائة صوت. فهو أول بابا من أمريكا اللاتينية، أو كما يُسمى داخل الفاتيكان "الوافد من العالم القصي"، من فضاء يضم 425 مليون كاثوليكي، أي ما يقارب الأربعين بالمئة من كاثوليك العالم. والحال أن فرانسيس لم يكن خيارا لكرادلة أمريكا اللاتينية فعددهم لا يتجاوز الـ19 من ضمن 115 كردينالا في حاضرة الفاتيكان ممن يخول لهم اختيار البابا، وخلال انتخابه كان يبلغ عدد كرادلة أوروبا 52 بالمئة من جملة العدد الجملي. فلا يمكن الحديث عن شعبية واسعة لماريو برجوليو (فرانسيس) في جنوب القارة الأمريكية، فالرجل كانت تربطه علاقات مشبوهة بالطغمة العسكرية في بلده (ص:97)، ناهيك عن خصومته المتجذرة مع لاهوت التحرير. وليس بمعنى أن البابا يسفه طروحات لاهوت التحرير في ما يدعو إليه من موالاة للفقراء، بل لأن برجوليو في سابق عهده ينحو نحو "لاهوت الشعب" المنقى من الشوائب والأبعاد اليسارية والماركسية، وهو اللاهوت الذي أرسى أركانه اليسوعي خوان كارلوس سكانوني معلم برجوليو وملهمه، وهو في الواقع لاهوت نشط في جنوب القارة للوقوف أمام إغواء لاهوت التحرير، مستندا إلى مقولات اللاهوتيين اليسوعيين كارل راهنر وهنري دي لوباك.

صحيح أنَّ الصورة الرائجة أو المروَّجة من المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي بالفاتيكان -Sala stampa- عن فرانسيس أنه بابا البسطاء، وقد ترافقت تلك الصورة بإحياء طقس تقبيل أقدام المساكين وغسلها بعد هجران الكنيسة لذلك، عنوانا للتواضع، ولكن ما هي الخطوط الكبرى لسياسة فرانسيس الدينية؟ يجيب سكاراموتسي: إن كان لماريو برجوليو مسعى للتجديد، فهو مدعو لإصلاح هيكلي للفاتيكان، وليس لإضفاء جوهر جديد على المسار اللاهوتي، وقد عجز سلفه راتسينجر عن إتيان ذلك فاضطُر إلى الاستقالة. لذلك عزم البابا منذ اعتلائه كرسي البابوية على خوض إصلاحات عاجلة انتدب لها تسعة كرادلة مختلفي الجنسيات بقصد الاستعانة بهم، عُرف بمجلس الحكماء، وهو جهاز استشاري وفق "القانون الكنسي"؛ لذلك لا يعلق المراقبون أملا كبيرا في إدخاله تحويرات فاعلة، ويعتبرون برجوليو من خلاله "لا يحرك سوى الريح" بوصفه وريث المحن، فالبابا يمر، والكوريا رومانا (الجهاز التنفيذي في الكنيسة) باقٍ.

ويُواصل سكاراموتسي رصد التحديات التي تواجه فرانسيس محليا وعالميا، مبرزا أن ثمة نفوذا للمؤتمر الأسقفي الإيطالي يرهق حاضرة الفاتيكان، وهو يفوق نفوذ كافة مراكز القوى الأخرى؛ لذلك يتعذَّر على أي بابا التغاضي عن الوسط الإيطالي في القرارات الكبرى للفاتيكان. فالكنيسة الكاثوليكية ليست شركة متعددة الجنسيات، يتوزع النفوذ فيها بالتساوي، كما قد يتصور البعض، بل هي رومية إيطالية بالأساس وغربية الهوى. وتعامل أي بابا مع الحاضنة الإيطالية يعني مراعاة القوى العلمانية والسياسية، بوصف حاضرة الفاتيكان دولة داخل دولة؛ لذلك تجد البابا معنيا بالأوساط العلمانية في سعيٍ لكسبها وتفادي الصدام معها. فلا مراء في أن حاضرة الفاتيكان قد فقدَتْ ارتباطها الأثير بالواقع العلماني الإيطالي منذ تراجع حزب "الديمقراطية المسيحية"، اليد العلمانية الضاربة لحاضرة الفاتيكان طيلة الستينيات والسبعينيات، ومنذ غروب شمس "الكردينال اللائكي" السياسي جوليو أندريوتي، بعد أن هَيْمن على السياسة الإيطالية على مدى نصف قرن؛ ولكنَّ الكنيسة تسعى دائما للمحافظة على شَعْرة معاوية مع الواقع العلماني، وهو ما بدا أخيرا في حوار البابا فرانسيس مع المفكر العلماني الإيطالي أوجينيو سكالفاري.

ذلك على نطاق محلي، ولكن على نطاق عالمي كيف تتبدَّى سياسة فرانسيس؟ يقول سكاراموتسي: السياسة العالمية للكرسي الرسولي لا تشهد تغيرات من بابا إلى آخر، بل يصحبها تلاؤم مع كل قادمٍ جديد. فكل بابا مثلا يلقي بناظريه صوب المشرق وتحديدا نحو مهد المسيح عليه السلام، وإلى الأقليات المسيحية الرابضة في تلك البقاع، لا سيما في ظل التوترات السياسية التي تعصف بالمنطقة. وقد بدت دبلوماسية الفاتيكان حذرة منذ اندلاع الربيع العربي، وقد تجلى ذلك في مداولات مجلس أساقفة شمال إفريقيا، الذي شارك فيه أساقفة من تونس والجزائر والرباط ونواكشوط والقاصدان الرسوليان بطرابلس وبنغازي، فضلا عن أسقف مازارا دِل فالو في صقلية؛ وذلك للتباحث بشأن الأوضاع الاجتماعية والسياسية للبلدان المطلة على أوروبا. وقد عقب ذلك عقد مركز الواحة الكاثوليكي في تونس، مطلع صائفة 2012، مؤتمر "الدين والمجتمع في مرحلة انتقال، تونس تسائل الغرب" بقصد تبين مسارات التوجهات الإسلامية التي تعتمل في المنطقة.

ولعلَّ من اللحظات الحاسمة لكنيسة روما، كما يرى سكاراموتسي، سنة اليوبيل التي انطلقت في مطلع ديسمبر الفائت، وتتواصل إلى غاية أواخر نوفمبر 2016، بما ستكشف عنه من تعافي الكنيسة أو تعكر أحوالها، وهي سنة تبشير ونشاط بامتياز للكنيسة الكاثوليكية، تسعى من خلالها للتجدُّد والتوغُّل في النسيج الاجتماعي ليس في إيطاليا فحسب، بل في كافة البلدان التي تشهد تجمعات كاثوليكية. ولكن اليوبيل -كما يورد سكاراموتسي- هو اختبار من جملة سلسلة من الاختبارات أمام البابا؛ فهو يراوده حلمٌ كسابقيه لزيارة موسكو بحثا عن مصالحة إستراتيجية مع الأرثوذكسية، ناهيك عن تعذر سلوك طريق الحرير باتجاه الصين التي تشهد علاقاتها مع الفاتيكان توترا بفعل ما تصر عليه الصين كونه "حتى السماء ينبغي أن تكون صينية". وليست الأوضاع في أمريكا اللاتينية أفضل حالا فالبنتكوستاليون، الخصم المباشر للكنيسة الكاثوليكية، ينتزعون أتباع الكاثوليكية ويجلبونهم إلى أحضان المذهب المنافس.

وفي حوصلة عامة لأوضاع الكنيسة زمن فرانسيس، يقول سكاراموتسي: ليست هناك أسرار حملها معه راتسينجر في استقالته، على غرار أسرار البابا يوحنا بولس الأول الذي بقي على سدة بطرس ثلاثة وثلاثين يوما ورحل في ظروف غامضة، ولكن كل ما هو جلي أنَّ ثمة أزمات متوارثة داخل الكنيسة، هناك من يتكيَّف معها وهناك من تخونه القدرة في ذلك. فهل سيُسعف البابا فرانسيس -سليل الرهبنة اليسوعية- إرثه اللاهوتي وقد مزج في دراسته بين اللاهوت والكيمياء والأدب وعلم النفس، وهو ما تجلى في شخصية وجدانية تحبِّذ النوادر وتميل إلى الأدب والمسرح الغنائي وتغريها رقصة التانجو؟ (ص:170).

-----------------------

- الكتاب: "الفاتيكان ورقصة التانجو.. الكنيسة في زمن البابا فرانسيس".

- المؤلف: ياكوبو سكاراموتسي.

- الناشر: ديللازينو، مدينة بولونيا الإيطالية، باللغة الإيطالية'، 2015.

- عدد الصفحات: 175 صفحة.

أخبار ذات صلة