لجانج سونج
عماد البحراني *
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م، قام الاتحاد السوفيتي باحتلال الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، وأسَّس بها نظاماً شيوعيًّا. في حين كانت الولايات المتحدة تسيطر على الجزء الجنوبي، وأقامت بها نظاماً ديمقراطيًّا. وفي ديسمبر 1948م انسحب السوفييت من كوريا الشمالية، تلا ذلك انسحاب الولايات المتحدة من كوريا الجنوبية في يونيو 1949م. وقد استغل النظام الكوري الشمالي الفرصة، فقام بالهجوم على الجزء الجنوبي يوم 25 يونيو 1950م؛ بهدف توحيد الكوريتين، واستمرَّت الحرب مدة ثلاثة سنوات، حيث توقفت في 27 يوليو 1953م بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع بقرية "بانمونجوم" الواقعة على خط العرض 38 الفاصل بين الكوريتين.
ومنذ تقسيم كوريا عام 1953م، تقوم على كل من جانبيه قوة مسلحة. وتقسيم شبه الجزيرة الكورية لا يرتكز على فارق في اللغة أو الدين أو الإثنية، بل على فارق في الأيديولوجيا السياسية. فالنسخة الكورية الشمالية تتخذ من الاشتراكية عقيدة لها على عكس النسخة الجنوبية التي تطبق النظام الرأسمالي. كتاب "القائد العزيز" يتناول الأوضاع الداخلية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية "كوريا الشمالية" خلال عهد كيم جونج إيل (1994- 2011م)، ثاني زعماء كوريا الشمالية. أصل الكتاب كان باللغة الإنجليزية وحمل عنوان (LEADER DEAR) "القائد العزيز" وهو اللقب الذي أطلقه الكوريون الشماليون على زعيمهم كيم جونج إيل، فيما كان والده مؤسس الدولة الشيوعية كيم إيل سونج، يعرف بـ"القائد العظيم".
وتكمُن أهمية الكتاب في أنه يكشف حقيقة كوريا الشمالية وأوضاعها من منظور داخلي وليس من منظور خارجي كما ينظر العالم بأسره إلى كوريا الشمالية. يقول المؤلف: على أرض الواقع هناك كوريتان، واحدة حقيقية والأخرى من نسج الخيال ابتكرها النظام. وبعد انشقاقي.. أدركت وجود كوريا شمالية ثالثة، إنَّها كوريا الشمالية التي ابتكرها العالم الخارجي.
فعندما خلف كيم جونج أون والده كيم جونج إيل، فسر العالم الخارجي هرمية السلطة في النظام الجديد من خلال حاملي غطاء النعش السبعة الذين كانوا مرئيين أكثر من سواهم في جنازة كيم جونج إيل. ولكن في الواقع لم يكن أي من أولئك الأشخاص السبعة يتمتع بنفوذ حقيقي ممنوح من قسم التنظيم والإرشاد التابع للحزب الحاكم.
يحتوي الكتاب على معلومات مهمة وغير معروفة عن النظام السياسي في كوريا الشمالية؛ حيث إنَّ مصدر هذه المعلومات هو المؤلف نفسه "جانج جين-سونج" الذي كان يشغل أحد المناصب العليا في الجهاز الدعائي لكوريا الشمالية. وبحكم منصبه الرفيع كان سونج عليماً بأسرار الدولة؛ بما في ذلك السياسات العسكرية والخارجية.
وفي الكتاب، يروي المؤلف تجربته في العمل مع النظام والمهام التي أوكلت إليه. حيث سرد لقاءه المهم مع زعيم البلاد كيم جونج-إيل في العام 1999م. ويذكر المؤلف الحديث الذي دار بينه وبين الزعيم: "استدار القائد مفاجئاً إياي في حالة من الغفول، وأطلق صوتاً أشبه بالرعد أنت يا فتى هل أنت من كتب تلك القصيدة عن ماسورة المسدس؟ فأجيب بكلمات مختارة بعناية وبصوت عالٍ شبيه بالنباح: أجل أيها الجنرال إنه شرف لي أن أكون في حضرتكم.
ويطلق ابتسامة وأثناء اقترابه مني يسألني من قام بكتابة القصيدة لك؟ لا تفكر بالكذب وإلا سأقتلك.
ومع بدئي بالشعور بالذعر، أطلق القائد ضحكة قوية ولكمني على كتفي، وقال: إنه ثناء أيها الغبي".
هذا اللقاء المهم جعل جانج جين-سونج من المقربين لدى القائد العزيز، فمنحه بعض الامتيازات كالحصانة من المقاضاة والحماية من التعرض لأي أذى. كما منح مؤناً خاصة من الطعام، وترخيص مرور وغير ذلك من الامتيازات.
وسلط المؤلف على جانب مهم لا يعرفه الكثير في العالم عن اهتمام الزعيم الكوري الشمالي بالأدب والفنون. يقول المؤلف: "قد يلعن العالم كوريا الشمالية بسبب كونها نظاماً قاسياً يقتل شعبه،َ مدعين أن النظام قمعي وتديره قوة مادية. ولكنها وجهة نظر غير منصفة عن كيفية حكم البلد. فقد شدد كيم جونج-إيل طوال حياته، قائلا: "أَحكم عبر الموسيقى والأدب". لم تكن لديه خبرة عسكرية بالرغم من كونه القائد الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ورئيس لجنة الدفاع الوطني.
ويضيف المؤلف: استخدم كيم جونج-إيل سيفاً ذا حدين للتعبير عن هذا الأمر بلغة الديكتاتورية كما يفهمها العالم الخارجي. أجل، كان ديكتاتوراً لجهة السيطرة المادية، ولكنه كان أيضاً ديكتاتوراً بطريقة أكثر حذقاً وانتشاراً؛ من خلال نفوذه المُطلق على الهوية الثقافية لشعبه. ومن خلال ميزة الاشتراكية السائدة حيث تكون الأيديولوجيا أكثر أهمية من السلع المادية.
ففي عهد والد كيم جونج-إيل، وهو كيم إيل-سونج، كان الفن الروائي رائجاً بشكل بارز في كوريا الشمالية. فقد كان كيم إيل-سونج مغرماً بعالم الروايات، ومهتماً بصفة خاصة بأعمال أدبية كتبها روائيون منتمون إلى مجموعة 15 نيسان الأدبية، وهي مؤسسة أدبية من الدرجة الأولى أخذت على عاتقها نشر التاريخ الثوري لكيم إيل-سونج وخلفه كيم جونج-إيل.
إلا أنَّ الفن الروائي تراجع بعد ذلك لصالح الشعر الذي تصدر المشهد الأدبي في البلاد، ويرجع المؤلف أسباب هذه الظاهرة إلى تفضيل كيم جونج-إيل للشعر، وقلة الورق بسبب انهيار الاقتصاد الكوري الشمالي آنذاك. فلم تكن هناك كميات كافية من الورق في البلد لطباعة كتب دراسية للمدارس، قليلون هم الأشخاص الذين كان باستطاعتهم تحمل تكلفة امتلاك رواية ثورية كبيرة.
أما الشعر، فكان بالإمكان تقطير المبادئ الأساسية للوفاء للزعيم بفاعلية في صفحِة صحيفة واحدة. لهذا السبب، انبثق الشعر كأداِة تعبير أدبية مهيمنة مارس كيم جونج-إيل ديكتاتوريته الثقافية من خلالها. لقد اقتصر النوع المَلحمي من الشعر المفضل لدى كيم جونج-إيل على ستة شعراء فقط كانوا أيضاً الشعراء الحكوميين في كوريا الشمالية.
وكان المؤلف من ضمن هذه الصفوة المختارة من الشعراء؛ حيث يقول: في سن الثامنة والعشرين عام 1991م، أصبحت أصغر هذه النخبة الصغرية من شعراء البلاط. ولكنني كنت أيضاً موظفاً في قسم الجبهة الموحدة؛ بخلاف زملائي الشعراء. وهي وظيفة سمحت لي بدخول عالم يجهله تماماً معظم الكوريين الشماليين العاديين، حيث لم أمنح حق ولوج أسرار الدولة فحسب، بل عالم قائم وراء تراخي حزب العمال.
وكشف المؤلف عن العديد من المهام التي أوكلت إليه في تلك الفترة، مثل عمله على ترسيخ أسطورة تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؛ وإلقائه قصائد تمجد الزعيم كيم جونج-إيل. كما تقمص سونج شخصية الكوريين الجنوبين وهويتهم في سياق الحرب النفسية بين الجارتين، وكان لقبه الكوري الجنوبي (كيم كيونج-مني).
وبين المؤلف المكانة الحقيقة لبعض الشخصيات الأكثر نفوذاً في الحزب الحاكم، مثل إيم تونج-أوك، الذي وصفه بأنه أحد الرجال المراوغين والأكثر قوة في البلاد. و"جانج سونج-ثايك" الرجل الثاني في النظام وزوج عمة الزعيم الكوري الشمالي الحالي كيم جونج-أون، الذي أعدمه النظام في ديسمبر 2013م. وسكرتير الحزب لقسم الدعاية والتحريض " كيم كي-نام"، ورئيس الجمعية الشعبية العليا "تشوتاي-بوك"، وقد وصفهما بأنهما مسؤولان صُوريان لا يهتم الحزب لحياتهما أو موتهما.
ويصف المؤلف قسم التنظيم والإرشاد بالحزب الحاكم، بأنه الكيان الوحيد الأكثر قوة في كوريا الشمالية، بل هو محِّرك سلطة كوريا الشمالية. حيث يقول: لا يدير قسم التنظيم والإرشاد سياسة كوريا الشمالية السرية ومعسكرات الاعتقال من خلال وزارة أمن الدولة فحسب، بل يصدر أوامره للحرس الشخصيين لسلالة كيم الحاكمة، وتمر كل المقترحات السياسية عبره.
كان القسم في بداياته مختصاً في إدارة عمليات الحرب النفسية ضد الجنوب من خلال وسائل إعلام ثقافية كالصحافة، ومن خلال الفنون الأدبية، والموسيقى، والأفلام السينمائية. وبعد السبعينيات، ركز بصفة خاصة بتضخيم الشعور المناهض للأميركين، وتطوير ميول مؤيدة للشمال لدى الشعب الكوري الجنوبي؛ مستغلاً حركات المقاومة الديمقراطية التي نشأت ضد الديكتاتورية العسكرية آنذاك.
وقام القسم بتوزيع الكتب والأشرطة السمعية عبر منظمات مؤيدة للشمال في اليابان ودول في جنوب شرق آسيا، كما مُررت إلى حركات المقاومة الديمقراطية في كوريا الجنوبية.
ويوضح المؤلف أن كيم جونج إيل عزز سلطته المطلقة من خلال الحزب، وعبر قسم التنظيم والإرشاد في حياة والده كيم إيل سونج من خلال خمس دوائر نفوذ.
وتتمثل الدائرة الأولى بالحق الحصري لقسم التنظيم والإرشاد بمنح مناصب على مستوى مدير قسم وما فوق في المؤسسات الرئيسة للدولة وفي القوات المسلحة، حيث كان القسم يعين بشكل مباشر جنرالات في الأفواج الرئيسية للقوات المسلحة.
دائرة النفوذ الثانية تتمثل بحق قسم التنظيم والإرشاد بإرشاد الحزب، مما يسمح له بالتدخل في كل مهمة إدارية تنفذ على أي مستوى.
وتتمثل الدائرة الثالثة بسلطة الرقابة المطلقة التي تسمح للقسم بمراقبة أي كادر، وتطهيره، أو نفيه.
أما دائرة النفوذ الرابعة، فهي الحق المطلق للقسم بالتصديق على السياسات وإقرارها. ويجب رفع تقارير إلى قسم التنظيم والإرشاد بمقترحات كل المؤسسات في كوريا الشمالية كي يأذن بها القائد العزيز كيم جونج إيل قبل أن تصبح نافذة.
ودائرة النفوذ الخامسة هي مسؤولية القسم عن حماية كيم إيل سونج وكيم جونج إيل.
وأماط المؤلف اللثام عن العلاقة بين الأب وابنه في نهاية عهد كيم إيل سونج؛ حيث يقول: بحلول العام 1980م كان كيم جونج إيل قد أتم نظاماً انحصرت كل السلطات الحقيقية فيه برجل واحد، هو نفسه، بصفته سكرتير الحزب في قسم التنظيم والإرشاد، في حين كان كيم إيل سونج مجرد رئيس صوري. لقد نُقلت كل سلطة الدولة بدقة إلى كيم جونج إيل من خلال قسم التنظيم والإرشاد، مع شغل زملاء دراسة كيم جونج إيل في الجامعة مناصب تمنح شاغليها سلطة حقيقية. وكانت سلطة كيم جونج إيل مُطلقة؛ إذ يتعيَّن على كيم إيل سونج طلب الإذن من قسم التنظيم والإرشاد قبل أن يتمكن من لقاء أي من مؤيديه أو رفاقه القدامى. واقتصرت سلطاته الخاصة على تلك التي تُظهره قوياً أمام الكوريين الشماليين والأجانب على حد سواء، كالتفقد الميداني والسلطة الدبلوماسية. حتى إن القطاع (1) وهو الحرس الشخصي لكيم إيل سونج بات يأتمر بأوامر قسم التنظيم والإرشاد مباشرة.
ويضيف المؤلف: من بين الإهانات الإضافية التي تعرض لها كيم إيل سونج إرغامه على تقديم قصيدة ثناء بمناسبة ذكرى مولد ابنه الخمسين في 16 فبراير 1992م.
بهذه الطريقة، بات القائد العظيم يقضي أعوامه الأخيرة تحت الرقابة الوثيقة لكتيبة تكن الولاء لكيم جونج إيل، وأصبح الشخص الوحيد الذي يبجل نفسه ويتحكم به الابن الذي اغتصب منه السلطة بفعالية ليخلفه.
وفي المقابل، كان كيم جونج إيل حريصاً على التظاهر بأن الوالد والابن متفاهمان. ولكنه رفض أيا من طلبات والده الأخيرة الأكثر بساطة. قال كيم إيل سونج أنه يريد أن يدفن بعد وفاته بجانب رفاقه طريحي الأرض في النصب التذكاري لشهداء الثورة في جبل دايسونج. وبعد وفاته في العام 1994م، وقَّع رفاقه السابقون في حرب العصابات التماساً جماعياً لتنفيذ رغبته تلك. ولكن كيم جونج إيل ظن أنه بوضع جثة والده في ذلك المكان، سيعتبر ذلك إعادة تأكيد على سلطة زملاء والده الثوريين، مما قد يهدد نفوذه الخاص لأنه قام ذات مرة بالاستيلاء على نفوذهم.
وقد تمَّ تحنيط كيم إيل سونج في القصر التذكاري في جبل كومسو، وأصبح بعد موته أيقونة دعائية تُستخدم لإضفاء الشرعية على خلافة كيم جونج إيل الوراثية.
ورغم أن القائد العزيز كان يثني على جانج جين-سونج (مؤلف الكتاب) ومساهمته في إحكام قبضة النظام على شعبه، ورغم كل الامتيازات التي مُنحت له، إلا أن جانج جين سونج لم يستطع تجاهل ضميره، وتجاهل معاناة غالبية الشعب الذين رآهم يتضوّرون جوعاً حتى الموت في الشوارع.
فقرر جانج جين سونج الهروب من البلاد مع صديق مقرَّب حفاظاً على حياته؛ والابتعاد عن عالم الخداع والأكاذيب والتضليل، نحو الحقيقة والحرية التي افتقدها طوال سنوات عمله مع النظام؛ حيث يقول المؤلف عن هذه التجربة: اليوم، أعيش كمواطن كوري جنوبي، لم يكن من السهل الانتقال إلى هذا العالم من حياة تُملى من فوق؛ حياة مؤسساتية بكل تفاصيلها.
عندما أُبلغتُ رسمياً بأنني أصبحت مواطناً من كوريا الجنوبية، فاض قلبي بسعادة غامرة لأنه تم الاعتراف بي كفرد في أمة من المتساوين وليس تابعاً يخدم رجلاً واحداً. في كوريا الشمالية، الوفاء هو هدف الحياة، وعاقبة العصيان الموت. هذا كل شيء.
لا أزال أذكر جيداً اليوم الأول لحريتي. كنت قد قضيت ثمانية أشهر في منزل آمن في سيول قدمتُ خلالها كل المعلومات المطلوبة قبل أن يتم الإعلان عن أنني مواطن كوري جنوبي في 17 ديسمبر 2004م.
وفي تلك الليلة، جُبتُ شوارع سيول في الساعات الباكرة، مستوِعباً حريتي التي حصلتُ عليها حديثاً. وهكذا نال جانج جين سونج حريته بعد مخاض عسير، ولكنه لا يزال يحلم في اليوم الذي ينال فيه أبناء وطنه حريتهم. ويقول سونج: المنفيون الكوريون الشماليون دليل حي على وجود فرق بين الحرية والطغيان، فقصصهم ليست مجرد وسيلة لإثارة الشفقة، هم يصيحون طلباً للعدالة نيابة عن أولئك الذين ماتوا من دون التمكن من التعبير عن آرائهم، ودفنوا تحت أنظار عالم معقود اللسان. فالتعبير عن آرائهم بإلحاح انتصار للإنسانية؛ لأنهم نجوا من صراع وحشي مع طاغية.
ويختم المؤلف كتابه قائلا: "إن النظام الكوري الشمالي لم ينته بعد من اضطهادي. فهو لا يقوم فحسب بمحاولات سرية للعثور علي وإيذائي جسدياً، بل يهددني علانية عبر وسائل الإعلام. ففي يونيو 2013م نشرت وزارة الأمن الشعبي تصريحاً رسمياً من خلال وسيلة الإعلام الحزبية الرسمية الكورية الشمالية الجديدة، كيه.سي.إن.إيه، جاء فيه أنها ستزيلني من الوجود في هذا العالم. لهذا السبب يكمن سلامي في شن حرب ضد الطغيان حتى يتحرر شعبنا. وبدون ذلك، لا يكون حصولي على امتياز الحرية سوى ضرب من ضروب الأنانية. إذا كان النظام يملك ترسانته المتمثلة في القتل والخداع والقنابل النووية، فالسلاح الذي أحمله هو الحقيقة".
----------------
- الكتاب: "القائد العزيز".
- المؤلف: جانج جين-سونج.
- ترجمة: حسان البستاني-مركز التعريب والبرمجة.
- الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون.
- سنة النشر: 2014م
- عدد الصفحات: 335 صفحة.
* باحث عماني في الدراسات التاريخية
