التعددية قيمة أخلاقية وإنسانية في الفكر الإسلامي المعاصر: يوسف القرضاوي ومحمد الشيرازي نموذجا.

rumman-amin-PsEXbDsSlV4-unsplash.jpg

د. مراد الرويسي | أستاذ باحث جامعة منوبة، تونس.

يؤكد عدد من المفكرين وعلماء اجتماع الدين المعاصرين، المهتمين بمسألة الحداثة وما بعد الحداثة، على عودة الديني كظاهرة مميّزةلكلّ المجتمعات في العالم، ما يعبّر عن أزمةخانقة ومأزق حقيقي لللائيكيّة وخاصة في شكلها الدغمائي الصارم، فالمجتمعات الغربية انتقلت من فكرة "موت الإله" إلى فكرة "عودة الدين"، والمجتمعات ذات الأغلبية المسلمة كانت قد انتقلت من حالة الرشدية الشورية إلى حالة الملكية العضوضية ثم من حالة الاجترارية والقابلية الاستعمارية إلى الراكدة الدكتاتورية مع شيء من التفرقة الطائفية المذهبية والجنسية العرقية.وعلى هذا الأساس فإنّ الجميع مدعو لمواجهة ضرورة إعادة طرح القضية الأخلاقية طرحا علميا وعمليا.

بيد أنّ المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة والمجتمعات الغربية عموما تتميّز بمحاولة الهروب من ضرورة طرح المسألة الأخلاقية إلى إذكاء الصراع بينهما -لا بل وحتى داخلها وفي ما بينها- والدفاع عن أفكار الغلو المتطرفة والآراءالمتشددة الإقصائية.

وجدير بالتذكير في هذا الصدد، ما كتبه المفكر الجزائري مالك بن نبي في كتابه "الصراع الفكري في البلاد المُستَعمَرة"، أن خبراء الإعلام والحرب النفسية في الغرب يمارسون مع الجماهير المسلمة لعبة الثور الإسباني الذي يركض في مهاجمة غاضبة لقطعة قماشة حمراء دون أن ينال منها، حتى تخور قواه ويسقط على الأرض. وفي الكتاب ذاته يقول مالك بن نبي إن أولئك الخبراء يطبّقون أيضا على المسلمين نظرية "الاستجابة الشرطية" التي صاغها عالم النفس الروسي إيفان بافلوف، وخلاصتها وضع الإنسان في ظروف تجعل ردوده آلية.

لمواجهة هذا الوضع المهدّد بالكارثة ومزيد من الفوضى العبثية، نحاول أن نطرح مشروع الاستعادة النقدية، كما يقول محمد أركون في كتابه "المسألة الأخلاقية والتشريعية في الفكر الإسلامي"، للقضيّة الأخلاقية القائمة على فكرة التعددوالتنوع، دون السقوط في هاوية الحلقة المفرغة للعنف والعنف المضاد وخارج مبدأ الإقصاء المتبادل الذي ميّز العصر القديم والعصر الحاضر على حدّ سواء، وبعيدا عن سيطرة وسائل الإعلام الغربية وأخواتها من جهة والخطابات الدينية الطائفية المتشنجة من جهة أخرى.

كما تهدف هذه الورقة إلى تقديم معالم الرؤية الإسلامية لدى مفكريْن إسلاميين من أبرز المفكرين المعاصرين، يوسف القرضاوي ومحمد الشيرازي، بخصوص موضوع التعددية كقيمة أخلاقية وأساسية للحياة الإنسانية، من خلال رسم بعض صور تجلياتها التي تدلل وتؤكد على أنّها ضرورية للاجتماع البشري وللتعايش السلمي، سواء بين معتنقي الأديان المختلفة أو حتى داخل نفس ذات الدين بتعقيداته وتنوعاته الطائفية والمذهبية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ ( سورة البقرة:208). ونعتمد في ذلك أساسا وليس حصرا على النص القرآني في عرض وتحليل هذه الفكرة. فالتركيز هنا ينصرف في المقام الأول إلى التعدد الديني والثقافي باعتبار أن غيابهما أو غياب أحدهما يعد سببا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تنامي الغلو والتطرف الديني والصراع الحضاري. وبالتعبير السوسيولوجي، تطمح هذه الورقة إلى تسليط الضوء على طبيعة التفاعل الحضاري والثقافي الذي ينبغي أن يسود بين الشعوب والمجتمعات من وجهة نظر قرآنية على الخصوص لدى مفكريْ القرن العشرين: يوسف القرضاوي (المولود سنة 1926) ومحمد الشيرازي المولود في سنة 1928 والمتوفي سنة 2001).

لمن يطالعأبرز كتابات وخطابات (1) المفكريْن القرضاوي والشيرازي،يمكن القول بأنّ هناك إتّفاق من منظور إسلامي على أنّالتعدد القائم على التنوع والاختلاف يعد من أبرز سمات الوجود الإنساني ومن أوكد ضرورات الاجتماع البشري، بل والطبيعي أيضا، فالاختلاف سنة من السنن الكونية: هذا الكون الرحب الفسيح بهذا الاختلاف يفضي إلى التنوع والتناغم والتناسق، ويُذْهِبُ الرتابة والفتور. وهذا من شأنه أن يجعل للحياة طعما ومذاقا خاصا، فالاختلاف والتنوع يثريان الحياة، ويكسبان المرء خبرة حيث حل وحيثما ارتحل، فلو أن الناس جميعا خلقوا وجبلوا على صورة واحدة، والأماكن كلها كانت على صورة واحدة من حيث طبيعة المكان والمناخ وغير ذلك، ما احتاج الإنسان أن ينتقل من مكانه الذي ولد فيه، ولسئم العيش من أول سنوات إدراكه لمعنى الحياة لأنه لا يجد جديدا. إن أهمية الاختلاف لا تتأتى فقط من كون التنوع هو أصل الاجتماع البشري، بل لأنه أيضا مما تدعو إليه الفطرة وتقتضي به الطبيعة. وما الاختلاف في واقع الأمر إلا ظاهرة من ظواهر الوجود أودعت في الكائنات عموما وفي الإنسان خصوصا. فمن وجهة نظر الإسلام، لولا سنة الاختلاف التي هي سبب من أسباب الخلق، لاستحالت الحياة. وفي غياب الاختلاف لا يمكن أن يكون الإنسان، من المنظور الإسلامي، ذلك المخلوق الذي سوّاه الإله ونفخ فيه من روحه، ثم منحه العقل، وعلّمه البيان، وفضله على كثير من المخلوقات، واستخلفه في الأرض، وسخّر له ما في الكون جميعا، ثم هيّأ له مبادئ الروابط السامية التي تمكنه من الترفع عن كل تسفل، وتدعوه إلى التعاون مع نظيره في الخلق، في عمارة الكون وتدبير المصالح وتبادل المنافع. ويمتن الله على عباده من خلال آيات الكتاب العزيز للمسلمين، أن جعل من آياته تعاقب الليل والنهار حتى لا يشعر الإنسان بالملل، ويتسنى له أن يجعل لكل وقت ما يناسبه من الأعمال: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (سورة القصص:71- 73).

انطلاقا من النص القرآني الذي يحفل بالآيات التي وردت فيها لفظة (الاختلاف) (2)، والذي ينهل منه مفكريْنا، يمكن القول بأنّ التصور الإسلامي للوجود يقوم على فكرتين أساسيتين (3): الأولى هي وحدانية الخالقوالثانية هي تعددية الخلق واختلاف المخلوق.

وعلى هذين الأساسين بنى الإسلام تصوره وعقيدته وفكرته عن هذا الوجود. فبالنسبة للمسلمين فإن الله وحده هو الواحد، وكل ما بعده متعدد: هو واحد في ذاته وواحد في صفاته وواحد في أفعاله، هو الخالق وحده والمحيي والمميت وحده وهو المعبود وحده، لا يستحق العبادة غيره ولا الاستعانة بمن سواه، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (سورة الفاتحة:5)، ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ (سورة الإخلاص:1-4). وعلى هذا كان التوحيد في الإسلام بمثابة جوهر هذا الدين وأساسه المتين.

فالتوحيد إذن هو روح الوجود الإسلامي ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (سورة آل عمران:64)، وهذه كانت دعوة الأنبياء والمرسلين جميعا، كل الرسل دعوا قومهم كما جاء في معرض آيات القرآن إلى التوحيد: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (سورة النحل:63)، والطاغوت كل ما يعبد ويعظم ويطاع طاعة مطلقة من دون الله سواء كان من البشر أم من غير البشر. فالهدف من بعثة الأنبياء هو تحرير البشرية من عبادة غير الله، من عبادة الأشياء أو عبادة الذوات أو عبادة الأشخاص أو عبادة الأفلاك أو عبادة الحيوان أو عبادة الإنسان أو عبادة الهوى والذات.

تحرير البشر من العبودية لغير الله كان رسالة الأنبياء جميعا التي تركزت وتجسدت في الدين الخاتم الذي بعث به النبي الأكرم الخاتم ليحرر الناس من عبادة الطواغيت حتى يعيشوا أحرارا متساوين فلا يمكن للناس أن ينعموا بظلال الحرية وبنسيمها إذا كان بعضهم يعبد بعضا أو يذل بعضهم لبعض.

هذه هي الفكرة الأولى التي نستخلصها من أهم كتابات القرضاوي والشيرازي ذات العلاقة بالمسألة الإيمانية والأخلاقية القيمية ومن قراءتهما لبعض آيات القرآن. أما الفكرة الثانية فهي التعددية في الخلق، التعددية العرقية والتعددية اللسانية والتعددية الدينية، والتعددية الثقافية، كل هذه التعدديات شرعها الإسلام. المسلم ليس وحده في هذا الوجود، هناك آخرون يشاركونه في الحياة. إذن فثمة تعدد في الخلق.

التعددية العرقية: هناك تعددا في العروق والأجناس والعناصر، يقول القرآن ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (سورة الحجرات:13). خلقناكم من ذكر وأنثى، أي كلكم أولاد رجل وامرأة: آدم وحواء. ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ﴾: هذا الشعب العربي وهذا الشعب الهندي وهذا الشعب التركي وهذا الشعب الإيراني وهذا الشعب الايطالي وهذا الشعب الكندي،.. شعوب وقبائل لتعارفوا، أي لتتفاهموا، لتتعاونوا، لا لتتناكروا ولا لتتصادموا ولا لتتعادوا. هكذا خلق الله البشر عروقا وأجناسا، كلها تنتهي لأب واحد وأم واحدة وتنتمي لرب واحد هو الذي خلقها وسواها -من أسماء الله وصفاته المذكورة في القرآن: اسم الواسع- ثم هذا ما أقره النبي الأكرم الخاتم للألوف المؤلفة من المسلمين في حجة الوداع حينما قال: "أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب" (4).

الأجناس كلها متساوية من وجهة نظر الإسلام، ويجب أن يسعى بعضها بعضا لإقامة المساواة، فلا يحاول جنس أن يطغى على جنس فضلا عن أن يبيد جنسا آخر أو يقصيه.

التعددية اللغوية:التعددية العرقية حقيقة من الحقائق الكبرى في الإسلام، والتعددية اللغوية أو اللسانية هي أيضا، فالله خلق الناس باختلاف ألسنتهم ولغاتهم ولهجاتهم. القرآن يقول ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ (سورة الروم:22)، هذا يتكلم بالعربية وهذا يتكلم بالفارسية وهذا يتكلم بالهندية، وهذا يتكلم بالعبرية… لا بل قد تختلف اللغة الواحدة فتنقسم بدورها إلى عدة لهجات.

يتكلم الناس بلسانهم وبلغاتهم، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ (سورة إبراهيم:4)، حتى الرسالة العالمية رسالة الإسلام ورسالة القرآن ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (سورة الأنبياء:107)، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾ (سورة سبأ:28)، جاءت بلسان عربي مبين، فكيف يقع تبليغها في ما بعد إلى العالم؟ بالترجمة: أي تترجم إلى لغات يستعملها الآخرون حتى يعرفوها، فحوار الحضارات والثقافات والتفاعل فيما بينها يمكن الإنسان من تعلم لغة غيره وتعليم غيره لغته، ومن ثم لابد أن نعترف بأن هناك لغات شتى وألسنة مختلفة يتحدث الناس بها ويتخاطبون ويتفاعلون من خلالها.

التعددية الثقافية:بما أن التنوع ظاهرة كونية، فهو يشمل مختلف جوانب الحياة: الإنساني والحيواني والطبيعي الجغرافي. ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْـزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ. وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ (سورة فاطر:28).يتبين من خلال هذه الآية القرآنية أن الإنسان كلما كان واعيا بحقيقة الاختلاف، باحثا في الكون مكتشفا لأسراره، كلما اتسعت دائرة علمه ومعارفه. والعلماء هم الأكثر تأهيلا، لا لخشية الله فحسب، بل وأيضا لمعرفة واكتشاف حقائق الكون وتنوعه، فهم يعرفون بأبحاثهم ومعاينتهم وتجاربهم واكتشافاتهم وخشيتهم لخالقهم أيضا اختلاف الألوان. والتنوع يعبر عنه القرآن باختلاف الألوان، أي اختلاف الأنواع والأصناف.

ثم من شأن هذا الاختلاف الطبيعي الجغرافي والحيواني والإنساني أن يثري الحياة الإنسانية على كل أصعدة مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. بهذا، ومع إقراره بالتعددية العرقية واللسانية واللغوية، يعترف المنظور الإسلامي كذلك بالتعددية الثقافية. ما دام الناس يتعددون في أعراقهم ولغاتهم وألسنتهم ويتعاملون ويتفاعلون بأساليب مختلفة مع كائنات متعددة الألوان فلابد أن يتعددوا في ثقافاتهم، والمراد بالناحية الثقافية ما يتصل بالحياة ومفاهيمها ونظمها وتقاليدها ومعارفها وتقنياتها وعادات الناس فيها. فالناس يختلفون في أمور شتى: في ملابسهم ومآكلهم ومشاربهم ومساكنهم...

لكل جماعة إنسانية طريقة- وربما طرائق- اتخذتها ومنهج اتبعته في تفاعلها مع محيطها وبيئتها، ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (سورة المائدة:48)، ولذلك قدر الإسلام هذه الاختلافات في ثقافات الناس، ووسع هؤلاء جميعاً. فالناس أحرار في ثقافاتهم وتقاليدهم وأعرافهم وعاداتهم.

ويرى المفكريْن القرضاوي والشيرازي أن الحضارة الإسلامية مثلا، شاركت فيها أنواع عديدة من العناصر والأجناس والأديان المختلفة، وساهمت في إثرائها ثقافات متعددة، فكل بثقافته شارك في تشييدها وازدهارها وكل ترك له بصمة في ناحية من النواحي الحياتية فيها.

هذا التعدد في الإسهامات الثقافية من شأنه أن يغني حضارة ما من الحضارات ويعززها وينميها، وعلى النقيض من ذلك، الحضارة التي تقوم على لون واحد أو شكل واحد أو صورة واحدة فهذه تعد حضارة فقيرة. الحضارة الغنية هي التي تأخذ وتستفيد من الجميع وتقتبس من الكل. هذا ما يعبر عنه بالتنوع أو التعدد الثقافي الثري.

التعددية الدينية:مع التعددية العرقية واللسانية اللغوية والثقافية عموما، نجد أن هناك في الإسلام تعددية دينية، هذه التعددية الدينية مرتبطة بالتعددية الثقافية -التعدد الثقافي ينجم عنه تعدد ديني- ما دام الناس يتعددون ثقافيا فلابد أن يتعددوا دينيا. خلق الله الناس مختلفين، خلق لكل منهم عقلا يفكر به، ومنحه إرادة يرجّح بها، ومنحه ملكات وقوى ومواهب مختلفة على أساسها يختار الناس لأنفسهم ما يريدونه. لو شاء الله أن يجعل الناس كلهم مؤمنين به لفطرهم على التوحيد والإيمان كما فطر الملائكة، ولكن الله خلق من خلقه خلقا مفطورين على عبادته ﴿لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (سورة التحريم:6)، ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ﴾ (سورة الأنبياء:20)، هؤلاء هم الملائكة، وخلق من خلقه نوعا ميّزه بالإرادة وبالاختيار، هو الذي يقرر مصيره بنفسه ولنفسه ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ (سورة الزمر:41)، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا﴾ (- سورة فصلت:46)، ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ (سورة الكهف:29)، ﴿لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ (سورة الفرقان:21)، أعطاه المشيئة والإرادة والاختيار والقدرة ليقرر مصيره ويسلك طريقه، هذا النوع هو الإنسان.

لم يشأ الله أن يجبره على دين واحد ولا على الإيمان به، بل ترك له الحرية في هذه القضية، وأعطاه الأدوات التي يفكر بها وبعث له الرسل وأنزل له الكتب لتعاونه وتساعده على اختيار الطريق الذي يريده أن يسلكه، ولكن ترك له الخيرة. هكذا خلق الله ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ (سورة هود:118-119)، (لذلك) أي وللاختلاف خلقهم، لأنه خلقهم متغايرين في الفكر والإرادة فلابد أن يتغايروا في الدين الذي يختارونه، ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (سورة يونس:99)، لا يكره الناس على دين ما أو على عقيدة معينة. نوح عليه السلام، على سبيل الذكر لا الحصر، قال لقومه ﴿أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾ (سورة هود:28)، أنلزمكم بالهداية ؟ لا بل أنتم أحرار في هذا المجال.

التسامح مع غير المسلم:خلق الله الناس على أديان مختلفة ويجب أن يسع أهل الأديان بعضهم بعضا. لا يجبر أناس على أن يتركوا دينهم ليعتنقوا دينا آخر، لم يأت الإسلام بهذا، لأنه ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ (سورة البقرة:265)، ولذلك يحث الإسلام المسلم أن يسع المخالفين، لا أن يقهرهم على أن يتبعوا دينا واحدا، سواء كان ذلك الدين دينه هو أو دين غيره. كما لا يسمح الإسلام لأحد أن يقهر معتنقيه على ترك دينهم أو أن يمنعهم من طاعة ربهم. هذه التعددية الدينية هي التي قررها الإسلام منذ العهد المكي وفي العهد المدني أيضا.

نجد أن هناك سورة في القرآن جمعت بين أمرين قد يظنهما بعض الناس متناقضين، الاعتزاز بالدين إلى أقصى حد والتسامح مع المخالف إلى أقصى حد، هذه السورة هي سورة الكافرون. السورة الوحيدة التي خاطب الله فيها غير المسلمين في حياتهم الدنيا بعنوان الكافرين، فمن عادة القرآن أن يخاطب غير المسلم دائماً بـ (يا أيها الناس، يا بني آدم، يا عبادي، يا أهل الكتاب...) لكن ورد في هذه السورة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ (سورة الكافرون:1-2). ويعود سبب نزولها لقصة مساومة المشركين للنبي الأكرم الخاتم. كانوا يساومون النبي ويفاوضونه على أن يعبد آلهتهم مدة زمنية ويعبدوا إلهه مدة أخرى، وهذه المساومات أراد القرآن أن يقطعها بقرار حاسم واضح جلي، ولذلك قال ﴿لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ (سورة الكافرون:2-6)، هذا التكرار والتأكيد يتبعه في نهاية السورة هذا التسامح العجيب ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ (سورة الكافرون:6).

العقائد اختيار محض: قد يظن بعض الناس من المسلمين أنه ليس هناك دين غير الإسلام، لا، بل هناك أديان أخرى، والواقع يؤكد هذا المعنى، فأهل الكتاب مثلا لهم دينهم، ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ﴾ (سورة النساء:171)، هذه الأديان الأخرى وسعها الإسلام، وعاشت في ظلاله قرونا والمسلمون آنذاك بفتوحاتهم وتوسعاتهم كانوا في مرحلة قوة وكانوا هم قادة العالم ولهم القوة الأولى في الدنيا، كانوا يستطيعون أن يفرضوا على الناس دينهم فرضا ويكرهونهم على الإسلام كرها، لم يحدث ذلك أبدا، وإن حدث فالفعل مردود على فاعله، لأن الإسلام لا يقبل إيمانا فيه شبهة إكراه، لابد للإيمان أن يكون اختيارا محضا، ولذلك لم يجبر غير المسلمين في وقت من الأوقات على دخول هذا الدين، وهذا ما قرره بعض المستشرقين الغربيين أنفسهم مثل توماس أرنولد (5) بقوله: "لم يحدث في تاريخ المسلمين أن جماعة أجبرت على أن تدخل في الإسلام إكراها"، تركوا هؤلاء وعاشوا في بلاد المسلمين أهل ذمة لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، لهم كنائسهم ولهم بيعهم ولهم نواقيسهم ولهم أزياؤهم... ما أجبر أحد على أن يغير زيّه ليكون مثل المسلمين، بل بالعكس، ما دام الإسلام قد تركه لدينه وضمن له حرية الاعتقاد فمن حقه أن يعيش بدينه وأن يقيم شعائره وأن يؤدي واجباته وأن يرعى حقوقه، وهذا من ثمرات إقرار التعدد واحترام مبدأ التسامح.

إن التعددية الدينية تحتاج إلى التسامح، وقد يتساءل البعض: كيف يتسامح الإنسان وهو يعتقد أن دينه هو الحق وأن دين غيره هو الباطل؟ وإذا كان يعتقد هذا كيف يتسامح مع غيره ؟ لعل الإجابة تكمن في أن هذا الأمر يعد من روائع ما جاء به الدين الحنيف، أنه برغم اعتزاز معتنقه بإسلامه ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (سورة فصلت:33)، رغم اعتزازه بالإسلام ومباهاته بالإسلام ومغالاته بالاعتزاز بهذا الدين فإنه قد غرس فيه من العقائد والمفاهيم والأفكار ما يجعله يتعايش بتسامح منقطع النظير مع المخالفين له.

من هذه المفاهيم والأفكار الأساسية أنه بين أن اختلاف الناس واقع بمشيئة وإرادة الله الخالق، الله هو الذي أراد الناس كذلك ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾ (سورة التغابن:2)، هكذا خلق الله الناس وأن هذا واقع بمشيئته، ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة، وما دام هذا بمشيئة الله التي لا تنفصل عن حكمته - من أسماء الله وصفاته المذكورة في القرآن: اسم الحكيم - فمن العبث أن يقاوم الإنسان مشيئة الله، لأن مشيئة خالقه وبارئه هي النافذة وهي الغالبة وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

الأمر الثاني، أن الإسلام يكرّم الإنسان من حيث هو إنسان، الإنسان من حيث آدميته مكرم في الدين الإسلامي، ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ (سورة الإسراء:70)، الله أوجد الإنسان وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعاً، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة وجعله في الأرض خليفة، فبذلك يصير الإنسان هو محور هذا الوجود، كرمه الله بغض النظر عن لون بشرته أو شعره أو عينيه، بل بغض النظر عن دينه أي دين هو معتنقه. جاء في المدونة الحديثية النبوية (6) أنّ أناسا مرّوا بجنازة إنسان ميت فقام لها النبي الأكرم الخاتم واقفا، فقالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، هل تقوم احتراما لها؟ فقال النبي: (أليست نفسا؟). أليست نفسا بشرية؟ فما أروع الموقف وما أروع التعليم وما أعظم الأخلاق. النفس البشرية تكرّم لأنها نفس بقطع النظر عن دينها. وهكذا، النفس الإنسانية مكرمة معصومة مصونة، ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (سورة المائدة:32). هذا هو الأمر الثاني الذي يعالج به الإسلام التعصب ويسعى لمحوه من نفسية الفرد ليغرس فيها التسامح والأفق الواسع.

الأمر الثالث، هو أنّ الإسلام يأمر بالعدل - من أسماء الله وصفاته المذكورة في القرآن: اسم العدل - مع الناس جميعاً، لا وبل مع كل الكائنات وفي كل حالة وهيئة: مع المحب أو غير المحب، مع القريب أو البعيد، مع الصديق أو العدو، مع المسالم أو المحارب، مع المسلم أو غير المسلم، فالعدل للناس جميعاً بدون استثناء، ولذلك تجد القرآن يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾ (سورة النساء:135)، هذا عدل مع المحب أو القريب، ويقول في آية أخرى في شأن البغيض أو البعيد ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا﴾ (سورة المائدة:8)، –لا يحملنكم شنآنهم أي شدة بغضهم لكم أو شدة بغضكم لهم، لا يحملنكم هذا على ألا تعدلوا– ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ (سورة المائدة:8)، لأن العدل مع الجميع وللجميع، وبهذا يغرس الإسلام روح التسامح مع المخالفين، بلا حيف ولا تضييق، يعاملهم بالعدل ويعاملهم بالرحمة ويعاملهم بالقسطاس المستقيم، بما أن الأرض تسع الجميع والله الرحمان وضعها للأنام.

لقد حاولنا أن نتوقف في هذه الورقة عند بعض تجليات التعددية في الإسلام كما تبرز من خلال إسهامات المفكر يوسف القرضاوي والمفكر محمد الشيرازي، ولا نحسب أنّنا أتينا عليها جميعا، لكننا ركزنا على أهمها من وجهة نظرنا، فالموضوع طويل ويحتاج إلى كتابات ممتدة وعميقة ومتأنية تقرب من تحديد معالم قضية التعدد وذلك بتوفر عنصر أساسي، ألا وهو ضرورة قراءة جميع الآيات القرآنية التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بمسألة الاختلاف. ويمكن القول بأن المنظور الإسلامي المعاصر، خصوصا بالتركيز على مصدره الأساسي (القرآن الكريم)، يقرّ التعددية بكل صورها وألوانها ويبين للمسلمين وغير المسلمين أن الحياة تتسع للموافق والمخالف، للمتمذهب ولللاّمتمذهب، للمتدين ولللاّمتدين، على قاعدة الاحترام المتبادل.وأنّ التّعددية -مهما اختلفنا في تعريفها وتفسيرها وتحديد مدلولها- تمثل قيمة أخلاقية عليا تنشدها الإنسانية وتتطلع إليها. ونستطيع أن نخلص بأن الاختلاف حقيقة كونية وفريضة شرعية أقرّها الإسلام. فإذا وصلنا إلى هذه النتيجة أيقنا أنّ الذين يتحدثون عن زوال هذا الاختلاف أو نفي وجوده أصلا وعن اجتماع الناس على رأي واحد غير منصوص عليه بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، وهو الذي يمثل ثوابت الإسلام وأركانه، كلامهم يحتاج إلى نظر حيث يصعب إثباته أو تطبيقه، وهو ما لم يحدث حتى في عهد أصحاب النبي الأكرم الخاتم الذين اختلفوا والرسول بينهم يتنزّل عليه الوحي. فالإنسان لا يمل من هذا الاختلاف سواء كان في أمور شرعية أو أمور حياتية صرفة، ما دام ذلك بعيدا عن التنازع المفضي إلى التفرقة والشقاق والبغضاء والبغي والإجرام. بل من المهم أن يكون هذا الاختلاف منهج حياة يطبقه الزوج والزوجة في بيتهما مع أولادهما وتطبقه المؤسسات على اختلافها وتنوعها بداية من الأسرة، النواة الأولى لبناء المجتمع، وصولا إلى مؤسسة الدولة أو مجموعة الدول أو العالم بأسره، وذلك لتوطيد قيم الحوار والتسامح اللذان يعدّان من أرقى الروابط السامية للاجتماع البشري.

الهوامش:

1- انظر الموقع الالكتروني الخاص بيوسف القرضاوي بالإضافة للكتب التالية:الحرية الدينية والتعددية في نظر الإسلام، دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي، في فقه الأقليات المسلمة، تاريخنا المفترى عليه. والموقع الالكتروني الخاص بمحمد الشيرازيبالإضافة للكتب التالية: الحرية في الإسلام، الأخلاق الإسلامية، العدالة الإسلامية، السبيل إلى إنهاض المسلمين.

2- الاختلاف في القرآن ورد على معنيين: معنى مذموم ومنهي عنه، ويقصد به التنازع الذي يؤدي إلى التفرقة والشقاق والبغضاء والبغي والجرم؛ ومعنى محمود مطلوب، ويقصد به التعدد والتنوع الذي من شأنه أن يثري الحياة في شتى مجالاتها ويؤدي إلى التعارف والتفاعل مع الآخر المغاير وتبادل التجارب معه فيكون من ثمرته التناغم والتناسق والتعاون، وهذا ما نعنى به في هذه الورقة.

3- انظر يوسف القرضاوي: الإيمان والحياة، محمد الشيرازي: ما هو الإسلام؟

4- كتاب صحيح البخاري وكتاب صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله الأنصاري.

5- توماس آرنولد ، الدعوة إلى الإسلام: بحث في تاريخ نشر العقيدة الإسلامية، نقله إلى العربية د. حسن إبراهيم حسن وزميلاه.

6- كتاب صحيح البخاري وكتاب صحيح مسلم عن سهل بن حنيف وقيس بن سعد.

 

أخبار ذات صلة