من مقدمة الكتاب، نكتشف أهمية بلاغة الإقناع التي لا تنفصل عمَّا يجري في العصر الراهن؛ فالإقناع أبرز إشكالية في عالم يعرف تقدما سريعا ومتواصلا في وسائل الاتصال والتواصل والإعلام. ومن المفترض في هذا التقدم أن يسمح بالحوار والاختلاف والتعدد، وأن يرسخ ثقافة التواصل والإقناع بعيدًا عن كل أشكال التوجيه والهيمنة. إلا أنَّ الملاحظأننا ننتقل من عالم تتعدد فيه الخطابات والأفكار والرؤى، ويمارس فيه التواصل والحوار والإقناع، إلى عالم ينزع إلى خطاب ذي نزعة شمولية كليانية.. لهذا؛ يأتي هذا الاهتمام محكوما بوعي حادٍّ بمسيس الحاجة إلى ثقافة التواصل والإقناع؛ لأنهاتشكِّل البديل الإنساني عن العنف والتطرّف؛ فتجديد الصلة بالإقناعينطوي على إعادة الاعتبار للممارسة الحوارية ولقيم الاختلاف والتفاعل، والتي قد تكون بديلا عن الانهيارات والكوارث وأشكال العنف المميِّز للمشهد العالمي الراهن.
استــــمـــع للــحــلــقــة ←
التعليق الصوتي والإخراج: بدر البلوشي
التدقيق اللغوي: د.ناصر أبو عون