تراث شعراء الرسول ﷺ «نظرة على المصادر»

said-alamri-T8FuXFvGLMU-unsplash.jpg

فيصل الحفيان(1) | مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة.

يعد تراث شعراء الرسول ﷺ موضوعًا بكرًا لم يجد حتى الآن العناية التي تليق به على مختلف الأصعدة: صعيد الجمع أولًا، وصعيد الدرس آخرًا. وإنَّ تفرُّقَ هذا التراثِ وتوزُّعَه على المصادر يجعلُ منه مجردَ أجزاءٍ متناثرةٍ تخدمُ السياقاتِ والأغراضَ التي قصد إليها أصحابُ هذه المصادر؛ لكنه - بالتأكيد - لا يقدمها على أنها مادة علمية قَمِينَةٌ بأن تُقصد قصدًا، وأن يُقام عليها درسٌ خاصٌّ؛ ذلك أنها موردُ غنًي يفتح آفاقًا معرفية واسعة ما كانت في الحسبان، وهي في صورتِها الأولى المبعثرةِ في المصادر، حيث لا رابطَ ولا وحدة موضوعية من أيِّ نوعٍ تمكِّنُ الباحثَ من تركيبِ صورةٍ علميةٍ في العقل العلميِّ، الذي يتطلَّعُ إلى استكشافِ تلك المرحلةِ المبكِّرةِ والمهمةِ من حياة المسلمين، وحياة الدين الجديد الذي جعل منهم "أمةً" لها كَيْنونتُها التاريخيةُ والحضاريةُ.

من هنا تأتي أهميةُ إلقاءِ نظرةٍ على هذه المصادرِ، بوصْفِها مَظِنَّةَ مادةٍ شعريةٍ ذاتِ خُصُوصيةٍ من جهةٍ، وذاتِ أهميةٍ من جهة أخرى. وهي نظرةٌ لا تَسْتَشْرفُ - بداهة - إلى أنْ تَبُلَّ الصَّدَى؛ لسبب قريب، هو أن البحثَ ليس بإمكانِه أنْ يَسْتَوْعبَ المساحةَ الواسعةَ للموضوع، ولا أنْ يُحيطَ بأبعادِه المتراميةِ، فالمصادرُ كثيرةٌ ومتنوعةٌ تنوُّعًا كبيرًا، ثم إنَّ منها مصادرَ ما زالتْ مخطوطةً، وهذه الأخيرةُ قضيةٌ وَحْدَها، فهي بحاجةٍ إلى تتبُّعِها في المكتباتِ والفهارسِ أوَّلًا، وهي بحاجةٍ - أيضًا - في خطوةٍ لاحقةٍ إلى تحقيق؛ ليمكنَ بعد ذلك الحديثُ عن استخلاصِ ما فيها ودَرْسه.

إن ما يشغلنا في هذه العجالةِ البحثيةِ ليس هو شعراءَ الرسولِ ﷺ ولا التراثَ الذي تركوه، إنما المصادرُ التي ذُكر فيها هؤلاء الشعراءُ، واحتوَتِ الشعرَ الذي تركوه؛ لتأتي من بَعْدُ بحوثٌ أخرى، تتوقَّف عند هؤلاءِ الشعراءِ وتراثِهم. والفَرْقُ ظاهرٌ، والحدودُ واضحةٌ.

نِطاق البحث

يُركِّزُ هذا البحثُ على نقطتين:

الأولى: نظرة عامة على المصادر التي تضمنت تراث شعراء الرسول ﷺ من عدة جهات:

  • جهة انتماءاتها المعرفية.
  • وجهة خصوصية السياقات التي ترد فيها المادة الشعرية.
  • وجهة تفاضلها من حيث غناها بهذه المادة.
  • وجهة الخدمات التحقيقية التي حظيت بها، مما ينعكس إيجابًا أو سلبًا على إمكان الوصول إلى "المادة" والإفادة منها.

والأخرى: نظرة خاصة على أحد هذه المصادر؛ لتقديمه نموذجًا، واستعراض ما فيه من "مادة".

وسوف نستبقُ النقطتين بتمهيد، فيه بعض ملحوظات تتصل بهذه المصادر.

1.

تمتلئ المصادرُ - على تفاوتٍ بينها - بالشعر الذي نُسب إلى الشعراء الذين أحاطوا بالنبي ﷺ وكانوا قريبين منه، ويرجع التفاوتُ إلى أسبابٍ كثيرةٍ؛ منها طبيعةُ المصدرِ وغرضه، فلا شك أن هناك فرقًا بين المصادر التاريخية التي تنشغل بالحدث وصاحبه وما يتصل بهما، والمصادر اللغوية مثلًا التي تهتم بالألفاظ والمعاني والقواعد. في هذا النوع الأخير وما يقرب منه يَرِدُ الشِّعر للاستشهاد؛ تأييدًا، أو نفيًا للفظ، أو للمعنى، أو للقاعدة، أو للظاهرة عمومًا، ويكون في الغالب محدودًا ببيت أو أبيات معدودة؛ إذ إنه ليس غرضًا أصيلًا للمصدر، ولا مسألة أساسية من مسائله.

على أن هذا التفاوتَ لا يُقلل من أهمية هذه المصادر؛ فهذا المصدر أو ذاك الذي قد يزهد فيه الباحث، ويرى أن ما فيه قليلٌ لا يستحق عناءه؛ قد تكون فيه مادة شعرية تعزَّ في غيره، وربما ينفرد بها.

ولذلك فإن المصادر جميعًا يجب أن تحظى باهتمام الدارس للتراث الذي تركه شعراء الرسول ﷺ، مما يعني ضرورة أن يعود إليها للرصد والجمع أولًا، وهو عمل جليل في حدِّ ذاته، ثم للدرس والتحليل آخِرًا، وهو درس وتحليل متعدد الجوانب: ديني، وتاريخي، وأدبي ولغوي، وحضاري بصفة عامة.

وعلى الرغم من اختلاف الأغراض التي خاضَ فيها شعراء الرسول ﷺ ويمكن استقراؤها في المصادر المختلفة؛ فإنها تصب جميعًا في خدمة أغراض معرفية متقاربة؛ نظرًا لارتباطها بمرحلة تاريخية محددة من ناحية، ولأنها من ناحية أخرى نابعةٌ من مناخ الدين الجديد (الإسلام)، الذي صبغ الحياة العقلية والشعرية للمسلمين، بل للإنسان الذي عاش تلك الحقبة حتى لو لم يدخل الإسلام.

ثم إنَّ كلَّ غرضٍ من هذه الأغراض هو في حدِّ ذاتِه محلُّ دَرْسٍ، بعد تنزيلِه مَنْزِلَه من الفنِّ الشعري، وما يتصل بذلك من الجدل الذي يحدث بينه وبين صاحبه واهتمامه وظروفه والقضايا الموضوعية والتاريخية الخاصة به.

ومن مجموع هذه الأغراضِ لن نصل فحسب إلى رسم صورة الشاعر التاريخية والفنية؛ بل إننا سنصل إلى صورة أشمل للجماعة التي ينتمي إليها، وللزمان والمكان اللذيْن عاش فيهما.

ولن يتأتَّى ذلك بالطبع إلا من خلال المصادر، فنحن إزاء الدرس التاريخي بعامة مضطرون إلى المصدر (الوثيقة)؛ فهي نافذتُنا إلى المعرفة، حيث لا معاينةَ، ولا تجربةَ.

قديمًا قالوا: الشعر ديوان العرب، وهي مقولة صادقة، وإذا كان الشعر هو ذلك الذي قيل في زمن النبي ﷺ وأصحابه؛ فإننا نكون أمام ديوان الدعوة الإسلامية الأول، وتلك الحقبة المهمة. وإن كلمة "ديوان" التي جاءت في المقولة الآنف ذكرُها قُصد بها "الكتاب"؛ إذن الشعرُ كتابُ العرب، والمصدرُ أو المصادرُ التي يُعْنَى بها هذا البحثُ هو - أيضًا – كتابٌ؛ فكأننا -بدراسة الكتب التي احتوتْ تراثَ شعراء الرسول- إنما ندرس الكتب (المصادر)؛ لنصلَ - كذلك - إلى ما فيها من شعر، هو بدوره كتبٌ تعكسُ حياةَ الإسلام والمسلمين.

2.

يمكن أنْ نُقسِّم مصادرَ تراث شعراء الرسول ﷺ إلى نوعين:

النوع الأول: نوع منفرد مستقل خالص لهذا التراث، وهذا النوع شعبتان:

الشعبة الأولى: الدواوين التي جمعت قديمًا في المخطوطات العربية، وهي بين أيدي الباحثين اليوم، من مثل: ديوان حسان بن ثابت، وديوان كعب بن زهير، وديوان عبد الله بن رواحة... وغيرهم.

والشعبة الثانية: الدواوين التي جُمعتْ جمعًا حَدِيثًا معاصرًا على أيدي الباحثين المحدثين من المصادر المختلفة.

وهذه الأخيرة لا تسمى اصطلاحًا "دواوين" وإنما هي "شعر" (مجموع).

والنوعان معًا: -الدواوين، والشعر- ليسا جامعين مانعين، في الديوان، ولا في "الشعر"، ويرجع ذلك إلى أن الدواوين التي جمعت قديمًا لا تحيط بكل شعر الشاعر؛ لأسباب عديدة، وكذلك الحال في الأشعار المجموعة. وهذا ما يفسر لنا كثرة المستدركات على الدواوين والأشعار المجموعة، حتى أصبحت هذه المستدركاتُ ظاهرةً لا تخطئها العينُ، وقد شاهدها بعضُ الباحثين اليوم وعرَّفوا بها.

النوع الثاني: المصادر العامة:

وهذه هي بيتُ القصيدِ، فإذا كنا مع النوع الأول مع مصادر جاهزة للدرس، فنحن مع النوع الثاني أمام بحْرٍ من المعرفة، علينا أنْ نُبْحر فيه؛ لنعثرَ على بُغْيتِنا من تلك المادةِ الشعريةِ الخاصة.

نحن إذنْ مع خطوة أولى ينبغي أن ينصرف إليها نفرٌ من الباحثين؛ لاستعراضِ تلك المصادرِ، وجمعِ الشعرِ منها وتحقيقِه أولًا، قبل أنْ تبدأ عمليةُ الدَّرْسِ.

على أنَّ العملَ في هذه المصادرِ يتطلَّبُ أنْ نُعرِّفَها، ولن تتحقَّقَ المعرفةُ إلا بعد أنْ نَنْظرَ أولًا إليها؛ لنُحَدِّدَ الدائرةَ، أو الدوائرَ المعرفيةَ التي تَنْتمي إليها، ثم ننظر ثانيًا؛ لنستكشفَ مدى تفاضلِها في احتوائِها على المادة الشعريةِ التي هي غايتُنا، ربما اعتمادًا على الدائرةِ المعرفيةِ التي تنتمي إليها، ثم نستكشفُ طريقةَ معالجةِ هذه المصادرِ للمادة، وخصوصيةَ السياقاتِ التي تَرِدُ منها، وذلك كلُّه مما يخدمُ الباحثَ.

3.

ليس بالإمكانِ الحديثُ عن مصادر تنتمي إلى حقْلٍمعرفي واحد، أو حقولٍ معدودة، هي مظنة هذا التراث؛ وذلك يرجع إلى عدة أمور، أقربُها أن التراثَ العربي الإسلامي هو في بنيتِه العميقةِ تراثٌ موسوعيٌّ، لا حدودَ فيه بين ألوان المعرفة، ولذلك فإنك تجد في كتاب الطب أدبًا، وفي كتاب الأدب فقهًا، وفي كتاب الفقه شعرًا... إلخ. هذه هي القاعدة. أما فيما يخص "تراث شعراء الرسول" تحديدًا؛ فإن الأمر ينبغي أن نُخضع فيه المصدر للنظر، وسنجد أن هذا التراث داخل في نسيج الحقول المعرفية المختلفة.

أحد الباحثين(2) أعدَّ قائمة ذيَّل بها بحثًا تحت عنوان "شعراء الدعوة الإسلامية في عهد الرسول ﷺ"، وقد احتوت قائمته على (196) شاعرًا، أعقب كل اسم بالإحالة على مراجع ترجمته، وأيضًا الإحالة على المراجع التي ورد فيها شعره. وقد قصد في بحثه وقائمته شعراء الدعوة تحديدًا، وبيَّن المراد بـ"الدعوة" فذكر أنها تشمل عشرة أغراض:

ذكر: اعتناق الإسلام والفخر بالإيمان والهداية، التوحيد وتسفيه الاعتقاد بالأصنام وعبادتها، حَمْد الله وشكره والابتهال إليه، شعر المواعظ والحَضّ على الخُلُق الإسلامي، حَضّ العشيرة على الدخول في الإسلام، مدح الرسول ﷺ ومدح الصحابة رضوان الله عليهم، الرد على شعراء المشركين واليهود وهجاءهم، شعر الجهاد ووصف المعارك الحربية والفخر بالبلاء فيها، رثاء شهداء المسلمين، حض العشيرة على التمسك بالإسلام (أيام الرد).

وهو قَصْدٌ لا يتطابق مع قَصْدِنا في بحثنا هذا، فنحن نريدُ تراثَ شعراء الرسول ﷺ بإطلاق، بمعنى أننا نودُّ أن نلفتَ إلى نتاجهم، أيًّا كان غرضُه: دعوة، أو غير دعوة.

نعم غرض الدعوة أو موضوع الدعوة ذو أهميةٍ؛ لأنه هو الجديد الذي أحدثه الدين الذي استقطب هؤلاء الشعراء، لكنَّ الأغراضَ الأخرى ذاتُ أهمية أيضًا؛ لأنها تكمل صورة التراث الشعري في تلك الحقبة بصفة عامة، وتراث هؤلاء الشعراء بصفة خاصة. بل إنَّ شعر الدعوة -الذي يمكن أن نطلق عليه الشعر الديني- يحتاج ضرورة أن ننظر في غيره مما صدر عن الشعراء أنفسهم، لعدة جهات:

  • جهة النظر إلى المساحة التي شغلها شعرُ الدعوةِ نفسُه.
  • وجهة المشتركات التي تجمعه بالأغراض الأخرى. وهي مشتركات تتنزل منازلها في ألوان الدرس الشعري والتاريخي والاجتماعي، ويترتب على ذلك بالضرورة الكشف عن نقاط الافتراق أيضًا.

على أن اختلافَ المجالِ أو لنَقُلْ: سعةَ المجالِ لم يمنع من الإفادة من قائمته؛ إذ إن الموضوعَ الأساسيَّ واحدٌ؛ إذ شعراء الدعوة في عهد الرسول ﷺ هم شعراء الرسول، واتجاه الأول إلى موضوع الدعوة، وتركيز الآخر على المصادر لا يباعد بينهما كثيرًا.

إنَّ عددَ الشعراء الذين أحصاهم الأستاذ حاتم غنيم ليس دقيقًا، إذا ما وضعنا في الحسبان أنه محكومٌ بالمراجع التي اعتمدها، وبالدائرة الموضوعية التي حددها. ولو أنَّنا نظرنا في مراجع أخرى، ووسَّعْنا الدائرةَ؛ لتشملَ نتاجَ شعراءِ الرسول ﷺ بغضِّ النظر عن الموضوع؛ فإن الرقم - بلا شك - سيزيد كثيرًا، وربما يتضاعف، بل إن الأستاذ حاتم نفسه اعترف أنه حتى في الدائرة التي اختارها ما زال الأمر محتاجًا إلى جهد آخر "وما أردت لعملي هذا إلا أن يكون نواة يضيف إليها الباحثون ما يقعون عليه في أثناء دراساتهم من شعراء فاتني إدراجهم ممن لم أقع عليه، أو سهوت عنه، لعل هذه المجموعة تصبح إلى الكمال أقرب؛ وبالغرض أوفى، وعلى الباحثين أجدى"(3)

وقد أردت أن أضيف إلى النواة لكن من جهة أخرى غير جهة إحصاء الشعراء، هي جهة تصنيف المصادر التي جاء ذكر هؤلاء الشعراء فيها؛ لبيان مدى انتشار تراثهم.

عدَّ حاتم غنيم (36) مصدرًا، وقد قمت بتصنيفها على النحو الآتي:
 

التصنيف

العدد

أسماء الكتب ومؤلفيها

كتب السيرة النبوية

2

"السيرة النبوية" لابن هشام، "الروض الأنف" للسهيلي.

كتب الأسماء والتراجم

8

"الاستيعاب"لابنعبد البر، "الإصابة" لابن حجر، "سير أعلام النبلاء" للذهبي، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة، "الطبقات" لابن سعد، "طبقات فحول الشعراء" لابن سلَّام، "المؤتلف والمختلف" للآمدي، "النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي.

كتب التاريخ

8

"تاريخالطبري""تاريخ المسعودي"،"تاريخ ابن الوردي""البداية والنهاية" لابن كثير، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، "العِبَر" لابن خلدون، "حُسن المحاضرة" للسيوطي، "حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصبهاني.

كتب الأنساب

2

"جمهرة نسب قريش" للزبير بن بكار، "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم.

كتب البلدان

1

"أخبار مكة" للفاكهي.

كتب التفسير

1

"تفسير الطبري".

المجاميع الشعرية

5

"الأصمعيات"، "حماسة أبي تمام"،"شرح أشعار الهُذليين"،"شرح الحماسة" للمرزوقي، "حماسة البحتري".

كتب الأدب

10

"الأغاني" للأصفهاني، "الأمالي" للقالي، "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد، "العمدة" لابن رشيق، "العقد الفريد" عبدربه، "زهر الآداب" للحصري، "المحـاسـن والمسـاوئ" للبيهقي، "المعارف" لابن قتيبة، "سمط اللآلي" للبكري، "نهاية الأرب" للنويري.

كتب اللغة

1

"مجالس ثعلب".

كتب النحو

3

"شرح شواهد المغني" للسيوطي، "المقاصد النحوية" للعيني، "خزانة الأدب" للبغدادي.

متفرقات

1

"كتاب الأصنام" للكلبي.

وإذا ما نظرنا إلى هذه المصادر بوصْفها عَيِّنةً، فإن بالإمكان القول: إنَّ مظانَّ تراثِ شعراء الرسول ﷺ ، أو إن هذا التراث أكثر حضورًا في: كتب التاريخ والتراجم والأدب، ثم في المجاميع الشعرية وكتب النحو، ثم كتب السيرة والأنساب، وأخيرًا أنواع الكتب الأخرى.

قد لا يكون هذا الحكم دقيقًا تمامًا، لكن لدينا مؤشِّرٌ يصح أن نستند عليه ونسترشد به.

ثم إن هناك مقاربة أخرى تعطي مؤشرًا مهمًّا، تتمثل في عدد مرات تردد المصدر مع الشعراء الـ (196) الذين تضمنتهم القائمة. وقد قيدت هذه الظاهرة، فكانت النتيجة:
 

اسم المصدر

عدد مرات تردده

الإصابة

142

الاستيعاب

34

خاتمة

نحسَبُ أن الحديث عن إِرث شعراء الرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالُ يحتاج منَّا إلى مزيد بحث وتقصٍّى، ولكننا في الوقتِ نفسِه نحسبُ أننا أضَفْنا إضافةً جديدةً تَنْضافُ إلى رصيد الأبحاث التي تناولت الحديثَ عن هذا الموضوع، وكما قيل قديما: «يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق». على أننا نأمل أن يتاح لنا الوقت والمكان؛ لنستقصيَ ونكملَ الحديثَ عمَّا جاش في الصدر وحُفظ في الخاطر وكان مُتعلِّقًا بهذا البحث، الذي اكتفينا فيه الآن بلفت الأنظار إليه وبعْثِه من جديد؛ للتوطئة له، ولتحديد مصادره وتصنيفها.

...

المصادر والهوامش:

  1. مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة.
  2. حاتم غنيم.
  3. حاتم غنيم: شعراء الدعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، عدد (15)، يناير 1982م ص 8.

 

أخبار ذات صلة