يرى علماء الاجتماع أنّ الحديث عن تجليات المدنية الإسلامية يُعدّ تناقضاً لفظياً من منظور فهم الحداثة الأوروبية فهماً تقليدياً، والأسباب وراء تمثيل الإسلام معظم الوقت نموذجاً حضارياً يقابل بدقة المسار التاريخي الأوروبي لتحولات الدين وعلاقاته بالسلطة المجتمعية والسياسية. وهو أمرٌ لا يمكن اختصاره في مظاهرعدم التماثل الثقافي أو اختلاف القيم والمدارك، كما لا يمكن تفسير الأمر أيضاً عبر ما يُزعَمُ من وجود نقص في التقاليد الإسلامية لتحويل التوتر الموروث فيعلاقة الله بالإنسان إلى تمايُز مُثمر اجتماعياً ومؤثّر سياسياً للمجالات المجتمعية.ومن ثَمَّ فإنّ الميل الغربي لإدراك الإسلام بوصفه آخَر مُريحاً يسهُلُ فهمُه إنما يعتمد في الواقع- وللمفارقة- على القرب التاريخي،وكثافة تفاعل الغرب وتنافُسه مع العمران الإسلامي ومراكزه السياسية، أكثرمن اعتماده على ما هو مزعوم من أي مسافةٍ وغيرية ثقافية.
استــــمـــع للــحــلــقــة ←
التعليق الصوتي والإخراج: بدر البلوشي